أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد حمه خورشيد - تخصيب اليورانيوم: جيوبولتيكية العناد الايراني والغطرسة الاسرائيلية















المزيد.....

تخصيب اليورانيوم: جيوبولتيكية العناد الايراني والغطرسة الاسرائيلية


فؤاد حمه خورشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سنوات والعالم منشغل بما تجريه ايران من نشاطات نووية وتجارب صاروخية. ولا يزال الجدل محتدما حول فيما إذا كانت هذه التجارب والنشاطات سامية أم حربية. ومن اجل هذا عقدت عشرات الاجتماعات الإقليمية والدولية في أروقة الأمم المتحدة وخارجها , وفي مقر لجنة الطاقة الذرية, فضلا عن الوساطات الدولية المختلفة للوصول الى حل لهذا اللغز الإيراني الذي بات يقلق الجميع, بما في ذلك دول الجوار الجغرافي العربية لإيران.

ولأجل وقف هذا النشاط الإيراني فرضت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها عقوبات متنوعة على ايران,الا ان ايران من جانبها لا تزال تصر على حقها في تخصيب اليورانيوم لمشروعاتها النووية السلمية, مستخدمة من اجل ذلك دبلوماسية النفس الطويل التي يمتاز بها الفرس لكسب الوقت للوصول الى تحقيق هدفها الستراتيجي. فرغم العقوبات الاقتصادية والتوبيخ الذي وجه لها بعد اكتشاف الأقمار الصناعية لمفاعل( فوردو) السري تحت الأرض, فان ايران تأخرت, كعادتها, كثيرا في قبول العرض الدولي حول تبادل كمية اليورانيوم المخصب لديها بدرجة 5% بيورانيوم مخصب بدرجة 20% الذي تحتاجه لمفاعلاتها النووية للأغراض السلمية, وبدلا من ان تنفذ ايران ذلك المقترح, اصدر الرئيس الإيراني امرأ بتكليف مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية لإنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة 20% الأمر الذي يجعل ايران , ان تمكنت من ذلك, على عتبة إنتاج اليورانيوم اللازم لصنع السلاح النووي, هذا فضلا عن صدور الأوامر بإنشاء وتشييد خمس منشات نووية إيرانية جديدة.

وعلى الصعيد الدولي, خلقت هذه النشاطات النووية الإيرانية جيوبولتيكيا تباينا واضحا في وجهات النظر حول الموضوع لدى الأطراف الدولية المختلفة, الصديقة منها وغير الصديقة لإيران. فروسيا والصين وكوريا الشمالية ,وهي دول نووية , ترى ان من حق ايران نتاج واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية , وهي دول ساهمت , على الأرجح , او ساعدت ايران في الحصول على التقنية النووية دون ان تقدم أية ضمانات او تأكيدات حول الهدف الستراتيجي النهائي للبرنامج النووي الإيراني, مثلهم في ذلك مثل ايران فهي لا تفصح عن الهدف النهائي لنشاطاتها النووية, ولا ترسم حدوده للمجتمع الدولي , وبالتالي ربما شكل ذلك مبعثا لتخوف العديد من الدول المتشككة من النوايا النووية الإيرانية مثل دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وإسرائيل, فهذه الدول باتت تعتقد بان الإلحاح الإيراني على مواصلة ذلك النشاط إنما يهدف في النهاية الى إنتاج القنبلة النووية الإيرانية التي ستشكل تهديدا لأمن المنطقة ولوجود دولة إسرائيل, في وقت تحس ايران , من جانبها , بان اكبر تهديد لمنشاتها النووية إنما سيأتي من إسرائيل قبل غيرها من الدول الأخرى.

ان تزايد قلق ومخاوف الدول الأوربية والولايات المتحدة وإسرائيل من هذا النشاط الإيراني مبعثه ترافق هذا النشاط مع استمرار التجارب الصاروخية الإيرانية بعيدة المدى والتي يزيد مداها عن 5 ألاف كم وهو بعد جغرافي يتجاوز الموقع الجغرافي لإسرائيل, وهذا يشير بوضوح الى ان هذه الدولة أصبحت ضمن مديات الصواريخ الإيرانية والتي بإمكانها نقل الرؤوس الكيماوية والنووية, ان توفرت, وهذا هو مبعث القلق والخوف الإسرائيلي وتخوف المجتمع الدولي في نفس الوقت , يضاف الى ذلك ضبابية الموقف الإيراني , و التصريحات النارية التي تصدر بين الفينة والأخرى من القادة الميدانيين الإيرانيين وبعض رجال الدين المتنفذين فيها والموجهة صراحة ضد الكيان الإسرائيلي. يرافق ذلك تتابع المناورات العسكرية الإيرانية الصاروخية والبحرية وتصعيد التهديدات باتجاه غلق مضيق هرمز , الممر الملاحي الدولي الذي تمر منه 35% من تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا , وفوق كل ذاك إرسال السفن الحربية الإيرانية الى مياه البحر المتوسط , والى داخل المياه الإقليمية السورية في ذلك البحر, والتي هي بدون ادني شك طموحات جيوبولتيكية إيرانية هدفها التأثير في قناعات الآخرين بأنها أصبحت , شاؤو أم أبو , قوة إقليمية يحب ان يحسب لها حساب.

وعليه, فان معظم المحاولات الغربية الجارية ألان ضد ايران وسياستها النووية وقدراتها العسكرية , هي ضغوط هدفها إجهاض الهدف الستراتيجي غير المعلن لإيران , وهو صنع القنبلة النووية , وحسب تصورهم , فان الذي يعزز وجود مثل هذا الهدف الإيراني , فضلا عن قيامها بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% , هو وجود أربعة مراكز نووية معلنة داخل ايران تعمل ليل نهار في مجال التخصيب هي :
1- مركز تخصيب اليورانيوم في (نتانز).
2- مركز إنتاج المياه الثقيلة لإنتاج البلوتونيوم في أراك.
3-مركز الأبحاث النووية وتخصيب اليورانيوم في أصفهان.
4-مركز( فوردو) قرب مدينة قم لتخصيب اليورانيوم , إضافة الى وجود مراكز ومفاعلات أخرى مشابهه في سانماندو , واردكان , وكاجين , وبوشهر , وطهران , لشراباد.

جيوبولتيكيا , تعتبر إسرائيل من اكثر الدول تخوفا من هذا المشروع الإيراني, وأكثرها تحمسا لإيقافه, لذا فقد تحولت الى لاعب آخر في المسرح الدولي الضاغط على ايران, بل لاعب مهدد لإجهاض المشروع برمته, ومن هنا يمكن ملاحظة ما يدور في بعض الأوساط الغربية المؤثرة, وفي إسرائيل كذلك, من تلميحات بضرورة التخلي عن دبلوماسية العقوبات تجاه ايران واستبدالها بالمعالجات العسكرية الأكثر والأسرع حسما للموضوع .

فإسرائيل تعتقد من جانبها ان هذا البرنامج النووي الإيراني إنما هو موجه بالأساس ضد كيانها ووجودها , كما يتضح ذلك من بعض التهديدات الإيرانية, وفي مثل هذه الحالة , فان إسرائيل المعروفة بغطرستها الحربية سوف لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي خطر يهددها , فهي قد لا تكتفي بما يفعله حلفاؤها من ممارسات عقابية تجاه ايران , بل ستستخدم , على الأرجح , مشروعها الخاص في معالجة الموضوع الذي قد تلجأ إليه والذي يركز على اغتنام الفرصة للقيام بالضربة العسكرية الاجهاضية في وقت لا تتوقعه ايران , ولا تلحق في ان تعالجه . مثلما فعلت في السابق مع مصر في عام1967, أو عند ضربها للمفاعل النووي العراقي عام 1981 والسوري عام 2007.

وكما هو معروف , فان مخططات الستراتيجية الإسرائيلية في الحرب , أو الصراع وحسمه , تعتمد على تكتيك الضربة الاستباقية الشاملة غير المتوقعة , وهذا التكتيك في المنظور العملياتي جسارة خارقة تضع البلاد بأسرها في حالة حرب وتضع الأصدقاء والأعداء أمام الأمر الواقع للتحرك واتخاذ المواقف . ومع ان هجوما إسرائيليا كهذا على دولة واسعة الأرجاء مثل ايران(1,6مليون كم مربع) يخضع في التحليل الجيوبولتيكي و الجيوستراتيجي لعدة سيناريوهات عسكرية محتملة , لكن اقرب سيناريو متوقع يتمثل في قيام إسرائيل بشن هجوم مكثف ومتزامن بالصواريخ وبالطائرات عبر ثلاث او أربع مسارات جوية خارقة فيها أجواء الدول الفاصلة بينهما هي :
المسار الأول:من إسرائيل عبر البحر المتوسط, فشمال سورية والعراق فإيران. المسار الثاني:(الممر المركزي أو الأوسط)من إسرائيل عبر أجواء الأردن ووسط العراق المسار الثالث:(الجنوبي)من إسرائيل عبر جنوب الأردن وشمال السعودية وجنوب العراق والكويت فإيران.
وقد يرافق ذلك رشقات بصواريخ بحر جو من الغواصات الإسرائيلية المتواجدة في البحر العربي او المحيط الهندي ومن حاملات الطائرات والغواصات الحليفة المتواجدة بكثافة في تلك المياه.

وهذا يعني من الناحية الجيوبولتيكية ان كل من ايران و إسرائيل سوف لن تلتزمان في ساعة الحسم تلك بأية اعتبارات للمواثيق والاتفاقات الدولية الخاصة بالحدود وسيادة الدول وأجوائها. فمثلما ستعبر الصواريخ والطائرات الإسرائيلية أجواء تلك الدول البينية , فان الصواريخ الإيرانية , ان تسنى لها الانطلاق , ستعبر هي الأخرى عبر تلك الأجواء وتخترقها,فليس من الحكمة في مثل هذه اللحظات المصيرية ولا مجال لاستحال الموافقات بالعبور, فالمعركة , ان وقعت , ستحسم خلال ساعات قصيرة وستلعب الحرب الالكترونية الدور الحاسم فيها , ولا اعتبار يذكر عندئذ للقوة البشرية وحجم الجيوش واستعراضاتها , كما ان احتجاجات الدول البينية هذه على اختراق أجوائها وحرمة حدودها سوف لن توقف الهجمات ولا تصد الصواريخ , وإنما سينظر بها بعد ان تضع الحرب أوزارها عندما يعم السلام من جديد.

والى ان تحين ساعة الصفر, سواء بدأتها إسرائيل او سبقتها ايران , فان الغفلة العسكرية والبعد الجغرافي الفاصل بين البلدين والبالغ 3800 كم سيلعبان دورا حاسما في النتيجة. وهذا يحتم من الناحيتين الستراتيجية والعسكرية اتخاذ خطوات استباقية لإسكات وإخراس أجهزة الإنذار المبكر وانظمه الرصد الرادارية والمنظومات الموجهة للصواريخ والمرشدة للطائرات عند ا لطرف الأخر , عند ذاك ستتحول الصواريخ السابحة في الفضاء والطائرات المحلقة في الأجواء الى مجرد أدوات عمياء لا جدوى منها.

لست متشائما لهذا الحد, لكن عقدة الموضوع برمته تكمن جيوبولتيكيا في محورين أساسيين هما:دبلوماسية العناد الفارسي المعروف والذي تكرسه ايران في سياساتها الإقليمية والدولية, ودبلوماسية طموح السيطرة والقوة التي كانت ولا تزال ملازمة لسياسات الولايات المتحدة وإسرائيل قيل وبعد الحرب الباردة وحتى يومنا هذا , وهما محورين مختلفين في النهج السياسي والدبلوماسي للتفاوض لحل المشاكل والعقد بين الدول , كما إنهما لا ينسجمان ولا يشكلان في التحليل الجيوبولتيكي( وحدة أضداد) كموضوع معروف في الديالكتيك , بل ان كل منهج منهما ينطلق من خلفيات وإيديولوجيات يصعب ربطها او التوافق بينهما . وما لم يتغير هذان النهجان , قبل فوات الأوان , فانه يصعب إيجاد حل سلمي للمشكلة القائمة بين البلدين وقد يستمر التناقض لحين حصول الانفجار .



#فؤاد_حمه_خورشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيوبواتيكية الحدث ومفاجأت الربيع العربي
- الفوضى الخلاقة في مصر
- ميناء مبارك والعراق
- جغرافية كوردستان وسايكولوجية الانسان الكوردي
- جيوبولتيكية الخوف بين ايران والعراق
- التحذير التركي للعراق.. جيوبولتيكية (الديك الرومي)
- القيمة الجيوستراتيجية والجيوبولتيكية لكوردستان
- جيوبولتيكية الربيع العربي
- الجيوبولتيكس والدعاية وتضليل الرأي العام
- التحليل الجيوبواتيكي للحدث السياسي


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد حمه خورشيد - تخصيب اليورانيوم: جيوبولتيكية العناد الايراني والغطرسة الاسرائيلية