أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الإعلام الرسمي الأردني ومظاهر ظلامه















المزيد.....

الإعلام الرسمي الأردني ومظاهر ظلامه


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلام الرسمي الأردني جزء لا يتجزأ من الإعلام الرسمي العربي. فكلهم كما يقال “في الهوى سوى”، وكلهم كما قال أحمد شوقي “في الهم شرقُ”. ولكن الإعلام الأردني رغم هذا يظل متميزاً وذا نكهة خاصة، ورائحة خاصة، ولكنها رائحة كريهة في معظم الأحيان، خاصة بعد فضيحتين كبيرتين. الأولى، عندما نشرت جريدة “المدى” العراقية في عام 2004 قوائم المنتفعين من عطايا بترول صدام المسروق من بترول الشعب العراقي. والفضيحة الثانية، القائمة التي نشرها مدير المخابرات الأردني السابق (محمد الذهبي) الذي يحاكم اليوم بتهم الفساد وغسيل الأموال، والتي تضم أسماء بعض الإعلاميين الأردنيين الذين كانوا يتقاضون رواتب شهرية من دائرة المخابرات، إضافة إلى المنح الأخرى. وبهذا تحول الإعلام الأردني إلى مجموعة من المرتزقة. وهذه الصفة سوف تثير عدة إعلاميين، وتستفزهم وتغضبهم. ولكن غضبهم لا يخفي حقيقة أن الإعلام الرسمي الأردني عبارة عن جاريات في البلاط الهاشمي، أو البلاط الخليجي، أو البلاط الصدامي السابق، والبلاط الحمساوي أو البعثي اللاحق، يقمن بالرقص والغناء، والمداعبة في آخر الليل.
أسباب ظلامية الإعلام الأردني
وهناك إضافة – إلى ذلك كله – عدة أسباب جعلت من الإعلام الأردني إعلامياً متحجراً متحيزاً وظلامياً، ومرآة عاكسة وصافية للدكتاتورية العربية المتمثلة بالملكية التي تحكم الأردن منذ أكثر من تسعين عاماً، والمتمثلة بدكتاتورية صدام المنهارة، وبدكتاتورية الأسد القائمة منها:
1ـ أن قسماً كبيراً من الإعلاميين الأردنيين، ومن كتّاب الأعمدة اليومية والأسبوعية هم من حركة فتح. إضافة إلى وجود عدد كبير من البعثيين الموالين للنظام العراقي السابق والموالين للنظام السوري الحالي، ووجود عدد آخر من “جماعة الإخوان المسلمين” وحزب التحرير وبقية الجماعات الإسلاموية الأخرى. ومن هنا نرى أن الإعلام الأردني في معظمه هو مجموعات من الجزر الموبوءة من الإيديولوجيين القومجيين والسلفيين التي ما زالت تتبنى أفكار فترة الحرب الباردة، وما زالت تعتقد أن الاتحاد السوفيتي ما زال قائماً، وأن عبد الناصر ما زال حياً، وأن بالإمكان تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وحتى آخر ذرة تراب منها، وأن المهدي المنتظر في طريقة إلينا.. الخ.
2ـ إن أفكار الحرب الباردة التي ما زال الإعلام الرسمي الأردني يتبناها ويدعو إليها دون أي إدراك للمتغيرات الدولية دفعت بهذا الإعلام إلى أن يكون متخلفاً تخلفاً كبيراً عن الإعلام الدولي الحديث بمراحل كثيرة مما جعل الملك عبد الله يستاء من هذا الإعلام، ولا يركن إليه، ويحاول أن يُدلي بتصريحاته وبياناته عبر الإعلام الدولي الذي يوفر لنهجه السياسي الانتشار والوصول والتفهم والوعي من لدن المتلقي في الأردن وخارج الأردن، سيما وأن المتلقي الأردني أصبح لا يثق بالإعلام الأردني، ويبحث عن الحقيقة في الإعلام الخارجي العربي منه (وما أندره) والإعلام الغربي. وربما كان هذا الحال أيضاً هو حال المتلقي القُطري في معظم أنحاء العالم العربي. ولكن هذه الدرجة ترتفع في الأردن أكثر من مثيلاتها في العالم العربي.
3ـ أن الإعلام الرسمي الأردني كان منذ 1980 وبداية الحرب العراقية ـ الإيرانية إعلاماً مخترقاً من قبل صدام حسين الذي أغرق سوق الإعلام الأردني بالهدايا والعطايا والمطايا. فبني لنقابة الصحافيين الأردنيين مساكن في حي نقابة الصحافيين، وأهداهم سيارات المرسيدس، ودفع لمعظمهم رواتب شهرية، وابتعث أبناءهم للدراسة في أرقى الجامعات ومنحهم الأموال لإنشاء صحف جديدة، ومنابر إعلامية جديدة. وأصبح معظم الإعلاميين الأردنيين موظفين غير رسميين في وزارة الإعلام العراقية السابقة. ولعلنا نذكر جميعاً موقف الإعلام الأردني من حرب الخليج 1991 وكيف وقف الإعلام الأردني ذلك الموقف الفاضح الصارخ المشين، وهيّج الشارع الأردني ضد الكويت والسعودية، واضطر القيادة السياسية الأردنية إلى مخالفة الشرعية الدولية والإجماع العربي والإسلامي والعالمي، والوقوف إلى جانب العدوان العراقي على الكويت. وتكبد نتيجة لذلك خسارة مالية تجاوزت الخمسة مليارات دولار، مما أدى إلى تدهور الاقتصاد الأردني وانهيار سوق عمان المالي فيما بعد. كما أدى إلى طرد العاملين الأردنيين والفلسطينيين من الخليج، مما زاد في معدلات ارتفاع البطالة الأردنية وزيادة انتشار الفكر السياسي السلفي الذي أنتج الإرهابي الزرقاوي والمقدسي وغيرهما من رموز الإرهاب.
4ـ تسيطر على جزء كبير من الإعلام الأردني الفاشية الدينية المناصرة للعمليات الانتحارية في فلسطين والعراق، والتي تموّل من الصندوق نفسه الذي يتموّل منه “حزب الله” و”حركة حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وكافة الحركات الأصولية المسلحة التي تنشر الإرهاب والخوف وتشيع الفوضى والدمار في العالم العربي وفي الغرب. وهذه الحركات أصبح لها شعبية كبيرة في الشارع الأردني لقيامها بأداء خدمات اجتماعية متعددة للمتلقي الأردني منها الطبابة، والتعليم، والتدريب على الحِرَف، وإيجاد فرص عمل، والتعليم الجامعي، ومحو الأمية، وخلاف ذلك. ومن هنا، أصبح إعلام هذه الفئات في الشارع الأردني هو الإعلام المُرحب به من قبل المتلقي الأردني، وهو الذي يعكس الصدقية والشفافية برأي الكثيرين من المتلقين المستفيدين من الخدمات الاجتماعية لقادة ورموز هذا الإعلام. ومن هنا يظهر لنا أن القيم النفعية اليومية هي التي تروّج للإعلام القومجي الفاشستي، والإعلام الأصولي الفاشستي أيضاً.
5ـ لقد ساهمت الحكومات الأردنية المتعاقبة على إطلاق يد “دائرة المطبوعات والنشر” الأردنية لمحاربة الحداثة الفكرية والحداثة الثقافية ومنع الكتب والكتابات الحداثية العربية وغير العربية من دخول السوق الأردني، والسماح للكتب الدينية الظلامية بأن تجول وتصول في السوق الأردني دون رقيب أو حسيب بفضل سيطرة “جماعة الإخوان المسلمين”، التي كانت طيلة أربعين عاماً (1957-1987) الناشط السياسي الوحيد المُصرَّح له على الساحة السياسية الأردنية، وكذلك بفضل تغلغل الرقباء الدينيين الأصوليين في “دائرة المطبوعات والنشر” إضافة إلى تغلغل القومجيين الأصوليين كذلك. ولعل ما أثاره الشاعر والإعلامي الأردني موسى برهومة قبل مدة، من عسف واستبداد وطغيان “دائرة المطبوعات والنشر” ومحاربتها للحداثة ودعاتها في الأردن وخارج الأردن أكبر دليل على وطأة “دائرة المطبوعات والنشر” وتأثيرها على صناعة الإعلام الأردني. وقد دعونا عدة مرات إلى إصلاح هذا الخلل ولكن ما من مجيب، وظل الحال على ما هو عليه.
فهل هذا يعني أن الدولة الأردنية راضية عن أداء “دائرة المطبوعات والنشر”، أم أنها لا تعلم ما يدور في هذه الدائرة الخطيرة التي تُعتبر بمثابة “البوليس الحديدي الثقافي” في الأردن؟
(الجديدة)



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برافو لمحاكمة الذهبي.. ولكن ماذا عن البلاتيني؟!
- لهذا سيسقط النظام السوري!
- حلال على إيران حرام على تركيا
- الأصولية ومعضلة الفقر في العالم العربي
- هل يستطيع الليبراليون تجديد الإسلام؟!
- الليبراليون والتيار الديني.. معاً على الطريق!
- إن المثقفين لفي ضلال مبين!
- ولكن.. ماذا بعد؟!
- كيف نقرأ الملهاة السياسية الأردنية؟
- هؤلاء أعداء الثورة السورية
- من هم المميعون للثورة السورية وما مصلحتهم؟
- -الولاية العامة- كما يفهمها الثوار الأحرار
- لماذا النظام السوري من أقوى الأنظمة الدكتاتورية؟
- ضرورة محاسبة السواطير لا النواطير فقط!
- علي بابا والأربعون حرامياً
- المثقفون والثورة
- امسك حرامي!
- عقلانية الخليجيين ورعونة الأردنيين
- النظام السوري في النزع الأخير!
- نعم: لا تنتخبوا العَلْمانيين في مصر!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الإعلام الرسمي الأردني ومظاهر ظلامه