أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - إسقاط ما تبقى في المصري من مصريته.. رائع يا مصريون ورائعة ثورتكم على مصاطب.. بطالة الفكر والعمل..!














المزيد.....

إسقاط ما تبقى في المصري من مصريته.. رائع يا مصريون ورائعة ثورتكم على مصاطب.. بطالة الفكر والعمل..!


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيها الخلان المغيبون.. أنا مثلكم مغيب فى عشق هذه البلدة الأمينة، ولا أزيد هنا على حماسكم ولا على عشقكم، فنحن جميعا خطابها وعرسانها ورجالها وأبناؤها، لا تغرينا أية جميلة فى البلاد إلا خمرية لونها وكحل عينيها وتراب قدميها. فقط أود أن أقول لكم أنتم سفلة.!

مصر إن ضاعت أو تزوجت غيرنا سننقلب على أعقابنا ولن يقوم لنا قومة إلا بعد مئات السنين، ملعونة هي تعذبنا بجمالها وخيرها جارية تحت أقدام من يدوس على أعناقنا. تعذبنا هى فى سادية مغتصبها تحاول تُشفى حين تذقينا مر المهانة التي تجرعتها بسبب حمقنا، لذا هى تهب الثراء الفاحش لهذا الراكب عليها، والذل والمهانة والفقر والعشوائيات لنا. تصب هذه الجميلة يوما وراء يوما لنا كأس مزاجها( خـ.. ) نتذوقها ونبلعها يوميا على مدار السنين انتقاما منا على حمقنا وهبلنا وعبطنا وارتخائنا وسفالتنا فى ضياعها منا.!

ولعل كأس ( خـ..) الذي تجرعها العاشق الأول فى تاريخها الحديث الشيخ عمر مكرم الذي حررها من عتق المماليك والفرنسيين وبدل ما يزف إليها، زف إليها غريبا. وما كان إلا التراب الذي انهال على الثائر الطيب .. تنكيلا وتعذيبا وسجنا ونفيا ونسيانا مدى حياته إلى أن مات وحيدا حزينا، وذاق شعب مصر معه الهوان رغم النهضة الحديثة في القاهرة على يد محمد على.
هل تقبلون أن تكونوا مثل عمر مكرم في ثورته (الطيبة)التي سلم فيها البلد للغريب عن دون قصد أو وعى.؟

ولعل زهرة شباب مصر من الأطباء والأساتذة وغيرهم الكثيرون من الذين ذهبوا بالعقل المصري إلى بلاد النفط، وعاد أكثرهم متحول الدماغ يجر مصر من شعرها يرجعها بالقوة إلى جهالة وملامح كفار الأفلام الدينية فى السينما المصرية، فهل هؤلاء هم شباب العلم والنهضة الذين ذهبوا يعلمون بلاد النفط بالعلم فعادوا لنا بالعصا والتحريم والمنع ووجوب ختان العقل وتعطيل إعماله أمام الحاكم.؟ والآن بعد أن شاخ بهم العمر "يطرشون" علينا كأس( خـ.. ) لنشربه باسم الدين في البرلمان تحت مظاهر وآراء وجدل لا طائل منه إلا العودة لعصور الطاعة العمياء...

حزنى عليك يا مصر..!!!

فهل نحن شباب زهرة عينيها.. هل نحن رجال أسياد فراشها.؟ للأسف لا. شاب وشاخ العقل والفكر مبكرا حين استسلمنا لأفيون الشعوب من الدين والمخدرات وارتياد مواقع السكس والفيس بوك؛ فاستعطينا جميعا حبوب القدرة الملوثة المغيبة حتى نعبر عن فحولتنا الضائعة في أحضان النهار الذي كشفنا بأننا كائنات رخوة لا جدوى من وجودها إلا أتباع واللعب في أدمغتها. وثار الزاعق كما الصامت مهموس بلحظة التشفي التي يصورها علم النفس فى ذهنية المستعطي على أنها قمة لحظات التدمير النفسي التي تغلفها بريق المتعة.
التدمير النفسي المغلف ببريق المتعة..؟!

هذا ننقاد إليه بدون وعي وإدارك لخطورة ما نقوله، وما ننقله، وما نحرض عليه في الخفاء أو بالعلن بطيبة وسذاجة القول أو بالخبث ومكر الحيلة..
مُقْبِلون نحن إلى إسقاط ما تبقى فى المصري من مصريته.. عندما يسقط المصري في شباك الفوضى الكلامية فاعلم إنه خاوى اليدين.. فارغ العقل.. عاطل عن العمل. اشغلوا المصري بأمور أكثر جدية في العمل والعمل ثم العمل سوف تعود مصريته التي باتت على وشك السقوط في مستنقع البطالة الفكرية.

البطالة الفكرية التي يمكن رصدها بسهولة على مواقع التواصل التحريضية التي دخلنا عليها بأهداف نفسية معقدة وأمراض منتفخة الذات والأنا جاءت تبحث عن بريق فقدته في عالمها الواقعي. من السهل الآن أن تصبح ثائرا وأنت على مقعدك بغرفتك.. من السهل جدا أن تصبحى مناضلة وأنت على سريرك.. ومن الأسهل جدا أن تتهم من يخالفك الرأي بعبودية جلاده ومن السهل جدا أن تتجاهله ومن الأسهل أن تمسحه من قائمة الأصدقاء.!

منذ سنتين أو ثلاثة حين هجمت هذه المصاطب الفكرية فى حياة العرب وخاصة المصريين كانت بالنسبة لهم حالة من تفريغ الكبت العاطفي والبحث عن كلمة ناعمة في تعليق هنا وهناك حتى تحصل الذات المنتفخة هذه بصك الاعتراف بأنها ذاتٌ على صواب. وأتعجب على حالات معيبة من بعض من يلصقون صورهم وتحتها لافتة الأستاذ الكبير فلان، وهو مراهق جنسيا وفكريا عمله طول الوقت استقطاب بريق انطفئ حوله في واقعه، فجاء يقدم الورد للجميلات ويلوث من رآه منافسا له على قلوب الجميلات.. هذه النوعية التى لا تخجل من ادعائها الفن والحكمة والنضج الحياتي ما هي إلا عاطلة فكرية عن العمل.!

الآن الكل يتزعم الثورة. الكل يلبس لباس الثورة.. ابنة أمس التي مازلت تحبو تحرض وتسب وتلعن كل شيء حولها فالكل عندها متآمر ضد الثورة. وحالة أخرى مغيبة عن كل هذا الزخم فى نعومة الدروشة والحزن على المخلوع ..النسر الجريح.. وحالات تحتار في وصفها هل مع الثورة أم ضدها هل مع الجيش أم ضده؟ لا نعلم سوى أنها مصاطب بطالة فكرية أدمنها المصريون وعلى وشك أن يضيعوا أرضهم.

بات أمر الواقع على هذه المواقع في مصر بركانا سوف يحرق مصر، فأرى أن هناك أناسا عملها الوحيد في الحياة هو الفيس بوك وتويتر. وآخرون اعتبروا أن هذه المواقع هي مصدر رزقهم الوحيد فباتوا يأكلون منها ويشربون على مائدة إشعال وترويج أي كلام.. النقيض وعكسه، وآخرون محترفون في لعب الأدمغة يوجهون ويبثون كل يوم رسالة معينة يتم توجيها على مدار اليوم حتى يلتقطها الصنفان الأول والثاني ويروجها بين المؤيد والمعارض بخبث طرح التأيد والمعارضة بهدف أن تصل إلى أكثر عدد.. أن يتناقلها أكثر عدد .. أن يتبناها أكثر عدد. المهم هو انتشارها في العقول وإشغال الناس على مدار اليوم بها. وعلى سبيل المثال فمنذ أسبوع وأكثر لا حديث لا نقل إلا لعبارة "العصيان " وتوقف الحياة على أرض مصر في اضطراب شامل.!

رائع يا مصريون ورائعة ثورتكم هذه على مصاطب بطالة الفكر والعمل..!
أرض مصر سوف تلفظكم وتنجب غيركم شعبا طيب الأعراق خيرا منكم، وإنى لفي انتظار هذا المخاض الذي على وشك الحدوث.



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصيتي إليكم قبل 11 فبراير: إن مت فلا تقولوا عنى شهيدا.!! صفو ...
- شذوذ الحزن على صقيع الدم المصري
- مشاهدات حياتية نقدية -1- من واقع النشيج والذقون
- النص الإبداعي التصادمي مع واقع الثورات العربية الطرح النظري ...
- شاى المسطول - وماجاء فى الكتاب المسطور المهجور-
- شيزوفرينيا الهطل الثوري في عقل الشخصية المصرية
- الغياب العقلي للمرأة المصرية وطمس هويتها وشخصيتها السياسية
- من قبو السجون إلى قبة البرلمان المصري (1) الإخوان المسلمون ف ...
- الخيط الوهمي بين الأديب والفيلسوف.. وصناعة الحياة العربية قا ...
- رفس الجحوش - احك ياسواد- النهيق الاول:أيام الوصل والمحبة


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - إسقاط ما تبقى في المصري من مصريته.. رائع يا مصريون ورائعة ثورتكم على مصاطب.. بطالة الفكر والعمل..!