أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طلعت الصفدي - أزمة الكهرباء في غزة بين الشكوى والسرقة!!!!















المزيد.....

أزمة الكهرباء في غزة بين الشكوى والسرقة!!!!


طلعت الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 00:30
المحور: حقوق الانسان
    


أزمة الكهرباء في غزة بين الشكوى والسرقة!!!!
ِ
وتستمر الأزمة الوقودية والكهربائية تشاغل مواطنو قطاع غزة، تقض مضاجعهم، تحيل حياتهم لبؤس لا يطاق، يتهرب المسئولون من تحمل الفضيحة المأساة التي تمس أكثر من مليون ونصف من البشر، تحاصر كل مناحي حياتهم، تعيدهم إلى عصور الظلام، والفرمانات السلطوية التي تفوح رائحتها الكريهة المعجونة بالقهر والاستعباد، تنهش كديدان البطن عظام مصانعهم وورشهم ومزارعهم، وتلاحق سياراتهم العامة والخصوصية، تتعطل معها لغة العقل وتجف خلايا نصفي كرتي الدماغ، فالمواطن منهك في البحث عن لقمة خبز في ظل تفاقم الحصار الاستعماري، وارتفاع معدل البطالة المهول، ومع غياب الوظائف، إلا من الرعية المقربة الجد، يتحول الجامعيون إلى سائقي سيارات معتقة، يلفها الصدأ وشخير العجائز، وبائعي سجائر وربما تسكع في الشوارع المهجورة، ويلاحقهم الفقر، ويشد مرض السرطان، بتلابيب أهالي قطاع غزة، ويحوز على المرتبة الثالثة كأحد المسببين للوفاة بعد الاحتلال الإسرائيلي، حسب إحصائيات الأمم المتحدة ( لتفرح وتزغرد إسرائيل ومستوطنيها كما فرحوا بمأساة حادث جبع ومقتل الأطفال الفلسطينيين على مرأى ومسمعهم )، وتتحول طرق وشوارع غزة، مستشفياتها ومدارسها وجامعاتها ورياض الأطفال والحضانات، وحتى حيواناتها ودواجنها لجحيم، دون رأفة، بطفل أو امرأة أو شيخ على فراش الموت، وتصاب بالجلطة الكهربائية وبالعطب، أجهزة الاتصال والتبريد والتكييف التي هالها هذا الإهمال من المسئولين وتبجحهم، ومحاولاتهم المكشوفة، مرة بتحميل الاحتلال الإسرائيلي المجرم فاقد الإنسانية المسئولية، وهذا صحيح عبر محاصرته للقطاع، وإغلاقه للمعابر الحيوية، وفصل غزة عن الضفة الغربية والقدس، وتارة تحمل المسئولية للسلطة الشرعية في رام الله، وأخرى للأشقاء المصريين، أما هم فلا حول لهم ولا قوة، منزهون عن الهوى، كأنهم لا يتحكمون بغزة، ولا ينشطون في تجارة تهريب السولار والبنزين من الأنفاق، وهم المؤسسون لاقتصاد الأنفاق، وتحويله إلى شريان للحياة في غزة، وإذا كانت الحكومة المقالة وشركاتها لا تتحمل المسؤولية، فهل الشياطين والأباليس هم وحدهم من يتحمل المسؤولية؟؟ فلما لا تلاحقونهم، وتلقون القبض عليهم، وتقدمونهم للعدالة في محاكمة علنية؟؟؟!!!!!
المواطنون يتحدثون بصراحة وبجرأة، وهذه المرة دون خوف عن أزمة الكهرباء لأنها مست حياتهم، وطالت عظم الرقبة كما يقولون، فالصمت موت، والخوف موت، فزحمة سلطة الحكم والمال المهرب، والحسابات المخفية، وتبييض الأموال قد أنستهم الآيات القرآنية التي تنادي بنصرة المظلومين والفقراء والمساكين وأبناء السبيل .. والحديث الشريف " أكرم الناس أنفعهم للناس".
لقد أكد، المهندسون الكهربائيون والمتخصصون، بفقدان أكثر من 30% من الطاقة نتيجة الأعطال الفنية، وضعف الصيانة الدورية، وعدم متابعة السرقات من الخطوط، ويجري الحديث عن امتناع المؤسسات التابعة للحكومة المقالة بدفع فواتير الاستهلاك التي تقدر بحوالي 7 مليون شيكل شهريا، وتهريب الوقود الصناعي عبر الأنفاق لحساب سلطة الطاقة بغزة التي تقوم ببيعه إلى شركة الكهرباء بسعر السوق كما يشتريه المواطن من محطة الوقود، وبهذه الطريقة فإنها تجني أرباحا طائلة من شركة الكهرباء، يتحملها المواطن جراء هذه السياسة، وغياب التخطيط والإدارة الرشيدة، وتعثر التوزيع العادل بين الأحياء. ويتساءل المواطنون هل يجوز أن يكون رئيس سلطة الطاقة، هو رئيس مجلس إدارة توزيع الكهرباء؟؟؟؟!!!!.
لقد اشتكى المواطنون، من رفع سعر كيلو الكهرباء للمستهلك دون الأخذ بأوضاعهم، ومفاجئتهم بوجود هذه الارتفاعات في فواتير الكهرباء، ولقد كان نتاج أزمة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي المستمر اضطرار البعض من شراء موتورات كهربائية سيئة التصنيع على الرغم من مخاطرها البشرية والبيئية وإزعاجها المستمر، وتصليحها لعدة مرات، وضعف قدرتها على دفع المياه لبعض الأماكن العالية.
إن الأرباح الهائلة التي تجنيها سلطة الطاقة من تهريب السولار الصناعي المدعوم من الحكومة المصرية لشعبها، قد فتح شهيتها المالية، فتراجعت عن اتفاق نيسان مع شركة الكهرباء الوطنية في رام الله، بضرورة توريد ما تجبيه إلى وزارة المالية حتى تتكفل بتوفير كل المستلزمات لضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين، وبدأت السلطة الوطنية خطوتها الأولى بمساعدة شركة كهرباء غزة في جباية مستحقات فواتير الكهرباء بخصم 170 شيكل من موظفيها، والتي تتطلب خطوة أخرى من الحكومة المقالة بإيداع العوائد الضريبية والرسوم التي تقوم بجبايتها ضمن إيرادات السلطة والكف عن التصرف بها بعيدا عن موازنة السلطة.
فهل أزمة الكهرباء والوقود هي محاولة بعض المتنفذين، بالتوافق مع امراء ومجموعات المصالح للفصل بين غزة والضفة، وتكريس الانقسام، وإضفاء الشرعية عليه، والضغط على الحكومة المصرية للتعامل مع غزة كجسم منفصل عن الوطن؟؟ لقد رفض المصريون التعامل مع هذه المعادلة خشية تكريس الانقسام الفلسطيني، في حين استعدوا بدافع وطني وإنساني، بتوفير السولار الصناعي والمنزلي عن طريق معبر كرم أبو سالم، وباتفاق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أن الحكومة المقالة رفضت هذا العرض لتضاعف من معاناة المواطنين. هذا وقد صرح السفير المصري لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بان الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يعيش ويبني دولته على التهريب.
إن الحديث عن نية مصر بتزويد قطاع غزة بالوقود الصناعي والمنزلي، وربط غزة بشبكة الكهرباء الإقليمية والتي تحتاج إلى محطة توليد خاصة، لن يدفع مصر لتغيير الوضع القانوني للقطاع، وترفض كل محاولات دفع القطاع إلى حضن مصر، فالقطاع هو جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمسؤولية القانونية والإنسانية تحتم تحميل الاحتلال الإسرائيلي كاملا.، وليس إعفائه من مسؤولياته.
لمصلحة من يجري الهاء الناس بقضاياهم المعيشية واليومية، لتصبح وتمسي محور تفكيرهم ونقاشاتهم، وحرفهم عن العدو الحقيقي لشعبنا؟؟ لمصلحة من يجري تعطيل البحث عن وسائل وآليات التوحد للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء عار الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية ؟؟ لمصلحة من يجري تعطيل المقاومة الشعبية، والتحركات الجماهيرية في غزة لمواجهة الحزام الأمني الذي فرضه الاحتلال على امتداد 300 مترا على طول الحدود مع إسرائيل ؟؟ لمصلحة من استمرار تعميق الصراعات الداخلية، وحذر العمل السياسي وإطالة أمد التفسخ بين الشعب الواحد، خصوصا بعد الصمود الأسطوري للمناضل خضر عدنان الذي كسر السجن والسجان، وأعاد وهج الشارع الفلسطيني وقدرته على الانتصار إذا ما توحدت إرادته، وتحددت أهدافه .
طلعت الصفدي
غزة – فلسطين
الجمعة24/2/2012
[email protected]



#طلعت_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخي جاوز المحتلون المدى ....... فحقنا في المقاومة والفدا
- قرع الطناجر ولا ... ولا حكم القهر فينا!
- القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي!!!!
- الثورات الشعبية في العالم العربي... لكنس النظم الاستبدادية، ...
- بريطانيا وسياسة الخداع والحرب.. من لورنس العرب الى توني بلير ...
- الصفقة الشاليطَية دفع كل الشعب الفلسطيني مقدما فاتورتها الدم ...
- القرصنة الاسرائيلية والتعتيم الاعلامي على غزة
- عفوا سيادة الرئيس: المجلس المركزي لرسم السياسات وليس للخطابا ...
- عن الديمقراطية الأمريكية الزائفة، والدجل الأوربي...!!!
- ماذا لو قلتم نعم .... وقالوا لا ...!!!!
- حتى لا يكون الاتفاق مجرد هدنة مؤقته...!!!
- حتى لا يكون الاتفاق مجرد هدنة مؤقتة...!!!
- عراة بلا كفن
- لا تبيعوا الشياطين دماء الشعوب العربية والإسلامية...!!!
- ماذا لو كان الزحف عبر الحدود ... بديلا عن الزحف على البطون
- الشهداء الذين سقطوا مرتين ...صراع الأرض ... وصراع الأخوة
- كفى عبثا بأرواح الخلق .. لماذا تعطلون مبادرة الرئيس ابو مازن ...
- الشعب الفلسطيني على موعد مع 15 آذار( مارس)يوم الغضب الشبابي ...
- الجماهير الشعبية بين الاضطهاد القومي، والاستبداد الداخلي
- جبهة وطنية موحدة ضرورة لحماية منجزات ثورة 25 يناير


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طلعت الصفدي - أزمة الكهرباء في غزة بين الشكوى والسرقة!!!!