أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - المصابون بفصام العقل والدعاوى الكيديه















المزيد.....

المصابون بفصام العقل والدعاوى الكيديه


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 13:07
المحور: المجتمع المدني
    



يعاني آلاف العراقيين أمراضًا نفسية، معظمها نتيجة الحروب وسنوات الاقتتال الطائفي ومشاهد العنف، وضلوع المرضى في أحداث ولّدت لديهم حالات، يرفض كثيرون منهم الاعتراف بوجودها، ويعزفون عن معالجتها بسبب ثقافة العيب إلا ان اغلب أمراضهم العقلية والنفسية ناجمة من تأثيرات الحروب.
ان أول إحصاء علمي اجري للأمراض النفسية في العراق تم عام 2006 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث أشارت النتائج إلى أن نسبة الأمراض النفسية في البلاد بلغت 18,6 بالمائة فاذا احتسبنا عدد نفوس العراقيين (32 مليونا) فان نسبة المصابين بالامراض النفسيه (سته ملايين) ولو اخذنا المصابين منهم بـ (بفصام العقل) وهم حسب النسب العالمية 0,85 بالمائة فسيكون رقما مفزعا (ثلاثمائة الف مريض بفصام العقل).
هذا فضلا عن ان مالايقل عن 40% من المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الخاصة هم بالأساس يعانون من مرض نفسي لايرغبون بالبوح به او يظهر على شكل اعراض جسمانية متعددة عد عن مرتادي العلاج الشعبي بالاساليب الروحانية والطقوس الدينية والسحر وغيرها.
ولا يمتلك العراق، الذي شهد ثلاث حروب مدمرة خلال العقود الأخيرة أسفرت عن أمراض اجتماعية ونفسية متنوعة، لكن لاتزال الحاجة كبيرة للخدمات النفسية بالرغم من وجود ثلاث مستشفيات نفسية ( الرشاد وابن رشد في بغداد وسوز في السليمانية وازدياد عدد الوحدات النفسية الى 36 وحدة في انحاء العراق ) كما أن عدد الأطباء النفسانيين في العراق هو اقل من العدد المطلوب عالميا في أي بلد حيث لم يتبق في العراق سوى 80 طبيبا نفسانيا بعد 2003 وقد تعافى العدد الان ليصل الى 200 طبيب حاليا ( اي طبيب واحد لكل 150000 نسمة) وهم لا يكفون لتخفيف آلام العراقيين وما بعد تجرعوه من ويلات الحرب.
العلاقة بين الفصام العقلي أو "الشيزوفرينيا" والجريمة ليست بذلك الوضوح الذي يمكن تصوره. هذه العلاقة معقدة بيدَ أنه يمكن فحصها بطريقتين، الأولى بالنظر إلى الجريمة والمجرمين، وسبر أغوار الأدلة التي تربط العلاقة بين أنواع محددة من الجرائم وبعض الشرائح من المجرمين، وثانياً بالبحث عن ماهية أوجه الأعراض الخاصة أو الخلل العقلي الذي يمكن أن يؤدي بالفرد إلى الجنوح تجاه السلوك الإجرامي.
هنالك العديد من التعريفات التي تطرقت إلى أعراض الفصام العقلي لكن عامة الناس والإعلام يخلطون بين أعراض الفصام وأعراض العديد من الأمراض العقلية الأخرى وبايجاز مبسط عن الفصام هو مرض يصيب العقل في وظيقته.
تتميز هجمة المرض بحدوث أعراض إيجابية (هلاوس سمعية بشكل أساسي, ضلالات أي معتقدات خاطئة لكنها راسخة, اضطراب في التفكير والكلام, اضطراب في السلوك كأن يقوم بحركات متكررة وبدون هدف أو يتخذ وضعية معينة) أو أعراض سلبية وخاصة الشكوى من الناس أنهم يتآمرون عليه أو يكرهونه ويكيدون له المكائد.
يصيب الفصام جميع المجتمعات بنسب تقريباً متساوية بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين أو الثقافة هناك مريض بالفصام بين كل مائة شخص يعيشون بيننا و يصيب المرض النساء والرجال بشكل متساوي، أما عن انواع الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المرضي فلا يوجد بالنسبة لهم أنواع محددة ، ويمكن نلاحظ عادة ارتفاع درجة العدوانية و الاندفاعية عندهم مما يزيد من حالات التعدي و الضرب و إحداث العاهات أو القتل ،
رغم صدور قانون الصحة النفسية العراقي رقم 1 لسنة 2005 الذي بهدف تامين رعاية مناسبة للمصابين بالاضطرابات النفسية والتخفيف من معاناتهم ومعالجتهم في وحدات علاجية متخصصة تتوافر فيها الشروط الملائمة بما يضمن تنظيم مكوثهم في الوحدات العلاجية المغلقة تحت الاشراف الطبي والقضائي ويؤمن حقوقهم الانسانية والاجتماعية ضمن برنامج علاجي تاهيلي منظم يسعى الى شفائهم وحماية المجتمع من خطورتهم وتنظيم العلاقة بين اللجان الطبية النفسية العدلية ذات الاختصاص الفني وبين الجهات العدلية المختصة الاان اهتم بالمتمهين المرضى ولم يتطرق الى المشتكين وخطوره البعض منهم.
يظـهر مما تقدم، مدى إمـكانية التعاون والتـلاقي بين القانـون والطـب في مجال الأمراض النفسية والعقلية والمشكلات الواقعة بين الجانبين بالرغـم من الموقـف التقليدي بين القانـون كأداة عقابية,وبين الطـب كأداة علاجية، ويـأتي هذا التعاون والـتلاقي نتيجة تفهم الجانبين القانوني والطبي، بأن مهمتهما، حتى ولو اختلفت في الظـاهر، فإنها مهمة إصلاحية ووقائـية ليس للـفرد وحده وإنمـا للمجتمع بشكل عام.
من خلال نشر إحصائيات النشاط السنوي للسلطة القضائية (المجلس الأعلى للقضاء) لعام 2010، ومنها أن المحاكم العراقية قررت غلق(48689) قضية بسبب عدم كفاية الأدلة، و36099 قضية بسبب عدم وجود جريمة، و46929 قضية بسبب مجهولية الفاعل، كما أغلقت 95578 قضية بسبب وقوع الحادث قضاءً وقدراً، و56674 قضية بعد حدوث صلح بين الأطراف المتنازعة، وصرّح الناطق باسم المجلس القاضي عبد الستار بيرقدار لـ «الحياة»: «إن وجود أعداد كبيرة من القضايا التي أغلقت لعدم وجود جريمة، وإن أغلب هذه القضايا دعاوى كيدية تنتهي بعدم وجود جريمة وعدم صحة الإخبار»، وللقارئ أن يُقدر حجم الجهد القضائي عن الدعاوى الكيدية الذي يتحمله القضاء، وفي تقديري انها كارثة تحتاج الى وقفه وطنية، حيث إنَّ ماتسمى بـ «الكيديات» التي يراد منها النيل من بعض الأشخاص، تضع المجتمع أمام محك حقيقي لمستوى تقدير الحرية داخله، ومدى قوة المؤسسات، فعدد الشكاوى المحالة على مجلس القضاء الأعلى كما مشار إليها أعلاه، بهذا الشأن تدق ناقوس الخطر. خاصة أنه في حالات معينة تستعمل «الكيديات» لتصفية الحسابات أو الانتقام، الغاية من وجودها لتصبح وسيلة ضغط من المخبر أو محاولة للانتقام، وهو ما يفسر بكثرة تلك الشكاوى التي تكون الغاية منها خلق نوع من البلبلة أو الإضرار بشخص معين، ولاشك أن المتضرر الأول من تلفيق هذه الخصومات التافهة هو القضاء، لأنها تهدر وقت قضاة المحاكم وتستنزف طاقتهم وقدراتهم في ما لايخدم تحقيق العدالة.
1. ان تكرار تسجيل الدعاوى من قبل مخبر او مشتكي(الدائم التردد على المحاكم او مراكز الشرطة) مستهدفا النيل من شخص ما ضروره اتخاذ قاضي التحقيق اجراء غير تقليدي تحقيقا للعداله
فالقاضي العراقي من خلال التحقيق والتدقيق وما يملكه من خبرات ملاحظة الشكاوى الكيدية والاخبارات الكاذبة وان يربط الوقائع فيما بينها ويبحث في دوافع الاخبار وشخصية المخبر وثقافته وعمره وعلاقته بالمجني عليهم والمتهمين وفيما اذا كانت هناك قرابة او خصومة بينه وبينهم بعرض المشتكي عاى لجنه طبيه لفحص قدراته فيما اذا مصاب بمرض عقلي او نفسي من عدمه لاسيما ان الاحصائيات المشار اليها انفا تثير المخاوف من التصرفات الجنونيه لهولاء المرضى وخصوصا مرضى الفصام. والهدف حمايه حقوق الافراد من كل انواع التعسف والتعدي بنتفادي الدعاوى الكيديه لان البعض (اصبحت لديه مهنه بفنون اقامه الدعاوى الكيديه)
2. يستدعي الأمر الوقوف بجديه لتبني سياسة ترشيد التوقيف، ويتطلب التريث من قبل قاضي التحقيق باستعمال حقه بالتوقيف في مثل هذه الحالات، وعموما يبدو أن ظاهرة التقاضي بسوء نية ساهمت في اكتظاظ المؤسسات الاصلاحيه، بالنظر إلى أن فئة لا يستهان بها من الموقوفين على ذمة التحقيق و توبعوا بدعاوى كيديه أخرى من طرف خصومهم.
ان المواد (,110,111,109 )من قانون اصول المحاكمات الجزائيه رقم 23 لسنه 1971 اجازت لقاضي التحقيق اطلاق السراح بكفاله بجميع الجرائم باستتثناء الجرائم التي عقوبتها الاعدام ان العداله تتطلب اطلاق سراح المتهمين بهذه الجرائم بكفاله
.3أن التشريعات يجب ان تواكب التغيرات فالقانون هو وليد الحاجة الانسانية لذا فأن هذه التشريعات تصدر وتعدل بسبب حاجات انسانية ملحة تكون سبباً لإصدارها او تعديلها ولكن تشريع النصوص العقابية او تشديدها كحل للوقوف بوجه أي ظاهرة سلبية لا يكون كافياً ما لم تسندها وتعضدها تشريعات تنص على تطوير الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي في البلد من خلال دراسة وتدقيق النصوص الحالية وتقييمها ومن ثم تشريع او تعديل القوانين العقابية او الاجرائية للتقاضي بما يفوت الفرصة على مقدمي مثل هذه الاخبارات الكاذبة وسد الثغرات الموجودة فيها معالجه التقص التشريعي حيث يخلو النشريع العراقي من نص بجواز التاكد من اهليه المشتكي وتقدير مسووليته حيث ان اي مجنون اومصاب بعاهه عقليه اونفسيه يحق له اقامه الشكوى في حين هناك تشريعات متوائمه مع العصر اخذت هذا الموضوع بالحسبان لاسيما ان الاحصاءات المشار اليها انفا تجعل العداله موضع الشك لان مرضى الفصام بالعراق بتزايد.



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنبؤ الجنائي ودوره بمنع وقوع الجريمة
- الامن والديمقراطية في العراق المتناقضان والمتلازمان
- تخلف الاداء الحكومي العراقي البطاقة الوطنية الموحدة نموذجاً ...
- هموم عراقية لها حلول (الوثائق الأربعة )
- الفضائيات العراقية بين حرية التعبير وصناعة التهم الكيدية
- الخلاص الوطني بديلا عن الحل الخارجي
- مخاطر التعصب القومي والديني على الامن الوطني
- المواطن وهاجس الخوف والازمات الامنية
- هروب الموقوفين والمحكومين بالعراق ظاهرة ام افتعال
- الدولة والسلم الأهلي والأمن الاجتماعي
- مشروع حزام بغداد الأمني برؤية أمنية هادئه
- الدعاوى الكيدية.. أزمة قيم، أم عدالة ناقصة!!
- تضخم (جيش المرافقين) ومخاطرها على الامن الوطني
- أهمية الاتفاقيات الثنائية لتسليم المطلوبين دولياً
- تراكم المعرفة المهنية ودورها باحتواء الازمات الامنية
- السياسة الجنائية وتأثيرها على الظاهرة الإجرامية
- عَسكرة المناصب القيادية للشرطة نخرٌ في بناء الداخلية العراقي ...
- الفشل الامني لنقاط التفتيش (السيطرات) في المدن العراقية
- السياسة الجنائية في العراق.. من يرسمها؟
- الاجهزه الامنيه العراقيه وتخلفها عن مفاهيم (الحوكمة)


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - المصابون بفصام العقل والدعاوى الكيديه