أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - النقد الصحفي














المزيد.....

النقد الصحفي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


لابد من الاعتراف، أن النقد الأدبي له قواعده، وأسسه، ومدارسه النقدية المتعددة، حيث إنه- بهذا المعنى- علم خاص، له مختبره الخاص الذي لا غنى عنه، فالناقد الكبير هو مبدع في قراراته، أي أنه عارف كيف تبنى القصيدة، من خلال لغتها وصورها وأخيلتها، في ما إذا كان الشعر مجال اختصاصه، وهو ما ينطبق على القصة، أو الرواية، أو المسرح، حيث عليه أن يكون على معرفة بعوالم هذه الفنون الأدبية جميعها، بل وإن هذا لينطبق كذلك على الناقد في مجال الموسيقا أو التشكيل، كما أن هناك خصائص كثيرة أخرى لابد أن يتمتع بها الناقد، في أي من تلك المجالات المعروفة، وفي مقدمتها الذائقة، والمعرفة والموهبة، كما أن عليه قبل كل هذا وذاك أن يتمتع بالحيادية، تجاه كل ما يكتب .

إذا كان كل هذا مطلوباً من الناقد، حتى يستطيع أن يسجل مقاربته للنص الإبداعي، أو المادة الإبداعية المتناولة، فإن التطور الصحفي الهائل، ولد حاجة كبرى تكمن في أن تؤدي الصحافة شيئاً من النقد الصحفي، تجاه الكثير من النتاجات الإبداعية التي تنتجها بطون المطابع، ضمن المساحة المتاحة، وبما يناسب إيقاع الأوعية الصحفية، الأمر الذي أوجد ما يمكن وسمه ب”النقد الصحفي”، حيث بتنا نجد متابعات متعددة للمجالات الإبداعية المختلفة، وهي تكاد تشبه النقد من جهة، إلا أنها تختلف عنه، في أنه يكتب بإيقاع جد سريع، من جهة أخرى، بحيث يكتفي بتقديم القليل من الإضاءة إلى جانب ما من الإنتاج الإبداعي، تتناول مفصلاً ما منه، كأن تتم ملامسة اللغة، أو الصورة، أو الخيال، أو البناء، في القصيدة، أو ربما يقوم هذا النقد الصحفي بالإشارة السريعة، إلى جملة مقومات المادة الإبداعية، على نحو برقي وامض، ضمن الحيز المتاح، وهو بالتأكيد غير المتابعة، أو عرض الكتاب اللذين يكتبان بلغة صحفية صرفة، ومن هنا فإننا نجد أن بعض الأدباء الذين يعملون في مجال الصحافة، يقومون بهذه المهمة، وهذا ما أسس- بحق- حالة واضحة من النقد الصحفي الذي لا يمكن تجاوزه .

وإذا كان هذا النقد مهماً ضمن شروط وعاء النشر، لاسيما عندما يمتلك الناقد الصحفي أدواته الفنية، ويعرف كيف يستخدمها في الاتجاه الصحيح، بحيث لا تكون قراءته السريعة بديلاً عن النقد الفعلي، فإن هناك خطورة كبيرة قد يشكلها هذا الأنموذج النقدي، عندما تتم ممارسته على نحو غير مدروس، فيتم إعطاء أحكام قطعية بطريقة دعائية، لهذا الإنتاج الإبداعي، وغض النظر عن بعض الهنات التي تعتوره، أو أن يقوم النقد الصحفي، بعكس هذا، كأن يغض النظر عن النقاط المضيئة في هذا الإنتاج، ويركز على المآخذ الموجودة، من دون أن تكون له معاييره، ومقاييسه، لأن هذا النقد مطالب بأن يتحلى بالشرط النقدي، لا أن يقفز فوقها، لئلا ينحرف عن المهمة المطلوبة منه .

ومن هنا، فإن الناقد الصحفي، يستطيع أن يفعل المشهد الإبداعي، ويكون وسيطاً بين المتلقي والمبدع من جهة، كما أنه قادر على أن يلعب الدور نفسه بين المبدع والناقد، يلفت نظر هذا الأخير إلى أعمال محددة، يستهدي بها، مشكلاً حالة حوارية، لاسيما عندما يختلف الناقد المتخصص مع ما كتبه الناقد الصحفي، أو يتفق معه، ويضيف إلى نصه ما يسهم في تفعيل الحركة النقدية، بمستوياتها كافة .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتحان الثورة ومحنة الأصدقاء
- دوَّامة الأسئلة الكبرى
- روسيا- تحت الصفر-
- بيان من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا + طلب انتساب + ...
- دمٌ حمصيٌّ للبيع.....!
- ضوابط الحوار الافتراضي
- انسحاب من اتحادي الكتاب والصحفين السوريين
- قلق الشاعر
- تمثلات موت الشاعر
- المواطن الصحفي
- الصالون الثقافي الافتراضي:دعوة إلى تفعيل الحالة الثقافية إلى ...
- خطاب الخديعة
- خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!
- مستقبل القراءة
- ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيدا ...
- شارع الحرية
- في حديث المراقبين
- كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان
- براهيم اليوسف لولاتي.نت : الأعضاء الكرد في المجلس الوطني الس ...
- معجم 2011: عام جديد يحفرإبداعه عالياً


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - النقد الصحفي