أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله العلوي أبو أياد - تحرير الذات أساس كل تحول حضاري حقيقي.















المزيد.....

تحرير الذات أساس كل تحول حضاري حقيقي.


عبد الله العلوي أبو أياد

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أهم ما يجعلنا نشعر بالرضى عن ذواتنا هو أن نكون أكثر رحمة ومودة ورأفة بها وأن يتجنب كل فراد المقارنة المستمرة بين شخصه وبين الأخرين،وأن يحرص على تحديد أهدافه التي بإمكانه تحقيقها ولتي لها معنى خاص بالنسبة له.ومحبة الذات من خلال تكوين أفكار إيجابية نحوها هي مدخل أساسي لمحبة الأخر وتكوين إتجاهات بناءة وإيجابية نحو الحياة.وهي محبة يمكن تقوية أركانها في حياة الأفراد إعتمادا على المصالحة مع المعرفة والحرص على التعلم بشكل متطور يحصن الشخص ضد بخس الأشياء الطيبة التي يقوم بها لمن حوله،ويساعده على إمتداح ذاته بعد كل عمل خير قام به.وكان له تأثير إيجابي في حياة الأخرين.فمجرد الإبتسامة في وجه الأخر أو الإنصات إليه وبإعداد مشروب أو أكلة أو تقديم فكرة أو مشروع له،أو إصطحاب إبنه من المدرسة إلى البيت أو تحية زوجه عند الدخول إلى المنزل أو عند مغادرته أو تحية المار الذي يصادفه في طريقه أو يسهم في إماطة الأدى عن الطريق،فإن ذلك يعني الإهتمام بالأخرين والحرص على رعايتهم.إنطلاقا مما يتوفر لديه من قدرات وإمكانيات وفي دراساتنا المتواصلة من أحل النهوض بالإقتدارات الذاتية لدى الفرد وتمكينه من إمتلاك الرضى عنها من خلال التساؤل عن ماهية الصفات التي يعجب بها لدى الأخرين،حيث غالبا ما تتجلى الإجابات في التحلي بالصدق والجرأة والعزيمة والشجاعة،والألتزام والمثابرة والكرم والتواضع.
إنها صفات لم تولد مع الفرد ولكنه يكتسبها وعليه يمكن إمتلاكها من قبل الشخص الذي ينشد التحلي بها وتأطير حياته الخاصة وعلاقاته مع الأخرين وفق معاييرها.فهي صفات لا تنتج عن الحظ بل تحتاج إلى تنمية عبر العمل التربوي المعتمد على مقاربة إنماء الكفايات والخبرات والمعارف التب لا تعنبر عند الأخرين مسألة فطرية أو وراثية أو أنها صدفة حظ،بل هي أشياء مكتسبة من خلال عمليات التربية والتنشئة التي تطال الفرد أسريا وإجتماعيا وذاتيا.فما يولد به الفرد من قدرات له تأثير طفيف فقط على أنماط حياته لكن الأهم من ذلك بكثير هو أهذافه الشخصية،فإذا كان غرض العمل مع الفرد هو تمكينه من المقومات التي تجعله أكبر وأقوى وأكثر تفهما وأكثر إصرارا فإن الأمر يتطلب التركيز على هذا الفرد وإدراكه بشكل جيد وصياغة المقاربة
التقيميمة بتحقيق هذا الهذف عبر التقييم الجاد التمتيلي والموازي والبعدي الرامي إلى تطوير المدارك والمعارف وصياغة المشروعات الإستراتيجية التي تنشد المستقبل،الذي لا يمكن العيش فيه ‘لا على القوي الحريص على التطور الإيجابي لنموه التغير الحضاري لصفاته،والرقي الذهني والمعرفي لتصوراته.فهذا الشخص هو الأقوى على الحياة والعطاء لأنه يدرك بأن العالم مرأته الكبرى وأن أغلب مشاكله مع اللإيار هي إنعاكاسات لصعوباته مع ذاته التي تمنعه من كل سعي نحو النهوض بالعالم دون مصالحة معها ومعاملتها بالحسن في النمو والتطور وجعلها قائدة فكرية وميدانية في عملية تحسين العلاقة مع الأخرين بشكل تلقائي.ولعل من أهم أهداف العمل التربوي هو تمكين الفرد من المصالحة مع
ذاته وتنحية عوامل الفوضى والتبعثر الذي يطالها.وهي عومل قد تلقي بالشخص في براثين الغربة والغربة والإكتئاب وإنتظار من يأتي ليخلصه من همومه ويجعله سعيدا.إلا أن هذا قد لا يأتي لأنه يتجنب التعاسة والفوضى والظلم.وهو ما يتيح إنجداب من لديهم خصومات مع ذواتهم إلى بعضهم البعض لتتضاعف التعاسة وتتسع الإنتظارية وتكثر السلوكيات الإنتهازية المستغلىة للتعساء والموظفة لبؤسهم في تحقيق هيمنتها وإستحوادها على العديد من المخلات الإجتماعية والسياسية والجمعوية والنقابية والإعلامية طالتها الإنتهازية ونزعة التسلط إلى درجات أفراغتها من كل محتوياتها.
ولعل عودة المصداقية للتربية والتنشئة الإجتماعية والذاتية يحتاج إلى تحرير الفرد وهم إنتظار المخلص الذي يحبه ويقوم بحل مشاكله.وذلك بالقدرة على تمكينه من الشعور بالإستقلال الشخصي والتمرس عليه،وتوظيفه في تدبير الحياة الفردية والجماعية.فعندما ينتظر الفرد من الأخرين الوصول إليه وإصلاح شؤونه والعناية بأحواله فإنه يعبر عن حالة إحباط.أما إذا لم يصلو إليه فكثيرا ما يصاب بالإكتئاب.لكن إذا وصلوا إليه ولم يتصرفوا وفقا لما يريده هو فقد تحتدم نسمة الإكتئاب لديه ثم يلقي باللوم عليهم لأنهم لم يجعلوه سعيدا.
فالتربية والتنشئة المحصنة ضد الإنتضار هي التي تجعل الفرد قويا على المشاركة في الحياة بدأ بتوظيف المودة والرحمة مع الذات في إمتلاك المعرفة ومسارات العمل والتواصل والإنتاج ونسج العلاقات الإيجابية وتقوية الرغبة في مشاركة الأخرين وتحمل أداهم والصبر عليه.فالمتصالح مع ذاته يستطيع معاشرة الأخرين والصبر على رفضهم له أو تنكيلهم به وعرقلتهم لمسيرته.ويوظف ذلك في تطوير قدراته على الإدراك والتفكير والإبداع والتنظيم والإنجاز.فالمصالحة مع الذات والحرص على إغنائها معرفيا وعمليا يسهم في تمثينها صحيا ضد كل مشاعر الإحباط.ويمكنها من إنجاز رسالتها في الحياة برؤى علمية متحددة نبيلة،لأن الذات السليمة التي يجب تربية الفرد عليها هي أساس كل تحول إيجابي على المسنوى الصحي والمعرفي والأخلاقي والإجتماعي والإقتصادي والبيئي والسياسي.التحول الذي يحفز على التعلم والعمل من أجل سعادة الأخرين حاضرا ومستقبلا،ودون مقابل.هي الذات القادرة على السمو بكل مؤسسات تدبير الحياة الجماعية.
إن المطلوب هو تمكين كل فرد من إدراك قيمة ذاته والتخلص من إنتظار الأخرين أو الإعتماد عليهم في إدراكه لقيمته.
إن المصالحة مع الذات كهدف تربوي وتنشئوي لا يمكن حصره في الإهتمام يها بشكل مبالغ فيه،بل يحتاج إلى قدر من التوازن يحول دون وقوع الشخص في الإفراط المتمثل في السعي الجاهد في ترك إنطباع لدى الغير يمثل في التناحر أو إستشارة الأخرين ونيل إستماعهم أو إستنجاداتهم أو إستمالة عواطفهم.وهي وضعيات نفسية قد تصل إلى حد الإدمان كما تنم عن تقدير ضعيف للذات كثيرا ما يؤدي إلى عكس ما يرغب فيه الفرد الذي لا يأبه بالعلاقات الإجتماعية وما يؤطرها من حب وتفاعل وتواصل وتضامن،بقدر ما يهمه ترك إنطباع معين لدى الأخرين.
إن المفروض تحرير الفرد من مشاعر الغربة من خلال ‘شباع حاجاته للإنتماء والإعتزاز لمن ينتسب إليهم.وإذا كان الإعتقاد راسخا بعدم قدرة البنيات القانونية والإدارية على تأمين هذا التحرر نتيجة إحتلال الوطن من قبل عائلات معينة تتقاسم ولا تأبه بمستقبل أبنائه من الأجيال الحاضرة والصاعدة وتوظف التربية على الوعي الزائف والخنوع والخظوع وإفراغ الوطن والإنسان والمؤسسات من كل المحتويات الحضارية ليبقلى لها السبق في السيطرة على كل مقومات الحياة إعتمادا على أسماء بدون مسميات دسترت الإسبداد وتنشئة الأفراد على ثقافة الإستعباد.لكن في ضل فبركة الثورات وتصفية الأنظمة العربية لحسابات بعضها مع البعض وظهور نية الغرب في التصالح مع الحركات الإسلامية المتوافقة مع النموذج التركي الحالم بإسترجاع الإمبراطورية العثمانية المطبعة هذه المرة مع الحركة الصهيونية والمتنازلة عن فلسكين التي بسببها سقطت هذه الإمبراطورية،قد تكون في أمس الحاجة للإنتفاض شعبا وملكا على مغرب العائلات والحرص على إستثمار ثرواتنا البشرية بشكل يحصن بلادنا ضد كل صنوف العبث.لقد إستطاعت سلوكات العديد من العائلات النافدة،ومنها الأبناء المدللين،والذين ينزلون على الأجهزة الوزارية والإدارية والمؤسسات الإقتصادية بواسطة مظلات الهيمنة أن تحول العديد من الكفاءات الفكرية والعلمية والتقنية والإبداعية والمثقفين الذين يفضلون الفقر على التملق والإنتهازية إلى مجرد مهاجرين سريين لا يستطيعون الحديث عن أي شيئ،في ضل هيمنة مغرب العائلات الذي لا يأبه بمنطق الحق والقانون رغم كل المساحيق الزائفة التي يلطخ بها وجه الوطن.فهل نستطيع من خلال الهوامش الجديدة التي أنتجتها الإضطرابات الأخيرة في عالمنا العربي أن نتخلص من هيمنة الرجع النفسي والإجتماعي والإقتصادي والثقافي،وتمكين الإنسان المغربي من الذات المتحررة القوية على تصنيع المؤسسات السياسية والحقوقية والإقتصادية والعلمية التي يحتاجها مجتمع الحاضر والمستقبل.فتحرير الذات هو الأساس لكل تحول حضاري حقيقي.فالأمر هنا يهم كل العاملين في الحقل السوسيوتنموي كما يهم الأحزاب التي تعتبر الإرتقاء بالإنسان والوطن هو روح إيديولوجيتها وعصب تنظيمها وأساس مناهجها وبرامجها.والتنظيمات النقابية التي ترفض الإتجار بالبشر إو إستعباده.والتنظيمات الحقوقية التي لم يتحول بعد الإنسان لديها إلى مجرد درجات سلم للتألق والنجومية.فهل ستكون نضالات المرحلة المقبلة من أحل تحرير الإنسان وتحقيق مصالحته ومحبته لذاته،والسعي في أن تكون إتجاهاته إيجابية نحو الوطن والدولة والحياة؟.



#عبد_الله_العلوي_أبو_أياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله العلوي أبو أياد - تحرير الذات أساس كل تحول حضاري حقيقي.