أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - كرامة المرأة وكرامة الوطن فى الدستور الجديد














المزيد.....

كرامة المرأة وكرامة الوطن فى الدستور الجديد


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3645 - 2012 / 2 / 21 - 10:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جاءتنى فتاة حائرة تقدم للزواج منها شاب من التيار السلفى يعتبر اسمها ووجهها عورة، لكنه يدافع عن كرامة مصر ويرفض المعونة الأجنبية، سألتنى: هل تتزوجه لأنه يحترم كرامة الوطن، أم ترفضه لأنه يهدر كرامتها؟

لا يواجه الرجل مثل هذه الحيرة لأن كرامة الوطن لا تتناقض مع كرامة الرجل فى الفكر الدينى السائد, ولأن اسم الرجل لا يكون عورة أو وجهه، فهذه إهانة له، فلماذا لا تكون إهانة للمرأة أيضا؟ وهى إنسانة مثله لها جميع الحقوق الإنسانية.

أين المساواة والعدالة والكرامة التى نادت بها الثورة المصرية؟

المفروض أن الكرامة لا تختلف من إنسان إلى إنسان، الكرامة حق لجميع المواطنين بصرف النظر عن الجنس أو الدين أو العرق أو الطبقة أو غيرها.

قلت لهذه الفتاة: لو كنت مكانك فلن أتزوج رجلا يعتبر اسمى ووجهى عورة وإن كان بطلا وطنيا، إن كرامة المرأة لا تنفصل عن كرامة الوطن.

تحيرت الفتاة وقالت: أريد أن أتزوج، قلت: اختارى رجلا يحترم كرامتك.

قالت: لم أجده.

قلت: لا تتزوجى لمجرد الزواج.

قالت: أخاف من كلمة عانس.

قلت: يمكنك حذفها من قاموسك.

لماذا انخفضت كرامة المرأة المصرية مع تصاعد التيارات السياسية الدينية؟

ما هى اللجنة التى ستضع الدستور الجديد أو العقد الاجتماعى الجديد؟ هل تمثل لجنة الدستور الشعب المصرى بكل فئاته؟ والنساء نصف الشعب فهل يكون نصف أعضاء اللجنة نساء؟ هل يمكن لمجلس ٩٩٪ من أعضائه رجال أن يمثل الشعب؟

إذا جاء أغلب أعضاء لجنة الدستور من التيارات التى لا تساوى بين كرامة المرأة وكرامة الرجل، فسوف يكون هذا الدستور غير عادل، وبالتالى غير دستورى، لأن الدستور إن لم يقم على العدالة والمساواة بين المواطنين جميعا بصرف النظر عن الجنس أو الدين أو الطبقة أو غيرها، فإنه يكون دستورا أعرج لا يستحق اسم دستور ولا يستحق اسم عقد اجتماعى، بعض الناس يقولون العدالة شىء، والتوافق بين القوى السياسية والدينية السائدة شىء آخر، لذلك تضيع حقوق النساء تحت اسم التوافق، تحت اسم التوافق تتسرب الديكتاتورية والعنصرية والطبقية الأبوية إلى الدستور.

هل غيرت الثورة المصرية الثقافة القائمة على إهدار كرامة المرأة؟

فى مقالة بجريدة الأهرام ١٣ فبراير ٢٠١٢ كتب د. محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين: إننا نسعى لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة القائمة على أسس المواطنة ومبادئها وسيادة القانون والحرية.. والمساواة بين جميع أبناء الأمة بلا تمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين.

لم يذكر مرشد الإخوان التمييز على أساس الجنس، لماذا؟ هل سقطت سهوا، أم أنه يعتبر كلمة العرق تعنى الجنس؟ أم أن مبدأ المساواة بين الرجال والنساء غائب فى فكر الإخوان المسلمين؟

وضع الزوجة المصرية، فى الواقع، أدنى من وضع الماشية، ترتفع قيمة البقرة فى الريف عن قيمة الزوجة، وثمن الخادمة قد يرتفع عن قيمة الزوجة، وقد يمتلك الرجل بقرة واحدة وأربع زوجات يشتغلن أكثر من البقرات. يتسرب هذا المعنى إلى الثقافة العامة والتعليم فى المدارس والتربية فى البيوت، تصبح كرامة الزوجة مهدرة، أو النساء بصفة عامة كثير من الصحفيين والكتاب يتهكمون على المرأة كنوع من التسلية. كان توفيق الحكيم يفخر بأنه عدو المرأة، أنيس منصور لم يكف عن إهدار كرامة النساء فى عموده اليومى بجريدة الأهرام.

فى جريدة الأهرام، ١٨ فبراير ٢٠١٢، فى دنيا الكاريكاتير، تحت عنوان «إقبال ضعيف جدا فى انتخابات الشورى»، يصور الكاريكاتير زوجة مرعبة الشكل، ضخمة الجسد كالفيل، شعرها أسود غزير منكوش، تمسك فى يدها اليمنى أداة حديدية، وتمسك فى اليد الأخرى زوجها ضئيل الجسم، أمامه حلل يغسلها وزوجته تكاد تسحله وتقول له: «شورى إيه؟ الشورى هنا شورتى وبس».

هذه الصورة تكذب على الناس، لأن الزوج، فى الواقع والقانون والشرع والعرف، هو الذى يحكم العائلة كلها بمن فيها زوجته، ويضربها إن لزم الأمر ويطلقها بإرادته المنفردة حين يشاء، ويتزوج امرأة ثانية وثالثة ورابعة إن أراد، فلماذا يصورون المرأة كأنما هى الطاغية فى حين أن الرجل هو الطاغى؟

الثقافة السائدة قائمة على الأكاذيب وقلب الحقائق، وإهدار كرامة النساء. يكفى أن نمشى فى الشارع، لنسمع من الصبيان سيل الشتائم تنهمر على رؤوس الأمهات، وانتهاك حرمة أعضائهن الحميمة، ولنسمع الباعة الجائلين يقسمون كل لحظة بالطلاق بالثلاثة، لكن الثورة قامت ورفعت شعارات: الكرامة والعدالة والحرية.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاعة مقابل الإنفاق فى الزواج والعلاقات الدولية
- نحو حركة «الإبداع والثورة»
- مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة
- لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية
- هتك الكرامة أو خدش الحياء؟
- الدستور.. النساء.. الخوف من الموت
- المرأة والجنس.. الثورة والدستور
- التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف
- قوة الملايين والثورة الثقافية
- الحوار الفكرى.. هل مطلوب؟
- الصندوق.. دموع النخبة والتماسيح
- الثورة المصرية الثانية
- الحضارة الرأسمالية الأبوية ومفهوم الفساد
- نساء تونس ونساء مصر
- «الجدل» قمة الفضائل .. علموا أطفالكم الجدل
- ميدان التحرير فى قلب مدينة لندن
- الثورات والنساء وتقسيم الشعوب
- صاحب الجلالة والنساء
- العضلات السياسية فى مصر وانسحاب المرأة
- هل المرأة تصلح رئيسة دولة؟


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - كرامة المرأة وكرامة الوطن فى الدستور الجديد