أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - التدخل و الفيتو و مصائر الشعوب














المزيد.....

التدخل و الفيتو و مصائر الشعوب


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 17:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



منذ حرب الخليج الثانية التي اندلعت غداة غزو نظام صدام لدولة الكويت، و بلدان المنطقة تعيش صراعا اجتماعيا و سياسيا و فكريا حول نهج اعتماد الحرب وسيلة لتغيير أنظمة سياسية في بلدان ذات سيادة، و مع كل منحى جديد للصراع الداخلي في هذا البلد أو ذاك يعود إلى الواجهة سيناريو توجه الولايات المتحدة و حلفائها في الناتو إلى مجلس الأمن لاستحصال قرار فرض عقوبات دولية او خطة لتغيير نظام أو تفويض لشن حرب لإحداث التغير المطلوب. وإذا تعذر التوافق بين مصالح مراكز القرار الدولي فان الولايات المتحدة تقدم على شن الحرب بدعم من حلفائها المقربين، كما حدث عند إسقاط دكتاتورية صدام حسين في التاسع من نيسان عام 2003 . و لا نأتي بجديد، اذا قلنا ان المحرك الرأس لهذه الحروب و التدخلات وفرض البدائل لا علاقة له بقيم الديمقراطية و حقوق الإنسان، و إنما يأتي لخدمة مصالح اقتصادية و سياسية، و لتحقيق المكتسبات في إطار صراع المصالح الذي يشهده العالم. وتشكل الطبيعة الاستبدادية و المعادية للديمقراطية لأنظمة الحكم الشمولية في بلداننا ،المعين الأول والمدخل الضروري، الذي يسهل على الآخرين تمرير مشاريعهم.
على الضفة الأخرى تقف القوى الدولية المنافسة للغرب، والساعية للحد من تفوقه، واتساع نفوذه، والتي يجبرها توازن القوى في لحظة تاريخية معينة على الرضوخ للمشاريع الأمريكية، أو دعم هذه المشاريع من خلال صفقة سياسية يقدم لها من خلالها ثمن الصمت أو الموافقة، كما هو الحال في المواقف المختلفة التي ابدتها روسيا او الصين تجاه ملفات و إحداث و حروب سابقة وفقا لمصالحها الاقتصادية و السياسية هي الأخرى. ولكن تكرار السيناريو والمبالغة الأمريكية في إعادة طرحه و تنفيذه وفق منطلق لا يتناسب مع اية فطنة سياسية، يفترض إن تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها اكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، أعاد طرح السؤال حول مآل السياسة و مصداقيتها اذا ما استمرت هذه اللعبة السمجة التي لا تطرح لشعوب المنطقة و بلدانها بدائل يمكن الركون اليها.
ولكي لا نكون أحاديي الجانب أو من دعاة نظرية المؤامرة سيئة الصيت، نؤكد حق الشعوب في النضال و الاحتجاج من اجل إزاحة انظمه عفا عليها ولم يعد من الممكن الصمت على استمرارها ، ناهيك عن القبول بها، خصوصا وان الحراك الشعبي و الجماهيري و ثورات الشعوب في البلدان العربية فرضت حقائق على الأرض وغيرت الكثير من المفاهيم و الرؤى، التي ستستمر تأثيراتها و تفاعلاتها لسنوات قادمة ، بغض النظر عن طبيعة القوى التي وصلت او ستصل للسلطة عبر الانتخابات البرلمانية التي أعقبت التغيرات العاصفة. لان هذه النتائج تعكس توازن القوى السياسية و الاجتماعية في البلد المعين ، و هذه النتائج ليست خاضعة للاماني و الرغبات مهما كانت نبيلة وإنسانية، وما على القوى الديمقراطية إلا العمل الدؤوب والصبور من اجل تحقيق البديل الديمقراطي الأفضل و المستند الى تغيير ديمقراطي في المزاج السياسي للجمهور لصالح المشاريع الوطنية و الديمقراطية.
وقد جاءت التطورات الأخيرة في الملف السوري لتؤكد بطلان بديل الحرب و التدخل الخارجي لتغيير النظام، وفي الوقت نفسه أكدت ان بقاء الحال من المحال و ان الوقوف بوجه الشعب السوري الباحث عن التغيير، تحت أي ذريعة وحجة داخلية كانت ام خارجية لا تقدم لهذا الشعب البديل الذي يرجوه. وان إطراف المعارضة السورية التي تراهن على الحرب و التدخل الدولي تكشف عن عدم استيعابها لأهوال و تداعيات الحرب على بلدها و شعبها، وكأنها لم تكن شاهدة على التداعيات المدمرة للغزو الأمريكي للعراق، الذي لا يقلل من اهواله أنه أزاح أبشع دكتاتورية ذات ملامح فاشية شهدها العراق و المنطقة في التاريخ الحديث.
لقد أكدت التجربة العراقية و مواقف القوى الديمقراطية الرافضة للحرب، صحة التعويل على تعزيز الجبهة الداخلية واعتماد قوى التغير الوطنية، التي لو تحقق لها ذلك لجنبت العراق عشر سنوات من الحرب و التدمير و الفرص الضائعة و صراع المتنفذين ألعدمي على السلطة. وإن الشعب السوري و قواه الديمقراطية الرافضة للحرب و التدخل و للتقسيم على أساس ديني أو طائفي او قومي، و الساعية لبديل ديمقراطي حقيقي، جديرة بالدعم و المساندة. وان المجتمع الدولي و كل القوى الخيرة في العالم مطالبة بدعم البديل الديمقراطي و اعتماد أساليب التغيير السلمية، وعدم ترك المبادرة بيد القوى الساعية لفرض الحلول العنفية بغية الحصول على نتائج سريعة تتلائم مع اهدافها و مشاريعها اليعيدة عن المصالح الحقيقية للشعب في سوريا، لاسيما و ان الامم المتحدة و المنظمات الدولية و الاقليمية الاخرى لديها ما يكفي من وسائل الضغط السياسية و القانونية لفرض الحلول الممكنة وان على الحكومة السورية ان تنهي العنف كوسيلة للحل، و ان تقدم على تنفيذ مشروع جذري للإصلاح الديمقراطي يتيح للشعب السوري اختيار البديل الذي يرتأيه من خلال تغير حقيقي لشكل و محتوى الدولة السورية.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الغرب الناقصة -التجسس على اليسار يقوض قيم الديمقرا ...
- حزب اليسار الأوربي: لنعزز النضال من اجل وحدة اليسار
- نجاحات جديدة لحركة الوول ستريت
- فرنسا: ألأنتخابات تدخل مرحلة ساخنة
- على أوربا استيعاب رسالة الحركة الاحتجاجية
- قبرص تعامل آخر مع ألأزمة ممكن/ استمرار النجاحات الانتخابية ل ...
- نهوض اليسار في الولايات المتحدة الأمريكية
- بعد رفضها وصفات صندوق النقد الدولي ألأرجنتين تفلت من فخ الدي ...
- تغير المسار نحو نظام اجتماعي جديد*/ تحول اجتماعي ايكولوجي .. ...
- الوحدة في التنوع/ امريكا اللاتينية: تحالف جديد للتكامل يستثن ...
- اانجيلا ديفز حول حركة -لنحتل وول ستريت-: الحركة فرصة لتجديد ...
- حول العلاقة بين أحزاب اليسار و الحركات الاجتماعية الجديدة/ ن ...
- قمة العشرين تجبر اليونان على إلغاء الاستفتاء و المعارضة تطال ...
- شبح الاشتراكية يجوب أروقة البرلمان الألماني !
- تجاوبا مع جهود السلام ومطالبات اليسار/ -إيتا- تنهي كفاحها ال ...
- حزب اليسار الأوربي: نحو جبهة أوربية للمقاومة و لطرح المزيد م ...
- حركة الاحتجاج ضد سلطة الرأسمال تجتاح العالم
- اليسار الفنزولي يعلن عن تأسيس التحالف الوطني الكبير الشيوعي ...
- الحركة الاحتجاجية في شيلي طليعتها الحركة الطلابية وهدفها الت ...
- برامج -إنقاذ اليورو- و بدائل اليسار


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - التدخل و الفيتو و مصائر الشعوب