أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - توطين جماعات الإسلام السياسي














المزيد.....

توطين جماعات الإسلام السياسي


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 14:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ثورات الربيع العربي بمدة طويلة، كانت الحركات الإسلامية تحث الخطى نحو تحولها إلى أحزاب وطنية محلية؛ مبتعدةً بذلك ولو قليلا عن خطابها التقليدي، دون أن تتخلى عن شعاراتها الأممية والعقائدية، ولكن مع مرور الوقت كانت الفجوة تتسع بين تلك الشعارات وبين الممارسات الفعلية؛ جماعة الإخوان في الأردن تحولت إلى جبهة العمل الإسلامي وصارت تمارس السياسة كأي حزب آخر، في فلسطين نمت الفكرة الوطنية والاعتراف بالخصوصية الفلسطينية لدى الإخوان المسلمين تدريجيا، وتُرجمت بتأسيس "حماس"، في لبنان كان واضحا أن حزب الله منشغلا في القضايا الداخلية وفي أدق تفصيلاتها، حتى أن مبرر حمله للسلاح - كما كان يصرح - هو تحرير "مزارع شبعا" اللبنانية.

ولكن هذه التحولات تحمل أيضا معانٍ سياسية، لها علاقة بخدمة هذه الأحزاب لتوجهات خارجية، ولتنفيذ مشاريع أكبر وأخطر، وبترتيب الخارطة السياسية للإقليم لصالح قوى خارجية.

بعد الربيع العربي، وبعد أن وُضِعت على المحك، قدمت الحركات الإسلامية التي فازت في الانتخابات، أولى التنازلات بتعهدها احترام الاتفاقيات الدولية، وبشكل خاص اتفاقيات كامب ديفيد، ثم بعثت برسائل تطمين للغرب تؤكد سعيها لبناء دولة القانون، وترسيخ المجتمع المدني، وتمسكها بالديمقراطية، وبالشرعية الدولية، وبصرف النظر عن مدى صدق نواياها، لكنها وعلى ما يبدو أيقنت أن المواجهة مع الغرب لن تكون أيديولوجية، أو بلاغية، بل ستكون سياسية، اقتصادية ودبلوماسية، وبعضها اختار المصالحة مع الغرب بدلا من التصادم معه. وعلى المستوى الداخلي أيقنت أنها لن تكون إزاء جدل فقهي نظري يخضع لمبدأ الحجية، بل إزاء الواقعي والحيوي والمتحرك، والذي لا يرحم. وأن الاهتمام لا بد أن ينصب على مسائل محلية مثل البطالة، ظروف المعيشة للمواطنين، نسب التضخم، أرقام التنمية البشرية، جلب الإستثمارات الأجنبية، حتى لو كانت متيقنة من عجز برامجها وشعاراتها على مواجهة هذا الواقع، إلا أنها لا تجد مناصا من طمأنه شعوبها ببعض الشعارات "العصرية".

باستثناء بعض القيادات التقليدية التي لم تستوعب الدرس جيدا، وما زالت توزع الفتاوى بكل الاتجاهات، كما لو أنها خارج العصر، سنجد أن معظم الأحزاب الإسلاموية تريد أن تستلهم تجربة حزب العدالة والتنمية التركي؛ خاصة بعد النجاح الواضح الذي حققه في بلده؛ في مصر، أطلق الإخوان المسلمون على حزبهم اسم حزب العدالة والحرية، في المغرب حزب العدالة والتنمية، وفي ليبيا حزب التنمية والإصلاح. كما لو أن غياب كلمة "إسلامي" من تسمية الأحزاب واستبدالها بمصطلحات عصرية مثل التنمية والعدالة، ليس مجرد صدفة بحتة، بل هو من ضرورات العصر، وتعبيرا عن رغبة في تغيير الواجهة، ودليلا على تراجع الأيديولوجي النظري لصالح الوطني العملي. (1)

بعض هذه الأحزاب غير تحالفاته وخطابه متناسيا فتاواه وتصريحاته السابقة بشأنها، ولعل تحالف "حماس" مع النظام السوري، حتى وقت قريب، هو ترجمة لهذه التحولات، حيث لم يمنع خلاف النظام البعثي مع الإخوان المسلمين في سوريا، ووجود قانون يقضي بإعدام أي عضو من الإخوان استمرار هذا التحالف، وهذا بحد ذاته شكل من العلمانية السياسية، والبرجماتية الوطنية.

ولكن، لتبديد الالتباس، وإزالة التناقض الظاهر بين البعد "الدولي العالمي" لمشروع الإسلام السياسي العابر للقارات والحدود، وبين البعد "الوطني المحلي" للجماعات الإسلامية، لا بد من التأكيد على أن الانخراط في الهم الوطني لأي حزب إسلامي لا يعني تخليه عن تحالفاته مع غيره من الأحزاب لتحقيق المشروع العالمي الذي يصنّف العالم إلى فسطاطين ( فسطاط الحق وفسطاط الباطل ) على الأقل على المستوى النظري، وهذا يكشف عن وهن هذا الطرح وتهافته أمام حقائق العصر، ويؤكد على أن من يتحمل تبعات هذا المشروع (العالمي) ومن يدفع أثمانه هم الشعوب المغلوب على أمرها، والأحزاب الإسلامية الصغيرة، والقيادات المغامرة، الذين تم تضليلهم من قبل من هم أعلى منهم شأنا ومرتبة. أي أولئك الذين لا يتورعون عن توريط غيرهم في حروب صغيرة – لكنها مدمرة - لا مصلحة لهم فيها.

الهامش
(1) عبد القادر أنيس، الثورات العربية، الحوار المتمدن، العدد 3644 . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=295993



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف واجهوا اللحظات الأخير قبل الموت ؟
- الفن على جبهة الصراع
- في عيد الحب
- فتاوى على الهواء، وبأسعار منافسة
- كيف أصبحت إيران المهزومة قطب إقليمي ؟
- فتيات سجينات – قصص مروعة
- إشكالية المرأة الإعلامية - الإعلاميات الفلسطينيات نموذجا .
- نساء بلا وجوه
- عندما نكتب عن غزة
- توقعات العام 2012
- فهم أسباب الثورات العربية ونتائجها السلبية انطلاقا من فهم طب ...
- استخدامات الطاقة البديلة والمتجددة في فلسطين
- ماذا بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات ؟!
- المفاجئ والمتوقع في فوز الإسلاميين في الانتخابات
- في السعودية حرائق وعيون فاتنة
- مناقشة في أطروحات من يدعو لحل السلطة الفلسطينية
- حصاد خمسة سنوات من حكم حماس لغزة - الوضع الأمني والاقتصادي
- الحريات العامة في عهد حماس
- من هو فارس عودة ؟؟
- لسنا استثناءً على هذه الأرض


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - توطين جماعات الإسلام السياسي