أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - إعادةُ النقاط ِإلى حروفِها …














المزيد.....

إعادةُ النقاط ِإلى حروفِها …


حسام محمود فهمى

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعواتٌ للاعتصامِ المدني لم تلقْ تجاوباً من الشارعِ، خناقاتٌ في مجلسِ الشعبِ مُذاعةٌ ومُتلفزةٌ، تطاولاتٌ على رموزٍ لم تستثن كبيراً ولا صغيراً، كلُ صغيرٍ تصورَ نفسَه كبيراً وكلُ كبيرٍ اِنزوى، ما عادت هناك ثوابتٌ من أخلاقٍ أو تاريخٍ أو عاداتٍ أو تقاليدٍ، تاه الشارعُ المصري وغابَت عنه قيمٌ كثيرةٌ. لم يعدْ للكلامِ معنى، ما عادَت الآذانُ تسمعُه ولا العقولُ تَعيه. أي كلامٍ أولى؟ كلامُ أهلِ التسخين أم كلامُ الداعين للتهدئةِ؟ كلامٌُ باسم الدين أم كلامٌ باسم الدولة المدنية؟ كلامُ التحرير أم كلامُ العباسية؟ كلامُ التخوين أم كلامُ الوطنية؟ كلامُ التفرقةِ والتمييزِِ أم كلامُ المواطنةِ والمساواةِ؟

تاه الجميع، لم يعدْ الصديقُ صديقاً، الشكُ أصبحَ لغةً ومنهجاً، ومعه الأنانيةُ وتضخيمُ الذاتِ، لا غرابةَ في الاعتصامات والبلطجة والتطاول والتجاوز والسباب والتعدي. عندما هُزِمَت مصر في عام 1967 رُفِعَ شعارُ اعرف عدوَك، لقد كانت الهزيمةُ نتيجةً طبيعيةً للانغلاقِ داخل الشعاراتِ والأوهامِ والخداعِ والزعيقِ وانكارِ قدرات الغيرِ وامكاناتِهم، لا يبدو مع كلِ الأسفِ أن للتاريخِ اعتباراً، قريبُه وأبعدُه. لغةُ العنفِ في الفعلِ واللفظِ، احتلَت أوفرَ مساحاتٍ في الفضائياتِ والصحفِ، أتقنَها الجميعُ. ما هي القدوةُ التي يقدمُها مجلس الشعبِ وهو علي الهواءِ ينشرُ الخناقاتِ وعدم تقبلِ واستيعابِ الآراءِ جميعِها؟ كيف يكونُ استيعابُ المنزلُ والعملُ والشارعِ للغةٍ التناطحِ التي سادَت حواراتِ السياسيين والدعويين؟ ما من رسالةٍ إلا أن الغلبةَ تدينُ للأعلى صوتاً أو الأكثرُ عدداً، غابةٌ بكلِ معناها، تأكيدٌ على ما يسودُ ُمن انفلاتٍ.

تغيرَ نظامٌ وطَفَت أخلاقياتٌ طالما كَمِنَت، الانتهازيةُ وتصيدُ السقطةِ واللقطةِ، بالذوقِ وبالعافيةِ، سيارةٌ أو قطعةُ أرضٍ، رصيفُ أو جزء من شارعِ، أرضٌ زراعيةٍ أو نيلٌ، موقفٌ يُرادُ أن يُصبغَ بالوطنيةِ أو يالثوريةِ، شعاراتٌ تُرفعُ بغرضٍ يخفي باطنَها؛ الكلُ سواء، ما من فارقٍ بين المثقف وغيره، بين السياسي وغيره، بين الدَعَوي وغيره،أوضحُهم البلطجي والسارقُ!! من المؤكدِ أن رفضَ العصيان المدني يُعطي رسالةً واضحةً، أن الشعبَ في غالبِه ليس بالسهلِ الانقيادِ، وأن الصوتَ العالي لا يُكسِبُ أنصاراً، لكن الأهم هل يوضعُ كلُ في إطارِه وداخل حدودِه، بنفسِه أولاً؟ هل يفهمُ الجميعُ أن الزمنَ تغيرَ وأن لصبرِ الشعبَ حدوداً؟

لن تستقيمُ الأمورُ إلا بفهمِ التاريخِ بأمانةٍ، بالبعدِ عن شهوةِ السلطةِ والانتقامِ، بدراسةِ السياسةِ الدوليةِ باحترافٍ، بالاتعاظِ من الأخطاء الشخصيةِ قبل أخطاءِ السابقين والغير، بوضعِ خطوطٍ حمراءٍ لا يجوزُ تخطيها في التعاملِ مع الحرياتِ والمعتقداتِ. في حالةِ التوهانِ تلك يبدو المشوارُ طويلاً غائماً، لكن يستحيلُ أن تنصلحَ الأحوالُ إلا عندما يَفهمُ كلٌ ما له وما عليه، إلا عندما يتيقنُ كلٌ من حجمِه فلا يتجبرُ غروراً أو يصرخُ عجزاً.

لن يكونُ لمصرِ شأنٌ إلا عندما تعودُ النِقاطُ إلى حروفِها ...



#حسام_محمود_فهمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلول والشرطة والمجلس العسكري … حيلةُ من؟
- مصر إلى أين؟؟؟
- كم ذراعٌ
- الضبعةُ ... الاستيلاءُ على أرضِ الدولةِ بوضعِ اليدِ
- ساويرس يزدَري …
- دولةُ الخلافةِ …
- وبعد انتخاباتِ الجامعاتِ …
- الخوفُ من الحكمِ باسم الدين .. ليس وهماً ولا مبالغةً
- الاختيارُ الآمنُ …
- من عنده كلمة يوفرها ...
- القذافي .. مفيش غير كده
- أقباطٌ مواطنون وليسوا أقليةٌ مهاجرةٌ …
- ثورةٌ أم غسيلُ ماضي؟! 
- أساتذة الفيسبوك …
- هل تصبحُ مصرُ دولةَ العبيدِ والسبايا؟
- يا وزير التعليم العالي … كيف حصلت علي إحصائياتك ومن أين؟!
- الجامعات داخلة الجُب … ومعها وما معها
- هي جَت علي العريش؟!
- من عبرات سقوط الدولة العثمانية ... وأي دولة دينية
- هل اِنتُخِبَ طه حسين وأحمد لطفي السيد؟!


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - إعادةُ النقاط ِإلى حروفِها …