أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير ناظر حميد - المصالحة الوطنية بين رفاق الأمس واليوم














المزيد.....

المصالحة الوطنية بين رفاق الأمس واليوم


بشير ناظر حميد

الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيراً ما يتساءل عامة الشعب، مع من تتم المصالحة؟ وهل نحن بحق بحاجة إلى المصالحة؟ والكثير يتوقع إن المصالحة يجب إن تتم بين بعض الجماعات المسلحة وبعض رجال الحكومة السابقين، وهذا ممكن في وضع سياسي طبيعي ومستقر وشفاف. ومع كل ما تم صرفه من مبالغ مالية على مؤتمرات رعتها الحكومة ومن ميزانية تم تخصيصها لمشروع المصالحة الوطنية، إلا إن المصالحة الوطنية في المجتمع العراقي قد تأخرت أكثر مما ينبغي وطال الخصام بين الفرقاء، ولو عاد الفرقاء قراءة ثقافتنا العربية وتراثنا القديم وبعض تعاليم الدين الإسلامي الحنيف لوجدوا إن أهم مكون لثقافتنا المعاصرة هو لا يجوز للأخ مخاصمة أخيه أكثر من ثلاث أيام، ونحن نخاصم بعضنا البعض من سنين لا بل من عقود. فبعد احتلال العراق أو تحرير العراق سميه كما يحلو لك، أو كما تؤمن أنت به من مبادئ، فلا تضر التسمية، فما وقع قد وقع والضرر أو النفع قد أصاب الجميع ولو بدرجات مختلفة. لقد استطاعت الأحزاب والحركات السياسية تجميع نفسها وتشكيلها على أسس طائفية مذهبية، مع إن الهدف واحد والعدو مشترك والوطن محتل، ولم يكن هناك فرق بين جميع هذه الأحزاب والحركات إلا فيما يتعلق بخلفياتها المرجعية، هذه دينية وتلك ليبرالية وأخرى ماركسية شيوعية، وهذا بحد ذاته أمر صحي وطبيعي ولا يضر طالما تتوحد هذه القوى جميعها في حال الخطر الخارجي والداخلي الذي يمس امن وسيادة الشعب والدولة، واعتقد انه هو هذا حال الشعوب والأوطان فالخطر الخارجي يوحد الداخل والصراع الداخلي يوحد الأعداء في الخارج. ومع كل الذي جرى من عام 2003 إلى هذه اللحظة وما تم من استبعاد واجتثاث وإقصاء وتهميش على أسس غير منطقية في أحيان كثيرة، وفي ظل وجود بناء فوقي غير كفوء ولا مؤهل لإدارة الدولة تم تنصيبه لا لكفاءته ولا حتى لنزاهته ولا لخبرته وإنما بحكم انتماءه المذهبي وتقربه من هذا الكيان أو تلك الكتلة. يحتاج اليوم القادة العراقيون إلى وقفه مع النفس، كما يقومون بوقفة مع الأخر، وترتيب البيت العراقي من الداخل قبل الاستناد إلى الخارج، فالخارج وان كان ومهما كان فمصالحة فوق مصالح الجميع ولا يهمه هذا العراقي أو ذاك، ابيض كان أو اسود، المهم إن يكونوا أداة لتنفيذ برامجهم بما يخدم مصالحهم في هذا البلد. نحن بحاجة إلى تجميع كل القوى في الداخل وحشد الطاقات وتوحيد الإمكانيات، وكذلك إلى مصالحة ومصارحة مع النفس ومع الشريك الأخر قبل مصالحة ومغازلة مشاعر هذه الدولة أو تلك، فلا يمكن للعراق إن ينهض إلا بسواعد العراقيين أنفسهم. اليوم وفي ظل الأزمات السياسية التي تعصف بالبلاد تحتاج القوى السياسية العراقية إلى مصالحة وطنية تاريخية عامة بين كل الائتلافات والمكونات والأحزاب القديمة والجديدة وكذلك مصالحة بين فرقاء النضال. فهذه الأزمات السياسية المتتالية التي تعصف بالبلاد أشبه بالمعارك التي تؤدي بالجميع إلى طريق لا يحمد عقباه، فالكل خاسر في هذا الأزمات، أو كما يسميها البعض بالمعارك السياسية. هذا مهامتا غاندي يرفض الجلوس على المقعد المخصص لطائفته في إحدى المؤتمرات في بريطانيا لا لشيء إلا لكونه هندياً فقط وانه يمثل الشعب الهندي اجمع، وكذلك عبارة نيلسون مانديلا الشهيرة التي قال فيها "نتصالح لكن لا ننسى"، اخذين بنظر الاعتبار المثل العربي الذي يقول "عفا الله عما سلف" بالرغم مما نال شعبنا من عمليات قتل واستبعاد واجتثاث وإقصاء وتهميش، حتى للكفاءات وأصحاب العقول كان لهم النصيب الأكبر من هذه العمليات، فلماذا لا يكون هذا شعار القادة العراقيين في المرحلة القادمة؟ وان يكابروا على نقاط الخلاف والاختلاف لمصلحة الشعب وان يأخذ العراق دورة الطبيعي لما يحتله من رأس مال بشري واقتصادي واجتماعي وثقافي. صحيح إن ما سمعناه عن نائب رئيس الجمهورية وقبله كذلك العشرات من الاتهامات لقادة ومسئولين وجرائم واختطاف جماعي والاتهام بسرقة مصرف من قبل حماية نائب رئيس جمهورية سابق، يعتبر جريمة لا تغتفر أخلاقيا وسياسيا وقانونيا ووطنيا، وكذلك صحيح إن مدبري هذه العمليات التي سمعنا عنها لا بد إن يكونوا تحت طائلة القانون ويجب إن يحاسبوا وينزل بهم اشد العقاب، عقاب المجرمين، ولكن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وبعيداً عن التسييس وعن فتح كم هائل من الملفات، وقضايا انتهت من غير تحقيق ولا وجود لجاني، ولمجاميع بعضها مشترك علانية والأخر من تحت الستار في قتل أبناء الشعب العراقي وطوي صفحة السنوات العجاف التي حلت بالبلاد، وفي ظل هذه الأزمات والتناقضات والاختلافات وانتشار الفساد، وفي ظل احتواء العراق اكبر سفارة أمريكية في العالم، ودول جوار طامعة بثرواته وبكرم أبناءه، فأن الخطر أعظم والمسامحة من شيم العرب وقيمهم الأصيلة، والدخول في أزمات ومعارك فرعية بين الفرقاء هي تشتيت للجهود في وقت يحتاج فيه العراقيين إلى تجميعها، وبعثرة للانتباه عن الفساد وإهدار المال العام ونقص الخدمات وتضخم ثروات الكثيرين وفي جميع القطاعات، وإضعاف للجبهة الداخلية وتقوية للجبهة الخارجية. مع الأخذ في الحسبان إن التغاضي وتناسي الماضي بما حمل من اجل الحفاظ على حاضر هذا الشعب يعتبر قرار الشجعان. أخيراً إن ترتيب البيت العراقي من الداخل يبدأ بالمصالحة الوطنية الحقيقية، مع التأكيد إن هذا الوقت ليس هو لبيان العيوب والاتهامات المتبادلة ولا هو نقد للممارسة أو الصراع على السلطة، ليس المهم من سيحكم، فما عاناه إفراد هذا المجتمع من حرمان وفقر واضطهاد وفي ظل وجود كل هذه الإمكانيات المادية والبشرية، لا بد إن يكون له حداً قاطع. إن المصالحة الوطنية بين فرقاء النضال، أو بين من حكم بالأمس واليوم ضرورة قصوى ومطلب أراه وطني لإعادة ترتيب البيت العراقي من الداخل. فهل من مجيب؟.



#بشير_ناظر_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والسياسة محاولة للفهم
- التحليل السوسيولوجي لثورات الربيع العربي
- مظاهر الاستبعاد الاجتماعي


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير ناظر حميد - المصالحة الوطنية بين رفاق الأمس واليوم