أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الحلف كذبا (14) شريعة قريش والسلفيين ظلمت رب العالمين :















المزيد.....



الحلف كذبا (14) شريعة قريش والسلفيين ظلمت رب العالمين :


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 21:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هو خصم لله جل وعلا من يخلط السياسة بالدين
مقدمة عن جاهلية الوهابية

1 ـ من الأخطاء الذائعة قولنا عن العرب قبل الاسلام ( الجاهلية ) و ( العصر الجاهلى ) فى التفرقة بينهم قبل وبعد الاسلام ، ونفهم (الجاهلية ) مقترنة عكسيا بالعلم ، وبالتالى نرمى العرب قبل الاسلام بالجهل العلمى والجاهلية العلمية والحضارية.
2 ـ بالرجوع الى القرآن الكريم نرى مصطلح ( الجاهلية ) تكرر أربع مرات ليدلّ على ثقافة الأديان الأرضية وملامحها فى العقيدة (آل عمران 154 ) وفى التشريع ( المائدة 50 ) وفى الزى والزينة للمرأة ( الأحزاب 33 ) وفى حمية الاعتداء (الفتح 26.).أى إن (الجاهلية)هى وصف لأى مجتمع تتحكم فيه ثقافة الأديان الأرضية التى تناقض الاسلام وثقافته المؤمنة.
3 ـ يؤكد هذا إن ما نزل عن قريش فيما نسميه بالشرك والكفر العلمى العقيدى كان ينطبق على عصور الخلفاء الأمويين والعباسيين ولا يزال ينطبق على عصرنا الذى سيطرت عليه ثقافة السلف الوهابية السّنية ـ هذا برغم اختلاف الظروف عن عصر قريش قبل وأبّان نزول القرآن . ولنقرأ مثلا قوله جل وعلا :(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(الانعام 144)،هذه الآية الكريمة ـ التى تكرر معناها فى آيات أخرى كثيرة ـ تتحدث عن جهود قريش وغيرهم فى إختراع أحاديث تنسبها كذبا للوحى الالهى ، وفى نفس الوقت تكذّب بالقرآن ، كل هذا لتضل الناس عن الحق . قريش فى العصر الجاهلى وفى ثقافتها ( الجاهلية ) كانت تفعل ذلك برعاية وزعامة الأمويين فى مكة . ثم عادت قريش من خلال الأمويين فى دولتهم الى استعمال نفس الاسلوب فيما كان يسمى بالقصص أو القصّاص ، أو الرواية الشفهية لأكاذيب منسوبة للوحى الالهى على أنها أحاديث نبوية وسيرة نبوية وقصص أنبياء ، ثم أتيح لهذا الافتراء التدوين فى العصر الذى حكم فيه العباسيون القرشيون ، والفاطميون القرشيون . بل تم التوسع فيه وجعله علما ( علم الحديث ) و ( علم الجرح والتعديل ) ، وفى نفس الوقت تأسس تكذيب القرآن والتشكيك فيه فيما يسمى بعلوم القرآن ، ومنها النسخ وأسباب النزول .
4 ـ كانت تلك الجاهلية هى ثقافة العصور الوسطى فى بلاد المسلمين وفى اوربا معا ، ثم تحررت أوربا من سيطرة الكنيسة ودينها الأرضى الذى سيطر على الناس وأذاقهم الويل والنّكال ، وتأسست العلمانية الأوربية ، وحاولت مصر اللحاق بالعلمانية الغربية ولكن قيام الوهابية السلفية وتطورها وإنتشارها وسيطرتها أعاد مصرالى ثقافة السلف وجاهلية السلف، ويريد السلفيون إقامة دولة دينية فى مصر تتبع الأسرة السعودية فى تطبيق الجاهلية القرشية التى تتخفّى تحت مسمى السّنة النبوية والاسلام والجهاد الاسلامى .
5ـ وهذا يؤكد أن (الجاهلية ) هى ملامح ثقافية يمكن أن توجد فى أى زمان وأى مكان ، ولا يصح إرتباطها بعصر معين لا تتعداه .ويكفى أن هذه الجاهلية فى عصرنا قد أقامت دولا فى الجزيرة العربية ( السعودية ) وفى أفغانستان ، ولها تيارت سياسية تسعى للحكم فى مصر أو تمارسه خلف ستار كما فى السودان وباكستان ..ونأتى للتوضيح .
أوّلا : ملامح الجاهلية
جاهلية الاعتقاد الشركى الكفرى :
1: وهو بالمصطلح القرآنى ( ظنّ الجاهلية المخالف للحق). والظّن هو الاعتقاد القابل للشك ، وقد جاء ( الظّن ) وصفا للمنافقين ـ وليس فى معرض الحديث عن العرب قبل الاسلام ـ يقول جل وعلاعن المنافقين (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)( آل عمران 154). هنا ( ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ) بالله جل وعلا ،وهو طبقا للتوصيف القرآنى (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ) .
2 ـ لم يرد فى القرآن الكريم مصطلح الاعتقاد فى الله جل وعلا ، ولكن ورد مصطلح الايمان به. ولا يخلو أى إنسان من إيمان بالله، فمهما بلغ كفره فبقايا الفطرة فى داخله كامنة ، وهى تظهر عند الأزمات كالغرق مثلا فيدعو الكافر الملحد ربه مخلصا متضرعا .والكفر من (كفر) أى غطّى ، فالكافر يغطّى فطرته فى الايمان بالله جل وعلا وحده بالايمان بآلهة وأولياء يجعلهم شركاء لله جل وعلا فى الالوهيةوالتقديس. وبهذا يلتقى الكفر والشرك فى معناهما القلبى العقيدى . وبالتالى ففى الكفر إيمان ولكنه إيمان قليل لأنه إيمان بالله وشركاء له فى الالوهية،وهذا الايمان القليل لا يجدى فى نجاة صاحبه ، بل يستحق به الكافر لعنة الله جل وعلا: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ)(البقرة88)(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)(السجدة 29 ).
3 ـ الله جل وعلا يريد ان يكون الايمان به خالصا لاشائبة فيه بأى نسبة تقديس لغيره ،ولا وجود لشريك معه لأن الاخلاص يعنى الايمان بالله الواحد الأحد بنسبة مائة فى المائة، فلو كان هناك واحد فى المائة تقديس لنبى أو ولى فهو شرك وهو كفر،وهو ( ظنّ سىء بالله ) جلّ وعلا. وهذا الظّن السىء بالله جل وعلا هو ( ظنّ الجاهلية) الذى جاء وصفا للمنافقين، يقول جل وعلا عن المنافقين والمشركين : (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ً)( الفتح 6 ).
4 ـ : و( ظنّ الجاهلية ) هذا لا ينطبق على العرب فقط قبل وأبّان نزول القرآن الكريم، فالشائع قبلهم وبعدهم تقديس البشر والحجر لدى المصريين والفرس والروم والأوربيين والصينيين والهنود والأفريقيين وسائر البشر أجمعين. لا خلاف بين من يقدس الأنبياء ومن يقدس البقر والحجر. وهناك ورثة الكتاب السماوى الذين حوّلوه الى أديان أرضية تؤسس تقديس النبى والأحبار والرهبان والبابوات والأئمة والصحابة والسلاطين وحتى قطّاع الطرق ورءوس العصابات الذين أفلحوا فى إقامة دول .
جاهلية التشريع :
1 ـ ينتج عن جاهلية الاعتقاد و(ظن الجاهلية ) جاهلية التشريع، إذ لا يكون الحكم لكتاب الله جل وعلا وشرعه ولكن للهوى،فالبشر حين يفرضون أهواءهم فى الاعتقاد بتقديس المخلوقات وتأليهها لا يلبثون أن يفرضوا أهواءهم فى التشريع بدلا من تشريع الكتاب الالهى. وقد طلب بعض أهل الكتاب من النبى أن يحكم بينهم فأمر الله رسوله أن يحكم بينهم بالقرآن الذى نزل مصدقا لكتبهم السماوية ومهينما عليها،ونهاه رب العزة عن إتّباع أهوائهم التشريعية، وحذّره من ألاعيبهم فقال :( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ )،وقال :( وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)،الى أن يقول جل وعلا عن تشريعاتهم يصفها بالجاهلية: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)( المائدة ـ 50 ). الحديث هنا ليس عن عرب الجاهلية ولكن عن بعض أهل الكتاب.
2ـ ومن الأهواء التشريعية فى تشريع الجاهلية إستحلال الحرام وتحريم الحلال . سفك الدماء البريئة من أفظع المحرمات ولقد إعتادها العرب قبل الاسلام دون أن يفتروا لها تشريعا، ثم تكفّل الدين السّنى فيما بعد بافتراء تشريعات جاهلية يتم بها استحلال قتل الأبرياء مثل الرجم وقتل المرتد وقتل تارك الصلاة، وحق الأمام فى قتل ثلث الرعية لاصلاح الثلثين.كل هذا طاعة لهوى الخليفة المستبد. وموضوع الطعام أبرز مظاهر تدخل الهوى فى التشريع . فقد حدّد رب العزة المحرّمات فى الطعام وكررها،ومنها قوله جل وعلا( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )( الانعام 145 ). والله جل وعلا جعل الاباحة والحلال هو الأصل فقال :(فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )، ثم جعل المحرم من الطعام هو الاستثناء المحدد فقال فى الآية التالية:(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )، وفى الآية التالية منع رب العزة من تحريم الحلال فى الطعام: ( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) ( النحل 114: 116) ، وتكرر هذا المنع من تحريم الحلال فى الطعام بنفس الاسلوب الاستنكارى فى قوله جل وعلا :(قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)( يونس 59 ). ومع هذا التحديد الواضح الجازم البّات فإن الهوى تلاعب بمشرّعى الدين الّسنى فحرموا الحلال فى الطعام. وهى عادة سيئة لدى البشر فى موضوع الطعام بالذات . فالانسان يهوى طعاما ولا يهوى نوعا آخر من الطعام ، وكل إنسان يحب أن يأكل كذا ، ويكره أو يستقذر أن يأكل كذا ، هناك فى اوربا من يأكل أطراف الضفادع ، وهناك منى يستلذ أكل السحالى بل والكلاب والخيول ، وهناك من يستفظع هذا. الذى يجعل هواه مصدرا للتشريع يسارع بتحريم ما لايهواه من الطعام ،أما المؤمن فهو يكتفى بالاعراض عما لايحب دون أن يحرمه لأنه من الاعتداء على حق الله جل وعلا فى التشريع أن تحرّم ما أحلّ الله .
فى موضوع الحرام والحلال ينقسم الطعام الى قسمين: الأغلب والأعمّ وهو المباح الحلال ،او بالتعبير القرآنى المذكور عليه إسم الله. والحرام هو الاستثناء الذى لم يذكر عليه إسم الله ، يقول جل وعلا عن الطعام الحلال :(فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ) ويقول عن المحرم فى الطعام (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) ويشير رب العزة الى دور الهوى فى تحريم الحلال معتدين على حق الله جل وعلا فى التشريع ، فيقول :(وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ)(الانعام 118 :119، 121).
الهوى هو الأساس فى عقيدة الجاهلية وتشريعاتها:(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً )( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى )( النجم 23 : 24 ، 28). والهوى هو الاله الذى يعبده الجاهليون فى كل زمان ومكان فيهبطون بهواهم الى مستوى الأنعام : (أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) ) ( الفرقان 43 : 44 ).
حمية الجاهلية : الاعتداء على الغير
أخذت حمية الجاهلية قريشا فمنعت النبى والمسلمين من دخول مكة حين توجهوا مسالمين لأداء فريضة الحج :(هُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ )، كان الكفار قد أخذتهم حمية الجاهلية، كما قال جل وعلا:(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ) فى مقابل هذه الحمية الجاهلية المعتدية التزم النبى والمؤمنون بالتقوى والسكينة :(فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)(الفتح 25: 26).
تلك الحمية الجاهلية لا تعنى العزة الصادقة، فهى لله جل وعلا ولرسوله وللمؤمنين: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)(المنافقون 8 ). حمية الجاهلية هى العزّة بالاثم المنافية للتقوى، وهى للمستكبرين المتعالين بالباطل:( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ )(البقرة 206). هى حمية معتدية لا تحترم تشريع الله جل وعلا القائل:(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)( البقرة 190)، والكفر السلوكى هو الاعتداء على الغير مستخدما الدين فى تبرير الاعتداء. الحمية الجاهلية هى غرور القوة لأى دولة ولأى نظام حكم،فى فرض الهيبة وطغيان الهوى. تبرج الجاهلية : (الزى والزينة للنساء )
جاء هذا فى سياق تشريع خاص لآمهات المؤمنين :(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)(الأحزاب 33 ). ويظهر منه نوعان من التبرج فى الزى والزينة ، تبرج عادى مباح وتبرج متطرف مبالغ فيه نزل فيه نهى أمهات المؤمنين عنه فى تشريع خاص لهنّ دون بقية المؤمنات. وبالتالى فالتبرج العادى كان مباحا لهنّ ولبقية المؤمنات . وليس هنا مجال التفصيل فى تشريعات الزى فسنتحدث عنه فى حلقات خاصة فى برنامج فضح السلفية . ولكن الذى نؤكده هنا أن التبرج المنهى عنه موجود فى كل مجتمع ، وحتى لو إحترف هذا المجتمع شريعة التزمت والنقاب فإن نساءه فى أى فرصة ينطلقن فى سباق زى محموم يتبرجن فيه تبرج الجاهلية الأولى وما هو أفظع منها.
أخيرا :
1ـ ( فى أمريكا والدول المتقدمة ) لو كذب المسئول السياسى فى تصريح له فنهايته العزل وبئس المصير. فى دول الاستبداد العسكرى فى عالمنا العربى ، لو أفصح المسئول بالصدق فنهايته العزل وبئس المصير . فى الدول الدينية المذهبية ( ايران والسعودية ) يعتبر الكذب والافتراء شريعة واجبة التطبيق. أمّا الاخوان المسلمون فلا يكذب أحدهم أبدا إلا إذا تكلم.!
2ـ الوهابيون الحنبليون السّنيون بالذات هم أشد الناس تمسكا بدين الكذب ؛ ترى ملامحه فى سياستهم وفى شعاراتهم وفى شريعتهم . يؤسسون الكذب على الله جل وعلا أولا،ثم يقيمونه على الناس بعدها. يصدرون قرارا من أنفسهم بأنهم وحدهم المختارون والمخولون من الله جل وعلا لحكم الناس باسم الاسلام ، وهذا كذب ، ثم يجاهدون فى تطبيق هذا الكذب على الناس فى خطوات تبدأ بفترة التربية وغسيل المخ عبر المساجد والاعلام والتعليم ، وبعد إقناع الأغلبية الصامتة بأكاذيبهم يدخلون مرحلة التمكين وركوب الشعب باسم الدين.
3 ـ فى مصر وصلوا الى السيطرة على مجلس الشعب عبر حزبين أسموهما كذبا ( العدالة والحرية )و (النور). أعلنوا الآن أنهم سيتولون وزارتى الداخلية والتعليم . بالشرطة يتحكمون فى الناس ويظلمونهم باسم الاسلام ، يجلدون الناس ويسلبون حريتهم الشخصية وكرامتهم بشعار الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وبوزارة التعليم يتحكمون فى عقلية التلاميذ والطلبة لتتكون منهم فى المستقبل القريب دولة طالبان المصرية. قبلها اتفقوا مع المجلس العسكرى على أن تكون لهم نسبة كبرى فى القبول فى الكليات الحربية والشرطة ضمانا للتحكم فى القوة . وما خفى من بنود الاتفاق بين الاخوان والعسكرى هو أعظم وأفظع .
4 ـ جحوا فى جعل الناس يصدقون أن شريعتهم إسلامية وأنها شرع الله الواجب التطبيق ، واستخدموا قوله جل وعلا فى سورة المائدة : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44)(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (45)(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (47)،يتهمون المستبد العادى بالكفر والظلم والفسق لأنه لايحكم بما أنزل الله، ونجحوا فى إبتزازه بهذه الآيات الكريمة. مع أن هذه الآيات الكريمة تنطبق أولا عليهم هم قبل الجميع . فالمستبد العادى لا يزعم انه يحكم بما أنزل الله ، لأنه يحكم بقانون مدنى متأثر بالتشريع الغربى ـ وهو فى إعتقادنا أقرب الى ما أنزل الله طالما راعى العدل وحرية الدين وحقوق الانسان.
5 ـ الوهابيون والأخوان والسلفيون هم الذين يحكمون بغير ما أنزل الله جل وعلا ، هم الذين يحكمون بحكم الجاهلية وبشريعة بشرية ظالمة ولكن ينسبونها زورا وكذبا لله جل وعلا. هم الذين ينطبق عليهم قوله جل وعلا :( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50).شريعتهم البشرية صاغها أئمة الزور والبهتان من مالك والشافعى وابن حنبل والبخارى ومسلم فى العصر العباسى الى ابن تيمية وابن القيم فى العصر المملوكى الى ابن عبد الوهاب فى العصر العثمانى ، ثم أخيرا (سيد سابق ).
6 ـ سيد سابق هو فقيه الاخوان المسلمين ومؤلف كتاب ( فقه السّنة) الذى كتب حسن البنا مقدمة له.وزع الاخوان والسلفيون مئات الالوف منه على الطلبة منذ السبعينيات . وحاول سيد سابق فى هذا الكتاب تجميل الشريعة السنية وجعلها بقدرالامكان فى تصالح مع ثقافة عصرنا،فتجنب الكثير مما لا يستسيغه عصرنا،مثل قتل تارك الصلاة وحق الامام فى قتل من يشاء من الرعية وتحريم زواج المسلم من غير المسلمة ، وأتى بفقه معتدل بالمفهوم السّنى وبصورة مبسطة تخلو من الحشو متبعا منهج الشيخ شلتوت فى كتابه ( الفتاوى) ، ولكن شتان بين العالم المجتهد شيخ الأزهر شلتوت وسيد سابق السّنى ، لذا فقد احتوى كتاب ( فقه السّنة ) للشيخ سيد سابق أسس الشريعة السّنية من قتل المرتد ورجم الزانى والزانية وقتل المخالف لهم فى الرأى وجلد شارب الخمر وتطبيق الجزية على المصريين الأقباط وتحريم التصوير والتماثيل والذهب والفضة..الخ .
7 ـ إذن نحن لسنا أمام شريعة الله جل وعلا بل أمام شريعة سيدسابق وابن عبد الوهاب وابن تيمية وابن القيم الجوزية ومسلم والبخارى وابن حنبل والشافعى ومالك . نحن أمام شريعة تتعامل مع كتاب الله وشرع الله الحق بالالغاء والإبطال بزعم ( النسخ ) ، وتفترى على الله جل وعلا كذبا حين تضع على لسان النبى أحداديث مفتراة تناقض شرعه ودينه ، وتجعلها وحيا الاهيا . ثم بالكذب والافتراء يقنعون الناس بأن هذا هو شرع الله ودينه ، وأنهم المختارون لركوب ظهورنا لتطبيق هذه الشريعة الشيطانية .. ليس هناك كذب وافتراء أفظع من ذلك .
8ـ ليس هذا بغريب . ولكن الغريب فعلا أن تنجح الجاهلية الوهابية السلفية فى الوصول الى مجلس الشعب المصرى ..هى محنة كبرى سيدفع المصريون ثمنها هائلا إن لم يهبوا لتحرير أنفسهم ووطنهم من إستبداد دينى قادم يهون معه إستبداد مبارك .


أولا :
1 ـ يقول جل وعلا:(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)( يونس 15 : 18 ). ونتوقف بالتدبر مع هذه الآيات الكريمة .
2ـ فى كراهيتها للقرآن الكريم طلبت قريش من خاتم النبيين الإتيان بقرآن غيره أو تبديله ، ولم يردّ عليهم خاتم النبيين ، ولم يكن له أن يجيب على أى تساؤل ،بل ينتظر الى أن ينزل الوحى بالاجابة . جاء الردّ من رب العزة يحكى القصة:( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ) ويأمر الرسول بالرد عليهم بعبارات محددة :( قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )، أى إنه عليه السلام لا يرضى من تلقاء نفسه تبديل القرآن لسببين : أنه متبع للقرآن ولأنه يخاف من عصيان ربه جل وعلا يوم القيامة .
3 :حقيقة أن عليه السلام كان متبعا للقرآن تكررت كثيرا فى القرآن الكريم ، منها (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )(الأحقاف 9 )(قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(الاعراف 203). هذا التكرار جاء للرد مقدما على إفتراء أئمة الأديان الأرضية للمسلمين الذين نسبوا للنبى فيما بعد أحاديث كاذبة جعلوها مصدرا للتشريع ،متهمين بذلك النبى بأنه لم يتبع القرآن ، وأنه لم يكتف بالقرآن شرعا فجعل نفسه مصدرا للتشريع بزعمهم. إنّ رب العزة إستنكر عدم إكتفاء قريش والعرب المشركين بالقرآن الكريم :( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ثم يأمر رب العزة جل وعلا رسوله أن يجعل الله سبحانه وتعالى شهيدا على الاكتفاء بالقرآن :(قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )( العنكبوت 51 : 52 )، وهى شهادة تكررت من قبل عن القرآن وعن ذاته جلّ وعلا:(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ)(الأنعام 19 )وفى شهادة أخرى يقول جل وعلا (لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)(النساء 166) ثم يقول بعدها عن الكفار فى كل زمان ومكان : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلالاً بَعِيدًا إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)(النساء: 167ـ 169). .كان خاتم المرسلين متبعا للقرآن مكتفيا به ولكن أئمة الضلال نسبوا له منكرا من القول وزورا فيما يعرف بالسّنة النبوية.
4 ـ حقيقة خوفه عليه السلام من عذاب يوم القيامة تكرر ثلاث مرات ، مرة منها فى معرض رفضه تبديل القرآن فى الآيات السابقة من سورة يونس ، ومرتين فى معرض خوفه من إتخاذ ولى مع الله جل وعلا ، لأنه جلّ وعلا هو الولىّ وحده المستحق للعبادة والتقديس:(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )(الأنعام 14: 15)،وفى معرض خوفه من عدم إخلاصه الدين لرب العالمين:(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)(الزمر11: 13 ). والمسلمون فى أديانهم الأرضية أعادوا تقديس الأولياء والأئمة فى قبورهم وفى كتبهم وأسفارهم وأقوالهم. وإذا كان خاتم المرسلين فى حياته يخاف من عذاب يوم عظيم ، فإن أديان المسلمين الأرضية أراحت أتباعها من هذا الخوف بزعم شفاعة الرسول لهم يوم القيامة،بل وشفاعة الأئمة. هذا مع أن تأكيد رب العزة على خوف النبى من عذاب يوم عظيم ينفى الزعم بشفاعة النبى ، فلو كان يملك الشفاعة للغير لأصبح هو نفسه محصّنا من العذاب. والواقع إن أديان المسلمين الأرضية سارت على سنّة العرب والقرشيين فى إتّخاذ شفعاء لهم،وهذا ما استنكره رب العزة فى نفس السياق من سورة يونس: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(يونس: 18).
5 ـ ويأمره رب العزّة أن يذكّر قومه بتاريخه معهم فقد لبث فيهم عمرا قبل نزول الوحى عليه ، وكانوا يطلقون عليه الصادق الأمين ، فلم يكذب عليهم فى خبر ولم يبدّل قولا سمعه ولم يفتر حديثا ، ولم يزعم قبلها وحيا سماويا إلا عندما شاء الله جل وعلا واختاره رسولا وأمره أن يتلو عليهم كتابه :(قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )
6 ـ بعدها يأتى هذا الحكم الالهى الذى يجعل أظلم الناس هو من يفترى على الله كذبا أو يكذّب بآياته:(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ)( يونس17). أى ينسب وحيا كاذبا لله جل وعلا ولرسوله أو يكذّب بالحى الالهى صراحة أو ضمنا. وهنا نتابع تشابه الوهابيين السلفيين للكفار القرشيين فى كونهم أظلم الناس لرب العالمين.
ثانيا : أنواع التطرف فى ظلم الناس لرب العالمين
التطرف فى ظلم الكفار لرب العزة ورد فى أكثره فى التكذيب لآيات الله والافتراء على الله جل وعلا كذبا . وهناك نوعان آخران من ظلم المشركين لرب العالمين: تحكمهم فى المساجد:( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )( البقرة114)، وكتم شهادة حق أو كلمة حق فى صالح الدين الحق :( أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )(البقرة 140 ). وفى نفس المعنى يقول جل وعلا فى سورة البقرةعمّن يكتم الحق القرآنى :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)). أكثر أنواع التطرف فى ظلم الناس لرب العالمين هو التكذيب أوالافتراء أو هما معا. على النحو الآتى :
افتراء وتكذيب معا :
1ـ اى يجمع بعضهم بين تكذيب آيات الله وإفترائه على الله وحيا كاذبا: وقد جاء التحذير من ذلك مسبقا لبنى آدم جميعا بعد هبوط أبويهم الى الأرض ، فقال جل وعلا فى سورة الأعراف :( يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)) وهذا حكم عام لمن إتقى وأصلح فسيكون من أصحاب الجنة . وفى المقابل فمن كذّب بآيات الله وحيه واستكبر عن الايمان بها فسيكون من أصحاب النار: ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)) وأظلم البشر جميعا هو من يجمع بين التكذيب للآيات والافتراء على الله جل وعلا وحيا كاذبا ، وهم عند الموت سيندمون ويعترفون بضلالهم،ثم يوم القيامة يلقى بهم فى جهنم أمة بعد أمة: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنْ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنْ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ (38)
2 ـ وهؤلاء الذين جمعوا بين التكذيب والافتراء سيقف الأشهاد خصوما عليهم يوم الحساب كما جاء فى سورة هود :(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22)
3 ـ وفى يوم الحشر سينكرون كونهم مشركين فقد تغلغل الكذب فى قلوبهم فى الدنيا وجاءوا به الى يوم القيامة. يقول جل وعلا عنهم فى سورة الأنعام:( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)
4 ـ وفى سورة الزمر تقسيم للبشر الى قسمين : (المتقون أهل الجنة) وهم الأنبياء الذين جاءوا بالصدق ومعهم المؤمنون بهذا الصدق ، و( الظالمون أهل النار) الذين كذّبوا بالصدق وافتروا على الله جل وعلا كذبا :( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)
5 ـ كل ما سبق نزل كلاما عاما فى البشر جميعا قبل وبعد نزول القرآن الكريم .ولكن فى سورة العنكبوت يتحدث رب العزة عن قريش التى آمنت بالباطل وهو تلك الأحاديث الموصوفة قرآنيا بلهو الحديث ، وكفرت بالحق وهو القرآن نعمة الله: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67). ثم تعطى الآية التالية حكما عاما ينطبق على قريش وغيرها :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68).وفى المقابل يقول جل وعلا عن كل من يجاهد فى سبيل الله بالقرآن الكريم: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
افتراء فقط
1 ـ أئمة الباطل هم من يتخصص فى سبك الأحاديث وينسبها لله جل وعلا مثل ما يسمى بالحديث القدسى ،أو ينسبها للنبى مثل ما يسمى بالحديث النبوى ، ويعتبرها وحيا الاهيا ودينا. يقول جل وعلا عن أعدائه الساعين فى إضلال الناس بغيرعلم: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(الأنعام 144) . فعلت هذا قريش وكفار العرب ، وسار على سنتهم أتباع الدين السّنى الأرضى الذين ينطبق عليهم ما جاء فى القرآن بوصف عام يسرى على كل من يفترى على الله جل وعلا كذبا .
2 ـ وفى قصة أهل الكهف ، أنهم فتية آمنوا بربهم وزادهم الله جل وعلا هدى،وقد هربوا من سطوة قومهم المشركين الذين عبدوا آلهة مع الله ، وهذا شرك عملى ، وإفتروا على الله كذبا ، وهذا شرك علمى .قال الفتية من أهل الكهف عن قومهم:( هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً)(الكهف 15 ).
3 ـ وتخصصت قريش فى الافتراء لترد على دعوتها الى الاسلام ، يحاولون بأحاديثهم الضالة ان يطفئوا نور الله جل وعلا بأفواههم،يقول جل وعلا فى سورة الصّف:(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)). ونفس الحال ينطبق على مخترعى الأديان الأرضية للمسلمين ، وخصوصا أئمة السّنة . يريدون أن يطفئوا نور الله فى القرآن الكريم ، ولكن يأبى الله جل وعلا إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
4 ـ وعند الاحتضار يكون موقف أولئك الأئمة عسيرا ، تبشرهم الملائكة بالعذاب وتسخر منهم ، وهم فى غمرات الموت ، يقول جل وعلا :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)(الانعام 93 ).
تكذيب فقط :
1 ـ ليس كل الكفرة المشركين أئمة متخصصين فى سبك وتأليف الأحاديث ، فهذه مهمة تحتاج الى موهبة شيطانية . ولكن كل الكفرة والمشركين يؤمنون بتلك الأحاديث الضالة ، وبالتالى فهم فى تكذيب للقرآن الكريم . إذ لا يجتمع الايمان بالنقيضين ، فإذا أمنت بالقرآن وحده فمعناه أن تكفر بأى حديث غيره منسوب لله أو للرسول . وإذا آمنت بتلك الأحاديث فأنت كافر بالقرآن وبرب العّزة أيضا . ولذلك تكرر الاستفهام الانكارى من رب العزة على من يؤمن بحديث آخر غير القرآن :(فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)(الأعراف 185)( المرسلات 50 )، وجعل الايمان بحديث الله جل وعلا فى القرآن وحده قرينا بالايمان بألوهيته وحده فقال فى سورة الجاثية : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11 )). القضية هنا صفرية لا تحتمل الوسطية ، إمّا إتّباع للقرآن وحده وإمّا إتّباع للأئمة والأولياء، ولهذا قال جل وعلا لنا :(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) (الأعراف 3)، فهنا أمر ونهى معا (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3) )، ولأن أكثرية البشر ضالة مضلة ( الأنعام 116) فقد قال تعالى فى نفس الآية أنه قليلا ما نتذكر : (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) . ولهذا سرعان ما نسى المسلمون ، واتبعوا أحاديث كاذبة إخترعها أئمة السّوء.
2 ـ وهو نفس موقف قريش قبيل نزول القرآن . كانوا يتمنون أن يكونوا مثل أهل الكتاب يبعث فيهم رسول بكتاب سماوى ، فلما بعث الله جل وعلا خاتم المرسلين بالقرآن واجهوا القرآن بالاعراض والتكذيب . فى سورة الأنعام يقول جل وعلا لهم عن القرآن :( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155). ويذكّرهم رب العزة بموقفهم قبل نزول القرآن حين كانوا يتمنون نزول كتاب سماوى فلما نزل القرآن أعرضوا عنه :( أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)) ولنتذكر هنا أن رب العزة يتوعّد أظلم الناس المكذّب لآيات الله والمعرض عنها بسوء العذاب: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ )
3 ـ ورب العزة يجعلها قضية بشرية عامة فيقول فى سورة الكهف:( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً (56) .وموقف المشركين من الوحى الالهى بالجدال بالباطل والاستهزاء نابع من تكذيبهم لايات الله وكتابه ،وه أشد الظلم لرب العزة ، ومن يقع فى هذا الظلم مستحيل أن يهتدى :(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (57)).
4 ـ ومن ثمّ ينتظره انتقام رب العزة:(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ )(السجدة 22). ولكن يلفت النظر أن الله جل وعلا يصف أولئك المتطرفين فى الظلم المكذبين لآيات الله والمفترين بالكذب على الله بالاجرام :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ) ( السجدة 22).
5 ـ واضح إنطباق الآيات القرآنية السابقة على أئمة الدين السّنى وأتباعه وتشريعاته من الافتراء على الله جل وعلا كذبا ( باختراع الأحاديث ) وبتكذيب آيات الله فى القرآن بمقولة النسخ وإلغاء تشريعات رب العزة فى القرآن الكريم ، وتحريف مفاهيمه الأساس مثل الاسلام والايمان والكفر والشرك والسّنة والنسخ . ومن إعجاز القرآن أن ينطبق كلامه على كل من يستحقه ، حتى لو كان يزعم الاسلام وهو أظلم الناس لرب العالمين ، وأجرؤهم فى الافتراء عليه وفى التكذيب لآياته وقرآنه.
ثالثا :الظلم نوعان : بسيط و فظيع
1 ـ الظلم أنواع ، منه ظلم الفرد للفرد ، كالمجرم الذى يقتل بريئا ، أو ظلم الفرد لأفراد كثيرين مثل زعيم العصابة . ثم هناك مستبد يقتل مئات الالوف من شعبه ويسرق أموالهم كما فعل مبارك بالمصريين . وهناك من يتعدى ظلمه للشعوب الأخرى احتلالا وقتلا وسبيا وسلبا ، كما حدث من طغاة العالم مثل جنكيزخان وهتلر وموسولينى . كل أولئك يظلمون بشرا ، يبدأ بظلم شخص وأشخاص وينتهى الى ظلم شعب وشعوب . هتلر لم يظلم سوى البشر حتى لو كانوا بالملايين . الأعتى منه ظلما هو من يظلم رب العالمين ، ويتمسح باسمه لكى يفعل ما فعله هتلر وغيره . هتلر لم يتمسح باسم الله تعالى فى قتله الملايين من شعبه وشعوب أخرى، أمّا أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم من الخلفاء والسلاطين المسلمين العرب والعثمانيين فقد أحتلوا شعوبا وسلبوا ثرواتها وقتلوا أشرف رجالها المدافعين عن أوطانهم وإغتصبوا وسبوا نساءهم واسترقوا أولادهم باسم رب العزة ـ فظلموا الناس وظلموا رب الناس . ثم جاء أئمة السّوء والظلم فافتروا تشريعا نسبوه وحيا بالزور والكذب لله جل وعلا ورسوله تحت إسم السّنة ، وفيه جعلوا هذا الغزو والاعتداء والسلب والنهب والاغتصاب والسبى جهادا فى سبيل الله ، وجعلوه ذروة الأمر وسنامه ، وقننوا له الأحكام والتشريعات ، وأباحوا للمستبد أن يفعل ما يشاء بالناس أو ( الرعية ) ، وأنه ليس مسئولا أمامها بل هو مسئول عنها أمام الله فقط ، وقد أعطاه الله تشريعا أن يملك الأرض ومن عليها . وبعد أن تأسّس الدين السّنى على هذا الإفك ونسبوه الى الاسلام صارت تشريعا أن يحاول كل طموح استغلال اسم الاسلام للوصول الى الحكم ، والى استمرار طغيانه بإسم الاسلام . وهذا ما نعانيه الآن من وجود الدولة السعودية التى تأسست على الوهابية ، وهى الطبعة الأخيرة للسّنة الحنبلية التيمية . وهذا ما يشقى به المصريون الآن وهم على أهبة الخضوع للوهابية المصرية المتمثلة فى الاخوان والسلفيين . وبهم تحول أئمة الكفر والطغيان من الصحابة وشيوخ الدين السّنى الى آلهة معصومة ، يرتعش القلب عند سماع أى نقد فيهم .
2 ـ ومن الطبيعى أن يرتعش القارىء وهو يقرأ هذا الكلام، فقد توارثنا تقديس الخلفاء الراشدين والصحابة ومؤسسى الدين السّنى من رواة أحاديثه وفتاويه عبر التعليم والمساجد والاعلام والثقافة. ونحن ندمن التنديد بما يفعله الغرب وأمريكا واسرائيل ، وننسى ما فعله الخلفاء الراشدون والأمويون بأجدادنا وبأوطاننا ، والأهم من الوطن والقوم ما فعله أولئك الخلفاء القرشيون بدين الله جل وعلا . هم طبقا لما قاله رب العزة ( أظلم الناس ) لأنهم ظلموا الناس وظلموا رب العالمين .
3 ـ ولا يمكن فى قضية فيها ظالم ومظلوم من البشر إلاّ أن تنحاز لأحدهما لو كنت محبا للعدل والقسط ، أما أن تدافع عن المظلوم وتهاجم الظالم، وإمّا أن تدافع عن الظالم وتؤيده فى ظلمه للمظلوم . وحين تكون قضية الظالم والمظلوم تخصّ رب العزة فهى هنا قضية دينية يتحدد بها إيمانك وموقفك ، هل تنصر الله جل وعلا أم تنصر الظالم لله جل وعلا ؟ أنت هنا تحدد بمشيئتك واختيارك موقعك فى الجنّة أو فى النار . ومن هنا نفهم معنى أن ندافع عن الله جل وعلا وأن ننصر الله جل وعلا ، ومعنى أن يدافع الله جل وعلا عنا وأن ينصرنا الله جل وعلا، يقول جل وعلا:(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج 40)(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ) ( محمد 7 ).
4 ـ إن هناك مساحة من التقديس داخل القلب الانسانى . يجب أن تكون خالصة لله جل وعلا وحده . وإذا خصصّت منها نسبة ولو واحد فى المائة لتقديس شخص واحد من البشر فإن ذلك يكون على حساب التقديس الذى يجب أن يكون خالصا لله جل وعلا وحده . فكيف إذا خصّصت هذه النسبة لعدو لله جل وعلا ورسوله ؟ كيف إذا خصّصتها لأظلم الناس لرب العالمين ؟ وهل يصحّ أن تتحرج من إتهامهم ولا تتحرج من كذبهم على الله ورسوله ؟ وايهما الأولى بالنصرة : الخالق جل وعلا الذى سيحاسبك يوم القيامة أم أعداؤه الباغون عليه ؟
5 ـ وهنا الفيصل فى قضية نصرة الظالم أو نصرة المظلوم ، فأولئك الخلفاء الراشدون وغير الراشدين وأولئك الأئمة الذين إفتروا على الله جل وعلا كذبا يأخذون مساحة كبرى من التقديس القلبى الذى يجب أن يكون خالصا لله جل وعلا ،أى إن الظالم لله جل وعلا نعطيه تقديسا من التقديس الواجب لله جل وعلا وحده ، وبالتالى ننصره ونظاهره ونؤيده فى ظلمه لله جل وعلا ، وهذا منتهى الظلم منا لرب العزة. وهو ظلم يؤكد أننا لا نقدّر الله جل وعلا حق قدره،أى ينطبق علينا قوله جل وعلا:(مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج 74) (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(الزمر 67 ).
أخيرا :
المضحك المبكى المفجع أن نختار وأن نستكين لأظلم الناس لرب العالمين ليحكمونا باسم الاسلام ، وهو دين العدل والقسط والحرية ..نحن نستحق ما يجرى لنا وما يجرى علينا .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارق بين الشهيد والمقتول فى سبيل الله جلّ وعلا
- عسكر ..وحرامية
- التداخل بين مفهومى النبى والرسول
- الحلف كذبا( 13 )(من قريش الى الوهابيين فى خلط السياسة بالدين ...
- الحلف 12 (لهو الحديث) من قريش الى الوهابيين والسلفيين والاخو ...
- الحلف:( 11)التشابه بين السلفيين والمنافقين فى رفض الاحتكام ا ...
- الحلف بالله جل وعلا كذبا:(10 ) إنتشار مساجد الضرار فى بلاد ا ...
- الحلف :(9 ) مساجد الكفر محورالتشابه بين معظم المسلمين ومشركى ...
- الحلف:( 8 ) التشابه بين الاخوان ومنافقى الصحابة فى حرب الاشا ...
- الحلف:(7) التشابه بين الاخوان المسلمين ومنافقى اليهود فى تزك ...
- الحلف بالله جل وعلا كذبا:(6) التشابه بين الاخوان المسلمين وم ...
- مشروع قانون الجمعيات الجديد هو جريمة إزدراء للمصريين
- عضد الدولة : هل قتل حبيبته لأن حبها شغله عن تدبير مملكته ؟ ( ...
- عضد الدولة البويهى : العراق يحتاجك الآن !!( 1 من 2 )
- (5 ) تشابه الأمربالمنكر والنهى عن المعروف بين منافقى الصحابة ...
- الحلف بالله جل وعلا كذبا (المنافقون)(4 ):رؤية عامة فى التشاب ...
- الحلف بالله جل وعلا كذبا (3 )عند المنافقين فى عهد النبى عليه ...
- (2)الحلف بالله جل وعلا كذبا عند الكافرين بداية استغلال الدين ...
- القاموس القرآنى : الحلف بالله جل وعلا : (1 ) فى الاسلام
- أيها الانسان : لا ولن تستطيع الهروب من الله جل وعلا. !!


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الحلف كذبا (14) شريعة قريش والسلفيين ظلمت رب العالمين :