أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جودت شاكر محمود - دردشات: العرب وصندوق باندورا















المزيد.....



دردشات: العرب وصندوق باندورا


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 21:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا تزال الأساطير اليونانية ينظر إليها في الثقافات الحديثة، بعين القبول والشعور بالمتعة لما تضفيه على تفكيرنا وواقعنا من شعور غامر بالبهجة واستمتاع لذيذ بالمغامرة، وهي عالم يفيض بالخيال والرومانسية. إلى جانب القيم الفكرية محملة بالمعاني والعبر من خلال الإشارات والرموز التي تتضمنها تلك الأساطير. إنها تعبر عن مشكلات الوجود الإنساني، والتي هي وبطابعها ديناميكي لها سماتها ووجودها في وقعنا الحالي المعاش اليوم. فعلى سبيل المثال، أسطورة (صندوق باندورا)، إلى اليوم تبقى رموزها طنانة ويطلق لها العنان للتعبير عن معاناة البشرية بما تتعرض له من مآسي وحروب وويلات وتآمر وخيانة، وأمراض وشرور، وفي جميع أشكالها الدنيئة والرذيلة.
صندوق (باندورا) لا يزال جزءاً من الذاكرة الإنسانية، ومحمل بالعديد من التساؤلات والمخاوف الدفينة الكامنة في النفس البشرية منذُ عهود الثقافة اليونانية القديمة ولحد الآن، عبر عنها ذلك الإنسان، وصدق في تعبيره. وها هي ثقافتنا وأدبنا وفنونا وفي المقام الأول سياستنا ممتلئة بالأفكار والممارسات، أن كانت بالشكل الصريح أو بالتلميحات الرمزية لما تتضمنه تلك الأسطورة من أفكار ورموز، والتي هي تعبر عن جزء من حقيقة النفس البشرية.
تقول الأسطورة في البداية كانت حياة الإنسان على الأرض أكثر سعادة مما هي عليه وقت بدء تلك الحكاية أو الأسطورة، ومن ثم تسلل البؤس والسخط تدريجيا إلى ذلك النعيم ليحوله إلى جحيم مليء بالمآسي والآلام، وكل ذلك بسبب غضب الإله(زيوس).
أسطورة صندوق (باندورا) هي في الأصل بداية لمحاولة تفسير الأشياء التي يريد الناس معرفتها دائما. والتي تتمثل بالسؤال الكبير: لماذا تحدث الأشياء في العالم، وفق الطريقة التي نراها عليها ؟ قبل ذلك كان هناك الكثير من العلم، ولم يكن لديهم الكثير من فهم عن الكيفية التي يعمل بها هذا العالم، ولكن الناس وبالرغم من ذلك مازالت تريد أن تعرف شيئاً عن ذلك، والذي يتمثل بالسؤال:
• لماذا يحدث الذي يحدث الآن ؟
الإنسان كائن يتميز بالفضول، لذا يسأل دائما لماذا.. لماذا ...لماذا... ومن ثم يأتي الإبداع البشري ليعطي الجواب على تلك التساؤلات. هناك العديد من الأساطير، وعبر جميع الثقافات، التي تحاول تفسير بدايات الشر، ولماذا هناك أشياء شريرة مثل الكراهية، والمرض والحروب والبؤس والقتل والدمار في هذا العالم. وفي الكثير من هذه قصص، هناك إشارات إلى أن هذه الشرور حدثت وتحدثُ بسبب عصيان البشر للآلهة. ربما يمكننا مقارنة قصة (باندورا) هذه مع قصة (آدم وحواء). وهناك الكثير من القصص المشابهة لها، والتي تتضمنها مختلف الثقافات المنتشرة في هذا العالم.
ولكون هذه الأسطورة من الثقافة اليونانية القديمة جداً، لذا فهناك العديد من النصوص أو الروايات لهذه القصة قد تختلف ببعض الأسماء أو الأحداث أو الطول والإيجاز بالنسبة لعرض نص تلك الأسطورة، ولكن الثمرة الكاملة والنهائية(وهي: العبرة) هي واحدة لا تتغير في جميع النصوص.
(باندورا) هي أول امرأة تخلق على وجه الأرض. قبل وجود البشر، كان هناك الخالدون (الآلهة والجبابرة)، والجبابرة هم الشعب العملاق الذي حارب إلى جانب الآلهة. ويقول البعض أنهم أبناء عمومة الإله(زيوس). ملك الآلهة طلب من(بروميثيوس) خلق رجل(الذكر، أي الإنسان) من التراب والماء(الطين)، وفي بعض الروايات ساعده في ذلك(هيفايستوس). في حين كان أخوه (إبيميثيوسEpimetheus) يعمل على خلق الحيوانات، ومن ثم منحهم الهدايا الخاصة وهي عبارة عن القوى التي يتميزون بها مثل: الشجاعة، والسرعة، والتحمل. (بروميثيوس) قرر أن يجعل الرجل(الذكر) منتصبا في مشيته مثل الآلهة وان يعطيهم النار. في حين (زيوس) لم يرضى بذلك وعارضه بشدة مما أدى إلى غضبه منه. (بروميثيوس) يقال انه سرق النار من (زيوس) البرق، والبعض الآخر يقول من الشمس في حين يقول آخرون سرقها من(هيفايستوس). (زيوس) أصيب بالجنون، وبشكل رهيب، عندما علم بأن (بروميثيوس) سرق النار من الآلهة، وأعطاها للرجال(الذكور) الموتى الذين كانوا يعيشون على الأرض، في برد وجوع. لهذا السبب قرر معاقبة جميع البشر (والتي كانت حتى ذلك الحين، تعيش في حالة من النعيم الدائم والبراءة، والعصر الذهبي، بعد أن حصلت على النار). لذلك طلب (زيوس) من (هيفايستوس) أن يخلق أول امرأة وأيضا من الماء والتراب. حتى ذلك الحين، لم تكن هناك امرأة على وجه الأرض. في حين بعض الروايات تقول أن من خلقها هو(فولكانو)ابن(زيوس). ويقال أن خلق (باندورا) هي محاولة من اجل معاقبة (بروميثوس) لكونه عصى أمر الإله (زيوس) ولكن ليس مباشرة وإنما من خلال معاقبة البشر كلهم، أو يقال أن البشر أصبحوا أشرار وطماعين فأراد(زيوس) معاقبتهم لذلك، وأنهم خرجوا عن طاعته. وحينما خلقت(باندورا) جعلها خالقها كنموذج الآلهة الجميلة. وبعد أن خلقت (باندورا) أعطيت هدايا. وهي خصائص تتميز بها قد تكون مادية أو على شكل قوى نفسية وعقلية، وقد أعطيت هذه الهدايا من قبل جميع الآلهة والآلهات، مثل: الجمال، الإحسان، البراعة اليدوية، الجرأة، الإقناع، الفضول، المكر، الخداع. وقد أعطاها(زيوس) هدية، يقول البعض عبارة عن جرة، والبعض الآخر عبارة عن مربع، وآخرون يقولون صندوق أو علبة مجوهرات، وكذلك اسماً أطلقه عليها، وهو(باندورا) ومعناه (جميع الموهوبين).
• لماذا نشأت أسطورة؟
هذه الأسطورة وسيلة تشرح لماذا حدثت الأشياء المخيفة والمرعبة للبشرية. ففي جميع الأساطير الإنسان كان يعيش في العالم دون قلق، حتى حدوث شيء يتسبب في كل العلل والمآسي لهذا العالم. وفي أسطورتنا العالم كان يعيش في عصره الذهبي بعد أن حصل على النار إلى حين أن فتحت (باندورا) الصندوق فتغير كل شيء. (زيوس) كان يعلم بان الفضول الذي تمتلكه (باندورا) سوف يرغمها على فتح الصندوق، بالرغم من انه قال لها أن لا تفتح الصندوق. وبالرغم من أن هذا الصندوق هدية من الإله(زيوس) فانه يحوي كل الشرور التي نراها اليوم في العالم، في حين أبقي(زيوس) شيء ايجابي واحد هو (الأمل) الذي سوف يساعد البشرية خلال الأوقات العصيبة التي سوف تمر بها.
وهو الشيء الجيد الوحيد الذي بقى بالصندوق والذي مهمته تضميد جراح الجسد والروح، وكان هذا المخلوق الرائع هو (الأمل). فعندما فتحت(باندورا) الصندوق مرة أخرى، وتمكن الأمل من أن يطير بعيداً، ويذهب إلى مختلف أنحاء العالم، ويسعى لتضميد الجروح الناتجة عن تلك الشرور. ولكن، هو دائما كان آخر من يصل. لهذا السبب، عندما تتعرض الناس للضغوط والمشكلات، فأن الشيء الوحيد الذي يساعدهم على المضي قدما هو (الأمل).
والآن لنقرأ نصاً مختصراً لهذه الأسطورة:
الشخصيات: الراوي، زيوس، فولكانو، آنانا، فينوس، أثينا، أفروديت، ديانا، هيرميس، أبوللو، رسول الإله، بروميثيوس،إبيميثوس.
السيناريو :
(في جبل أوليمبوس حيث كانت تعيش جميع الآلهة)
قال الراوي: في احد الأيام، الإله زيوس(Zeus) انزعج من الأخوة(Prometheus) و(Epimetheus)، وذلك لإحضارهما النار إلى الجنس البشري، لذا قرر معاقبة البشرية لأنهم كانوا بخلاء، أشرار، ومتغطرسين، فنادي أبنه(Vulcano).
زيوس: ابني العزيز،(فولكانو). أريدُ منك أن تصنع امرأة.
فولكانو:امرأة !!! لماذا يا والدي؟
زيوس: لا تحاول الاعتراض على قراراتي. انه أمر، (فولكانو).
فولكانو: ولكن... والدي، عَمل امرأة هو أصعب من عمل درع للمريخ(Mars)، أو نحت تمثال لآنانا(Anna).
زيوس: لا تعطيني نصائح، فقط اعمل ذلك.
فولكانو: حسناً. سأبدأ على الفور.
الراوي: وهكذا بدأ (فولكانو) بعمل المرأة. وبأسلحته القوية صنع امرأة جميلة تشبه الآلهات. وفي أول يوم ذهبت (آنانا) لرؤيتها.
آنانا: أنها جميلة جداً، (فولكانو). أنت قمت بعمل رائع، سوف أعطيها حزام كامل من اللؤلؤ وفستان ارجواني مرصع بالأحجار الكريمة.
الراوي: وفينوس(Venus) الحلوة أيضا جاءت لتراها.
فينوس: (آنانا) على حق. أنا معجبة حقا بعملك. أنا سوف أعطيها هدية من الكرم، والإحسان، والحلم(الصبر).
الراوي: وجاءتا أفروديت(Aphrodite) وأثينا(Athena) سوية لرؤيتها.
أثينا: نحن بحاجة لرؤيتها(فولكانو). أنا أيضا أريد أن أقدم لها هدية. أنا سأعطيها الحكمة.
أفروديت: أنها جميلة بالفعل. لذا أنا سوف أعطها الحب هدية.
الراوي: وجاءت كل الآلهة والآلهات لرؤيتها وأعطيت العديد من هداياها.
ديانا(Diana): أنا أعطيها الحُلي(المجوهرات)، والزهور، وقليلاً من الفضول.
أبوللو(Apollo): أنا أعطيها الموسيقى.
هيرميس(Hermes): وأنا أعطيها الإقناع.
الراوي: وبعد أن جاء لرؤيتها جميع الآلهة والآلهات. (فولكانو) قرر أن الوقت قد حان لاصطحابها إلى والده.
فولكانو: والدي، هذه المرأة التي طلبت مني عملها.
زيوس: أنها كاملة!!! واستطيع أن أرى أن جميع الآلهة بالفعل قد أعطتها هدايا.
فولكانو: نعم أنها فعلت.
زيوس: حسناً، الآن قد حان دوري. سيكون اسمك باندورا(Pandora)، والتي تعني "جميع الموهوبين". ولكني أيضا أقدم لكِ هذا الصندوق هدية مني. والذي يجب أن تأخذيه معك عندما تهبطين إلى الأرض.
باندورا: أنه صندوق غريب ولكنه جميل، (زيوس).
زيوس: أنه أكثر من ذلك (باندورا)، أنه صندوق خاص جداً.
باندورا: قل لي المزيد حوله، أرجوك.
زيوس: كما تري (باندورا)، هذا الصندوق جميل للغاية من الخارج. أنه مصنوع من الذهب الخالص، ومغطى بالماس والياقوت.
باندورا: وهو ثقيل كذلك!!! ماذا يوجد في داخله ؟
زيوس: أنا استطيع أن أرى الفضول الذي أعطتك إياه (ديانا)، (باندورا).
باندورا: فقط قليلاً.
زيوس: على أية حال، أنه يحتوي على الأمراض، الموت، والحزن للبشرية جمعاء، يمكن لكل هذه الأشياء أن تجعلهم يعانون، بكاء، وأيضاً يمكن أن تدمرهم. لهذا هو ثقيل.
باندورا: ولكن...(زيوس) !!!
زيوس: أصغي لي، (باندورا). لا يجب عليك، أبداً فتح هذا الصندوق.
باندورا: أنا لن أفعل ذلك (زيوس)، أعدك.
زيوس: تذكري فقط، إذا فتحتيه، جميع الأمراض، والحزن، والألم سوف تنتشر في الأرض وفورا. وإذا بقيت في الداخل، تماما كما قلت لكِ، فأنها لن تؤذي أحداً.
باندورا: أنا أقدر هديتك. أنها جميلة وبراقة لهذا فانا لا استطيع التوقف عن النظر إليها.
زيوس: الآن، حان الوقت بالنسبة لكِ لتهبطي إلى الأرض....(فولكانو)، قل لرسول الآلهة ليأتي، (باندورا) مستعدة للمغادرة.
فولكانو: نعم، والدي.
الراوي: رسول الآلهة جاء ليأخذ(باندورا) إلى الأرض. ولكن قبل أن يغادر قال(زيوس).
زيوس: (باندورا)، عندما تصلين الأرض، سوف تتزوجين إبيميثوس(Epimetheus) أخو بروميثيوس(Prometheus).
باندورا: حسناً، (زيوس). أنت خالقي وأنا سأطيعك دائما.
(وعلى الأرض)
الراوي: وفي هذه الأثناء (Epimetheus) و(Prometheus) يتحدثون عن (زيوس).
بروميثيوس: يجب أن يكون(زيوس) غاضبا جدا مني.
إبيميثوس: أنا اعرف، أنت وعدت أن لا تسرق النار، وفعلت.
بروميثيوس: الميتون(الهالكون) يحتاجونها، النار مفيدة لهم.
إبيميثوس: نعم، ولكن الآن يجب علينا أن نكون حذرين.
بروميثيوس: (زيوس) ذكي جداً، وأنا اعرف انه الآن لابد من أن يفكر في شيء ما. أنه سوف لن يغفر لنا. لذا، أرجوك أخي، أنا أحذرك أن لا تقبل أي شيء منه.
إبيميثوس: لا تقلق أخي، أنا لن افعلها.
بروميثيوس: عليك أن تعدني بان لا تقبل أي شيء، حتى لو أرسل هدية من اجل الصداقة.
إبيميثوس: قلت لك لا تقلق.
الراوي: وبعد أيام قليلة وصل رسول الإله إلى منزل (إبيميثوس) مع الفتاة الشابة.
إبيميثوس: ماذا تفعل هنا ؟
رسول الإله: (زيوس) أرسل لك هذه الفتاة الجميلة. أنها هدية منه(لك).
إبيميثوس: أنا لا افهم. أنا اعلم بان (زيوس) ليس سعيداً لما فعلناه أنا وأخي.
رسول الإله: (زيوس) غفر لك، لهذا السبب أنها هنا.
إبيميثوس: أنها جميلة بشكل لا يقاوم. أنا اقبلها في بيتي. أرجوك بلغ (زيوس) شكري.
رسول الإله: أنا سأفعل. و.. اسمها (باندورا). اعتني بها جيداً.
إبيميثوس: قبل أن تغادر، قل لي ما هذا الصندوق الذي تمسكه بيديها.
رسول الإله: أنه هدية من(زيوس) أعطاه لها قبل أن تأتي إلى الأرض. أنها تعرف بأنه يجب عليها أن لا تفكر في فتحه.
إبيميثوس: ولكن لماذا ؟ ماذا في داخله ؟
رسول الإله: أنها تعرف ماذا في داخله قبل أن تأتي إلى الأرض. فقط عليك أن تُذكرها بالمحافظة على وعدها.
إبيميثوس: سأفعل.
الراوي: بعد أن غادر رسول الإله الأرض، أخذ (إبيميثوس) (باندورا) إلى منزله.
إبيميثوس: هذا هو المكان الذي سوف تعيشين فيه من الآن فصاعداً.
باندورا: أن لديك منزل لطيف. الأرض مكان غريب، لكنه مثير للاهتمام.
إبيميثوس: أعطيني هذا الصندوق، سوف أبقيه في مكان آمن.
الراوي: الكل كان مثاليا لبضعة أيام. ولكن(باندورا) ليس لديها العديد من الأشياء التي تعملها على الأرض، ولديها الكثير من الوقت للتفكير. إلى جانب ذلك، إحدى الآلهات قدمت لها الفضول كهدية.
باندورا: أتساءل ماذا يوجد داخل الصندوق ؟ ربما لا شيء سوف يحدث لو فتحته قليلاً فقط. يمكنني أن القي نظرة سريعة وأغلقه. لا، أنا لا أفضل ذلك، لقد أعطيت وعداً...هذا أمر صعب بالنسبة لي، أنا يمكنني فتحه، الآن!!!
الراوي: حينما رفعت الغطاء عن الصندوق، فأنها روعت مما شاهدت.
باندورا: أواه لا !!! هذا فضيع.
الراوي: شيء من الدخان المُظلم خرج من الصندوق، وأشباح شريرة مروعة بدأت تملئ الأرض وتغطى الشمس. كانوا أشباح، المرض، المعاناة، الكراهية، الغيرة، الطمع، العنف، وبدأت تملئ البيوت السعيدة للبشرية.
باندورا: ماذا أنا فعلت!!! يجب أَن أعيد الغطاء وبسرعة.
الراوي: حاولت جاهدة تغطيته، لكن ذلك كان متأخر جداً. وعندما الدخان المُظلم اختفى، (باندورا) نظرت داخل الصندوق.
باندورا: على الأقل هناك شيء بقى في الداخل. لكن، انه مرهق ليخرج!!!
الراوي: وداخل الصندوق كان هناك هدية الأمل. ثم غلقت الصندوق بسرعة.
باندورا: أنا أغلقته في الوقت المناسب!!!
الراوي: ولكنها بعد ذلك فتحت الصندوق وتركت الأمل يخرج. وبقية روح الأمل تواسي الرجل(الإنسان) في محنته.
النهاية

ولكن ماذا تعني لنا هذه الأسطورة اليوم وخاصة لنا نحن العرب ؟ ونحن نعيش هذه الظروف غير معقولة أو المجنونة، وهل من الممكن مقارنة الفكرة أو العبرة الكامنة خلف نصوصها مع أوضاعنا الحالية ؟
أن صندوق (باندورا) يعني المصدر لجميع للمتاعب التي يعيشها العالم، فهي تستخدم لوصف الفعل الذي قد تكون له عواقب غير متوقعة وغير سارة. فحينما نتحدث عن فتح الصندوق، نحن نستخدمه كرمز في أننا قد نجلب الويلات والمآسي على أنفسنا حينما نفتح أو نقوم ببعض الأمور والسلوكيات، ونتخذ بعض القرار الجنونية. في كثير من الأحيان، نحن لا نعرف كيف بدأ شيء ما، وحين يبدأ لا نعرف متى سوف ينتهي ويتوقف، ولا نعرف ما هي عواقبه، أو عواقب أفعالنا وأفكارنا وحديثنا الذي نتبجح به ضاربين المنطق والحقائق عرض الحائط كما يقال، متمسكين بغرورنا وعنجهيتنا والسعي لتحقيق ملذاتنا وعلى حساب الجميع، حتى لو كان بالقتل غير المبرر. فالصندوق عبارة عن هدية مسمومة قدمتها الآلهة إلى البشرية. ولكن لنتوقف ولا نضيع في الماضي، ولنعود إلى المستقبل الذي أصبح ويصبح ماضيا في كل لحظة تمر علينا.
بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وبدأت حركات التحرر العربية في تقدم الصفوف لنيل الحرية والسيطرة على ثروات هذه الشعوب. والعمل على طرد كل المستعمرين، من انكليز وفرنسيين وطليان وأمريكان، وبالرغم من وجود مخلب الشر إسرائيل في المنطقة. ولكن، ظهور بذور للحركة الثورية التقدمية اليسارية في المنطقة. أدى لردة فعل من تلك القوى، لذا عملت وبشتى الوسائل من اجل كبح تقدم تلك الحركة ومن ثم العمل على احتواها للوصول إلى تدميرها والقضاء عليها. فجندت كل الوسائل لذلك، وحتى قادة بعض تلك الحركات، أو العمل على خلق حركات عميلة تدور وتمول من قبل مخبرات تلك الدول، ولكن بواجهات ثورية، ويسارية أو قومية أو دينية أو للبرالية، وما أكثر الأسماء عندنا. ولكن بالرغم من ذلك كانت فترة السبعينات والضربة الكبرى التي لحقت بتلك القوى الاستعمارية والامبريالية إلا وهي سيطرة الشعوب العربية على ثرواتها وخاصة البترولية منها، وما عرف بمعارك التأميم، والتي سبقتها ثورات أطاحت بكل خدم وعملاء تلك الدول من ملوك وأمراء. كل ذلك أثر على حركة تلك المجتمعات الغربية في الجوانب الاقتصادية والسياسية والحياتية، بالشكل أساسي وكبير، وخاصة الحد من أطماعها في نهب ثروات الشعوب واستعبادها. وبالرغم من أن تلك القوى الثورية الصاعدة لم تحصن نفسها وشعوبها بالشكل الضروري والمطلوب. ولم تسعى إلى تطويرها قدراتها وجمع صفوفها، ولأسباب شتى داخلية تتعلق بالصراع الداخلي، أو خارجية نتيجة للصعوبات والعراقيل والمؤامرات التي كانت تقوم بها تلك الدول ولازالت تقوم بها وستبقى إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
ومع ذلك، استمرت تلك القوى الامبريالية بمخططاتها، ونفذت أغلبها وحصدت الكثير من ثمارها، ولكن خوف تلك الدول ظل قائماً ومستمراً من الشعوب العربية، بالرغم من أنها استطاعت أن تفرض سيطرتها على اغلب حكام تلك الدول، إلا أن السيطرة على الشعوب لم تتم بالشكل الكامل بعد. فجاءت بمخططها الجديد وهو ليس الأول وليس الوحيد. فخلقت من دولٍ قزميه أو مجهريه هي أشبه بالأحياء المجهرية التي لا ترى إلا بالمجهر، وجعلتها دولة كبرى لها باع كبير في السياسة، في حين هناك من هو مخضرم في فن السياسة، ولكن كان مصيره الذوبان بهذا المخطط وأصبح جزءاً من هذه الخطة وتابع لتلك الدويلة القزمية، أو اعتزل السياسة، أن لم يصفى من على وجه هذه الأرض. وقدمتها للعالم كراعية للخير والحرية والديمقراطية والحضارة والثقافة والفن والإعلام والرياضة. فعملت حكومة تلك الإمارة على التوسط بين الأطراف المتنازعة في المنطقة العربية بل وفي العالم، والعمل على حل تلك النزاعات حتى لو كان عن طريق تقديم الأموال والرشا(ولكن وللأسف كانت تلك الحلول شكلية، وذات طابع وقتي ومخادع جداً، لا يمكن كشفه إلا بعد سنوات طويلة تمر على تلك الحوادث). وتقديمها كواحة للديمقراطية ذات علاقات مع جميع الدول الكبرى وحكوماتها، ولها علاقات جيدة مع الجميع، سوى حكومة العربية السعودية لأنها على علم كامل بالمخطط وهم على خلاف مستمر، وفي صراع على من يقوم بذلك الدور الخبيث، كما أنها تعرف بان الدور سوف يصل إليها لأن هناك حقوق عليها دفها لإسرائيل أو الغرب. وأصبحت "قطرة الماء" أو جُزيئة القذارة تلك من الدول العظمى في المجال الافتراضي فقط وليس الواقعي، وكأننا في لعبة من الألعاب العالم الرقمي، يحسب لها حسابات في السياسة والاقتصاد والرياضة وفي كل شيء، أما الشأن العسكري فقد كان كله يدار عسكريا من قبل قوات تلك الدول الغربية وخاصة أمريكا. عملت على جعل إعلامها حر وذو مصداقية في جميع أنحاء العالم. وخاصة لدى الشعب العربي. وصلت إلى درجة أن المواطن لا يمكن أن يصدق خبر ما لم يبث من قنواتها أو تكون أحدى قنواتها مصدره. وطدت علاقاتها مع الكثيرين من الأدباء والكتاب والفنانين الذين كانوا يحسبوا في يوما ما على التيارات التقدمية واليسارية، فقد اشترت الكثيرين منهم، وهنا لا نريد عدهم فهم معروفون للجميع هؤلاء الذين لهم علاقات مع تلك الأسرة الحاكمة. كما وطدت علاقتها مع الأخوان المسلمين وهو جوهر تلك القضية، وحتى مع عناصر من القاعدة، حيث أن احد أبناء الأسرة الحاكمة ووزير سابق كان منتمي إلى صفوف القاعدة ويعمل لها. فهي خُلقت من العدم واكتسبت كل ما هو جيد ومتميز من قوى ضرورية تؤهلها للعب دور(باندورا) العصر، من ثروة مالية كبيرة سمعة سياسية أعلام علاقات ليس فقط مع الدول وإنما مع قوى مخفية على الساحة العربية ذات سلوك مشين ومنحرف من السراق واللصوص والقتلة والبلطجية وكل من لا يملك أي ذرة فكر، والمتسلقين وأنصاف المثقفين، وجهلة العصر، وبعض الكهنة الجهلة، من سراق الأفكار وأرواح الأبرياء، وباسم الدين... الخ، والقائمة طويلة.
كلنا نتذكر في فترة الحصار الاقتصادي للعراق هذه الـ(باندورا) هي الدولة الوحيدة التي جاء وفدا منها إلى بغداد وقدمت مساعدات للعراق بالرغم من الحصار، ومن الأشياء التي قدمتها للحكومة العراقية طائرة مدنية لرئيس الدولة. وأمريكا تعلم بذلك وتحت نظرها وموافقتها. ولكن عند بدء الحرب فالهجوم على العراق كان ينطلق من أراضيها ويمول بأموالها لكي يضرب العراق ويدمر ويقتل أبناءه. كما أن إعلامها صور موقف الجيش العراقي بالمتخاذل والجبان، مثلما يصور الآن الجيش العربي السوري بالجيش غير وطني. ففي ذلك الوقت صورت قنواتها الحرب وكأن أمريكا لم تقدم سوى دبابتين استطاعت من خلالهما احتلال العراق. وهذا ما قدمته قناة الجزيرة في نقلها المباشر، حيث عرضت دبابتين أمريكيتين قد وصلتا في تقدمها إلى احد الجسور في بغداد ووقفتا على ذلك الجسر لتعلن انتصار أمريكا على العراق بالرغم من أن هناك معارك عديدة وشرسة كانت تجري في مطار بغداد وغيره من الأماكن. وهو شيء مقصود ومدروس ومخطط له. ففي ضوء علم النفس التربوي هناك نظرية للعالم (كثري) تؤكد بان ما يستقر في ذهن الإنسان المتعلم هو آخر شيء يشاهده، فكانت وجهة النظر هذه تؤكد على أن المعلم يجب عليه الاهتمام بالملخص السبوري لأنه هو الأخير، وهو ما يستقر في ذهن الطالب. لذا حاولت هذه القناة أن تقدم المشهد الأخير لكي يعبر ويلخص كل قضية الحرب على العراق ويختزلها إلى منظر الدبابتين فقط، لتقول هذا الذي تسمونه العراق، وهذا هو الجيش العراقي، دبابتين أمريكيتين قد احتلتاه العراق وهزمته. ولم تكتفي بعرض ذلك المشهد الهزيل، وإنما وفي الكثير من برامجها كانت تكرر وصف ذلك المشهد على لسان العاملين فيها لكي يسترجع المشاهد الصورة مرة أخرى ولكي تتركز في ذهنه أكثر وتثبت كحقيقة من خلال التكرار، وضمن جميع برامجها التي يقدمها أحمد منصور أو فيصل القاسم كان يتكرر ذلك. كما أنها قدمت المفكر العربي الأستاذ(أحمد حسنين هيكل)، وقدمت العديد من الزعماء والمفكرين العرب، وذلك لشد وجذب المشاهد العربي وتعزيز مكانتها لديه. ولكن كل ذلك بقصد مبيت وشرير توظفه ضمن أهدافها المستقبلية. وبالرغم من كل ذلك، ولكي تبيض وجهها عملت على استقدام عائلة الرئيس العراقي السابق وبعض المسئولين السابقين في نظام الحكم ويقال أن بعضهم تم إعطاءه الجنسية لا علم لي بذلك بشكل جيد.
كما كانت لعبتها مع المقاومة اللبنانية وحزب الله في حربهم مع إسرائيل، وهي الأشد كرها لحزب الله والسيد حسن نصرالله. وكذلك مع غزة وحماس. فكانوا يقدمون المساعدة ويمدون أواصر للعلاقات الأخوية ومن تحت يعملوا شيء آخراً، حيث كانوا يطعنوهم باليد الأخرى وبوسائل شتى. وهناك العديد من الشواهد على ذلك.
وجاءت نقطة بداية النهاية ولتكشف تلك الإمارة عن وجهها الحقيقي، والتي هي الحركة في تونس ففي بدايتها فتحت(باندورا) صندوقها بعض الشيء أي أكثر من السابق بعض الشيء. فبدأت سياستهم تتراوح مرة مع زين العابدين بن علي وأخرى ضده، ثم أخيراً استقروا مع حزب النهضة الذي يمثل الأخوان المسلمين ضد ابن علي. وكانت لعبتهم مع حسني مبارك اكبر من لعبهم مع تونس، ثم جاءت بداية أحداث ليبيا وفتح الصندوق بالكامل، وكانت المفاجئة حيث بعد سقوط مبارك تم تجميد حركة وقدرة الحكومة المصرية على الحركة، وبرز الموقف القطري كقائد للأمة العربية وناطق باسم الشعوب العربية والرافع راية ذلها وتخلفها وعودتها لأحضان الاستعمار. فكانت القرارات تطبخ في مطبخها ثم تصدر إلى الجامعة "الغربية"، ولا تستغربوا يوما إذا نقلت الجامعة العربية مقرها إلى الدوحة. وكل ذلك بإشراف وتخطيط وبإيعاز من آلهتها(زيوس) العصر أمريكا. أما الدول الأوربية الأخرى ليس سوى ذرات أو أيونات تدور في المدار الأمريكي. وبذلك كانت المفاجئة، وكانت كل وسائل إعلامها المتمثل بالجزيرة وغير الجزيرة حيث أنها استطاعت شراء بعض الحصص في بعض القنوات أو تسللت إلى الكثير من تلك القنوات من خلال الإعلانات. إلى جانب أموالها التي كانت تقدمها وبشكل غير معقول لكل من يرغب بالتثوير. هذه الأموال لو وظفتها في المشاريع الاقتصادية كانت أخرجت الكثير من الشعوب العربية من ما هي فيه الآن، من فقر وعوز. أن موضة التثوير أصبحت مصعد ذري سريع ينقل من لا يحلم ولو في منامه وليس في يقظته، أن يصل إلى مقعد المسئولية في أي قطر عربي، فأصبحت حالة التثوير وركوب الموجة هي الوسيلة لذلك(وهنا دعوتي إلى خبراء البرمجة العصبية أو العاملين في مجال المساعدة الذاتية وغيرهم أن يتعلموا هذه الأساليب ويقوموا بتعليمها لزبائنهم، لأنها من الوسائل السريعة والناجحة وخاصة مع الأشخاص الميئوس من أوضاعهم، العقلية والمالية).
وها هي تلعب ذات الدور مع سوريا بدءً من دورها في (الجانحة(السافلة) العربية)، وما صدور قرار الجامعة بالمقاطعة الذي هو أشبه بقرار الأمم المتحدة في عام1990 بتطبيق العقوبات والحصار على العراق، إلى جانب قرارها برفع ملفها إلى الأمم المتحدة من اجل تطبيق السيناريو الليبي عليها. والهدف هو تجويع الشعب السوري ومن ثم نزع الكرامة منه كما فعلوا بالشعب العراقي، ومن ثم القيام بحملة جوية لقصف دمشق وباقي المدن السورية. وهذا هو الشعب العراقي يعيش الشتات اليهودي. أن الحصارين ضد العراق والآن ضد الشعب السوري هو وصمة عار في جبين (الجانحة(السافلة) العربية)، وكذلك دعوتها للتدخل ضد الشعب السوري من خلال سعيها لتدويل القضية بدلا من مطالبتها من الجميع وقف العنف وخاصة المسلحين والذين هم مرتزقة من جميع العالم العربي والغير عربي. وكل ذلك من اجل حفنة من القتلة والمأجورين حتى يصلوا إلى كرسي الحكم. ؟أذن من هي (الجانحة(السافلة) العربية)، أنها منظمة تأسست عام1945 وكان هدفها ليس جمع العرب إنما هو السيطرة على العرب لان من كان وراءها هو المستعمر الانكليزي وكانت هي وسيلة للسيطرة على كل قرارات العرب وبذلك لن يستطيعوا الخروج عن سيطرته وإرادته، وحينما تجروا وخرجوا كان مصير من خرج الموت والزوال هو والبلد الذي يمثله. كل عمل أو برنامج ما يمكن تقييمه من خلال النتائج النهائية(التقويم النهائي)، وتلك النتائج هي التي تحدد أهمية وفاعلية ما نقوم به. ولكن هل يستطيع أي عاقل في هذا العالم أن يحدد النتائج الايجابية لهذه المنظمة ومنذُ تأسيسها ولحد الآن.
وها هي باندورا العرب تعمل على مساعدة ما يسمى بالثوار والتثويرين بالمال والسلاح وتجنيد المرتزقة من كل بقاع الأرض. وليس هذا فقط وإنما تحشد العالم كله ضد سوريا، وجميع تلك المواقف معروفة لأبسط إنسان على أرضنا العربية.
ويمكنني القول وضمن اعتقاد جازم إذا أردت أن تبحث عن ما يسمى بـ(البلطجيه) في مصر و(الشبيحة) في سوريا فانك سوف تجد أصابع قطرية وأموال قطرية وراءهما وفق سياسة التثوير الجديدة، التي شعارها(أقتل البريء ليثور الغبي)، كما كان مصطلح (المرتزقة) في ليبيا والذي هو احد ابتكاراتها.
فها هي (باندورا) التي صنعتها أمريكا وزودتها بكل الهدايا لكي يقتنع بها العرب أو بالأحرى لينخدع بها العرب، كما انخدع(Epimetheus) اخو (بروميثيوس). وها هي تفتح صندوقها لتنشر الشرور، من قتل وتدمير وخراب وتخلف، وتفتيت لكل الأقطار العربية لأنها مع إسرائيل يجمعها هاجس الشعور بالنقص لصغر حجمهما مقارنة بغيرهما من الدول، لذا فإنها تريد أن ترى كل دول المنطقة بحجمها، فالغبي يريد أن يرى كل الآخرين أغبياء مثله، لأنه لا يمكنه أن يكون ذكيا مثلهم. وفي النهاية سنعيش عبيد تحت سيطرة من لا يرحم، أن كان من قوى داخلية أو خارجية. والأمل هنا لا يكون ضعيفا وإنما ميتا، ومن البداية. وهي لا تزال تلعب ذات الدور وتعتقد بان الخديعة تنطلي على الشعوب. أنها ومن البداية بدأت بالتقرب من إيران ومدت جسور الصداقة معها وعقدت الاتفاقيات، ظنا منها بعملها ذلك تجنب نفسها سطوة إيران وقوتها أو محاولة تحيدها بشكل أو بآخر. ولكنها في الخفاء تخطط لأمراً عظيماً قادم، لا يشمل سوريا فقط وإنما إيران وحزب الله، وحتى العراق الحالي وما الخلاف بين الهاشمي والمالكي ما هو إلا احد ذيول تلك الحرب، ومن تبعات الخلاف التركي الإيراني، وحينما نقول التركي نعني بذلك قطر أيضاً لأنهما شريكين بالمخطط، والى جانب ذلك حلف الناتو وكل القوى الاستعمارية في العالم. وما خفيه كان أعظم، والله اعلم ماذا سيكون ذلك الشر الذي سوف يحرق المنطقة بأكملها. وبالرغم من ذلك فان مصيرها وحلفائها سيكون ذات المصير، فالتثوير سوف يصل لها "من حفر براً لأخيه وقع فيه". وسوف تشرب من ذات الكأس هي وكل الدويلات المجهرية في الخليج. ودماء العراقيين والعرب الشرفاء لن تذهب هدراً أبداً.



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاعر تستيقظ مجدداً
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثالث)
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثاني)
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب
- خربشات للحب في عيد الحب
- ما هي نظرية مثلث الحب Triangular Theory of Love ؟
- ماذا تقول البيولوجيا عن مشاعرنا
- حب الذات(Self-Love) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة (الجزء ال ...
- حب الذات (SELF-LOVE) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة
- الشخصية الإنسانية وسيكولوجية الألوان
- الإنسان والحب الرومانسي Romantic Love
- العرب بين التثوير والثورية
- الشخصية الإنسانية من العناصر الأربعة إلى الأمزجة الأربعة
- أنواع من الحب الإنساني والحب الأفلاطوني نموذجاً
- الشخصية الإنسانية وفق مبدأ العناصر الأربعة
- ما هو الحب
- حرية الإرادة والحتمية في السلوك الإنساني
- كيف نفكر ؟
- نحنُ والأنظمة النفسية القسريّة
- لماذا العنف ؟ كيف يصبح الناس فجأة أكثر عنفا ؟


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جودت شاكر محمود - دردشات: العرب وصندوق باندورا