أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!















المزيد.....

لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو كنت يابابا عمرو" ويتني هيوستن "!
لقانون الكون هواه ومصالحه يحميها..ويحنو عليها..يهدهدها ويحرسها..يمسد شعرها ويُؤمن على سلامتها....يشعل كل مصابيحه الكهربائية من حولها..يُسقط عليها أشعة الشمس، يأتي بكل شاشات العالم لتقف مع حقوقه " المصلحية البحتة" ..يُسَّخر أساطيله وأساطينه ..كي تسير على عجلات وتحملها نفاثات وقاطرات وعابرات للمحيطات...ــ حتى لو كانت عاجزة مشلولة ــ.ينقلب الباطل حقاً حين تنطق به محافل الدول الكبرى، حين تحتفل بمقوماته عواصم دول تصنع قرارات الكون ..وتحدد خرائطه ومسلكه..ترسم معالمه الحاضرة والمستقبلية من خلال رؤياها ومن خلال ماتمر به مصالحها وما تتقاطع معه..أو على الأقل من خلال نشر ثقافته ..ورموزها..فنية كانت أم علمية ، تقنية ، أم أيديولوجية..وكي لانغفلها حقها.. ــ ومن نكون ــ ...؟ فهي من أطلق صيحات الحرية والعدالة والاخاء والمساواة..هي كذلك من أصدر وحدد شرائع الكون..هي كذلك من وضع لوائح " حقوق الإنسان" ..بعد أن انتهكتها بكل الوسائل والسبل..فوقعت كارثية عليها قبل غيرها..هي من يحل المشاكل ..هي من يقرر مصير الدول الأضعف..هي من يختلس ثرواتها..من خلال برامج " إصلاحية، ترفيهية، تعليمية، إنقاذية" وفي بعض الأحيان ..تسلك مسلكاً حربياً..قتالياً...لاشك أنه يبدو منقذاً لشعوب تصارع القهر والظلم الاجتماعي وتصارع ديكتاتوريات خدمت هذه المصالح وكانت خير سكرتير منفذ لها..ورهن أصابع برامجها...يكرس نفسه حارساً أميناً لهذه المصالح...طالما أن هذه الدول الكبرى تحمي مؤخرته وتؤمن بقاءه ورصيده في بنوك هذا العالم القوي..ولايجد من يسأله كيف ومن أين؟ ..طالما أنه الخادم والمنفذ المطيع ...في مثل هذه الحالات يحل محل " حقوق الانسان" منطق آخر ..يصبح اسمه " الاستقرار..والأمن"!!ويُغَض الطرف كلياً عن سيادة ديكتاتور يُستَقبل على السجاد الأحمر ــ حتى قبل ترسيمه ــ.يغض الطرف عن حقوق إنسان تنتهك كل لحظة في أقبية الديكتاتور الأب والابن..لاتأتي الصحف على ذكرها إلا من باب " رفع العتب" ..يحرق الديكتاتور( حماة )، ويحرث بيوتها وحاراتها..يقترف فيها أبشع مجزرة عرفها التاريخ الحديث في نهاية القرن العشرين..بالكاد يحظى الخبر بسطرين عابرين محشوة بين أخبار رياضته المرموقة وفنانيه المشاهير.. وهاهي حمص العدية تذبح جهاراً نهاراً ، ترتكب فيها مجزرة لاتختلف في بصمات جزارها عما خلفه الجزار الأب ..ومتى؟ في عصر النت وتكنولوجيا المعلوماتية التي تنقل الخبر والصورة فوراً!!!، لاتسألوني لماذا لا أوجه عتبي وحنقي للدول العربية وأنظمتها..فمثلكم لايخفى عليه الأمر..أنستنجد من" الرمضاء بالنارِ؟"..لم ننس..لكنا قدمنا له المبررات ولسياسة توازناته ومصالحه آنذاك وحروبنا التي شاركوا بها صدام حسين وحافظ الأسد وإيران الخمينية..وإسرائيل..فتأتي تحليلاتنا مخيبة لآمالنا وتعويلنا على عالم يدعي أنه أنشأ منظمة ليحمي الانسان من الانتهاكات والحروب والذبح على الهوية أو على أساس العرق والجنس..سموها " هيئة الأمم المتحدة" لينقذ البشرية من حماقات من يمتلكون السلطة بالبصطار العسكري ومن خلال القوة والدبابة والسوط..يستعبدون أهلهم ويسومونهم سوء العذاب بعد أن ذاقوا طعم السلطة وجنوا منها الملايين..علماً أنهم ولدوا في قرى نائية فقيرة...بلا أملاك ولا أطيان ولا أعيان...هم بالضبط كإسرائيل...تعرض الشعب اليهودي لمذابح ..لكنه يقترف نفس الجرم ويذيق الفلسطينيين من نفس الكأس التي ذاقوها..وسلاطين العرب من عملة إسرائيل ووجهها الثاني...لايهم إن انتموا لدمنا أو خرجوا من رحم التاريخ نفسه أو نطقوا اللغة نفسها أو نهلوا الثقافة نفسها...!..
هاهو سيد الأليزيه مهبط الثورة الفرنسية " قدوة الثوار في العالم"..بلد حقوق الإنسان ...يقف مع السيد كاميرون سليل الإمبراطورية البريطانية ليضعا اللوم كله على " المعارضة السورية" ..فعدم توحيدها هو السبب الرئيس لتلكؤهم عن دعم ثورتنا!!..لأن معارضة مشرذمة لاتطرح بديلاً...لن تلقى الدعم من الغرب!!..أي معارضة في العالم موحدة الهدف والطرح والفكر؟؟؟ كم من معارضات توجد على الساحة الفرنسية؟..ربما المقارنة غير معقولة...لكني سأقربها أكثر...قبل ثورتنا كانت الثورة التونسية ، المصرية، الليبية...أسأل السيد ساركوزي..هل حزب السيد رئيس تونس الحالي " منصف المرزوقي" كان موحداً مع حزب النهضة ومتفقاً معه؟...هل أحزاب مصر التي نزلت إلى ساحة التحرير كانت تهدف وتنطق بنفس الهوى. " حركة كفاية، السادس من ابريل، التجمع الديمقراطي الناصري، الأخوان المسلمين ، السلفيين...الخ ..ناهيك عما كانت عليه المعارضة الليبية...لكن عندما شاءت هذه الدول الكبرى أن تضع ثقلها في كفة ميزان الثورات في " الربيع العربي".. قامت بما يجب وقربت وجهات النظر بين أطراف المعارضة على الأقل على موقف موحد وهو إسقاط النظام الديكتاتوري وانتهاء حقبته..وباعتقادي أن كل الأطراف السورية وإن اختلفت هنا وهناك على التفاصيل لكنها مجتمعة تتفق على " إسقاط نظام بشار الأسد ورحيله عن السلطة" ــ على الأقل هذا ماتعلنه جميعها ــ لكن وبعد اقتراب الثورة السورية من اتمام عاماً كاملاً قدمت خلاله مايقارب العشرة آلاف ضحية..وبعد أن عجز مجلس الأمن عن فعل أي شيء وعجزت معه الجامعة العربية ..وكل طروحاتها وحلولها لم تصل لمستوى إغاثة مدينة حمص!!، أو درء العنف عن المدن المنكوبة ..انقاذ الأرواح من الموت المحتم..جوعاً أو حرقاً أو إبادة تحت الردم والقصف والاعتقال والتنكيل.....اجتماعات ، مؤتمرات، قرارات، مشاريع.. جمع تبرعات ..حبر على ورق...فعلى الأرض لم تتحرك منظمة ولا هيئة ولا هلال أحمر ولا صليب أحمر...ولا أطباء بلا حدود أو أطباء العالم...الخ..حتى ماينتمي منها للعالم العربي..لم تطرح الكيفية والوسيلة لايصال التبرعات وإغاثة المنكوبين، لن أتطرق للموقف الروسي والصيني فقد كتبتا وتحدثنا أكثر مما يجب..وهذا لن يغير من الواقع شيئاً فنظاما موسكو وبكين استبداديان بجدارة ولهما مصالحهما مع سوريا وايران ونفوذهما في المنطقة، أي كل الطرق والبرامج تتوقف عاجزة أمام تحقيق الحلم السوري بدولة حق وقانون وكرامة وعدالة!، لماذا؟
لأن ايران لاتريد، لأن تركيا لاتريد، لأن إسرائيل لاتريد..وثلاثتهم يتصارع على النفوذ في المنطقة وله دعاماته العربية والعالمية ، والتي يستند عليها وسوريا مركزها...وشعبها من يدفع الثمن..الدول العربية خرجت من ساحة النفوذ والصراع..فلا مصر هي مصر..ولا السعودية تملك القوة ..وكل البترول في خدمة بقاء الأنظمة وحماية كراسيها..علماً أن على الجميع أن يعرف تمام المعرفة ، أن بقاء نظام الأسد يعني فناء كل هذه الأنظمة وسقوطها لعبة إما بيد تركيا أو إيران ..وإسرائيل ستكون المنتصر الأكبر.
هذه المعادلات يدركها الغرب ويعمل على حماية بعضها وعلى رأسه نفوذ وقوة وأمن إسرائيل ، كما النفوذ التركي العضو في الحلف الأطلسي، لو أراد الغرب لحل القضية على طريقة حل قضية كوسوفو، لكن سوريا لاتقع في أوربا ولا تملك البترول كذلك! ...فلماذا إذن لايسقط السيد ساركوزي ومثيله كاميرون..الحق على المعارضة؟!، وبهذا يبريء ويريح ضميره.....لا أخفي قلقي ووجعي من شرذمة المعارضة كما لا أعفيها من مسؤوليتها...بل هي المسؤول الأول وخاصة المجلس الوطني، الذي أتمنى عليه أن يصحو من غفلته ويعمل على تغيير تركيبته في مكتبه التنفيذي ..وأن يعمل بجد ويتوجه للعالم وللشعب السوري بشفافية ووضوح وببرنامج إنقاذ لايحتمل التسويف فالوقت لايخدمه أبداً ..أن يشكل مجلساً انتقالياً كبديل...أعتقد أنه يعرف طريقه ويدرك حجم مسؤوليته...لكنه على مايبدو لايملك قراره..فنتمنى عليه أن ينقذ نفسه وينقذنا، وأن يتوقف مع بقية أطراف المعارضة عن الصراع على مابعد إسقاط النظام.. لأنهم ببساطة ومنذ عام .. لايعملون على إسقاطه!!
خلال هذا الأسبوع وأنا أطالع الصحف الفرنسية والقنوات التلفزيونية ..بكامل طواقمها تجدها مجندة ..تهرع للقيام بواجبها تجاه فقيدة غالية على الفن العالمي والموسيقى الكونية...لاشك أنها تستحق الاهتمام..لاشك أنها قضت يافعة في قمة عطائها الفني وشقت طريقها كسوداء في عالم التفرقة العنصرية بجلد وصعوبة...لكنها ترفض الحياة ، هشة كورقة تسعى للموت..تريد أن تقولب الحياة على مزاجها..وأن تخضع مسيرة الأيام لرغباتها..خانها الحظ وخانتها القوة والإرادة...فآثرت السقوط في الإدمان..
وَقَفت أمام الضمير الانساني...أمام مايحدث لبابا عمرو...وخاطبت باب عمرو قائلة :ــ
كان عليك ياحينا الشهيد أن تحصل على وثيقة ولادة باسم " ويتني هيوستين"..
كان عليك أن تكون شهيداً على طريقتها!!...بين صراع أهلك مع الحياة والبقاء بكرامة وحرية وصراع ويتني في سعيها للهرب من الحياة ــ رغم كل مامنحتها من شهرة وملايين ــ...عشرات الألوف تقضي يومياً في بابا عمرو..أطفال ..نساء ، شيوخ، شباب ...لايحظون بلفتة مما حظيت به ويتني هيوستن....كلي يقين لو كانت سوريا حرة وديمقراطية ..فسوف يخرج من جنباتها من يفوق بإبداعه ويتني وغيرها...ألم يكن جميلاً صوت إبراهيم قاشوش؟...لكنه ولد في الثورة..خرج صوته للعلن من أجل الثورة..كرس غناءه لقهر العنف والطغيان...رقص الآلاف ومازالوا يرقصون على وقع أغانيه...لكنه رقص مختلف الثنيات والحركات والايقاع...رقص يعيد للحناجر طعم حرية افتقدتها...وويتني لم تنقصها الحرية..
ــ باريس 20/2/2012.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين إبرة الدم وإبرة الحياة!
- موقع جديد يشرف عليه الكاتب الكبير - رفيق الشامي-
- للخروج من عنق الزجاجة السوري
- أحب...وأختلف مع البعض في الحب!
- قوس الحرية
- الحلقة المفقودة عند المعارضة السورية
- بين وهمه ومكائده...يسقط بشار الأسد
- - الحرية صارت على الباب-
- ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-
- رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!
- من المنفى إلى أحمد
- نظام يأكل الوطن، وشعب يتآكل، ومعارضة تحبل بخلافاتها!
- بابا عمرو
- رسالة موجهة للمجلس الوطني السوري!
- الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص الم ...
- سوريا، الشعب، العالم العربي، والكون
- -الموت ولا المذلة-
- لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!
- حوار في حقيقة حلم مع أمي
- بيرق الأسد!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!