أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة ياسين عكظ - انقاذ / قصة قصيرة















المزيد.....

انقاذ / قصة قصيرة


نعمة ياسين عكظ

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


انقاذ

السنوات الثلاثون التي انقضت من عمرها لم تستطع ان تمحو الكثير من ملامح الجمال التي تتمتع بها بالرغم من المتاعب والالام التي المت بها خلال السنوات الماضية فما زال بريق عينيها الخضراوين يؤسران الكثير. والشعر الاسود الفاحم الكث والناعم يغطي جزءا كبيرا من كتفيها وتنسدل خصلات منه على صدرها الابيض الذي ينحسر عنه طرف الثوب حيث يبان الجزء العلوي من النهدين والمنطقة الفاصلة بينهما بينما وجهها المستدير ببياضه الحليبي يسكن بين خصلات اخرى .ترفعه رقبة بيضاء تكاد ان ترى الدم الذي يسري خلالها وجسد فارع الطول يكان ان ينقسم الى قسمين عند الخصر ومنه تنسدل تنورة بلون ارجواني لتصل فوق الركبة بقليل فتظهر ساقين عاجيين مكتنزين.... لقد لاحظ كل هذه التفاصيل وهو يدخل باب الغرفة التي تسكنها هذه المراة .
- مساء الخير قالها وهو يغلق باب الغرفة وعينه تجول بين مفاتن هذا الجسد
- مساءك نور .... ردت عليها وابتسامة مفضوحة الافتعال ترتسم على شفتيها الغليضتين
اخذ مقعده قريبا منها متاملا هذا الجمال حيث ران صمت لفترة ليست بالقصيرة حيث كانت تنظر له بين فترة واخرى بنظرات سريعة.... هل هو مصاب بالعجز؟.... ان غيره لا يكاد ان يغلق الباب حتى يخلع ملابسه ويهجم عليها كانه ذئب جائع ... قطع الصمت وتفكيرها سؤاله الغريب على مسمعها:
- لاحظت ان ابتسامتك مفتعلة فهل تكرهين وجودي معك؟ اجابت بارتباك
- لا...لا... ابدا ... ابدا .انا في خدمتك بكل ما تريد.
- انا لا اقبل ان ااخذ ما اريد بالقوة وليس من طبعي ان اسلب شيئا من احد ولا احب ان يسلبني احد شيئا .هذا هو انا فان كنت لا ترغبي بوجودي ساغادر
لاول مرة احست بانسانيتها امام رجل ... انها تستطيع ان ترفض , ان تطرده من غرفتها انه يعاملها بما يختلف عن معاملة الاخرين بعث هذا في نفسها الارتياح الكبير واثار احاسيس مكبوتة من زمن ورغبات غريزية وحاجة لوجوده معها
- ان كنت لاتمانعين سنتناول العشاء سوية وابقى الليلة هنا في هذه الغرفة
هل فعلا ان ما تسمعه حقيقة ؟ هل حقا انه يطلب منها ولا يامرها؟ ساورها الخوف من مغادرته انها الان فعلا ترغب ببقائه , تريد سماع احاديث اخرى غير التي كانت تسمعها .
- لا اعتقد ان لي الحق بان امانع فانك دفعت مبالغ في سبيل هذا ولك الحق اخذ ما تريد
شعر في اجابتها احساسا بالظلم والاستغلال الذي تتعرض له من قبل غيره من الرجال فيما أحست هي بمرارة القبلة الاولى في هذه الغرفة تختلط بلعابها وتدور في معدتها فتشعرها بالغثيان ,عندما اضطرت الى بيع اغلى ما عندها لشخص مارس كل الغرائز الحيوانية معها ورمى بكل قاذوراته في جوفها وهي صاغرة في سبيل الحصول على المال الكافي لعلاج ابنها .تذكرت الابواب التي طرقتها , خذلتها , طردتها فلجأت الى ذلك الخيار المر.
- انا لااريد استعبادك بهذا المبلغ الذي دفعته بل اريد ان يشاركني شخصا ما شعور اللذة.
- كل من كان قبلك وكذلك المجتمع استغلني ,حتى هذا القواد الذي يجلس على الكرسي في الباب فانا الذي يعاني وهو ياخذ نصف المبلغ هذا اذا كان صادقا
- ان ما اريده هو قمة العلاقة بين رجل وامراة وهو اقوى من أي علاقة اخرى اذا كانت الرغبة موحدة عند الاثنين وغير ذلك يسمى اغتصابا وهو جريمة وانا لا احب ارتكاب الجرائم.
- كما تعرف فقد اغتصبني قبلك اخرون وانت لم تكن اولهم وسوف لا تكون اخرهم لانني فقدت انسانيتي واصبحت مجرد كتلة من اللحم في هذه الغرفة تنهشها الضواري الجائعة متى ارادت اما روحي سوف تبقى هائمة مع الفراشات تبحث عن رحيق ترتشف منه وازهارا ملونة تفوح منها العطور لتسكن فيها فهل رايت انفصالا بين جسدا وروحا بهذا الشكل.
احس بجرح عميق والم ثقيل سببه هذا الكلام فهو ليس من هذا النوع الذي يريد علاقة جسدية طارئة بل انه يريد امتزاجا نفسييا وروحيا قبل ذلك لكنه شعر بالحزن الشديد والالم الذي تعانيه فاراد اخراجها من هذا الحزن:
- اعدك باني لست واحدا من هذه الضواري ... قبل كل شيء لنبحث عن هذه الروح الهاربة والهائمة لان لدي احساس بانها تمتلك من الطيبة والحنان ما يلائم هذا الجسد الجميل الذي اراه امامي.
لم تسمع بهذا الكلام الجميل من قبل بل ان من كان قبله ان تكلم فبكلام بذيء وها هواليوم يحاورها وحتى عندما طلب قدحا من الماء اردف كلامه برجاء . شعرت بانسانيتها وتحركت كوامن انوثتها وما مات من غرائزها وشعرت بارتباط ما مع هذا الشخص الغريب.
- ارى انك من مدينة اخرى غير هذه المدينة
ارادت التهرب من الاجابة لكن اصراره على معرفة خفايا هذه المراة التي يسكنها الحزن والالم وبالمقابل شعورها بالقرب منه والالفة معه جعلها تحكي مرارة وصولها الى هذا الحال
- نعم انا من مدينة ..... والدتي ماتت وأنا صغيرة , والدي واخوتي يمارسون كل الاعمال للحصول على الاموال بما فيها السرقة والسلب والغش ويمارسون الجنس امام عيني مع نساء لا اعرفهن ولكن يبدو لي انهن مرغمات مثل حالتي الان , توطدت علاقتي مع احد اصدقاء اخوتي الذي وعدني بالجنة فاغواني واستسلمت له فكانت النتيجة الحمل وتركه لي ثم معرفة اهلي بذلك ومحاولتهم قتلي لكني استطعت الهرب دون ا ن اعي ان الموت كان اهون مما انا فيه من ذل وهوان عملت خلالها مختلف الاعمال وخدمة البيوت الا ان وضعت الولد وكثرت الاحاديث فلم استطع الحصول على عمل بعد ذلك .مرض في اشهره الاولى مرضا شديدا تطلب الكثير من الاموال للعلاج اضطرنى ان ابيع نفسي لاحقر انسان اعرفه مقابل مبلغا من المال لعلاجه وليتني لم افعل ذلك فقد غلبني حنان الامومة عن وعي مستقبل هذا الولد ووضعه في المجتمع فلو تركته ليموت لكان اهون علي وعليه فهو الان لم يحمل جنسية ولم يدخل مدرسة ولا يلعب مع اقرانه كانت تتكلم والدموع تسيل من عينيها
مسح دموعها براحتيه ومسد شعرها وسحب راسها ليريحه على كتفه حتى شعر باغفائتها.... في الصباح بعد ان تناول الفطور سالته عن احمرار عينيه اجابها.
- لم انم هذه الليلة ابدا لان علي ان اتخذ قرارا صعبا :
- وهل اتخذته؟
- نعم .... هل تقبلين بالزواج مني ....
-
نعمة ياسين عكظ
النجف
تموز | 2011



#نعمة_ياسين_عكظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرسي /قصة قصيرة
- صرخة جوع /قصة قصيرة
- المزار ...
- قصة قصيرة الدمية
- قصة قصية
- قطع الطرق العامة من قبل المسؤولين
- حيرة قصة قصيرة
- قسما اني لا ازور اقليم كردستان مرة ثانية !!
- الدفاع عن السارق
- ايها الفلاحون اسمعوا وعوا
- مذكرات ميت..........قصة قصيرة
- صدور قانون الانتخابات.... السلبيات والايجابيات
- حلم ........ قصة قصيرة
- الانقلاب ........... قصة قصيرة
- ازمة الثقافة والمثقف
- قصة قصيرة ..الصمت


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة ياسين عكظ - انقاذ / قصة قصيرة