أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مظفر خطاوي - الاسلام عقيدة ....... والديموقراطية عقد















المزيد.....

الاسلام عقيدة ....... والديموقراطية عقد


مظفر خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 00:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلام عقيدة.... والديموقراطية عقد
لا اعتقد ان مهفوم العقد الاجتماعى الذى وضعه جان جاك روسو فى عام 1762 هو بداية التفاهم البشرى كما يعتقد البعض وانما هو التلخيص والتنظير لمجل السعى البشرى السابق على تاليف هذا الكتاب لتاسيس اشكال من العلاقات التى تنظم التعايش السلمى فيما بين افراد المجتمع من ناحية وبين الفرد ومؤسسات الدوله من ناحية ثانية صحيح ان كتاب (العقد الاجتماعى) اسس من ضمن جملة كتب اخرى لما اطلق عليه بعصر العقل وقد ساهمت كتب جان جاك روسو ورسائله فى المساهمة الفعالة فى تفجير الثورة الفرنسيه فيما لكن حكمة العقد الاجتماعى المستخلصة من التجربة الانسانية هو
أن يثبت إنهُ يستحيل في المجتمع الحر أن يحكم أي إنسان من قبل أي إنسان آخر، وكيف إن كل فرد هو في آن معاً حاكما ومحكوما حاكم بمعنى انه هو الذى يعين الحاكم بالوكالة ومحكوم بالقوانين التى ساهم هو نفسه بوضعها وعليه الخضوع لها، وإن السلطة الشرعية لابد أن تتبثق عن موافقة المحكومين، وإن السيادة تكمن في الإرادة العامة لاجتماع الأمة، وإن الذين يشغلون منصباً عاماً لا يؤدون مهامهم بمقتضى حقهم الخاص، أو حق موروث، وإنما بمقتضى سلطة أوكلتها إليهم الامة، سلطة تمنحها هي اليهم وتسحبها منهم عند التقصير فلا قدسية لمسؤول الا فى حدود اخلاصه للمواطن
يطلق على هذا النوع من العلاقة المجتمعية بالعلاقات الديموقراطية وهى عقد اجتماعى بين مكونات الشعب ومن ضمهنا الدولة كمؤسسة اجتماعية وليست مؤسسة سلطوية خالصة, هذا الشكل من العلاقات المجتمعية وعلاقة المجتمع بالدولة خضع لتحولات مديدة وشائكة ومريرة ايضا على مر التاريخ البشرى خاض فية المجتمع والفرد صراعا دمويا مع الدوله كاداة قمع حتى حولها الى اداة ضبظ اجتماعى وتنظيم اداري وتحول شكلها من الصيغة المفروضه فوقيا كحق الهي للحاكم الى الشكل التواضعى التوافقى بين مكونات المجتمع وطبقاته المتصارعه وهو نضال على الاعم خاضته الطبقات المسحوقه والمهمشه والمعدمة ويمكننى الادعاء بأن جميع الثورات على مر التاريخ هى لتعديل العلاقة بين الحاكم والمحكوم من خلال الاطاحة بشكل الدولة القديمة وتحويل مفهومها وتغيير صيغتها وانشاءها بشكل مغاير وجديد تتضمن عدلا اوفر و استحواذا اقل على الثروة وتوزيعا عادلا للمال العام و قمعا مقوننا ومنوطا بحكم المؤسسات الدستورية و القضائية .
هذه الصيرورة التى آل اليها الوضع البشرى تمت بفعل نضال شعبى وجهد بشرى و وبفعل عناء انسانى طويل
اى ان الذى يحدد طبيعه المجتمع هو النضال الانسانى وسعى الانسان لتحسين ظروفه الاجتماعية(ليس للانسان الا ما سعى) وشروطه الانسانية وفق مطالب اجتماعيه تغييرية تصوغها النخب الاجتماعية التى تستشرف اهمية التغيير للحفاظ على لحمة المجتمع ومؤسساته القانونية و سلالة انتقاله السلمى الى المرحلة المطلوبة. ليست المطالب الاجتماعية سياسية بالضرورة ولا حتى ايدلوجية ولن تكون دينية بالاساس فالمطالب الاجتماعية هى هدفها الرئيسي هو تحسين ظروف الناس المعيشية صحيح انها ستحدث تغييرا كبيرا فى طبيعه السلطه وتغيير البنيه التشريعية العميقة لمؤسسات الدولة وستكسبها بعدا اجتماعيا عريضا وستضمن مشاركه جماهيرية اوسع فى صنع القرار والمحصله ستكون تغيير طبيعه مؤسسة الحكم ولكن المهم هو التاكيد ان هذا كله سيكون بفعل الجهد الانسانى والحراك الاجتماعى المطالبى بالدرجه الاساس وليس بفعل الشعارات السياسية والايدلوجية و الشعارات الدينية ذات البعد الطوباوى والغيبى فالدين بحكم طبيعته الروحيه الخالصه والمجرده والمحصورة تحديدا بعلاقة فردية بين الخالق والمخلوق فى جانبها التعبدى الخالص نقول لا يمكن ان يكون الدين اكثر من هذا ومن غير الممكن له ان يقترح نظاما اقتصاديا معيشيا ولا يمكن له ان يقدم نموذجا لطبيعة الحكم ولا يمكن ان يجتهد الية للتحولات الاجتماعية المفصليه وليس مطلوبا منه ذلك انه فى احسن احواله وكما علمتنا الخبرة التاريخية ان لا يتعدى كونه الة ضبط اخلاقى وفق وصفه الهية تنحصر فى تعريف معايير العلاقة بين عناصر الخير والشر فى مجتمعات بدائية بعيدة عن التعقيد و خالية من اي نموذج ولو جنينى لشكل الدولة كونها مؤسسه منبثقة نتيجة التطور الاجتماعى وما رافقه من تعقدات ماليه وتنظيمية حديثه اى ان الدين شكل من اشكال الضبط الاجتماعى البدائي السابق على انبثاق الدوله كآاة ضبط وناظم لاشكال الصراعات بين المكونات الاجتماعية والطبقيه والحقوقيه لذا نرى خلو الاديان والرسالات السماويه والتى نزلت فى الازمنة ما قبل الحداثوية من اى مطلب يؤكد على طبيعة الحكم وشكله واليته وافتقار الاديان الى اى رابطة تحدد موقع الانسان فى خريطة الحكم ولا يشير اى دين من الاديان الى مشاركة الانسان فى رسم نوع الحكم وهذا نابع وبشكل بسيط ومفروغ من امره كون الدين هو امر الهى سماوى لا يشارك البشر فى صوغ محتواه اى انه حكم امر ودستور فوقى لطبيعة العلاقة الروحية بين الاله والعبد فى حين ان النظام الاجتماعى البشرى هو علاقة بين الافراد والطبقات الاجتماعية يصوغه البشر فيما بينهم ويتوافقوا عليه ومن ثم يتعاقدوا على الالتزام بهذا العهد بعيدا عن تدخل اى الهه او قوى ما ورائيه . فى الحقيقه ان طبيعة الحكم وشكل الحكومة هو موضوع غير دينى وخارج مقولات الدين وبحوثه وفلسفته فكل الاديان والنبيين وبضمنها الدين الاسلامى الحنيف لم يتضمن اى اشارة الى الطبيعه التشاركيه او اى اشارة الى دور للجماهير وحتى الجماهير المؤمنة منها فى تحديد طبيعة الحكم او تداول السلطه او الانتخاب الديموقراطى للحاكم وذلك لانه ليس من طبيعة الدين ان ان يكون تشاركيا فى صياغته
وليس من رسالات الاديان ان يكون الحكم شعبيا او ما نطلق عليه اليوم ديموقراطيا ومن يدعى ان الاسلام فيه شورى مثلا هى ليست شورى الناس وانما شورى سقيفه بنى ساعدة او شورى العشرة المبشرة بالجنه او ثم حكم الامام المعصوم او حكم الخليفه الغاصب للخلافه حسب ادبيات الصراع المذهبى اوهو حكم ولى الفقيه او المرجع الاعلى ولا دور لجماهير فى انتخاب الحاكم او عزله.
ان اهم عنصر فى منظومة الدين هو الانسان المؤمن فى حين ان الانسان = المواطن هو العنصر الابرز فى النظام الديموقراطى بغض النظر عن كون هذا الانسان مؤمنا او غير مؤمن .
ان طبيعة العلاقة بين الدين والانسان والصراع على انسنة الدين ليس حديثا بالمره وكان يشتد حدة فى أزمنة التحولات المفصليه وتحولات التشكيلة الاقتصاديه للمجتمع كون الاقتصاد يرسم علاقات الناس فيما بينهم وفق وعى المرحلة ويدفع المجتمع الى طور اعلى ويحول طبيعة الوعى البشرى وفق ذلك الى افق اكثر مادية ونفعية وبراغماتية على قاعدة تشابك العلاقات الاجتماعية التى تحددها مصالح الناس الماديه وليس على اساس العلائق الروحيه او الدينية وفى كل مرحلة تحول نشهد تغييرا كبيرا فى طبيعة الفهم لشكل الدين ودوره. ولكن تبقى شكل العلاقه على اساس الدين هى ذات بعد عمودى هذا العمود او الخط ممتد من السماء الى الارض كعقيدة بين الخالق وعبده والعلاقه فى المجتمع الديموقراطى علاقه افقيه بين مواطن ومواطن على اساس عقد اجتماعى.
مظفر خطاوي
2012_02_24



#مظفر_خطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السأم
- رذاذ الجسد
- هناك أماكن لا تنام .... في ذكرى أثينا
- الفيس بوك ثورة اجتماعيه متواصله
- حركات التغيير شباب ....بلا ايدولوجيا.....بلا احزاب


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مظفر خطاوي - الاسلام عقيدة ....... والديموقراطية عقد