أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - صمت أدونيس المتقطّع














المزيد.....

صمت أدونيس المتقطّع


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 14:25
المحور: الادب والفن
    


بين"رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد" حزيران، مروراً بـ"رسالة إلى المعارضة السوريّة" وعدة لقاءات صحفيّة، كان آخرها مع"الغارديان" اللندنيّة، السبت 27-1( نشرت القدس العربي مقتطفات منها) ظلّ شاعرنا الكبير أدونيس، يَنظرُ من عليائه إلى سورية، مرّة ناصحاً "السيّد الرئيس" ومرّة يدعوه إلى التنحي، بلغة متعالية كصاحبها، ومثل أيّ مسؤول أو حاكم، ليس أقل! ناهيك عن التنظير الذي يليق بالمفكّر الشاعر، في الوقت الذي يسيل فيه دم السوريين، ولا تترك المجازر المتواصلة التي يرتكبها"السيد الرئيس" فرصة لهذا الدم لكي يجفّ، على الأقل، على ثياب الشهداء، وعلى الأرصفة والتراب. يمعن شاعرنا في موقفه الحيادي، (هذا إذا لم أقل المتواطئ) موقف المتأمّل المرتاح الذي ينظر إلى نجوم لا يراها أحد غيره..وليقنعنا أنّه مفكّر كبيرلا يتخذ موقفاً هكذا بسهولة، (مثلما فعل ذات يوم، حين قام بسحب توقيعه من عريضة طالبت بإطلاق سراح الشاعر فرج بيرقدار، كان قد وقّع عليها "أريد سحب توقيعي لأحتفظ به لمناسبة كبيرة مقبلة" هذا ما قاله أدونيس، تصوّروا الشاعر والمفكّرالعظيم، يسحب توقيعه من عريضة تطالب بإطلاق سراح شاعر قضى سنوات في المعتقل، (نكر أدونيس أيضاُ معرفته بشاعر اسمه "فرج بيرقدار" بل أكثر من ذلك، ادّعى المفكر التنويري أن المبادرين لحملة التوقيع لفّقوا صفة الشاعر من أجل التعاطف الدولي) وهو يريد أن يحتفظ بتوقيعه لمناسبة كبيرة! فتوقيعه لا يستخدم إلا في الملمّات الكبيرة جدّاً!
وهل هناك ملمّة أكبر من أن تقوم ثورة في سوريّة؟ (وحتى صفة الثورة استكثرها علينا وتكرّم بمنحها صفة "احتجاجات") هذا كان نصيب السوريين، ليس من فنّانين كركوزات (بالمعنى السيّئ) بل من مثقفين كبار من وزن "كمال أبو ديب" و"نزيه أبو عفش" و"أدونيس"، ملمّة تتطلب موقفاً داعماً ومؤازراً لشعبهم،موقفاً لا يهدأً ولا يكلّ، لما لهم من تأثير في محافل عدّة، نتيجة لأسمائهم الكبيرة.
أشهر تمرّ والجنائز أيضاً، والشعب السوري يحقق معجزة غير مسبوقة، وأدونيس يستمر بالنظر إلى النجوم، وينتظر من يسأله رأيه في حركة الكون! ولا ينحني قليلاً، ليرى ما يحدث على أرض الواقع.
طبعا نحنُ لا نريد هنا أن نفصفص عظام مقالات أدونيس ومقابلاته الصحفيّة، فقد قام كثيرون بذلك، ولكننا نحاول أن نفهم كيف لشاعر بحجم أدونيس، أن يقف مكتوف القلب، أمام جرائم ترتكب بحقّ شعبه، بل أكثر من ذلك، يكذب بشكل يدعو إلى الدهشة: "بوصفك خصوصاً رئيساً منتَخَباً" هذا كلام أدونيس كما هو معروف من"رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد" والجميع يعرف، في سوريّة، منذ أن سرق حزب البعث السلطة، نسي السوريون شيئاً اسمه انتخابات، بعد أن غيّر البعث القائد للدولة والمجتمع، الانتخابات المضرّة بصحة السوريين! بسلاسل أطلقوا عليها اسم الاستفتاء، كي تبعد السوريين عن شرّ الحريّة العظيم! منظّر كبير مثل أدونيس، لا تفوته مسألة مثل هذه المسألة التي ذاق منها السوريون مرارات كثيرة، ولسنوات طويلة. إذن، هو يكذب مع الإصرار والتعمّد، ولسنا هنا بصدد استعراض أمثلة كثيرة عنه باتت معروفة للجميع، ولا الإستشهاد بأمثلة عن دور المثقفين من قضايا شعوبهم، ومن ومن شعوب أخرى، الأمثلة أكثر من أن تُحصى ويعرفها كلّ مهتم بالشأن العام، إلّا أدونيس المحدّق الدائم بالنجوم، وبدورة الأفلاك.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحتال على الحزن قليلاً
- مركب ليبيا مركب اليمن مراكب تلحق بالمراكب
- مرّة أخرى..أحبّكِ
- طوفان
- ماؤك غير الماء
- مركب سورية من قصيدة (مراكب الرمال)
- صرخة
- عام عزيز يرفرف جناحيه
- الفانوس..إلى أدونيس وآخرين.. ليسوا أقلّ صمتاً
- هكذا تكلّم مالك الغابة!
- رداً على كمال أبو ديب أيّ سورية جميلة تعني يادكتور
- على أطراف قلبه يمشي
- أزهار
- لكَ أن تحجب الشمس عن القصيدة غيهب الفتى
- الطفل لا يتحرّك
- معراج الحريّة
- رؤيا
- بقدم واحدة يمشي..إلى الشهداء الأحياء
- أيام من قيامة الدم السوري
- كي لا أحبّكِ أكثر سوريّة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - صمت أدونيس المتقطّع