أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - الإرهاب والبعث وجماعة صدام















المزيد.....

الإرهاب والبعث وجماعة صدام


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1073 - 2005 / 1 / 9 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول تقرير إخباري بعنوان (اتهام الإرهابيين وجماعة صدام اغتيال مسؤول في الـحزب الشيوعي)
حسب ما أفادت به الشرطة. والمقصود هنا هو إغتيال الشهيد هادي صالح، المسؤول في الحزب الشيوعي العراقي وقائد نقابي عمالي الذي قتل بمنتهى الوحشية، خنقاً بسلك كهربائي في منزله في بغداد الأربعاء 5 كانون الثاني الجاري من قبل مجموعة من الملثمين سطوا على بيته بعد منتصف الليل حيث قاموا بتعذيبه وحرقه وقتله خنقاً ثم مزقوا جسده بالرصاص وألقوا بالجثة على القمامة. فأية آيديولوجية هذه التي تحوِّل البشر إلى وحوش كاسرة وبهذا الكم الهائل من الحقد على الإنسان لارتكاب هكذا جريمة بحق مناضل شريف كل همه خدمة شعبه وتحقيق حلمه في الديمقراطية وحياة كريمة. ففي رأي المسؤولين العراقيين، هذه الأعمال ليست من أعمال حزب البعث، بل يقوم بها إرهابيون وجماعة صدام!!

أود التعليق على استخدام هذه المصطلحات وطريقة تسمية جماعات الجريمة المنظمة في هذه الأيام والغاية من هذه التسميات. فنحن هنا أمام ثلاثة اصطلاحات: (الإرهابيون، البعثيون، وجماعة صدام). وهذه التعددية في الاصطلاحات ليست بريئة أو دون قصد. إذ يحاول المسؤولون العراقيون في الآونة الأخيرة ومنهم الدكتور أياد علاوي رئيس الحكومة، إبعاد صفة الإرهاب عن حزب البعث العربي الاشتراكي وبالتالي تبرئة هذا الحزب مما يجري في العراق من أعمال إرهابية وحشية، كذلك إبعاد صفة الإرهاب عن فلول صدام حسين واعتبار أعمال هذه الفلول مجرد جرائم عادية وليست أعمال إرهابية. هذا هو التلاعب بالألفاظ والضحك على الذقون.

نعم، أكد الدكتور علاوي في مؤتمر صحفي قبل أيام أن هذه الأعمال لم يقم بها بعثيون وعزاها إلى أتباع صدام حسين، يعني هناك فرق بين البعثيين وفلول صدام. كما وصرح قبل فترة وزير الدفاع أن (برنامج اجتثاث البعث جريمة). كذلك صرحت وزيرة البيئة إن إبعاد أي تنظيم سياسي (وتقصد البعث) عن الانتخابات عمل غير ديمقراطي. والمعروف عن هذه الوزيرة أنها جعلت من وزارتها وكراً لفلول النظام الساقط حتى صارت بؤرة للفساد. أعتقد أن القصد من كل هذه الحملة هو تبرئة البعث الفاشي من الأعمال الإرهابية التي تقتل أبناء الشعب العراقي وتدمر مؤسساته الاقتصادية وخاصة منشآته النفطية، تمهيداً لتأهيله وبالتالي مشاركته في السلطة في البداية، ليقفز مرة أخرى إلى الحكم واحتكاره كما حصل في المرات السابقة وبذلك يتم ذبح حلمنا بعراق ديمقراطي.
والسؤال هو: كيف لنا أن نفرق بين الإرهاب وحزب البعث وجماعة صدام حسين؟ ومن هو صدام حسين؟ أليس هو الأمين العام للقيادتين القطرية والقومية لهذا الحزب المشؤوم؟ ألا يوجد في حلب الآن عدد من قياديين لهذا الحزب يقودون ما يسمى بالمقاومة في العراق؟ ولماذا المحاولة لتبرئة البعث من الجرائم؟ ألم يتلق هؤلاء الدعم من السلطات البعثية السورية؟ ألم يقم البعثيون والعروبيون بتأييد ما يجري في العراق من إرهاب ويسمون مقاومة ضد الاحتلال؟ إن مجرد ذكر اسم البعث يثير في نفوس العراقيين الرعب والهلع كما ويوقظ في ذاكرتهم أبشع المناظر والذكريات المأساوية، منذ تأسيس فرعه في العراق ولحد هذه اللحظة.
إن حزب البعث هو الحزب الوحيد الذي شجع المجرمين على الانتماء إلى صفوفه. لقد عملت كوادر حزب البعث على ضم المجرمين من الشقاوات في السجون عندما كانوا معتقلين أيام حكم الزعيم عبدالكريم قاسم، واستخدموهم فيما بعد للاعتداء على أعضاء الأحزاب السياسية الأخرى من مناوئيهم وخاصة اليساريين في عهد ثورة 14 تموز، كما يشهد بذلك الأستاذ حسن العلوي الذي كان بعثياً آنذاك. حيث قام البعثيون في فترة تموز بترويع الناس عن طريق الاعتداءات عليهم وعلى عائلاتهم، كما وتسللوا إلى دوائر الدولة وخاصة الأمن والشرطة واغتالوا في الموصل وحدها ما يقارب 800 مواطن، وأثاروا القلاقل في البلاد إلى أن نجحوا في إنقلابهم الدموي في 8 شباط 1963 وأغرقوا البلاد بالدماء. وعدد من هذه الشقاوات تسنموا مناصب عالية مثل الشقي سمير الشخيلي الذي صار وزيراً للتعليم العالي.. فتصور أي حزب هذا!! فتاريخ هؤلاء البعثيين معروف خلال حكمهم الدموي الأول بعد ذلك الإنقلاب، إذ قتلوا ما يقارب 20 ألفاً من خيرة أبناء الشعب الذي هبوا للدفاع عن ثورة 14 تموز وقيادتها الوطنية، وأحالوا النوادي وساحات الألعاب الرياضية إلى معتقلات ومئات الدور في بغداد إلى مراكز تعذيب وهم الذين أصدروا بيانهم رقم 13 المشؤوم والذي يشهد بوحشيتهم وتعاملهم مع أبناء الشعب.
بالتأكيد لم يكن صدام حسين في قيادة الحزب آنذاك، بل كان دوره لا يتجاوز دور أي شقي إرهابي شارك في ارتكاب تلك الأعمال الإجرامية كغيره من وحوش البعث. فصدام حسين هو الثمرة الحقيقية لآيديولوجية البعث المجرم. هذا الحزب هو مجرم منذ ولادته وفي جميع مراحل تاريخه الأسود والذي ينكر ذلك أو يدافع عنه إما هو جاهل ساذج أو يحضِّر البلاد لمجازر جديدة على يد هذا الحزب الفاشي. لقد استعار هذا الحزب أسوأ ما أنتجته الفاشية والمنظمات الإرهابية في العالم من أفكار معادية للإنسان لتطبيقها في العراق. فقد استعار أفكاره من الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية وطبقها بأساليب ستالينية متطورة وبمنتهى القسوة والوحشية.
إن الدكتور أياد علاوي يرتكب خطأً جسيماً ومميتاً في محاولته كسب ود البعثيين وتبرئتهم من الإرهاب، فإنه بذلك سيقود البلاد إلى كارثة أخرى لا تبقي ولا تذر ولا تقل بشاعة عما عمل البعثيون في مواجهة إنتفاضة عام 1991. وليتذكر الدكتور علاوي محاولات الشهيد عبدالكريم قاسم عندما رفع شعاره المعروف (عفا الله عما سلف والرحمة فوق العدالة والعفو عند المقدرة..الخ) وعفا حتى عن المجرمين البعثيين الذين حاولوا اغتياله. لقد حاول الرجل التأثير في القوميين والبعثيين لكسب ودهم وأعطاهم المسؤوليات في بغداد مما سهل لهم جريمتهم فانقلبوا عليه وحوشاً كاسرة في صباح 8 شباط 1963 لأسود، فكان ما كان ودفع الزعيم ورفاقه حياتهم نتيجة لتساهله مع البعثيين، كما ودفع الشعب الثمن باهظاً من دمائه وممتلكاته إلى اليوم وإلى مستقبل غير منظور.
أيها السادة، إن البعث هو نفسه جماعة صدام وهو نفسه الذي يقود الإرهاب في العراق، سواءً كان في الحكم أو خارج الحكم. فعندما كان في الحكم ملأ العراق بالمقابر الجماعية والمحارق البشرية وزنزانات التعذيب. واليوم وبعد سقوطه يقوم فلول هذا الحزب بارتكاب أبشع الأعمال الإرهابية ضد الشعب العراقي وبالأخص قواه الوطنية والقادة السياسيين ورجال الشرطة والأمن الوطني ليشل الدولة بالكامل عن طريق إرعاب الشعب. إن هذه السياسة جزء لا يتجزأ من فلسفة البعث إن كانت له فلسفة!.

لذا فما يجري الآن في العراق من إرهاب ضد الشعب وتدمير للمؤسسات الاقتصادية هو من صلب سياسة حزب البعث وتنفيذاً لمخطط وضعه صدام حسين قبل سقوط نظامه الجائر. وعليه، فالإرهابيون وحزب البعث وجماعة صدام هي مرادفات لمعنى واحد ألا وهو الإرهاب ولا يمكن التمييز بينها. ومحاولة المسؤولين في الحكومة الحالية التفريق بين الإرهاب والبعث وجماعة صدام هي محاولة ناتجة إما عن سذاجة أو خبث، القصد منه تهيئة الأجواء لتسليم أمور البلاد والعباد إلى البعثيين مرة أخرى. إن سياسة الحكومة هذه تثير الشكوك والقلق حول مصداقية المسؤولين في ضرب الإرهاب كما وتدعو إلى إثارة القلق والشعور بالإحباط من الوضع واليأس والتشاؤم بالمستقبل. إن الشهيد هادي صالح ليس أول ضحايا الإجرام الفاشي البعثي وليس أخرهم كذلك طالما بقيت حكومتنا العتيدة تعامل الإرهابيين بهذه الرخاوة واللا أبالية.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 1-5
- عام جديد.. والكوارث تتوالى
- سوريا والإرهاب في العراق
- الانتخابات العراقية وإشكالية الطعن بشرعيتها
- كاد المريب أن يقول خذوني.. خامنئي نموذجاً
- البعث يعمل على إشعال حرب طائفية
- حول تصريحات السيد الشعلان الأخيرة
- لماذا ينتخب العراقيون مرتين؟
- الدين والسياسة.. مرة أخرى
- شيخ الأزهر يوزع صكوك الغفران مقابل ذبح العراقيين
- الانتخابات في موعدها انتصار للديمقراطية؟
- متى ينال المجرمون جزاءهم؟
- محنة سنة العراق
- تأجيل الانتخابات العراقية انتصار لصدام والزرقاوي
- في العراق.. الطائفية أقوى من الوطنية
- الشرطة العراقية والموت المجاني؟
- حذار من تكرار خدعة بن العاص في الفلوجة
- ماذا يعني فوز بوش للولاية الثانية؟
- لماذا نداء المجتمع المدني ضد التدخل الفرنسي في الشأن العراقي ...
- المثقفون الأحرار في مواجهة فقهاء الإرهاب


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - الإرهاب والبعث وجماعة صدام