أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزيه كوثراني - واخيرا ..دمشق بسعة الحلم














المزيد.....

واخيرا ..دمشق بسعة الحلم


نزيه كوثراني

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في صباح هذا اليوم خرجت دمشق عن صمتها الذي حير الناس، وهل كانت صامتة حقا؟ وهي ترى ألاف القتلى من الأطفال والشباب والنساء ..والدم ينزف في كل مكان على طول الوطن وعرضه.. في القرى والمدن ..وسط الساحات وفي الشوارع ومن تحت أنقاض المنازل التي هدمتها قنابل الدبابات والمدفعية...وهل كانت لابدة كسلحفاة؟ وهي تتأمل كل هذا الجنون الاستبدادي التسلطي القهري ولم تنبس.. تأملت بألم عميق جميع أبنائها دون استثناء، لم تكن طائفية كما قال عنها النظام وبعض المنتفعين من القهر ومذلة الشعب . كانت لا تنام وهي تتابع كل صغيرة وكبيرة من اجتماعات المعارضات المتباينة الرؤى والمصالح والأهداف في القاعات والفنادق في الكواليس وعلى قارعة المكاتب الأجنبية ..في محطات المترو وداخل المقاهي والحانات المنسية وعند بدو الخليج الرحل نابتة زماننا المفجع والحالم بغد جديد . كانت معنية أكثر بحراك الشارع الشعبي وتنسيقياته المحلية،لذلك تنصت أيضا لما يعتمل ويموج على الأرض، وعبر الهواء الملغوم بشبكات التواصل المحموم من هنا إلى هناك ومن هنالك إلى سدرة المنتهى . كانت تعرف أن لحظة الحسم عندها، وأن فرحة الشعب في مخاضها الموعود، وأن الذين أعياهم طواف الترحال الشاق من دولة لأخرى ومن مجلس لأخر صدقا أو خبثا لإيقاف حمام الدم سيدركون أن دمشق وحدها تملك أسرار سقوط النظام . لم تكن شاهدة قبر في صمتها الموهوم، بل كانت تدرك أن الحياة لا تولد من العدم و لان الظلال المعتمة لا تكف عن حمل غدر رصاص الردى في وجه عشاق الحرية والوطن . جاء فجر الثورة في فجره ولم يخلف وعده، وخرج الجميع ولم يتخلف احد لمعانقة شمس الحرية، واهتزت المدينة بالأفراح" مافيش عساكر ولا قهر ثاني كل الاماني صارت حقائق" وهي تودع مرحلة مؤلمة من تاريخ الاستبداد وسفك دماء الشعب الأعزل، والناس يهتفون" واحد واحد الشعب السوري واحد" من سنة وشيعة ودروز وأكراد ومسيحيين ...انهارت التمايزات التي عول عليها الأعداء، وهددوا بها الشعب كحرب أهلية . التحم الجميع حيث لا أقلية في المواطنة والحرية والشراكة في الوطن . لا احد تساءل كيف حدث هذا الخروج المفاجئ في وجه النظام وصرخت الحناجر " الشعب يريد إسقاط النظام " وأيضا لا احد تساءل عن سر هذه الهبة المباغتة وكيف انهار النظام وتشكلت لجان الأحياء والشوارع بسرعة البرق كتنظيم ذاتي لواقع الحياة الجديدة، وصار التواصل سهلا في تعرف الواجب والمسؤوليات، وفي اقتسام الأعباء والمهام . أسئلة الانشقاق الكبير الذي وقع في صفوف الجيش في الهزيع الأخير من الليل وما تلاه من سقوط سريع للنظام ومن قتل أو اعتقل من زبانيته وشبيحته ..هذه الأسئلة وغيرها كانت من هواجس الخارج الذي وقف مذهولا ينظر ولا يصدق نجاح الثورة بعيدا عن عيون الغرب وأزلامه، وضد الفيتو الروسي الصيني الأعمى في مستنقعات الأسد . لم تكن هذه الأسئلة لتطرح في الداخل وحتى عندما اتصل الآخرون من بعيد كانت الإجابات واحدة ومختصرة " الشعب السوري عارف طريق" . كانت دمشق ومدنها وقراها تعرف أن كلفة الصمت والتريث اكبر من كلفة المواجهة، وأن انتصار الثورة أجمل وأفضل من المذلة والخضوع للمستبد العائلي المحتل، وأيضا بحدس عميق أدركت أن اللحظة تحتم عليها جمع شمل أبنائها قبل أن يتناثر دمهم بتداعي حروب همجية النظام في حق الشعب . ربما لهذه الأسباب وغيرها كما قال بعض الذين سمعوا نبضها انتصرت على نفسها لنفسها وحملت البعث في قيامته الأخيرة على أول قطار لمزبلة التاريخ مر من هناك يلملم سقوط الاستبداد الشرقي، وهو يقول للشعوب بنوع من التحريض هل هناك من مزيد ...



#نزيه_كوثراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة مرة اخرى
- هوامش على ..ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي ج3
- جدل الانفصال والاتصال
- حرفة عاشق
- هوامش على ..ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي
- طفولة في.. ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي
- تونس لم تعد في تونس...
- ابن رشد ومشكلة النسبية
- الموت يحتضر...الجزء الاول
- عندما يضحك الوطن...
- تونس تمهل..ولاتهمل
- الاحذية
- الحفاة والكنغر
- يوميات عاشق =1) الامل الشاق
- لعبة الاواني
- اسئلة التمدن في السؤال الفلسطيني 2
- اغتيال
- اسئلة التمدن في السؤال الفلسطيني
- الكينونة والعدم
- مثقف المعارضة العربية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزيه كوثراني - واخيرا ..دمشق بسعة الحلم