أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - لا يا معالي الوزير














المزيد.....

لا يا معالي الوزير


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 00:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في اعترافه الصريح والمفاجئ حول الأزمة المالية والاقتصادية التي تواجه البلاد، حذر وزير المالية من تفاقم الازمة وتكرار ما جرى في اليونان، وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على الحقائق التالية: لم تكن المعلومات التي أوردها الوزير مفاجئة لكثير من الأردنيين حول تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية في البلاد باستثناء الأوساط التي ضللتها الحكومات المتعاقبة. أما السؤال المهم ما هي دوافع صراحة الوزير.. وهل نحن في مرحلة جديدة في السياسة الاقتصادية تتسم بالشفافية.. ام استخدام الصدمة الكهربائية لإخراج الاقتصاد الوطني من غرفة الإنعاش؟ وان كنت أتمنى أن يكون السببان الأول والثاني مجتمعان وراء تصريحات الوزير الجريئة، واضح ان هناك سببا ثالثا وراء التصريحات، وهو وضع الرأي العام الأردني أمام حالة رعب لتقبل فرض حزمة جديدة من الضرائب على مختلف السلع، بحجة إيصال الدعم لمستحقيه، هذه الاسطوانة المملة والمضللة التي استخدمت من قبل الحكومات المتعاقبة بشكل رديء أكثر من مرة، تسعى الحكومة لتكرارها.
في التجربة الأولى استخدمت كوبونات الأرز والسكر، والثانية دعم نقدي عندما تم رفع أسعار الخبز، والثالثة دعم نقدي عندما تم تحرير أسعار المشتقات النفطية، وسرعان ما اختفى الدعم وبقيت الأسعار مرتفعة، ليس هذا فحسب، لم تكتف الحكومة بتحرير أسعار المشتقات النفطية بل فرضت ضريبة مبيعات على المحروقات، لا احد من العباد يعلم نسبتها إلا أصحاب العلاقة اين هي الشفافية، وهي ضريبة غير دستورية تتغير نسبتها بتعليمات غير معلنة وليس بقانون وفقا للنص الدستوري.
عودة إلى التحديات الاقتصادية حاولنا مرات ومرات إيقاظ الفريق الاقتصادي من غفوته والاعتراف بالواقع المؤلم لحجم التحديات التي تواجه البلاد، دون اكتراث أو حتى اعتراف بأن هناك أزمة في البلاد، فقد تفتقت اذهان احد وزراء المالية السابقين بافكار نيرة مفادها ان الأزمة الاقتصادية العالمية سيكون لها انعكاس ايجابي على الاقتصاد الأردني، ورغم التحذيرات لم تقدم حكومته على خطوة واحدة لدرء الأخطار، وفي مرحلة لاحقة رفضت شخصية اقتصادية بارزة في موقع المسؤولية الاعتراف بوجود أزمة اقتصادية عبر حوارات مباشرة، وكل ما اعترف به أن هناك " صعوبات مالية " وليست أزمة اقتصادية..! "، أليست الإيرادات المالية حصيلة الوضع الاقتصادي، " اقتصاد مزدهر يوفر إيرادات للخزينة " والعكس هو الصحيح، خاصة إذا علمنا أن 71% من الإيرادات المحلية من الضرائب، وترتفع النسبة إلى 86% إذا أضفنا إيرادات بيع الخدمات - رسوم ورخص وضريبة تسجيل الأراضي والطوابع على المعاملات- اضف الى ذلك الانفلات غير المسبوق للإنفاق خلال السنوات الأخيرة، وعلى أبواب لا تحتل أولوية استثمارية مولدة للدخل ويجرى تمويلها على حساب عجز الموازنة، ناهيك عن انتشار مظاهر الفساد التي أدت في نهاية المطاف إلى الأوضاع الكارثية، وبالعودة إلى أرشيف هذه الزاوية تظهر حجم التحذيرات من الاستمرار بنفس النهج الكارثي. فالأزمة لم تسقط علينا من السماء بل هي ثمرة سياسات الحكومات المتعاقبة.
أما السبب الآخر لتراجع معدلات نمو الإيرادات يعود لسببين الأول تراجع الإيرادات المحلية غير الضريبية بسبب التنازل عن الاستثمارات الوطنية لصالح الاحتكارات الأجنبية التي استولت على مؤسسات الدولة، إضافة إلى تخفيض رسوم التعدين. والمناقشات الساخنة في هذه الأيام تعكس حجم الجرائم التي ارتكبت بحق الاقتصاد الأردني. واما تخلي الدولة عن جزء مهم من إيراداتها لصالح القطاع المصرفي، ووكلاء التجارة الأجنبية وشركات الاتصالات، من خلال قانون ضريبة الدخل المؤقت الذي صدر عام ،2009 فهي صيغة غير دستورية يجب التراجع عنها ومحاسبة المسؤولين.
يبقى السؤال الأهم: ما هي إجراءات الحكومة لمواجهة الكارثة الاقتصادية والمالية، وهل ستنحصر بتحميل الفقراء عبئها على الرغم من الادعاء ان الاجراءات تستهدف دعمهم? لا بد من خطوات واسعة تبدأ بوقف الهدر وتخفيض نفقات الدولة عامة، والبدء بالخطوات التالية: 1-زيادة مساهمة الرأسمال المالي والمصرفي والتجاري بدعم الخزينة، ضريبيا- ضريبة تصاعدية- خاصة ان نسبة الضريبة على الدخل في بلادنا من ادني النسب العالمية. والخزينة لا تحقق سوى حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي. 2 - توجيه المساعدات الخليجية المعلنة (500) مليون دولار سنويا نحو استثمارات إنتاجية تنموية، والعمل على شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص بمشاريع وطنية إستراتيجية 3- استرداد استثمارات وأموال الدولة التي نهبت نتيجة الفساد او بصفقات غير دستورية. 4- إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية الخاصة التي تستنزف أموال الدولة لسوء إدارتها وتكرار المؤسسات ذات الهدف الواحد مما اسهم بتضخم الجهاز الحكومي وتعدد المرجعيات واختلاف التشريعات، وزيادة التكاليف على الخزينة.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موافقة اللجنة المالية والاقتصادية على الموازنة .. !
- الثورات العربية الى اين ؟
- اعادة هيكلة الموازنة العامة للدولة
- التصعيد الامريكي ضد ايران
- مستقبل غامض للرأسمالية
- خطاب الموازنة
- لإنقاذ سورية ... مطلوب مبادرة شعبية عربية
- البيان الوزاري لحكومة الخصاونه
- لا جديد في السياسات المالية والاقتصادية
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (3-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (2-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (1-3)
- الأزمة الأوروبية.. إلى أين؟
- يوم التضامن العالمي مع ضحايا الأزمة
- الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم
- لليبرالية المستبدة ..!
- هل يستجيب النظام العربي لاستحقاقات المرحلة...؟
- الايرادات والنفقات في الموازنة العامة للدولة الاردنية
- حلول متوحشة للازمة الاقتصادية
- إيصال الدعم لمستحقيه


المزيد.....




- واشنطن تتمسك بالعراق من بوابة الاقتصاد
- محافظ البنك المركزي العراقي يتحدث لـ-الحرة- عن إعادة هيكلة ...
- النفط يغلق على ارتفاع بعد تقليل إيران من شأن هجوم إسرائيلي
- وزير المالية القطري يجتمع مع نائب وزير الخزانة الأمريكية
- هل تكسب روسيا الحرب الاقتصادية؟
- سيلوانوف: فكرة مصادرة الأصول الروسية تقوض النظام النقدي والم ...
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلات لتل أبيب حتى 2 مايو لدواع أمنية ...
- أسهم أوروبا تقلص خسائرها مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
- اللجنة التوجيهية لصندوق النقد تقر بخطر الصراعات على الاقتصاد ...
- الأناضول: استثمارات كبيرة بالسعودية بسبب النفط وتسهيلات الإق ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - لا يا معالي الوزير