أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة














المزيد.....

أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1073 - 2005 / 1 / 9 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


کان ذلک في مايقارب أواسط العقد السابع من القرن الماضي ، حين کتبت أول مقالة نقدية حول مسرحية کانت تعرض في مدينة السليمانية . وکنت أبغي إرسالها عبر البريد الى صحيفة طريق الشعب التي کانت تصدر آنئذ في بغداد ، وتشاء الصدف أن ألتقي في الطريق بأحد الاصدقاء ولما علم بما أنوي أخبرني بعنوان منزل مراسل صحيفتي " طريق الشعب و الفکر الجديد ". وعملت برأي ذاک الصديق لکنني لاأذکر على وجه التحديد لماذا تأخرت في الذهاب الى العنوان الذي حدده لي ، فقد وصلت الى منزل مراسل طريق الشعب و الفکر الجديد وقد أسدل الليل ستاره تماما ورغم إنني کنت مترددا لتأخر الوقت نوعا ما لکنني مع هذا طرقت الباب . ولم تمض سوى دقائق معدودة حتى وفتح الباب ورأيت رجلا ممتلئ الجسد ذو شعر أسود مسدول وقامة متوسطة منتصبا أمامي وقد علت بسمة عريضة على تقاسيم وجهه الوسيم وکان من الکياسة بأن بادرني بالتحية رغم إن ذلک وفق العرف السائد من صميم واجبي أنا ، لکن ذلک منحني قدرا إضافيا من تماسک النفس و رباطة الجأش ومددت يدي لأعطيه المقال الذي ما أن أبصره حتى وصاح بلغة الجذلان المستبشر بمفاجأة جميلة : مقالة جميلة في هذا المساء الجميل أليس کذلک ؟ فسررت من أعماقي لهذه المقابلة الاولى الجميلة مع هذا الرجل الذي لم أتمالک نفسي في سؤاله عن إسمه فبادرني ببشاشة ترتسم من تلقاء نفسها على محياه " أنا أحمد رجب مراسل طريق الشعب و الفکر الجديد في السليمانية " ومنذ ذلک اليوم صار معبري الفضل الى دنيا الصحافة ورغم إنني کنت أکتب لطريق الشعب فقد أقنعني بإسلوبه الجميل أن يرسل مقالاتي للفکر الجديد بدلا من طريق الشعب وبرر لي ذلک بقوله مامعناه " أنت تکتب بالعربية في طريق الشعب ويوجد الکثيرون من الکورد الذين ليس بمقدورهم القراءة بالعربية لکن في الفکر الجديد ستتم ترجمة مقالتک الى الکوردية أيضا وبهذا ستکون الفائدة أعم و أشمل " وذات مرة کتبت مقالة نقدية حول مسرحية " الثعلب و العنب " للکاتب البرازيلي" فيدريکو جولهيرم" وأخرجتها المخرجة الکوردية القديرة " بديعة دارتاش" وقد شارکت المخرجة في التمثيل الى جانب عملها کمخرجة ، وأتذکر جيدا إنني إنتقدت الأداء المسرحي للأستاذة بديعة بشدة غير معهودة بالاضافة الى مؤاخذتي لبعض الجوانب في عملية الاخراج . ولابدمن التذکير بإن الاستاذة بديعة کانت معلمتي الاولى في عالم المسرح حين إشترکت في فترة سابقة في أوبريت " نهاية الطاغية " للشاعر عبدالله کوران کممثل وکنت بسبب من ذلک أشعر بشئ من الرهبة نحوها، ولذلک فإنني نشرت تلک المقالة بإسم مستعار خجلا من مواجهتها ! وبعد أن نشرت المقالة بفترة صادفت الاستاذ أحمد رجب فقال لي أن الاستاذة بديعة متحاملة جدا من نقدک وتطلب معرفة إسم کاتب المقال ، فماذا تقول ؟ ولما کنت في حيرة من أمري بادرني الاستاذ رجب قائلا هل تريد نصيحة تفيدک طيلة حياتک کناقد ؟ فأجبت بالايجاب فقال : إسمع يانزار لاخير في ناقد ليس بمقدوره مواجهة من ينتقدهم ، الناقد الجيد هو المواجه الجيد للواقع وبما إنک کتبت مقالتک بقناعة وثقة تامة بنفسک ، فلاتغرنک الاسماء الکبيرة بل عليک بتجاوزها بأيمانک بهدفک و ثقتک بماتخطه يداک " هذا الکلام کان أکبر حافز لي لا في النقد وإنما في الحياة ذاتها فقد کانت أفضل نصيحة تلقيتها في حياتي . بعدها وبسبب من السياسات القمعية للنظام البعثي المقبور وملاحقته وتنکيله بالحزب الشيوعي العراقي إنقطعت علاقتي بالاستاذ أحمد رجب واليوم وبعد مرور مايزيد على ربع قرن على تلک الحادثة إبتهجت حين رأيت صورته عبر أکثر من موقع على شبکة الانترنيت وکتبت هذه السطور وفاء لذکراه الطيبة في حياتي .



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاة طارت من أربيل الى مکة
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...
- أقتلوا الاشباح
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال
- أصالة دور المرأة في المجتمع الکوردي
- الرجل المثالي جدا
- ماتحقق للمرأة في العقود المنصرمة : صفر و باليد حصان !
- لاخير في نظام فکري ـ إجتماعي يستمد قوته من غشاء البکارة
- تراجع الادب النسوي لماذا ؟
- لادين للنساء
- تغشى وجدها الارق من النسمة فکان مخاض الشعر! فينوس فايق..کورد ...


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة