أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - انتهازيون حتى العظم















المزيد.....

انتهازيون حتى العظم


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1074 - 2005 / 1 / 10 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألته بعد أن فاض فيّ الكيل… ماذا تريد مني ..؟؟ فاقسم بكل المبادئ التي يقول انه مؤمن بها - أن لا شيء شخصي .. فأدركت حينها أنّ كل شعرة ببدنه تقول عكس ذلك .. وتذكّرت ما كان يردّده أحد أساتذتي في المدرسة حين كان يهمّ بمعاقبة تلميذ مشاكس .. كان يسأله عن الحقيقة فإذا سارع التلميذ بحلف اليمين كان الأستاذ يعتبره فورا مذنب ، ويعاقبه عقاب المذنب قائلا له – لو كنت بريء لما استعنت بالآلهة -
أسوق ذلك بعد أن وصلت إلى قناعة تامّة بان حملة المبادئ – أيّ مبادئ – اصبحوا اليوم أقلية في بحر من سياسيين كانوا فيما مضى أصحاب مبادئ باعوها في المزادات ، أو قاموا بتحنيطها لتصبح كتذكار وأوسمة شرف يبرزونها وقت ما يشاءون .. وانطلقوا لاهثين نحو مصالح وان بدت في ظاهرها مصالح عامة إلا أنها وعند تفحصها جيدا من الداخل تنكشف على حقيقتها كمصالح شخصية بحتة .. رأيت كيف يطوّع المناضلون مبادئهم حسب حاجة السوق ويبررون الانقلابات الحاصلة لمواقفهم بتبريرات هشة لا تنطلي على أحد .. رأيت كيف يعمل البعض أثناء سعيه للصعود إلى القمة على الدوس على رقاب الآخرين ، حتى ولو كانوا اقرب المقربين إليه – وفق نظرية اللهم إلا نفسي .. رأيت كيف يحفرون لبعض وينصبون الشراك للإيقاع ببعضهم .. رأيت كيف تجري المنافسة الشريفة بالكذب والتضليل والحط من الآخرين ، وكأن الصعود لا يمكن أن يتم إلا بالتحطيم والتدمير .. رأيت النفاق والتزلّف ومسح الجوخ للمسؤولين .. رأيت المجاملة الكذابة والعواطف المصطنعة .. رأيت ماذا يضمر البعض من شر ومكائد للأشخاص الناجحين .. لا قلوب بيضاء ولا محبة ولا إخاء .. يحترموك وأنت قوي وقادر وبيدك أن تأخذ وتهب .. يحترموك وأنت قوي وهم ضعفاء فان تحسن وضعهم وبزغ الريش على جلدهم بدءوا بوضع العراقيل في طريقك وبالحفر من تحت مقعدك .. رأيت بعض الصغار التافهين يتعلقون بأذناب الكبار ، ويقتنصون الفرص لتقديم أنفسهم لتبوأ مواقع اكبر منهم .. رأيت تلون الوجوه والرقص على الحبال والطعن في الظهر وتبديل التحالفات تبعا لمراكز الثقل والقوة لا بناءا على المبادئ والمواقف .. رأيت .. ورأيت .. وما اكثر ما رأيت .
في هذه الأيام أصبحت الانتهازية علم وفن وإبداع … لها مدارس ولها خبراء ومدربين ، واصبحت نماذجها الساطعة محل اهتمام أعداد متزايدة من المؤمنين بنظرية الغاية تبرر الواسطة ، ومن الشاخصين دوما للأعلى ، الطامحين للوصول إلى القمة بأسرع وقت وبأي ثمن .. فهم ليسوا بحاجة إلى تاريخ نضالي مشرف وتعب وسهر وعناء وسنين من العمل الحثيث المضني .. ليسوا بحاجة إلى صدق ومصداقية مع الناس وليسوا بحاجة للعمل الأسود مع القاعدة .. وفقط هم بحاجة إلى ذمّة واسعة وضمير من كاوتشوك والى قدرة على التدجيل والنفاق .. إلى هندام راق وإتقان لاكثر من لغة أجنبية ووسائل اتصال حديثة وقدرة على السهر في الفنادق والمطاعم ودفع الفواتير .. بحاجة إلى التنازل قليلا عن الأخلاق والعمل كوشاة وناقلي أخبار .. بحاجة إلى ذكاء مميز حتى يفهموا الخرائط التنظيمية والسياسية ويهتدوا إلى المفاتيح السحرية الخاصة بكل قائد وزعيم .
والانتهازية ليست صفة مقتصرة على أفراد بل إنها أيضا قد تكون صفة لمؤسسات وأحزاب إذ ما معنى أن تستغل بعض المؤسسات المقاطعة الجارية من قبل معظم المؤسسات الوطنية النظيفة للتمويل الآتي من مؤسسة أل USAID سيئة الصيت وتقبل تمويلها المشروط سياسيا بتوقيع وثيقة الإرهاب .. وما معنى أن يركب بعض القادة موجة الانتقاد للسلطة ورفع شعارات الإصلاح والتغيير فإذا ما تم التأشير لهم بالإصبع الصغرى من يد السلطة تهافتوا للجلوس على المقعد الوثير للوزارة .. وماذا نسمي أولئك الزعماء الذين ركبوا موجة الانتفاضة الجانحة بكل ما تحمله من دماء وآلام ، ويملؤوا الدنيا شعارات اكبر من أن تحملها الانتفاضة ، ليجذبوا الفضائيات المهتمة بالعادة بالكلمات الكبيرة وأنشطة الاكشن .. وبماذا نصف بعض المسؤولين والقادة الذين يختارون دوما المشاركة بذلك النوع من الفعاليات التي يعلمون مسبقا أن وسائل الإعلام سوف تحضر لتغطيتها ، وبالتالي ستركز عليهم وتظهرهم وكأنهم هم من قاموا عليها ، ويسرقوا إنجازات الآخرين .
التقيت بأحد الأصدقاء في رام الله ،التي أزورها فقط لاحضر بعض اجتماعات العمل ، ولا أطيق المكوث بها اكثر من ذلك ، لأنني وأنا احبها اشعر دوما أن أجواءها ملوثة .. حدثني هذا الصديق عن اجتماعات يعقدها مجموعة من الأشخاص ، يحضرون لبناء -- مؤسسة سياسية تنموية – فشدني الفضول لاعرف الأسماء ، وإذا بها أسماء لاناس اسمع انهم كانوا مناضلين محترمين ، ومن كل التيارات والمشارب السياسية الفلسطينية ، وسالت عن الأهداف والبرامج ، فقيل لي أنها -- الإصلاح والديمقراطية ومكافحة الفساد ،وإحداث التغيير في مجمل النظام السياسي الفلسطيني القائم -- فانشرح صدري لأنها كلها أهداف سليمة ، وأنا شخصيا مؤمن بها .. فسالت عمن يقف وراءها من الرؤوس الكبيرة ، فقيل لي انه ( فلان ) … فاندهشت جدا وتشوشت أفكاري ، لان هذا الفلان من القادة المرضيّ عنهم من قبل أمريكا وإسرائيل .. وسالت عن التمويل فقيل لي من نفس فلان ، الذي وعدهم بإغداق الأموال عليهم إغداقا - من أوروبا ومن أمريكا - .. وهنا اكتملت الصورة في عيني ، وأدركت أنني أمام حركة غير نظيفة ، وان أولئك الرجال الذين كنت احسبهم محترمون ، ما هم إلا أدوات لتنفيذ مخططات خسيسة ، بعيدة كل البعد عن الأهداف التي أوردها صديقي ، حزنت وتألمت من أعماقي للحال التي وصلت إليها أعداد كبيرة من المناضلين .. وسالت نفسي لماذا يحصل هذا ..؟ وكيف يتوه المناضل ويفقد بوصلته ..؟ فيتجه في طريق معاكس لطموحات شعبه ..؟؟ ما هي دوافعه الحقيقية ..؟ هل هي الرغبة بتحسين الأوضاع الشخصية وجمع المال والثروة ..؟؟ أم حبا بالزعامة والكرسي ..؟؟ أم هي بسبب هجران رفاق الدرب ثوار الأمس سفينة النضال بعد هبوب الإعصار ..؟ فيسرع الباقون للحاق بهم خوفا من الضياع وتمسكا بفرص النجاة ..؟؟ أم هي الطريق البديلة الأقصر للوصول إلى المكانة والشهرة ، بعد أن أغلق المتربعون على العرش ، المحتكرون لكل شيء ، جميع الأبواب في وجه غيرهم ، خوفا من المنافسة وصراع الديكة ...؟؟

خالد منصور
عضو المكتب السياسي
لحزب الشعب الفلسطيني
9/1/2005



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ع ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ت ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ث ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - س ...
- الانتخابات ..نشر القيم أم شراء الذمم
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - س ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - خ ...
- من ينصف المزارع الفلسطيني ..؟1
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ر ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ث ...
- استفتاء على الحاجز
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ث ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ح ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ع ...
- اخبار - الاغاثة الزراعية الفلسطينية تدعو جماهير اصدقائها ومت ...
- تصريح سياسي - حزب الشعب الفلسطيني
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ت ...
- ثقة الشعب اولا
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ث ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - س ...


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد منصور - انتهازيون حتى العظم