أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - الشعب يريد...















المزيد.....

الشعب يريد...


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 09:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


اللهم قد بلغت
بعد فضيحة الإقصاء المبكر المخزي من نهائيات كأس إفريقيا، أضحى من اللازم الكشف عن الأموال التي صُرفت في هذا الصدد.

إن الشعب المغربي يريد اليوم الكشف عن ميزانية الجامعة ووجوه صرفها بكل شفافية، كذا رفع الحجاب عن راتب مدرب المنتخب الوطني وكم يكلف بالضبط الشعب بما يلهفه من أموال؟
فهل ستحضر فعلاً الشجاعة للكشف عن تلك المبالغ؟ وبعد هذا الكشف –إذ تم فعلاً- فهل سيتم التدقيق قصد تقييم جدية ومعقولية وجدوى كل تلك المصاريف؟ وهل ستحضر الجرأة للمساءلة والمحاسبة؟
لكن هذا ما يريده الشعب اليوم؟

راتب من أسرار الدولة:

هل يعقل أن يعرف الشعب راتب الملك، ولا يقوى على معرفة راتب مدرب المنتخب الوطني؟ وقبل هذا، هل يعقل أن يصرح وزير الشباب والرياضة أنه لا يستطيع الإعلان عن راتب هذا المدرب، علماً أنه مُغترف من مال الشعب. وهذا رغم أن ذات الوزير لطالما أكد على حق الشعب في معرفة هذا الراتب،لأنه بكل بساطة، معلومة عادية، ومن حق أي مواطن الوصول إليها سيما وأنها تهمه لأن المال الذي تتصرف فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو مال الشعب وبالتالي من حقه وجوه صرفه ومدى جدوى وفعالية ما صُرف. لكن الوزير رفض المطالبة بالكشف عن راتب المدرب الوطني في إحدى تصريحاته.

كما أن الوزير السابق، لما تهرب عن الإفصاح عن قيمة هذا الراتب بدعوى أن قوانين الفيفا تمنع التدخل في عمل الاتحادات الكروية الوطنية، علما أنه لا وجود لأي بند في قوانين الفيفا يمنع الكشف عن راتب المدرب سواء كان أجنبياً أو من البلد.

لقد صرح المدرب الوطني بعظمة لسانه أنه يتقاضى كراتب شهري 300 ألف دولار أي مابين 280 و 300 مليون سنتيم حسب سعر الصرف. هذا دون احتساب السكن وما يرافقه من امتيازات راقية أخرى، علماً أن أغلب هذه الأموال لا تُصرف و لا تروج بالمغرب، وإنما يتم تحويلها إلى الخارج، ولا يستفيد منها الاقتصاد المغربي ولو بمقدار سنتيماً.

ومن المعلوم، أنه كان من المفروض على الجامعة أداء المبلغ المرتبط بحساب الشرط الجزائي لفريق الهلال السعودي مقابل فسخ العقد، كأن عالم التدريب لم ينجب إلا هذا المدرب، أو أن جامعتنا "لا تطمع إلا في المتزوجة" كما يقول المثل الشعبي. هذا في وقت أن بلادنا تتوفر على مؤهلات كان من الممكن الاعتماد عليها.

وللذكرى، فقد سبق لحزب العدالة والتنمية أن وجه سؤالاً عاجلاً –من موقع المعارضة- للحكومة بخصوص الراتب الضخم، كما اعتبر أنه كان من الأجدر بالحكومة استغلال تلك الأموال الطائل في الاهتمام بالبنية التحتية الرياضية والعناية بصناعة الأبطال. والحالة هاته، ما قول الحكومة الحالية، التي أبان رئيسها وأغلب وزرائها عن اهتمامهم المحمود بالتقشف وترشيد النفقات؟ وهل ستترك كل هذه الملايير تذهب سدى، في وقت تكابد البلاد من أكثر معضلة عويصة؟

كم كلفتنا فضيحة "كأس إفريقيا"؟

لقد كلفتنا فضيحة المشاركة في كأس إفريقيا ما يناهز 40 مليار إذ نحن احتسبنا راتب المدرب الأجنبي و منحه و امتيازاته والطاقم المساعد والمرافق وأعضاء الجامعة المرافقين ومعسكر التربص والنقل والإقامة.
إنها فضيحة غالية الثمن حقاً. في حين بمبلغ أقل من هذا أكثر من 100 مرة حقق السودان نتائج مهمة وبعزّة نفس. وبمبلغ أقل من هذا بكثير تمكّن المنتخب التونسي من التألق، وما هذان إلا مثالين وغيرهما كثير في دورة "الكان" 2012.
ألم يحن الوقت لكي نأخذ العبرة من جيراننا، الذين أغنى منّا لكنهم يعولون على الذات إن على صعيد التدريب أو اللاعبين؟ وإن فعلنا ذلك فإننا سنربح ملايير يمكن توظيفها لتخفيف المعاناة على الكثير من المغاربة، باعتبار أن تحقيق نتائج على صعيد كرة القدم خارجياً ليست حالياً من الحاجيات الأولوية حتى تخصص لها الملايير تقتطع من مال الشعب.

"آش خصك ياعريان... بيكيني مطروز آمولاي"!

هناك جملة من الأولويات تفوق بكثير كرة القدم، وبالتالي يصبح من الجرائم الاجتماعية والاقتصادية تبذير الملايير من أموال الشعب لتحقيق ألقاب قارية أو مشاركات دولية.

وهذا يذكرني بنظرية "ابراهام ماسلو" بخصوص هرم الحاجيات وإلحاحيتها والتي أجملها حسب الأهمية إلى فيزيولوجية وحاجات الأمن والحاجيات الاجتماعية وحاجات التقدير والحاجات إلى تأكيد الذات. وهذا سلم الحاجيات التي تحرك السلوك الإنساني وتشكله، إذ لا يمكن التفكير في إشباع حاجيات التقدير أو تأكيد الذات (وضمنها تدخل تحقيق نتائج في كرة القدم خارجياً)، دون إشباع ما تحتها في الهرم. فهل نحن أشبعنا الحاجيات بخصوص أمن الغذاء وأمن السكن ومختلف الحاجيات الاجتماعية حتى نسمح بتبذير الملايير المقتطعة من مال الشعب دون موافقته أو استشارته، سعياً وراء تحقيق نتائج كروية قد تأتي وقد لا تأتي.
والحالة هاته، ألا ينطبق علينا مثل "آش خصك يالعريان"

إن بلدنا ليس غنياً بالقدر الذي يمكنه من جعل حاجيات التقدير وتحقيق الذات عالمياً في الأولويات. فمازالت تنقصه الكثير من الضروريات المرتبطة بالحد الأدنى للعيش الكريم بالنسبة لملايين المغاربة، فكيف يُعقل السماح بأداء راتب لمدرب أجنبي يفوق ما تتقاضاه الحكومة؟ إنها جريمة في حق المغاربة وكذا الأجيال القادمة.
إن الشعب يريد توقيف المضي في اعتراف هذه الجريمة خصوصاً وأن الوضع الاقتصادي ليس على ما يرام، وتواجهنا معضلات جمّة التي وجب أن تكون أولوية الأولويات، وكرة القدم –التي تُصرف عليها الملايير المقتطعة من أموال الشعب- ليست من الأولويات، أراد من أراد وكره من كره.

وفي هذا المجال، إن واقعنا الحالي أضحى يفرض علينا الاعتماد على الذات وعلى مواردنا البشرية الوطنية، وكذا ترشيد نفقات فريق كرة القدم، ولن تهمنا النتائج المحققة، فإن حققناها ستكون الفرحة الكبرى، وإن لم نحققها لن نصاب بصدمتين، صدمة الخسارة وصدمة اكتشاف الشعب لتبذير أمواله هباء منثوراً.
وخلاصة القول، إن إعادة النظر في الأموال المبذرة على كرة القدم أضحت إلزامية بحكم واقع الحال، علماً أن صندوق الضمان الاجتماعي على جرف كارثة وكذا صندوق المقاصة، ويكاد جيل من الشباب تذهب حياتهم سدى جراء البطالة. كما أن النتائج على الصعيد الاقتصادي مازالت تثير قلق الكثيرين. وإن الفاعلين في قطاع السياحة لا يخفون قلقهم الشديد لأنهم أضحوا على شبه يقين أن سنة 2012 ستكون أسوأ من سنة 2011. كما أن الاستثمارات المباشرة الأجنبية بالمغرب تراجعت بأكثر من 35% سنة 2011.. وما هذه إلا مؤشرات ليس إلا. وبالتالي من ظلم الشعب المغربي، والحالة هاته، أن نسمح باستمرار تبذير أموال الشعب على كرة القدم.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهدلة حقوق الإنسان خلال يناير 2012 بالمغرب
- برنامج الحكومة بين الجدة ونسخ ما سلف: مازالت حليمة على عادات ...
- من صلب الديمقراطية
- نحن في وضع لا نحسد عليه
- نحصد ما زرعنا معضلتنا المستدامة افتقارنا للرؤية
- على هامش منع مجلة -لكسبريس- و-لونوفيل أوبسيرفاتور- الفرنسيتي ...
- هل سيبقى -المصباح- مضيئاً أم سرعان ما ستنطفئ فتيلته؟!
- لماذا أنار -المصباح- القنيطرة لما انكسر -الميزان- ودبلت -الو ...
- هل ستكون انتخابات 25 نونبر حاسمة فعلا؟ أم أن الجبل تمخض لينج ...
- -الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في ا ...
- الخطة المغربية لتغيير ملامح الشمال في أفق 2025
- تغيير النظام الجزائري أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقل ...
- محمد بلحسن الوزاني مواقف شجاعة و تهميش سياسي
- -الجزائريون يتحملون النظام على مضض في انتظار يوم الفرج-
- لا مناص من محاكمة مافيا جنرالات الجزائر
- متى تستفيق أحزابنا من سباتها العميق؟
- المغرب يتوفر على قضية عادلة ولكنه لا يتوفر على محامي بارع
- الفكر الظلامي الرسمي بالمغرب
- لجولة 7 للمفاوضات غير الرسمية انكشاف دور الجزائر في النزاع و ...
- ليس هناك أحزابا سياسية بالصحراء المغربية بقدر ما هناك تحزبات ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - الشعب يريد...