أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سربست مصطفى رشيد اميدي - الفيتو الروسي الصيني المزدوج وايران














المزيد.....

الفيتو الروسي الصيني المزدوج وايران


سربست مصطفى رشيد اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 11:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ اندلاع الاحتجاجات والمظاهرات السلمية للشعب السوري بوجه ظلم وقمع العائلة الأسدية التي تزكم أنفاس السوريين منذ عشرات السنين . فان الأجهزة القمعية للنظام البعثي الأسدي لا تتوانى عن اقتراف الجرائم بحق أبناء شعبه ، والتي ستبقى علامة خزي وعار في تاريخ هذا النظام. وذلك ظنا منه أنه سوف يستطيع إسكات أصوات السوريين المنادين بالحرية والانعتاق وإسقاط هذا النظام الفاشي .
لكن على الرغم من كل هذه الجرائم التي وصلت في ليلة واحدة 3-4/2/2012 وفي مدينة حمص لوحدها إلى 337 شهيد وأكثر من ألف جريح ، ومع ذلك فان الاحتجاجات مستمرة . ومثل النظام السوري كمثل الشخص الذي يحاول إعادة مياه النهر قهقريا إلى نبعه ، ولكن هيهات فان نضال الشعوب لابد أن ينتصر مهما حاولت النظم الدكتاتورية من قهرها بالحديد والنار .
رغم كل هذه الجرائم الشنيعة للنظام فقد فشل مجلس الأمن الدولي بجلسته المنعقدة مساء يوم 4/2/2012 من إصدار قرار إدانة للنظام السوري، وتوفير الدعم لخطة الجامعة العربية لوقف العنف وضمان الانتقال السلمي للسلطة فيها. فشل مجلس الأمن بسبب استخدام مندوبي روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) منعا لإصدار هكذا قرار. هذا الموقف من الدولتين أثارت حفيظة وحنق جميع الدول لأعضاء في المجلس، خاصة وأنه قد تكرر لجوء كل من روسيا والصين لاستخدام حق الفيتو بالنسبة للموقف من سوريا. وكذلك لوقوف الدولتين علنا بجانب نظام الأسد الذي يستخدم هذه الوحشية في قمع المتظاهرين المسالمين . وقد وردت كلمات الإدانة والإحباط بخصوص موقف الدولتين بصورة جلية في كلمات مندوبي جميع الدول الذين وقفوا إلى جانب إصدار قرار الإدانة ، وتم إفشاله بسبب سلوك الدولتين أعلاه.
هذا الموقف الروسي الصيني يثير تساؤلات كثيرة حول الأسباب التي تقف وراء اتخاذهما لمثل هذا الموقف المشين، والإصرار على دعم نظام ظالم مستبد آيل للسقوط. لا بل التمادي في ذلك وتقديم المعونات الاقتصادية والأسلحة علنا للنظام خاصة من قبل روسيا. والتي كانت سابقا تتردد لسنين قبل أن توافق على تزويد النظام السوري بصفقة أسلحة متطورة ، خوفا من رد الفعل الجانب الإسرائيلي وحفاظا على مصالحها مع أوربا والولايات المتحدة . وبعد سقوط نظام القذافي الدموي لم يبق لروسيا موطئ قدم في المنطقة سوى سوريا ، وان القاعدة البحرية العسكرية الوحيدة لها خارج أراضيها تقع في (طرطوس) على الأراضي السورية. لكن موجة الاحتجاجات ضد نظام الأسد مستمرة على الرغم من كل القمع التصاعدي للنظام ضد المحتجين بعد الموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن. هذه الاحتجاجات المستمرة تجعل أي مراقب للوضع السوري يعرف بأن النظام آيل للسقوط لا محالة إن عاجلا أم آجلا ، ولا يخفى ذلك على واضعي السياسة الروسية والصينية على الرغم من كل الجهود التي تبذل لدعم النظام من قبل دول عديدة في مقدمتها إيران والعراق وحكومة حزب الله في لبنان .
ويبدو أن إيران قد أخذت على عاتقها دعم هذا النظام بكافة السبل الاقتصادية والمالية واللوجستية والعسكرية ، وحتى مشاركة النظام السوري في قمع المحتجين ، وما إلقاء القبض على (15) إيرانيا في سوريا من قبل المنتفضين قبل أكثر من أسبوع دليل واضح على ذلك. لكن دور إيران يتعدى دعمها للنظام السوري، بل أن تأثير الدور الإيراني واضح في الموقفين العراقي واللبناني، حيث أن نظام الملالي في طهران يقف وراء موقف الدولتين تجاه الأزمة السورية ، فالدور الإيراني غير خاف على أحد في رسم سياسات الدولتين . وقد يكون لإيران الحق في ذلك من وجهة نظرها حيث انه بسقوط النظام السوري ستكشف أسرار وأوراق خفية للدور الإيراني في المنطقة سواء كان في لبنان أو في فلسطين أو في العراق أو اليمن أو في دول الخليج ، ودورها في دعم التنظيمات الإرهابية التكفيرية ( السنية والشيعية ) وإيوائهم سواء في سوريا أو على أراضيها , وحتى من المحتمل أن تكشف بعض خيوط شبكاتها الإرهابية في أوربا وأمريكا اللاتينية .
أما روسيا والصين فان لهما مصالح كبيرة مع إيران بالإضافة لمصالحها من النظام السوري، حيث أن العلاقات الاقتصادية للدولتين مع إيران متعددة وفي مقدمتها بناء المفاعلات النووية والتجارة البينية، هذه العلاقات تدر على الجانبين أرباح اقتصادية ضخمة. بالإضافة إلى استفادة روسيا والصين في استخدام الورقة الإيرانية وموقفها المناهض للغرب في صراع الدولتين الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية. وبناء على ذلك فنحن نعتقد إن إصرار الدولتين وخاصة روسيا في الوقوف إلى جانب نظام الأسد المتهالك ليس مرده اعتقادهما أن دعمهما له سيؤدي للحيلولة دون سقوط النظام، بل رغبة منهما في دعم الموقف الإيراني مع الغرب وخاصة تجاه الولايات المتحدة. وان دعم المحور المكون من إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان ، خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق ، سيكون مفيدا للدولتين وخاصة روسيا في صراعها مع الولايات المتحدة . وأعتقد أن الفيتو الصيني الروسي لم يكن من أجل عيون بشار الأسد ولا نظامه المتهالك، بل من أجل ضمان مصالحها في المنطقة وفي مقدمتها مصالحها الضخمة مع إيران.
أعتقد أنه لزام علينا أن نبحث لدى حدوث كل أزمة في الشرق الأوسط عن الدور الإيراني الخفي أو المعلن فيها ، حيث أن هذا الدور في ازدياد مستمر وقد يستمر إلى حين .



#سربست_مصطفى_رشيد_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول المدللة ،تركيا-اسرائيل-سوريا
- الاستقالة هل هي حرام ؟
- المرأة هنا وهنالك
- التعايش واعياد الميلاد
- خير خلف لاحسن سلف
- النخبة السياسية الحاكمة في العراق الى اين؟
- موقف الحكومة العراقية من الانتفاضة السورية والدم العراقي الم ...
- ثقافة الديموقراطية والتسامح ...أم ثقافة البلطجة
- على هامش حملة مناهضة العنف ضد المرأة
- مشروع قانون مام جلال ... الهدف والتوقيت
- الحلم
- قصر موسى في لبنان
- مشروع قانون الاحزاب ...


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سربست مصطفى رشيد اميدي - الفيتو الروسي الصيني المزدوج وايران