أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العفيف الأخضر - المصالحة الوطنية أو الانتحار الجماعي !














المزيد.....

المصالحة الوطنية أو الانتحار الجماعي !


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسائل تونسية:
المصالحة الوطنية أو الانتحار الجماعي !

نصحت قومي... فلم يستبينوا النُّصح إلا ضُحى الغد !
شاعر جاهلي
المشهد السّياسي التّونسي أزمات متزامنة: أزمة مع المؤسسة الأمنية، ، أزمة مع المؤسّسة الجامعية، أزمة مع المؤسّسة الإعلامية، أزمة مع المؤسّسة القضائية، أزمة مع المؤسسة الإدارية، أزمة مع المجتمع السياسي ،أزمة مع المجتمع المدني خاصة مع مؤسّستيه الحاسمتين: نقابتي العمال وأرباب العمل و أخيراً، لا آخراً، أزمة كامنة مع المؤسسة العسكرية...
تتضافر المؤشرات على أن حكومة "النهضة" عاجزة عن صنع القرار الصّائب، - الذي لا يصنعه إلا العلم و الكمبيوتر و ليس صلاة الاستخارة-، و تالياً عاجزة عن ملاحقة حَشْد الأزمات بالحلول. فحدث ما كان يجب أن يحدث: الأزمات هي الّتي تلاحقها و تتحدّاها فتتراكم بعضها فوق بعض، في انتظار التحول إلى كتلة حرِجة Masse critique لن ينجو من انفجارها احد لا داخل "النهضة" ولا خارجها !
من أين أتت هذه الأزمات ؟ من عام 2011 الذي غذَّى بقوّة اللايقين و خاصة انعدام الثقة بين جميع النخب و أيضا بين جميع المواطنين كتعبير مأساوي عن تفكّك الرّابط الاجتماعي Le lien social الذي هو الاسمنت الضّروري للحد الأدنى من تماسك المجتمع: يقتحم العاطلون أماكن العمل ليقولوا لعمالها: "نحن نخدم، انتم أيضاً تخدمون... نحن عاطلون أنتم أيضاً عاطلون". هكذا، و لأول مرة في التاريخ، يبرر العاطلون تحويل العاملين إلى عاطلين مثلهم... ليكون الجميع في الشقاء سواء !
إنّها الأنانية في أكثر تجلّياتها سادية وعدمية "إذا متُّ ظمآنا فلا نزل القَطُر" ! إنها الدرجة الصفر من التضامن الطبقي،بل حتى من مجرد التآخي البشري!
ما العمل؟
البداية الصحيحة هي المصالحة الوطنية الشّاملة و الفورية. لماذا ؟ لأنها ستكون صدمة صحّية،و فرحة عارمة كفيلة بإعادة الثّقة المفقودة و ترميم الرّابط الاجتماعي الذي تفكّك حتى آخر خيط.
المصالحة الوطنية الشّاملة و الفورية هي المطلب الأكثر إلحاحا اليوم. إذ أن حرباً إجرامية و كارثية هي منذ الآن ممكنة بل محتملة، ربما في الربيع القادم ، بين إسرائيل و إيران ، أو بين أمريكا و إيران ، أُولى عواقبها الوخيمة: رفع جميع المخاطر الإقليمية و الدّولية إلى احتمالاتها القصوى. و منها ارتفاع سعر برميل النفط إلى معدلات خيالية ، فضلا عن احتمالات حرب إقليمية أو عالمية نووية، كما توقع ذلك جنرالان أمريكيان متقاعدان، قد تختزل البشرية إلى مليار أو مليارين ! كما توقع جنرال إسرائيلي: "أن الأزمة الدولية الحالية قد تؤدي إلى غابة نووية عالمية" éLe canard enchain (الأسبوعية الفرنسية 16.02.2012)
الوحدة الوطنية، التي تمر حتما بالمصالحة الوطنية الشاملة و الفورية، هي في هذه الأوقات الحرجة قضية حياة أو موت لاقتصادنا و أيضاً لبلادنا. فكلما تأخرت هذه الوحدة استفحل الانفلات الأمني و اللّا استقرار و اللّا يقين و الخوف من المستقبل و القرارات الهاذية ، من الجميع، كردّ عليها !
حرّروا جميع السّجناء السّياسيين، أوقفوا الملاحقات القضائية و شكّلوا حكومة مصالحة وطنية تضم جميع الطّيف السّياسي من "التّجمع الدّستوري الدّيموقراطي" إلى "النّهضة" مروراً بجميع أحزاب المعارضة و ممثلين عن جمعيات المجتمع المدني و الشّخصيات المستقلة بما فيها الهاشمي الحامدي.
إذا حدث و انتصر مجانين "النّهضة" على عقلائها... رافضين صدرية النجاة الجماعية هذه،فعلى عقلاء "التّكتل" و "المؤتمر" أن يتحرّروا من رِبْقَة تحالفهم الشّكلي مع غُلاة"النّهضة" ليتركوهم يواجهون الأزمات، و الفشل في حلها، وحدهم.
أمّا إذا حدث العكس و انتصر العقل على الجنون في"النّهضة"، فستشهد تونس المنكوبة بداية واعدة بتغيير ذهنية المواطن من عدم الّثقة المتبادل إلى الثّقة المعمّمة.
المصالحة الوطنية الشّاملة و الفورية ضرورية وممكنة. عائقها الوحيد هو عقلية الثأر العشائري التي عبر عنها احد قادة أقصى اليمين الإسلامي عندما قال مسفّهاً اقتراح المصالحة الوطنية: "هل ستعيد المصالحة الوطنية الصّحة لمن شُلَّت رجلاه أو ستعيد الزوج للأرملة التي فقدته إلى الأبد؟! ".إنه منطق الثأر التّعجيزي الذي واجه به المهلهل المصالحة الّتي اقترحها عليه جسّاس لوضع حد لحرب التّفاني المتبادل بين قبيلتي تغلب و بكر في حرب البسوس:"أصالحك، قال المهلهل، بشرط أن تملا بُرْدَيَّ من نجوم السّماء و أن تعيد كُليبا [=أخاه]حياً " !
على عقلاء تونس حيثما كانوا أن يقولوا: لا لهذا الجنون الثّأري الانتحاري.
تونس ما بعد 14 يناير 2011، استيقظت فيها جميع الأنانيات الفردية و الجماعية، الحزبية و الجهوية، الدينية و الدنيوية ،فلم يعد بمستطاع نخبة واحدة أو حتى مجموعة من النّخب أن تحتكر السّلطة و الثّروة و تُقْصي باقي النخب. فجزاؤها عندئذ سيكون الاحتراب ثم السّقوط (أَنظر: العفيف الأخضر. "توسيع دائرة النّظام أم توسيع دائرة العنف " ،الحوار المتمدّن 11.04.2011).
لا مفرّ في القرن ال 21 من توسيع دائرة كل نظام اجتماعي – سياسي ليشمل جميع النّخب و الطّبقات و الجهات بلا أدنى استثناء بإشراكها في السّلطة و الثّروة تفادياً لحرب الجميع على الجميع.
هل تستطيع جميع النّخب من جميع المشارب الدينية و الدنيوية أن تفك حبل المشنقة الذي بدأ يلتف حول أعناقها قبل فوات الأوان؟ ممكن، إذا تحلّت ببعد النظر و تخلّت عن مشاعر الثأر البدائية التي أعمتها عن رؤية أن المصالحة الوطنية، الشّاملة و الفورية ، هي حبل النجاة للإفلات من حبل المشنقة الموعود !



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !افتحوا الجامعات للمنقبات
- قُدْ حزب إنقاذ تونس - رسالة إلى قائد السبسي
- ما مصير حقوق الإنسان في تونس الإسلامية؟
- لماذا ارتعبت -النهضة- من انتصارها؟
- انتصار النهضة وعد أم وعيد؟
- دعوا أقصى اليمين الإسلامي يحكم !
- رسالة لأوردوغان
- أنقذوا تونس من -حزب التخريب-
- تفاوضوا مع الساعدي القذافي
- رسالة إلى القضاة: لا تخضعوا لقانون الغاب
- الرسالة )3( إلى مانديلا
- الرسالة (2) إلى مانديلا
- رسالة إلى مانديلا:
- رسالة إلى القذافي:استجب لنصيحة أردوجان وارحل
- رسالة إلى الجميع:ماذا فعلت بأمك يا عدو المرأة؟
- لماذا لم تكشف لشعبك صناع مآسيه؟
- ثورة الشعب على الثورة
- تونس جريحة فلا تجهزوا عليها
- هل لأقصى اليمين الإسلامي مستقبل؟
- من أجل تونس متصالحة ومستقرة:نظام رئاسي؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العفيف الأخضر - المصالحة الوطنية أو الانتحار الجماعي !