أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - هل المجتمعات الاسلامية مجتمعات متسامحة ؟














المزيد.....

هل المجتمعات الاسلامية مجتمعات متسامحة ؟


عامر الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 1073 - 2005 / 1 / 9 - 09:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
عن حُـكم تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) ؟
وكيف نردّ عليهم إذا هنئونا به ؟
وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يُقيمونها بهذه المناسبة ؟
وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكِر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجا أو غير ذلك من الأسباب ؟
وهل يجوز التّشبّه بهم في ذلك ؟
فأجاب - رحمه الله - :
تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل الذمة ، حيث قال : وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزلة أن تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـأ عبد بمعصية أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه . انتهى كلامه - رحمه الله.
هذا مثال لفتوى اسلامية تدعو الى تكفير المسيحيين وعدم تهنئتهم باعيادهم حتى من باب المجاملة الاجتماعية كما تدعوالى نبذ الاخر وعدم الاعتراف به !!! ولنتصور موقفنا المحرج للغاية وسلوكنا اللااجتماعي في التعامل بمثل هذا الجفاء مع اخوان لنا في الوطن او زملاء في العمل او مع أحد الجيران او لو كنا نعيش وسط مجتمع غربي مسيحي ...اردت من هذه الفتوى ان تكون مقدمة لتوضيح فكرة التسامح في الاسلام التي يطبل لها الاصوليون الاسلاميون و بعض المثقفين العرب والمسلمين الذين لايملون من تكرار شعار التسامح في الاسلام لاغراض ايدلوجية وسياسية !!! في الوقت الذي يتهمون فيه الديانات الاخرى بالتعصب واللاتسامح !!! يقول مشايخ المسلمين وبعض المثقفون الاسلامويون ان الاية القرانية ( لا اكراه في الدين ...) هي مثال لمبدأ التسامح الذي يدعو اليه الاسلام ... وهي تبدو للوهلة الاولى وكأنها حقا دعوة للتسامح !!! ولكن اذا ما استطعنا ان نغوص في عمق التفسير الاسلامي نجد ان فكرة ( لااكراه في الدين ) لها معنى اخر غير المعنى الاسقاطي الذي يحاول فيه الاوصوليون خداعنا به !!! فوفقا لتفسيركبير المفسرين فخر الدين الرازي فان الله يبتلي الانسان في هذه الدنيا لامتحانه قبل ان يصدر عليه الحكم الالهي ويقرر مصيره في الجنة ام في النار ... وان حكم الله النهائي يعتمد على ( التكليف ).. اي الى مدى تأدية المسلم البالغ للفرائض الدينية والتزامه بالاحكام الشرعية .. فان لم يؤدها فلا تسامح معه ابدا !!! اي بمعنى اخر ان ( لا اكراه في الدين ) تخص المسلمين فقط اما الاخرين فلاتسامح معهم فهم كفار وعلى ضلال مبين وفي جهنم خالدين !!! فأين هذا التفسير ل( لااكراه في الدين) من مفهوم التسامح بمعناه الواسع والحديث !!! هناك فرق كبير بين هذا المعنى وبين التسامح وفقا للمنظور الحديث للكلمة ... اما عملية اسقاط معنى التسامح على الاية القرانية المذكورة فهو امر دعائي يردده الاسلامويون لاغراض سياسية أو تبجيلية محضة ...ان فكرة التسامح هي من نتاجات الحداثة وانجازاتها الكبرى بعد سلسلة من الثورات والمعارك الفكرية والاجتماعية التي شهدتها اوربا لقرون طويلة منذ عصر النهضة وعصر الاصلاح الديني والحروب الدموية بين البروتستانت والكاثوليك مرورا بعصر الانوار والحرب الطويلة بين المفكرين التنويريين ورجال الكهنوت المسيحي وليس انتهاءا بالثورة الفرنسية التي شكلت انعطافة تاريخية كبرى غيرت العديد من المفاهيم والقيم القروسطية التي سادت لقرون مظلمة طويلة عانت منها الشعوب الاوربية ماعانت ودفعت من دمائها مادفعت من ثمن باهض حتى انبثقت لاول مرة في التاريخ لائحة حقوق الانسان التى دعت الى حرية الرأي والاعتقاد الديني والمساواة بين ابناء الوطن الواحد بغض النظر عن انتمائاتهم الدينية او الطائفية ... فتبلورت فكرة ( المواطنة ) بمعناها الحديث وهي من كبرى انجازات الثورة الفرنسية ... ان فكرة التسامح هي فكرة حداثية وتعني فيما تعنيه الاعتراف بحق المواطن في التعبير عن افكاره الدينية والسياسية داخل الفضاء الاجتماعي دون ان يناله اي عقاب مادام لايستخدم العنف في فرض عقائده او ارائه على الاخرين أو محاربة مخالفيه !!! هذا هو مفهوم التسامح الذي تمارسه المجتمعات الغربية ... وهذا المفهوم لايمكن ان يتحول الى ممارسة اجتماعية دون وجود دولة ديمقراطية تطبق القانون على الجميع وتضمن حرية التعبير للجميع دون استثناء ... ويتطلب ذلك وجود مجتمع مدني متفتح و واعي ومتشبع بفكرة التعايش السلمي والتسامح بين كافة مكوناته واطيافه !!! مجتمع لاتحتكر فيه فئة ما ( الحقيقة والايمان ) وتكفر الاخر وتهمشه وتدعو الى نبذه وتحقيره !!! فهل بعد ذلك نقول نحن المسلمون مجتمعات متسامحة ؟؟؟ أترك الجواب لكم ...



#عامر_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور نفور اهل السنة العمرية من الانتخابات
- العقل العربي الأسلامي ونظرية المؤامرة
- الزنداني ... والأيدز ... وجائزة نوبل


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - هل المجتمعات الاسلامية مجتمعات متسامحة ؟