|
الشهيد عبد الكريم قاسم والصراع الطبقي والسياسي
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 14:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مهما حاول الكثير من الإساءة لهذا الرمز الوطني العراقي الكبير فهو يعلو ويحلق في سماء التاريخ المنصف والجاد ، شخصية كالزعيم الخالد خلقت الكثير من الأضداد ضده ، ومهما قيل ويقال فلم يستطع أحد خدش وطنيته ونزاهته وحرصه على بلد نهض توه من قيود رجعية ومؤامرات ومكائد محلية وعربية وعالمية ، أن الثورة التي قادها الراحل الشهيد قاسم خلقت له أعداء محليون وغيرهم ،سياسيون وعروبيون وغيرهم أيضا ، مساء يوم 8 شباط الأسود تحدث ( مالك دوهان الحسن ) من خلال فضائية العراقية ، والظاهر أن هذا الرجل قد قبض الثمن سلفا ليرسم ما في مخيلته الموتورة ضد الراحل الشهيد قاسم ، ويحق لمالك أن يتحدث عن الزعيم بهذا الحقد الدفين فقد كان قانون الإصلاح الزراعي الذي شرع في عهد الشهيد قاسم ضربة قاسمة وقاسمية لمثل هكذا أقطاعيين منحوا آلالاف ( الدونمات ) الزراعية لقاء خدمتهم المستعمر العثماني والبريطاني على حد سواء ، وهم نفسهم هؤلاء الإقطاعيون الذين أوحوا للمرجعية الدينية حينها لتصدر فتواها المعروفة ، مضافا لذلك قانون الأحوال المدنية ، والغريب أن المرجعية الدينية لم تفتي بشئ مما عمله البعث وأزلام الحرس القومي من سفك للدماء وتشهير للحرمات ، بمعنى أن المرجعية الدينية السنية والشيعية تآزرتا سوية من أجل الإجهاض بثورة الشعب العراقي عام 1958 م ، لأن الثورة حينها أصابت هؤلاء بالصميم ، ولست هنا مدافعا عن ثورة كتب بها وعنها أكثر من 4500 مؤلف ، غير الأطاريح الجامعية والكراريس والمجلات والصحف ، ويدعي الكثير أن الراحل عبد الكريم قاسم ليس سياسيا ناجحا ، وأقول لهم نعم لم يكن قاسم سياسيا ناجحا بمعايير السياسة التي يفهمونها اليوم ، فلو ساس الناس بسيف ( الحجاج ) و ( صدام ) لكان سياسيا ناجحا ، ولو ساس الناس بسياسة ( معاوية بن أبي سفيان ) و ( عمرو بن العاص ) لكان سياسيا ناجحا وفذا ، وأسأل مثل هؤلاء ما يعني لهم قانون ( 80 ) وقانون الإصلاح الزراعي وقانون الأحوال المدنية ؟ ، وما يعني أن يباع النفط العراقي بالجنيه الإسترليني ؟ ، وما يعني بناء مجمعات سكنية بطول العراق وعرضه لفقراء البلد والمحوجين ؟ ، نعم الظاهر أن كل من يعمل للفقراء ويكن منهم ليس سياسيا ، فالسياسي الذي يستأثر بالمال العام ليسوقه لحزبه ومدينته وعشيرته ذلك هو السياسي العبقري ، لا أريد أن أطيل بل سأورد هذه المعلومة التي سمعناها نحن مريدو أحد الصالونات الثقافية السياسية حيث تناولنا الراحل الشهيد قاسم وثورة الشعب العراقي ، قال أحد محدثينا وهو يعمل بعد أن فر هربا من الأنظمة المتعاقبة ليستوطن في ألمانيا الغربية حينها ، قال ارتبطت بعلاقة صداقة مع أحد الوزراء الألمان المتقاعدون ، سألني هذا الألماني قائلا ماذا يمثل لك عبد الكريم قاسم ؟ ، قال صاحبي لأغير من مفاهيمي تجاه عبد الكريم قاسم وقلت للألماني أن قاسم دكتاتور أهوج ، قال وما رأيك بجمال عبد الناصر ؟ ، قلت قائدا عروبيا ( قومجيا ) محبوبا من شعبه ، قال الألماني لو فرضنا أن جئنا بقاسم لمصر وجمال للعراق فماذا سيحدث ؟ ، قلت لا أدري ، أجاب الألماني قائلا لو جاء ناصر للعراق لم يستطع حكم العراق ثلاثة أيام ، ولصنع المصريون لقاسم تمثالا يعدل صرح أبو الهول ، وأضاف الألماني قائلا للعراقي الذي يخفي حب الزعيم بداخله،أتعرف أن قاسم أجتمع مع وزرائه عام 1959 م لمناقشة ميزانية العراق التي هي عبارة عن 100 مليون دينار عراقي ، ويقول كتبت تلك الميزانية على سبورة ب( الطبشور ) تفرس بها الزعيم الراحل وهي عبارة عن أسطر قليلة تحتوي على أرقام عدة ، نهض الزعيم من محله وأخذ الممحاة وأزال كل ما كتب على السبورة وهو يحدق بوجوه الوزراء ، لاحظ تجهما على وجوههم ، نهض مرة ثانية وأعاد بخط يده ما كتبه وزير المالية ( محمد حديد ) ، قال محمد حديد مخاطبا الزعيم أن هناك ثلاثة أرقام تختلف عن ما كتبه حديد ، أخذ الزعيم الممحاة ثانية وذهب لمسح تلك الأرقام الثلاثة ليعيدها كما كتبها الوزير ، وقال الزعيم لحديد عليك أن تراجع هذه الأرقام الثلاثة الممحاة لنناقش ميزانية العراق ، وعودا لبدء أقول للسيد ( مالك دوهان الحسن الجبوري ) حمدا لله إذ لم يكن الزعيم نهازا كغيره ، ولم يكن ملكيا ، ولم يكن وزيرا للبعث المقبور ، ولم يكن وزيرا أمريكيا ، ولم يكن مرشحا لبرلمان عراقي لأكثر من مرة ولم يحصل على خمسين صوتا ممن أخذهم معه لبغداد للتظاهر ضد الراحل قاسم ، ممنيا لهم بزيارة الإمامين الجوادين وكذب عليهم وزجهم ضمن التظاهرة وهم يرددون ( زيارة وسفرة ودينارين ) ، بمعنى أنه أعطى لكل واحد من هؤلاء ديناران كأجر له ، ومع ذلك لم تغرهم الدنانير لينتخبونه اليوم رغم الفضل القديم والجديد لهم ، للإضاءة .......... فقط .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهيد العز مهداة للزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم
-
إضاءة / ( تيتي تيتي )
-
سالوفة فخر
-
إضاءة / مشهد الشمس والأربعاء الأخير من صفر !!!
-
إضاءة / من الرابح الساسة ، المواطن ، الوطن ؟
-
القائمة العراقية وقطرية السلوك والنهج
-
إضاءة / سلاماً دولة ( اللغف ) الديمقراطي الأوحد !!!
-
إضاءة / التيار الديمقراطي في بابل يحصد يوم العراق !!!
-
إضاءة / وداعا صديقي ( طه الربيعي )
-
إضاءة / ( جلال الطالباني ) رئيس لمن !!!
-
إضاءة / سارق للمرة الثانية
-
إضاءة / أيها الساسة تريدون ولا نريدكم
-
( غيوم الصبر)
-
( ضمير أبيض ) !!! صوت المحبة / عدنان حافظ بابل
-
الثقافة أخلاق !!! أم الأخلاق ثقافة
-
المواكب الحسينية الحلية تأريخيا / موكب عزاء ( طرف الوردية )
-
نزيف الكرامة
-
( يالشايل محبتك سر ) الشاعر سعد الشريفي
-
الوهم / لمناسبة الحديث عن عودة البعث المجتث
-
عرض كتاب الشيخ عبد الكريم الماشطة أحد رواد التنوير في العراق
المزيد.....
-
شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات
...
-
هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
-
إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف
...
-
مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
-
الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى
...
-
فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار
...
-
شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم
...
-
نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
-
مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
-
حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|