أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - السيناريو السوري














المزيد.....

السيناريو السوري


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 14:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


"لن نتخلى عن هدفنا"، هذا ما قاله آلان جوبيه وزير خارجية ساركوزي، عبر تصريح لافت أمس في معرض تناوله للحدث السوري. إذ يبدو أن هناك قراراً أممياً لا رجعة عنه في صراع كسر الإرادات على الساحة السورية، رغم الصمود الأسطوري السوري الرسمي والشعبي الكبير حتى اللحظة. فمعسكر الأطلسي مع الجامعة العربية مصممان على المضي حتى النهاية وحافة الهاوية في سوريا. وقد تزامن هذا التصريح مع عدة مبادرات، مكثفة، وحثيثة، وجاهدة، أو لنقل أصداء وتنويعات لهذا التصريح، خرجت، في وقت واحد تقريباً، من أنقرة، وواشنطن، والدوحة(!)، والقاهرة، والمبنى الأممي في نيويورك حيث يقبع الدبلوماسي الكوري الجنوبي الكهل بان- كي – مون، المنخرط جداً في الحدث السوري وبإذاقة السوريين عسل وحلاوة الديمقراطية على الطريقة الليبية والعراقية.

ومن هنا، وكما في سيناريو ليبيا، يشكل قطع شرايين النظام، وضرب مرتكزاته الأساسية، وبنيته ووفق سياسة النفس الطويل، أحد أهم الآليات في السيناريو، وهذا ما هو جار على الأرض اليوم، تمهيداً لإحداث الفوضى ومن لانهياره "المنشود" لاحقاً. وهذا ما سيتضح في السطور القادمة.

وتتبلور اليوم، بعد فشل استصدار قرار دولي يتي التدخل العسكري في سوريا، ملامح الاستراتيجيا الجديدة والخطوة التالية من مشروع ضرب سوريا وتفتيتها. فإذا أمكن الحديث عن سيناريو ليبي اعتمد بالدرجة الأولى على ضرب ليبيا من الخارج عبر الذراع العسكري الأطلسي، وتقويض بنيتها التحتية عبر استهداف المقار الإستراتيجية وشرايين الطاقة والاقتصاد، فإنه يمكن القول، جزماً، أن هناك سيناريو سورياً بـُدء بتطبيقه وتنفيذه على الأرض يظهر ويتجسد على الأرض واقعاً يوماً بعد يوم. السيناريو الليبي نـُفذ من الجو عبر سلاح الطيران الأطلسي، والسيناريو السوري يتم تنفيذه من الأرض عبر المسلحين والمقاتلين الخلايجة والعرب الذي يأتي بعضهم إلى مطار بيروت ومن ثم يضيعون، ولا أحد يعلم عنهم شيئاً، ولا يخرجون من لبنان، ولن نعرج على "الكوريدور" الإنساني التركي.

إن استحالة ضرب سوريا من الخارج، لوجستياً وأممياً، استدعى تعديل الخطة. فحين يقول الأطلسيون لا نية لنا بالتدخل العسكري في سوريا، فهم صادقون جداً في ذلك وهذا لن يحصل فعلاً، وهي من المرات النادرة التي يصدق فيها هؤلاء. ولكن ما يجري اليوم هو اضرب البنية التحتية والمقار والمراكز الأمنية والاستراتيجية، أطلسياً ولكن بطريقة غير مباشرة، وواحداً بعد الآخر وفي غير مكان، ونسف المرتكزات الاقتصادية، والخدمية، يترافق ذلك مع إدخال المقاتلين "الجهاديين، المدربين جيداً على الفوضى والقتل الوحشي العبثي والمجاني ومعهم خبراء عسكريون وفنـّيو اتصالات أجانب وأطلسيون وعرب للقيادة والتحكم والاتصال والتوجيه، واختيار الأهداف الإشراف على التنفيذ وتقييم الأوضاع. وربما كانت هذه واحدة من المعلومات الهامة الموثقة والتحذيرات التي قدّمت للجانب السوري خلال الزيارة الهامة التي قام بها سيرجي لافروف يرافقه ميخائيل فرادكوف رئيس جهار الاستخبارات الخارجية الروسية. وهذا ما أكدته أمس الخارجية الروسية، أمس، عبر نشر تقرير عن تواجد قوات كوماندوس خاصة قطرية وبريطانية في حمص في مخابئ المسلحين تعمل معهم وتقدم لهم الخبرات المهنية العسكرية. وجاء هذا التصعيد الجديد والانتقال إلى خطوة جديدة من السيناريو بعد الفيتو المزدوج الجديد وبعد إعلان مرحلة الحسم العسكري والنجاحات الأمنية والعسكرية التي قام بها الجيش وقوات الأمن في القضاء على قسم كبير من المقاتلين المسلحين واعتقال المئات منهم من جنسيات عربية وأجنبية وآسيوية وإعادة السيطرة على قسم كبير من المناطق التي استباحها المسلحون.

ويصب ضرب الفروع الأمنية في دمشق قبل أكثر من شهر، واليوم في حلب، وربما غداً في اللاذقية ودرعا...إلخ، التي تشكل العصب الأمني الأقوى للنظام، في هذا السيناريو الذي لم يكن واضحاً في أية مرحلة كما هو عليه اليوم، وهو خطة بديلة لـخطة "التظاهر السلمي" التي لم تثمر خلال عام تقريباً من عمر الأحداث. كما لم يكن من قبيل المصادفة، أبداً، المحاولات المتكررة والفاشلة خلال الأيام القليلة الماضية للهجوم على مصفاة حمص كونها تشكل عصب الطاقة في سوريا، وأكبر مصفاة لتكرير النفط، وتوريد الغاز في سوريا. ونفس الأمر ينطبق على ضرب محطات الكهرباء، والسكك الحديدية التي تنقل الوقود والغاز لمحطات توليد الكهرباء، كما بالنسبة لاستهداف أنابيب نقل الغاز، والبترول وحرق وتدمير المنشآت العامة والمباني الحكومية. ولن نتكلم عن المحاولات الحثيثة والجادة للعب بصرف الليرة السورية أمام الدولار، كأحد آليات ضرب الاقتصاد الوطني والعبث بلقمة عيش المواطنين وإشاعة حالات من الهلع والفوضى في صفوفهم(2).

ويبقى السؤال هل سينجح هذا السيناريو وهذه المراحل، أم ستفلح سوريا في تقويضه وتفكيكه والتغلب عليه كما فعلت حتى الآن، وتعاملت مع المراحل السابقة؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة والحاسمة والتي ستشكل، على ما نرى والله "أعلم"، نقطة التحول الهامة في الحدث السوري؟ في الختام، كم تستفز المرء عبارة "الجهابذة" وبعض ممن يسمون بالمحللين، إذ يقولون لا تدخل عسكرياً في سوريا، فما كل هذا الذي يحصل إذن؟

(1) مجلس غليون الإسطنبولي، بكامل طاقمه، ونجومه، في الدوحة اليوم، للتنسيق في ذات السياق والاتجاه.

(2)– تم العثور على كميات هائلة من الخبز مرمية في المجارير العامة، كانت قد اشتريت، وتم رميها، بغية إحداث نقص في هذه المادة الغذائية الرئيسة.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل موسكو القوية
- سقوط الفاشية الوهابية في سوريا
- أبعد من الفيتو الروسي الصيني
- ماذا عن ولاية المرأة في الدستور السوريِ الجديد؟
- الثورة السورية المخصية
- المادة الثالثة: وجعلناكم بعضكم فوق بعض درجات
- إفلاس العرب
- سوريا: المسلم قائداً للدولة والمجتمع
- المادة الثالثة في الدستور السوري: عودة الخلافة الإسلامية
- رسالة إلى معارض سوري
- غزو سوريا
- قطر بين عجز التعريب وفشل التدويل
- نعم ثوار ولا نخجل
- احذروا الدب الروسي
- الأسد: خطاب التحدي والانتصار
- لماذا الخوف من التدويل؟
- صدف ثورية أغرب من الخيال
- اضحكوا على دبابات برهان غليون
- انشقاقات الثورة السورية
- انتقام إسرائيل


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - السيناريو السوري