أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شامل عبد العزيز - رؤية تاريخيّة مختلفة ؟















المزيد.....

رؤية تاريخيّة مختلفة ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 12:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إرم نظارتيك ما أنت بأعمى ,, إنّما نحن جوقة العميان ( نزار قباني لعميد الأدب العربي طه حسين ) ..
هل نحنُ فعلاً – جوقة العميان – لا أدري ؟
عدّة أسئلة سوف أتناولها من كتاب ( العرب لم يغزوا الأندلس ) لصاحبه إسماعيل الأمين والذي هو خلاصة كتاب * فيلسوف التاريخ * الإسباني – اغناسيو أولاغي – الثورة الإسلامية في الغرب ..
انتشار الإسلام منذ بدء الدعوة ,, هل تمّ عبر السجال العسكري أم اللاهوتي والسياسي أم كليهما معاً .. ما هو حجم الدور الفعلي لكل منهما ؟
ألاّ يمكن بدلاً من فتوحات عسكرية ( مستحيلة ) أن يكون انتشار الدعوة الإسلامية في ( أيبيريا ) وغيرها قد جاء ثمرة لحركات اجتماعية فكرية وداخلية تبنّت الدعوة وساندتها ؟
سوف نتناول الإجابة على تلك الأسئلة وغيرها من خلال بعض فقرات الكتاب ..
اعتقد المؤرخون التقليديون أن بإمكانهم التأكيد على أن ( الحضارة العربية الإسلامية ) قد فرضت على أسبانيا بالسلاح ؟
صراحة هناك تحيز عقائدي لدى المسلمين والمسيحيين على السواء ,, بالإضافة إلى هذا التحيز استند المؤرخون من الطرفين إلى بضعة نصوص لم يعاصر أي منها أصلاً فترة تحول الايبيرين إلى الإسلام ..
حَكم رؤية الكنيسة الأسبانية هاجس إيجاد موضوعة تناسب موقفها خصوصاً في القرن السادس عشر وإذا قيل أن أيبيريا قد تمّ غزوها من قبل قوة عسكرية هائلة ( تتفادى الكنيسة الخجل من أنها ظلت خاضعة لهذا الغزو مدة ثمانية قرون ) ؟
هل هذه هي الحقيقة وهل قام بضعة آلاف من البربر بغزوها والسيطرة على الملايين أم أن هناك أشياء أخرى ؟
الموضوعة الأساسية هي أنّ العرب والمسلمين لم يفتحوا اسبانيا عسكرياً وأنّ التحوّل إلى الإسلام في الأندلس لم يتم إلاّ عبر حركة الأفكار وتصارعها ثمّ هيمنة ما يسميه – فيلسوف التاريخ – أولاغي – بالفكرة / القوة التي شكلت عصب ( الحضارة العربية – الإسلامية ) في ثلاثة أرباع عالم تلك الأيام ..
( من منظور شخصي أنا مع التحليل أعلاه لسبب بسيط هو عدم قناعتي بعبور ألاف الأشخاص واحتلال اسبانيا وفرض الدين بالقوة وكأن سكان تلك البلاد عبارة عن أشباح لا حول لهم ولا قوة ) ..
هناك سؤال منطقي وهو بيت القصيد ؟
ما هي حقيقة هذا الغزو وكيف تمّ التحول ؟
الجواب الحقيقي :
( كانت المسيحية في أيبيريا في نهاية القرن السابع في حالة انحلال كامل خصوصاً بعد قرون سيطرت فيه الأريوسية كديانة رسمية في دولة مزدهرة ) ...
لم يكن الأمر في شبه جزيرة أيبيريا سوى محاولات لاستعادة سلطة مسيحية سياسية ودينية مفقودة ..
أشعل الأمراء الرجعيون من متدينين وعلمانيين حرباً استمرت ثلاثة أرباع القرن وانتهت بانتصار الأريوسيين الذين تابعوا تطوّرهم في سياق واضح وأصبحوا مسلمين ..
يقول أولاغي :
إنّ الدعوة الإسلامية في أسبانيا لقيت مناخاً ملائماً بحيث لم يُجرِ الاسبانيون الذين سادت في مجتمعاتهم الديانة الأريوسية خلال القرن الثامن إلاّ تعديلات طفيفة على معتقدهم وفكرهم وثقافتهم وعاداتهم ليتحولوا إلى الإسلام / انتهى / ..
بعض المقتطفات من الغزو الإسلامي المزعوم :
( في سنة 635 ميلادية تمت السيطرة على سورية – في سنة 639 فتحوا فلسطين – سنة 641 فتحوا بلاد ما بين النهرين – سنة 642 فتحوا مصر – سنة 643 فتحوا بلاد فارس – سنة 647 فتحوا ليبيا وتونس – سنة 649 فتحوا قبرص - سنة 664 فتحوا البنجاب – سنة 701 فتحوا شمال أفريقيا – سنة 713 فتحوا جزيرة أيبيريا ) ؟
توقف الفتح ( الغزو ) اختاروا ما شئتم بعد هزيمة المسلمين في معركة ( بوأتيي )
على يد الفرنسي – شارل مارتيل – قي 25 تشرين الأول – أكتوبر – سنة 725 قبل ذلك كان قد توقف وعلى أبواب القسطنطينية سنة 717 ؟
أكبر مشكلة تصادفنا هي الأرقام فعلى سبيل المثال عدد القتلى في العراق 70000 قتيل من النصارى بقيادة خالد بن الوليد ,, لماذا لا يكون العدد على سبيل المثال 69534 أو 71297 ؟ هل كاتب السيرة كان عضواً في منظمة ( تعداد سكان العالم ) ثمّ تأتينا أرقام السبايا ( هذه عقدة كبيرة لدى البعض لا أدري سببها ) لكي تقول لنا تلك الأرقام بأن عدد سبايا معركة ما 40000 عذراء ؟ لماذا لا يكون الرقم أقل أو أكثر بقليل ؟ ودائما عذارى ؟ لماذا لا يكون هناك متزوجات , لا ادري * قد يكون لديهم جهاز ( السونار ) ؟ وبعد السبي تبدأ مهرجانات ( فض البكارة ) ؟
حقيقة أنا لستُ من متابعي أفلام الخيال العلمي بل أفلام +18 ولكن حتى تلك الأفلام ذات الخيال الواسع لا تستطيع أن ترتقي إلى هكذا مهزلة ,, التصديق بهذه الروايات يشبه التصديق بأن أبو جهل كان يستخدم اللابتوب أو أن عمرو بن العاص غزا مانهاتن أو أن خالد بن الوليد كان يلعب رأس حربة في فريق برشلونة العظيم ؟
هل سألنا أنفسنا ,, كيف ؟ هل هناك عاقل يصدق ومن هو ؟ حتى الولايات المتحدة وفي العصر الحديث وبكل ما تملكه من ترسانة عسكرية لا تستطيع أن تفتح جميع تلك البلدان بهذه الفترة فكيف فتحوها بالسيف والحصان وبالجمل مع العلم أن الحصان والجمل لا يعيشان سوية بل يتنافران وهذا موضوع أخر ؟
عندما نقرأ الروايات التاريخية بطريقة تقليدية فإننا نتصور أن ثلة من الجيش الإسلامي استطاعت أن تقضي على ممالك وحضارات مزدهرة استمرت ألاف السنيين , ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) هذا هو الجواب الحاضر في حالة ما يتبادر إلى ذهنك السؤال ؟
نعود للأسئلة ؟
عندما أرسل الخلفاء جيوشهم لفتح العالم كانوا يهدفون إلى نشر معتقد جديد أكثر مما كانوا يهدفون إلى الغزو بذاته ,, وكان على الخليفة أن يحتل ويسيطر حتى يتمكن من أن يفرض على المجتمعات غير الإسلامية تغيير واقعها .. ( طيب ,, موافق ) ؟
( ماذا يتطلب هذا العمل وما هي الإمكانيات التي يحتاجها وهل كانت متوفرة في القرن السابع ,, هذا سؤال بسيط من ضمن أسئلة كثيرة ) ؟
هكذا مشروع يجب أن يستند إلى دولة جبارة وحكومة قوية ( هل كانت موجودة ) ؟
هكذا بنية اجتماعية تستتبع منطقياً ضرورة وجود بلاد مأهولة وغنية ( الولايات المتحدة على سبيل المثال ) فهل كانت متوفرة هذه المقومات في جزيرة العرب ؟
يفترض بالتالي أن الجزيرة العربية قد كانت في القرن السابع مختلفة عما هي عليه في أيامنا هذه ..
يقول الأمين : إلاّ أننا نمتلك اليوم شواهد قاطعة على أن الصحراء الداخلية في شبه الجزيرة العربية أي – نُفوذ والربع الخالي ( أين أنت يا سيادة المستشار ) ؟
هي صحراء قديمة جداً وفي مرحلة الدعوة الإسلامية كان لها عملياً المظاهر الحالية نفسها أي أن شعوبها قد اقتصرت وبشكل حصري تقريباً على مجموعات من القبائل والبدو الرحّل ,
السؤال ؟
أين وجد الخلفاء منابعهم من المال والرجال ,, المنابع الضرورية لإنجاز مخططاتهم وطموحاتهم ؟
هل هؤلاء البدو الرحّل استطاعوا بالسيف والحصان والجمل وبفترة زمنية قياسية من إخضاع العالم تحت سيطرتهم والتحكم ببلدان مزدهرة وحضارات عريقة امتدت في أعماق التاريخ تملك من الوسائل الضرورية ما يجعلها في حكم المستحيل أن يغزوها العرب ؟
بالمناسبة للحصان والجمل قصة أخرى ؟
في كتابه ( صفحات في تاريخ جيفارا ) الثائر والعاشق والمتمرد يقول كاتبه أحمد ناصيف :
( كان التاريخ إلى أن جاء الفهم المادي , سرداً لأخبار الحكام والملوك , فهم الذين يصنعونه ومن ثمّ يكتبونه لنا بما يتوافق مع رؤيتهم ومصالحهم فالفكر البرجوازي يعلمنا أن الفرد * الملك – الحاكم – القائد – العسكري – الخ ) هو الذي يقوم بالدور الأساسي والحاسم في صنع التاريخ ولم ير السرد البرجوازي للتاريخ أن تطور الإنسان والمجتمعات البشرية محكوم بقوانين ونظم وأن دور الفرد يصبح ممكناً فقط في ظل ظروف وأوضاع اجتماعية ( طبقية ) معينة .. ) ..
متى تمّ تغيير هذا الفهم ؟
في الماركسية التي جاءت لتكشف العلاقة الجدلية بين الفرد – الموضوعي – والقوى الموضوعية التي تحكم حركة المجتمع والتاريخ ..
هل تنكر المادية التاريخية دور الفرد في التاريخ ؟ العكس هو الصحيح ,, بل تموضعه وتقرأه في سياقه المادي والتاريخي ثمّ ترى أن الأفراد وتأثيراتهم ( حسب قول – بليخانوف – في كتابه – دور الفرد في التاريخ 1898 - :
مهما عظم شأنهم وقدراتهم ومواهبهم لا يستطيعون وحدهم أن يحددوا مجرى التطورات التاريخية والتغيرات الاجتماعية التي تحتكم بالأساس إلى قوى وظروف موضوعية ( انتهى )
ختاماً مع برتراند راسل :
هناك واقعة شهيرة حدثت للفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل * حيث قيل إن سيدة اشترت كتاباً من كتبه ، وعندما قرأته لم تفهم منه شيئاً ، فذهبت عنده تشكوه غموض كتابه ، فأجابها راسل : سيدتي لقد أعطيتك كتاباً وهذه هي مهمتي ، لكنني لا أستطيع أن أعطيك عقلاً ؛ لأن هذا أمر فوق طاقتي *
العاقل من أتعظ بغيره ؟
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل والربيع العربي ؟
- بدايات الإسلام بين الروايات التقليدية والمعطيات الأثرية ج2
- الربيع العربي من منظور * توماس فريدمان * ؟
- بدايات الإسلام مرّة ثانية !!
- روايات تراثية !!
- هل تستطيع الفيلة أن تطير ؟
- من رسائل الأصدقاء - الأخيرة - !!
- من رسائل الأصدقاء !!
- الثورة السورية والحرب الأهليّة !!
- سؤال قديم , جديد , لماذا تخلّفنا ؟
- منهجان مختلفان ,, العلم والدين ؟
- داليا وصفي ..
- من الاستقلال إلى الربيع العربي !!
- ما بعد الربيع العربي ,, هل هي الطائفية ؟
- كيف يكون النقد وهل هناك سبب واحد للتخلف ؟
- هل إله القرآن فقط ( تاه في الجبال ) ؟
- زنار مريم العذراء والتنمية ؟
- مانيفستو الحضارة الديمقراطية !! قراءة في كتاب عبد الله أوجال ...
- الغرب , الربيع العربي والموارد الطبيعية ؟
- دور اليسار في الربيع العربي بين النظرية والتطبيق


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شامل عبد العزيز - رؤية تاريخيّة مختلفة ؟