أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الطغاة لا يتعلمون















المزيد.....

الطغاة لا يتعلمون


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطغاة لا يتعلمون
كتب مروان صباح / عالم لا يحكمه العواطف بقدر ما تتحكم به المصالح لتسقط تلك القيم الموسمية التى تتوارى بها القوى العظمى في أوقات السلم والمياه الهادئة ، لتقول عند أول تحريك للمياه الراكدة بالفم الملىء إقلع شوكك بنفسك ، لا يمكن لأحد أيها الشعب الثائر إعادة حقوقك المسلوبة بأن يمد يد العون لكم بل العكس تماماً قد تورطوا بالشكل المفضوح في شرعنة القتل والتنكيل والمحافظة والندم على الديكتاتورين المترنحين أو هؤلاء الذين رحلوا بعد ما أسقطهم الشعب .
نقاط قد نفهمها وتحولات قاسية لجغرافية العالم وبداية تصاعد مؤشرات لتجمع جديد قديم غير معلن على طاولات القوى الإقتصادية التى تنامت في ظل إستغراق الولايات المتحدة في حروبها الأخيرة داخل العراق وأفغانستان والتتبع للتصاعد المتنامي للعسكرة والبرنامج النووي الإيراني عن بُعّد وكثب وتأمين إستقرار الدولة العبرية على جميع الأصعدة مما أدى إلى ظهور قوى حاولت في السابق أن تنمو وتتحدى كي تلعب دوراً في رسم الإقتصاد والسياسة العالمية إلا الإخفاقات كانت حليفتها وحُكمت عليها بالتراجع ، لكن الملفت للإنتباه لم تكن الصين وروسيا والبرازيل وإيران والهند من الذين يؤمنوا بأن هنالك في القاموس كلمة إستسلام لتلك الإخفاقات بل أبتعدت عن حالة الإستغراق وكانت أقرب إلى المتربص الذي ينتظر الفرصة بحيث أعادوا بناء قدراتهم بعد أن تصالحوا مع شعوبهم من خلال صياغات شعبية مبدعة وتنمية إقتصادية متكاملة متعددة الإنتاجات وعدالة توزيع الثروات في ظل مظلة الضمان الإجتماعي فوقفت قوية في مواجهة الرماح الموجهة نحوها من كل الجهات .
كل الرهان يقع على الذين قرروا في لحظة عصيبة عندما ضاقت بهم الأرض وتحولت كظل رمح مغروز في عراء الصحراء للعمل والتحرك والإعتماد على الذات فمن يقضي سنوات تحت الأرض منكل معذب بشتى الطرق الجسدية والنفسية ومن قضى شهيداً وروحه تحلق في السماء بإنتظار صيحات الإنتصار ومن أُضطهدوا ويضطهدون وَيُمارس في حقهم أبشع أنواع الإذلال والحصار والتجويع والتخويف والإمتهان وأستبيحت دمائهم بقصد ترويعهم ونشر الرعب بينهم ودفعهم على مدار العشر أشهر في إسقاط مطالبهم والرجوع عن إسقاط النظام لا يأبون ولا ينتظرون من العالم أن يقوم بدورهم على الأرض وسرعان ما يتنازلون عن حقهم عند المجتمع الدولي بدفع إستحقاقاته إتجاه حقوق الآخرين ، فالجامعة العربية ليست بتلك المؤسسة التى تحّسب خطواتها وفق المعايير الإستراتيجية بحيث يسمح لها أن تستنتج المفاجآت الممكنة وأنه يوجد في الطريق الكثير مما يمكن أن يعطل تحركاتها بحيث تأسس في باطن الأرض مربع يتأثر ويؤثر في رسم السياسة الدولية الذي جعل ماكنة الإستقراء مشوشة وعاجزة عن قراءة التطورات السياسية لشمولية الكرة الأرضية بالقدر المطلوب والذي يجعلها دائما أن تتجه دون تعقل أو تفكير وهو السبب الحقيقي في إعادة وقوعها في ذات الأخطاء والأفخاخ .
بالتأكيد أن المعارضة في الخارج والتى تمثل الجناح السياسي إن كانت في المجلس الوطني أو تلك التى مازالت تمتنع لأسباب محقة صبت جهودها في قنوات الحل والتحرك الدولي حتى لو كان البعض لا يرغب في التدخل العسكري إلا أنهم كان هناك شبه توافق في دفع الضغوط بإتجاه النظام من خلال محاصرته إقتصادياً بهدف تسريع إسقاطه ، يُخطىء النظام السوري كما أخطأ من قبل أن التلحف بالفيتو المؤقت سيوفر له أرضية بالإستمرار في حلوله القمعية والدموية التى وصلت في الأونة الأخيرة إلى تلك الدرجة من المجازر في حق العزل الأبرياء التى فاحت رائحة الموت على إمتداد وطن وهو الذي أنفق أموال الشعب على مدار غير منقطع كي ينشدوا من شاء القدر ان يكونوا تحت حكمه بالعروبة وأفتك بالعربي ودعى الأحياء ليسبحوا بحمد فلسطين ونكل بالفلسطيني أين تواجد ومجد بالأسلام وفتته لفئات وبشر بالدولة الحديثة وتراجعت إلى ما قبل الجاهلية .
التفاعل كي تتأزم الأوضاع هذا مفهوم لدينا والتشابك من خلال تصرفات دبلوماسية معززة بعمليات إستخباراتية تندرج أيضاً تحت سياسات دول إستعمارية في العقلية والنهج لكنها تبقى منزوعة الشرعية بحيث لا تستطيع تمريرها دون إرادة الشعب وتبقى عاجزة عن إنعاش النظام حتى لو مدته بجرعات بكلوكوز كي يمارس ما تبقى من ساديته المريضة تطورت إلى حد الإفراط لكن جميع الكلوكوزات في العالم لم يعد بإمكانها إنقاذ نظام يمعن في قتل الإبرياء ناهيك عن تراجع أهمية دوره على الصعيد التأثير والتفاعل مع قضايا المنطقة وفقد عناصر اللعبة داخل الوطن وبالإتجاهات المختلفة بعد أن تعرى تماماً أمام حركات التحرر في العالم ففي لبنان تراجع مفهوم داعم المقاومة وفي العراق تقلصت أذرعته إلى حد الشلل وبين حركات المقاومة المقيمة والمحتميةُ تحت مظلته توزعت لأنها جميعها لا تستطيع أن تكون عناصر فاعلة ضد الشعب لأن الشعب في النهاية هو المنتصر .
لقد ولت أوقات الرمادية التى كانت تسقط بها الشهداء دون أن يتحقق الإنتصارات وما لا يدركه أبناء الأمبراطوريات الوهمية أن حجارة عروشهم تتساقط الواحد تلو الأخر وإن كان الدعم الإيراني للنظام السوري الذي إستنفر روسيا الإتحادية والصين الشعبية والهند وجنوب أفريقيا في محاولات بائسة لكي يَحّول بعدم إسقاطه بشتى الطرق ، قد نجح في إستطالت أنياب الظلم والإستبداد ومنحه الغطاء كي يبلغ من الوحشية حداً لا يمكن إحتماله الذي يؤكد في ذات الوقت بأن الأنظمة التى أسقطها الشعب أو تلك التى تعرضت إلى إحتلالات غربية تُركت لقمة سائغة تؤكل في غفلة من الزمن ولولا تورطتنا في هذا التعاطي لما كنا شهدنا قوات أجنبية في العراق وأفغانستان .
التورط مع النظام يأتي في سياق خارج عن منطلقات إنسانية بحته وإنما خوفاً من مستقبل قد يكون مختلفاً جداً دون وجود ديمقراطيات حقيقية فالطغاة إينما كانوا لا يتعلمون من الدروس الحية ولا تلك التى في التاريخ حتى يستخلصوا منها العبر ويتعظوا ممن سبقهم بالتدحرج لأن بطانتهم على الدوام مستعدة لتحويل جرائمهم وفسادهم إلى شعارات وطنية تنكل بمن كتبت عليهم الأقدار العيش تحت مظلة حكمهم .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع ليس على الماضي بل على الحاضر أيضاً
- كلمات مكتوبة بحبر الألم
- منطقة غارقة في حوض من البترول
- هي الرقصة الأخيرة من فرط الألم
- نوافذ لا تقوى على صد العواصف
- شخابيط كَشَفَتْ المستور
- السينما وحجم تأثيرها على المتلقي
- تحويل الهزيمة إلى إنتصار
- إستحضار الضمير قبل الممات
- الأحياء يزاحمون الأموات
- ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
- بين المكتنزة والمتفجرة
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الطغاة لا يتعلمون