أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الهاشمي .. قضيته وقضيتنا














المزيد.....

الهاشمي .. قضيته وقضيتنا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 19:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الهاشمي .. قضيته وقضيتنا
جعفر المظفر

في قضية الهاشمي هناك بارومتر حساس جدا , فالتهمة الموجهة إليه خطيرة, ولا شك أن الجميع سيكون ضده إذا ما تأكدت التهمة عليه, لكن ينبغي الوقوف عندها بحذر شديد لئلا يكون بالإمكان توظيف هذه التهمة للقضاء على الخصوم أولا, ولتفعيل الولاءات الطائفية حالما تلوح أية فرصة للخروج من خانقها اللعين.
بالنسبة لي كتبت العديد من المقالات مراعيا أن يأخذ اقترابي من هذه القضية ذلك المنحى بالضبط, أي أن لا تكون قضية الهاشمي قد جرى تسييسها, لأن خطورة فعل التسييس ستكون أشد من فعل الإرهاب نفسه, ففي حالة الأخير يكون عدد الضحايا الشهداء معروف, أما ما يمكن أن ينتج من التسييس فهو كارثة, أن سواء على صعيد الفعل السياسي أم القضائي ذاته, فهو يؤدي إلى نتائج كارثية على القضاء أولا إذ سيجري تدريجيا تحويله للعمل في خدمة السلطة التنفيذية وبما ينهي فكرة بناء قضاء مستقل إلى الأبد, كما قد تكون من بين نتائجه لا سامح الله حدوث مواجهات شعبية ذات منحى طائفي قد تنفجر ربما بأشد ما انفجرت عليه في أعوام 2006 , 2007 ولا يوجد أحد يضمن الآن عدم تصاعد هذا المجابهات وذلك لسخونة المنطقة الإقليمية ذاتها التي تهدد بإنفجارات قد تشمل إيران ولبنان والعراق بعد أن تمتد من سوريا نفسها, والتي تشجع على ذهاب مشاريع التجزئة إلى أقصى حد وصولا إلى التجزئة الجغرافية, وبالاتجاه الذي يصب لصالح مخطط تقسيم العراق إلى ثلاثة دول, ومن بعدها ربما إلى أكثر, والأهم من ذلك بقاء هذه الدويلات الثلاث في حالة عدم استقرار سياسي داخلي, أو على الحدود, لفترة غير مقدرة بما لا يحقق مصلحة أي جزء منها, فلا الجزء الشيعي سيستريح ولا الجزأين السني والكردي سيشهدان استقرارا داخليا أو على حدودهما الجديدة.

وعلى السلطة ممثلة بالمالكي أن لا تظن أن بإمكانها فرض وحدة العراق أو الهيمنة السياسية بالقوة العسكرية بعد أن باتت تتفوق وفق حسابها الفني على جميع القوى في الداخل العراقي, لأن مفهوم القوة الأمنية الآن, وخاصة في وسط هذا الصراع الإقليمي والدولي بات مختلفا. إن اقترابا سياسيا بين القوى السياسية العراقية المتخاصمة سيكون له قوة شد كبيرة, فالعراق في حالته هذه بحاجة ماسة إلى قوة سياسية تتأسس على وحدة وطنية جماهيرية, وعلينا أن نستفيد من تجاربنا السابقة وخاصة من تجربة العراق والكويت حينما صارت القوة العراقية المليونية لا شيء أمام قوة الكويت السياسية التي عمل في خدمتها العالم كله.

وإن كتابنا وإعلاميينا الذين يعرفون اللعبة, عليهم أن يعوا حجم دورهم وأهمية كل كلمة يدلون بها الآن آخذين بنظر الاعتبار موقفا قويا بجانب القضاء الحر, لكن دون ينخدعوا بلعبة استقلالية القضاء التي يمكن أن يستغلها السياسيون أنفسهم لصالح تجاذباتهم الفئوية والإقليمية, فنحن نعرف جميعا أن جميع قوانا السياسية وخاصة الرئيسة منها هي قوى مُأقْلمة ومُدوّلة ولا يفكرون بحيادية نزيهة مثلما يفعل الكتاب –المستقلون- الذين ليس لهم ناقة أو بعير في قافلة السلطة المحمل بالذهب.
.
ولعل معالجة قضية الهاشمي خارج إطار القضاء أصبحت صعبة جدا, وفي مقدمة من ستصعب عليه هذه المعالجة, حتى لو أرادها, هو المالكي نفسه, إذ هو لم يعد في وضع يساعده على الانسحاب القضائي من هذه القضية إلى موقع المعالجة السياسية التي يمكن لها أن تتأسس على حالة تراض بين مختلف الأطراف, وهو لن يفعل ذلك حتى ولو ضغط عليه العالم كله, ولو قدر لذلك أن يحدث فسيكون هو الخاسر الأعظم.

أما العراقية فستربح هذه المعركة بشكل مفتوح منذ اللحظة التي يقبل بها المالكي قضية التسييس. ولا أعتقد أن المالكي لا يدرك ذلك حتى ولو هام حبا بالعراقية, ولهذا فإن رفضه لحل القضية سياسيا لم يعد ينطلق من دعوى الحرص على القضاء كما يقول, وإنما هو ينطلق, بشكل أشد, من دواعي المحافظة على مستقبله السياسي الذي سيتراجع بشكل سريع حال موافقته على تسييس قضية الهاشمي, إذ سوف لن يرحمه حينها أقرب حلفائه, وهناك العديد من الأشقاء السياسيين والحلفاء الذين هم بانتظار أية هفوة له على هذا الصعيد لكي ينقضوا عليه, وأمام المالكي فترة السنتين الباقية قبل الانتخابات القادمة التي ينتظر أن يخوضها لولاية ثالثة, ولهذا فإن الكثيرين قد باتوا يتفحصون نباهته وكفاءته واستحقاقاته السياسية على ضوء طريقة معالجته لقضية الهاشمي, ومنهم كما قلت رجال محسوبين عليه أو على تحالفه الوطني.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهورية العراقية القضائية العظمى.. مقالة ليست ساخرة
- العدالة الانتقالية
- يوم اختلف الأسمران.. أوباما وخلفان
- رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي
- سليماني.. قصة تصريح
- العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الهاشمي .. قضيته وقضيتنا