أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان أحمد حقّي - تعضيدا لنداء الدكتور كاظم حبيب والأستاذ الدكتور إحسان فتحي ..!















المزيد.....

تعضيدا لنداء الدكتور كاظم حبيب والأستاذ الدكتور إحسان فتحي ..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 08:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أوّل مرّة شاهدت فيها مستشفى كبير جدا سعته أكثر من ألف سرير يُضاف إليها أقسام كثيرة جدا وتخصصات لا حدّ لها ولا حصر وبعد أن دُهشت وفوجئت بالمباني الضخمة جدا فكرّت بالمشاكل التي قد يُعاني منها ذلك المستشفى وأولها كيفيّة التنظيف والتعقيم وتراءت لي صورة كنت قد رأيتها في إحدى الكتب الأكاديميّة الهندسيّة عن وجود فئران ميّتة في مجاري الهواء الخفيّة وربّما قوارض وأحياء أخرى ..كيف تتم مكافحتها ؟ كل شئ كان بالنسبة لي أمرا ومهمة كبيرةومن ناحية أخرى كيف تتم إدارة مثل هذه المستشفيات وأين يتم معالجة الفضلات وأخصّ بالذكر فضلات الأنسجة البشريّة وما ينتج عن العمليات الجراحيّة وأين ستبنى المحرقة وسواه إنها مهمات ومعاضل لا حدّ لها وفورا أخذت أقارن بينها وبين المستشفيات الصّغيرة نسبيا سعة خمسين سريرا أو أقلّ ! لا شكّ أن رأيي اتّجه إلى المستشفيات الصغيرة لأن العمليات والمهام ستكون أصغر وتحت السيطرة لا بدّ أن تكون هناك حدود للمتاعب التي تجلبها المؤسسات الكبرى أو الضخمة ومنذ ذلك اليوم وأنالاأحبّ المشاريع الضخمة ولا الإنتاج الكتلي ولا الأبنية التي تقوم على مقاييس كبيرة جدا يكون حجم الإنسان بالنسبة لها شيئا تافها
لم أجد في معامل إنتاج الطاقة الكبرى رأيا سديدا ولا في اعتماد التكنولوجيا المتقدّمة جدا وسيلة لمعالجة المشاكل والأزمات لأنها تتطلب كوادر ومواد وتقنيات متواصلة عند الصيانة وإذ لا بدّ من التعامل مع التكنولوجيا لمواكبة العصر فليس من الضروري أن نشيع شيئا لم ينتشر التعامل معه بشكل كتلي وقد نخطو شيئا فشيئا من هذه الناحية ونواصل التعرّف على المشاكل التي تأتي بها تلك التكنولوجيا وأضرب لكم مثلا بسيطا لأوضّح للقارئ الكريم ما أهدف له فعندما نرغب مثلا في بناء جسر نطلب من المكاتب الإستشاريّة وضع التصاميم والمواصفات ثم نعلن المشروع عن طريق المناقصة للتنفيذ وقد يضع الإستشاري تصاميم حديثة ومتطوّرة تتطلب تكنولوجيا عالية في التصميم والتنفيذ في ذلك الوقت كما حصل في إحدى مشاريع الجسور أن تم اعتماد طريقة الدفع المتتابع وكان التصميم عبارة عن صندوق مستمرّ تم وضع أفكاره التصميميّة يطريقة نظريّة الألواح القشريّة والقشور الخرسانيّة وأصبح المشروع مغريا وجميلا ولكن لم يفكّر أحد بالصيانة في المستقبل حيث لا يوجد متخصص واحد في البلاد في نظريّة الألواح والقشور الخرسانيّة في حينها وإن توفّر فليس له خبرة عمليّة كافية تتيح له التعامل مع المشاكل الناجمة عن الإستخدام والحوادث كما يتوفّر للمكتب الإستشاري الأساسي وحدث أن تعرّض الجسر لهجوم جوّي في الحرب فقصفته الطائرات وتحطّم أحد فضاءاته تماما ووقف الجميع حيارى مدّة طويلة ..كيف سيتمّ إصلاح هذا الجسر؟ في أحوال مماثلة عندما تعرّضت جسور أخرى تم بناؤها بفضاءات مشيّدة بعوارض مسبقة الجهد والصبّ كان الأمر هينا وأبسط شانا من جسور الدفع المتتابع بكثير هذا يحدث مرارا في مختلف الأعمال والمشاريع العمرانيّة والصناعيّة والخدميّة وسواها.
وعندما عملت في إحدى الشركات في إحدى المرات وجدت أن أحد كبريات الشركات العالميّة قد عملت على تجزئة الموقع الكبير والمعقّد إلى وحدات صغيرة وجعلت من كل وحدة صغيرة مديرية مستقلّة تعمل كأنها لوحدها بوثائق ومخططات مستقلّة ليسهل تنفيذ المشروع
أمّا عند أهل تخطيط المدن والتنمية الحضريّة فتتّجه الأمور نحو توقيع عدّة مدن متوسّطة الحجم مابين ثلاثين ألف إلى مائة وعشرين ألف من السكان حيث وجدوا أن مثل تلك الأحجام من المدن توفّر لسكانها أفضل الخدمات وتجعل إدارتها يسيرة وممكنة دون الدخول في تعقيدات المدن الكبرى ويربط ما بين تلك المدن المتوسطة الحجم شبكة مواصلات سريعة وكفوءة.
كما أن المدن التي لا تشتمل على مباني ضخمة جدا تكون في مستوى أعلى من حيث الكفاءة في الإدارة والصيانة والإقتصاد في النفقات وكذلك في مرونتها في التوسّع وغير ذلك من المزايا الكثيرة وأهمها أنها توفّر مناطق خضراء وأراضي فضاء تسدّ الحاجة
ومن جوانب أخرى نجد أن الحداثة المتطرّفة لم تنتج عمارة أصيلة لأن الأصالة تتطلب ممارسة وخبرة وتجارب كثيرة لكي تطرح ثمارها فنحن إلى هذا اليوم لم نجد مادّة أكثر موائمة مع البيئة ومتطلبات المناخ والحرارة مثل مادة الطابوق كما أن إمكانيّة تصنيع أنواع وأحجام مختلفة من الطابوق بما يتيح تعامل الفرد أو الأفراد القلائل معها في صنعها أو حملها أو استخداماتها وفضائل الطابوق متعددة وليس هذا مجال مناسب للإفاضة في الموضوع
كل هذا الكلام يجعلنا ننظر إلى الإنطلاق مع الحداثة في العمارة بقوّة لم يكن أمرا حكيما وأن المحافظة على التراث المعماري سواء في التصميم أو التنفيذ أو الصيانة أمرٌ ما زال مطلوبا فالإنطلاق بالتوسّع العمودي بالبناء ليس في كل الأحوال إتجاه صحيح إذ ما زالت هناك جوانب سلبية في هذا الإتجاه سواء في حالات التعرّض للهزات الأرضيّة أو حالات الظروف الخاصّة للتربة أو الحالات التي أصبحت تُصنّف ضمن تلوّث البيئة حيث نجد أن المواقع التي كانت قد استُخدمت فيها البايلات((Piles يصبح من المتعذّر تقريبا أن نتعامل معها بعد إزالة المباني السابقة فضلا عن مشاكل لم تجد لها حلاّ بعد مثل النقل العمودي والإهتزاز الناجم عن الحركة الجانبية أو الإزاحة الجانبية بسبب الرياح والهزات الأرضيّة وفضلا عن المخاطر الكبرى في ظل الحروب وحالات اضطراب الأمن أو الحريق وإذا استثنينا الرغبة في إظهار تقاليد جديدة فإن مثل تلك التوسعات العموديّة الشديدة والمتطرّفة لم يثبت لها أهميّة أو حاجة شديدة لحد الآن
إذا لماذا نسارع لتخطّي تراثنا العريق بشكل شامل؟
بطبيعة الحال أنا لا أطالب بأن نراوح عند إنجازات أسلافنا والوقوف عندها فهذا ليس صحيح ولكن أدعو أن نخطو خطوات طبيعيّة نحو الأمام وأن ننمو مع الطبيعة ولا نركض بعمارتنا ونهرول نحو كل جديد ! نعم بإمكاننا أن نقيم بعض الصروح الحديثة هنا وهناك لكي نستطيع أن نرصد ملا ئمتها للبيئة والمناخ والوضع الإجتماعي لإنساننا
العمارة على وجه الخصوص والبناء هما الحضارة أو مظاهر وأشكال الحضارة ولا يجب أن نترك تراثنا كلّه وراء ظهورنا ونتوجّه إلى الحداثة بشكل شامل!
إننا نواجه اليوم وبعد أقل من نصف قرن توجهات لإزالة بعض مباني الحداثة وإن كانت قد تم تصميمها من قبل أساطين العمارة الحديثة والمعاصرة للأسباب أعلاه
إن عمارتنا الآن فقدت سماتها وهي كما يقولون ضيّعت المشيتين فلا هي تسير كالعصفور قفزا ولا هي تخطو خطوا كالطيور الأخرى .
وفي ظل عدم وجود ضوابط صارمة تلزم المصممين في كل منطقة أصبح الأمر كما يحلو للمهندسين حديثي الخبرة عمارة مظهريّة ولو بدأنا ندرس المباني المشيّدة منذ خمسينيات القرن الماضي وحتّى الآن لوجدنا مجالا غنيّا بالبحث فالأخطاء والنواقص والإخفاقات خصوصا في التناقض بين المظهر والتخطيط الداخلي إنما هي أخطاء كبيرة وأنتج كثير منها عللا وقبحا وتعقيدا واسع النطاق
إن كل مدينة صغيرة كانت أم كبيرة تحتاج إلى جمهرة من المهندسين من مختلف الإختصاصات لكي تترسّخ فيها معالم ومفاهيم عمرانيّة قويمة وتقاليد قانونيّة وتخطيطيّة راسخة فضلا عن التثقيف الهندسي والتشكيلي اللازم والضروري فقد تجد مهندسا طموحا يتّجه لتقليد أعمال لو كوربوزيه ظنّاً منه أنه سيرقى سلّم الخلود وهذا خطأ لا يجب أن نتيح له الفرصة لأن مثل ذلك الطموح إنما هو أعدى أعداء الأصالة.
بالرغم من أنه من المهم أن نحاول أن نضع تصاميم حديثة لبعض الصروح الرئيسة في البلاد ألاّ أن السؤال الأعظم الآن ما ذا سنفعل بالعشوائيات التي تتزايد وتفرش معظم مساحات المدن العراقيّة؟فلو كنت مدرّسا في أحد أقسام الهندسة المعماريّة أو لو تم استحداث قسم للتصميم الحضري وكنت فيه لكان أول التمارين التي أضعها أمام طلابي هو مساحة ما يقرب من 4 كم مربع من إحدى العشوائيات لأطلب منهم وضع تصميم حضري متكامل من جميع النواحي بضمنه كيفية التنفيذ مع تقرير شامل وتفصيلي
من السهل أن ننصرف عن مثل تلك المهام إلى تصميم مبنى أو أثر معماري منعزل ولكن من الصعب أن ننخرط في صلب المشاكل الحقيقيّة والتي تتطلّب حلولا ليس في الأفق ما يلوح منها
إن السلوك الإرتجالي الذي تسير عليه معظم المدن العراقيّة ولا سيما كبرياتها سيجعلنا ندفع ثمنا بالغا في حلّ معظم المشاكل التي سيطرحها مثل هذا الإرتجال وسيتحمّل الجيل القادم كل تلك الأعباء ولن يكون بالإستطاعة أن نخرّب كل يوم منطقة ونحوّلها إلى عشوائيّة ثم نتحوّل إلى أخرى وهكذا يجب أن تكون هناك ضوابط صارمة لكي لا نجد كل شئ بعد مدة قصيرة قد أصبح لا يناسب التطوّر الحضاري وقد ذكرنا في مناسبات متعدّدة أن المعماري الشهير ميس فان دير روهة قال : إجعل تصاميمك إقتصاديّة مهما كلّف ذلك أي أن التصميم الإقتصادي هو في كثيرمن الأحيان هو الذي يكلّف أكثر!
وأوّل ما نحتاج إليه أيها القارئ الكريم هو أن نجعل خرّيجينا يستخدمون معارفهم التي تعلّموها في الجامعات فور تخرّجهم وأن يكتسبوا خبرات إضافيّة ويُطوّروا معارفهم تلك لا أن نسهم في نسيانهم لها وأن يتركوها وراء ظهورهم بعد التخرّج مباشرة! لو أعطينا أحد المهندسين مشروعا لمجاري الأمطار وطلبنا منه أن يعمل التصاميم ويُشرف على التنفيذ فإننا يجب أن نحاسبه على كل صغيرة وكبيرة وردت في الخرائط التي يعدّها وعلى ضوء ما درسه في الجامعة مع كافّة الحسابات العلميّة الموثّقة تحريريا فإن وجدناه لا يستخدم المعارف والمعلومات التي تعلمها في الجامعة فإننا يجب ان نعيده إلى تلك الجامعة ونقول لهم ماذا علّمتم خرّيجكم هذا؟ففي إحدى المرّات حضرت ندوة عن نجاح أحد المهندسين في معالجة هيكل إحدى المباني بعد تضرّره في الحرب ولكن المؤسف أن المهندس لم يتطرّق لأيّة معادلات أو تحليلات إنشائيّة تفصيليّة بل قدّم لنا طريقة التنفيذ فقط وهذا عيب كبير يجب أن نتجنّبه ونتابع خطوات التحليل الهندسي الإنشائي لنتعرّف إلى طريقة المعالجة العلميّة على ضوء متطلبات نظريّة الإنشاءات.
كل هذه الخطوات يجب أن تتواصل باضطراد وسرعة لكي نستطيع أن نلحق بالأمم والشعوب دون أن نصاب بعقدة إزالة كل قديم بسبب عدم التمييز بين القديم والبالي إذ ليس كل جديد صالح وليس كل قديم بالي
أعزّائي الكرام إننا اليوم ضعنا بين الحداثة والتفريط حتّى بالمهارات الإعتياديّة المألوفة فلم نعد نجد بسهولة ذلك النجّار الماهر ولا الحدّاد الماهر ولا البنّاء ولا الكهربائي ولا عمّال التأسيسات الصحيّة ولا الصبّاغين ولا ولا ولا ولا ...ألخ اليوم يتقاضى سمكري التأسيسات الصحيّة والمجاري أجورا تفوق أجور عدد من المهندسين مجتمعين ! دون أن يتقن ما يفعل بشكل تام، ودون أن يكون قد تخرّج في مدرسة أو معهد متخصّص في الوقت الذي نجد فيه أن عامل مخبز الصمون في ألمانيا لا بدّ له أن يتخرّج في معهد متخصّص لكي يمارس مهنته ، لقد كانت أجور العمل عند بداية ممارستي للمهنة تشكّل ثلث كلفة المواد الداخلة في الفقرة الإنشائيّة واليوم انعكست الآية إذ أصبحت كلفة المواد تشكّل أقلّ من ثلث كلفة الفقرة ..اليوم أصبحنا ننفق على المواد الداخلة في بعض أعمال المجاري والأعمال الصحيّة ستّين ألف دينار وننفق عليها أجور عمل أحيانا مائتي دولار ( دولار) وأحوال البناء والعمارة لا تسرّ وعندما يبني أحدهم مبنى جديدا فإنه لا يستقرّ فيه سوى عامين أو ثلاثة لأنه يبحث كل عام عن مستوى أفضل ولا ندري لمن يترك علل المبنى القديم وكم سيكلّف الدخل القومي( الوطني)على سبيل توفير مواد وأعمال مرّة أخرى
هذا يحصل الآن ولا أحد يبالي لأن النفط موجود ولكن ماذا بعد النفط؟كيف سيكون الحال؟ ومن سيصلح كل هذه الأخطاء؟ وبكم من الدولارات؟ ومن أين سنأتي بها آنذاك؟
وبالرغم من وجود أنظمة وقوانين متخصّصة بالبناء منذ ثلاثينيات القرن الماضي فإن المؤسسات المختصّة لا تطوّرها وتحدّثها بل تواصل خرقها نهارا جهارا ولم يعد مطلوبا بموجب القانون أن يكون هناك مهندس أعدّ المشروع أو مكتب استشاري تقدّم بالخرائط والمواصفات وكل ما هناك أن المطلوب توقيع( توقيع فقط) لمهندس أو معمار ليس له خبرة كافية في عمل كبير أمثال بعض الأعمال التي يتم تقديمها.
إنه معروف لأهل التخصّص أن صيانة مبنى قديم بما يُلائم الإستخدام الجديد يُعادل كلفة مبنى جديد تقريبا ولكن انظروا إلى المبنى القديم بعد التحديث الموضوع على أسس سليمة كيف يزيد من متانة المشهد العمراني ويُحافظ على التراث ويبدو متلائما مع التقاليد خصوصا إذا تمّ بأيدي ماهرة وكفوءة وانظروا كيف يتماسك المشهد والنسيج العمراني به مع ما يُجاوره ويحتفظ الشارع والحيّ بمظهره وبالمشاعر والإنطباع الذي تعوّدنا على العيش فيه!
إننا أيها الأخوة يجب أن نتخلّص من النفايات والأقذار والمياه الآسنة وليس من كل شئ قديم وأن نميّز بين التراث الذي هو سجلّ حياتنا وتاريخنا وهويّتنا وبين ما يجب تطويره أو تحديثه أو إزالته وهذه مهمّة معماريّة من الطراز الأوّل لا يجب أن يبتّ فيها سواهم أبدا.
كما أن علينا أن نتخلّص من نزعة قلع النخيل والأشجار بسبب أو بدون سبب ويجب أن تكون هناك عقوبات رادعة لمثل هذه الأعمال التي تعدّ جريمة بحقّ البيئة
إن اليأس يكاد أن يدبّ في نفوسنا كمهندسين وكمثقفين وكمواطنين عندما لا نجد وسيلة نردع بها تخريب هويتنا العزيزة علينا وذكرياتنا وتاريخنا ويعزّ علينا عندما نجد مدن العالم تحافظ على مبانيها الأصيلة وتراثها العمراني لقرون وتنفق الغالي والرخيص في سبيل صيانة تلك المباني والأحياء لمدّة طويلة جدّا فنقف أمام مباني ما زالت مأهولة منذ أربعة قرون حتّى الآن في أواسط أوربا وفي بريطانيا ونستدلّ بها على طريقة عيش روّاد الأدب والموسيقى في قرون خلت تصل إلى أربعة أو خمسة قرون من الزمان ونحن نترك معاول الهدم والتخريب تعمل في قصور ومباني تقدمها تاريخا وأثرا وليس لنا حول ولا قوّة
ثم أن عددا من المباني المهمة تاريخيّا لا يجب أن تترك متاحف فقط بل أن يتم تأهيلها للإستخدام مثل المدرسة المستنصريّة التي تصلح تماما كمركز علمي متطوّر أو لدراسات الرياضيات أو الفلك أو العلوم الصرفة أو الأدب أو اللغات أو ما يماثل ذلك لكي يتفهّم الناس أحد أسباب صيانتها وإعادة الحياة لها
نحن أهل الحكمة نحن أهل الشرق أجدر بنا أن ننتهج الأساليب التي تنطلق من الحكمة في التصرّف لا أن نسلم قيادنا للإرتجال والفوضى وانعدام إعمال الفكر والتنظيم
ولهذا كلّه أظمّ صوتي كمهندس ومنشغل بالثقافة إلى صوت الدكتور كاظم حبيب في ندائه المنشور على صفحات الحوار المتمدن حول الإنتباه إلى الفرد العراقي ومميزاته وأصالته والعمل بما يمكن من تفاني في سبيل رفع مستواه الحضري والإنساني والبيئي وتوجيه الجيل الجديد إلى معالجة العشوائيات والمناطق المتخلّفة حضريا وأكرر دعوتي المنشورة على صفحات نفس الموقع قبل أيام حول فتح كليات متخصّصة بالتصميم الحضري وتعزيز كادر المدن بخريجيها مع إصلاح الوضع الإداري للبلديات وإدارات المدن وإخراجها من واقعها الذي يسمونه( حايط نصيّص) أي الجدار الواطئ!
وللحديث صلة والسلام عليكم.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زائرٌ من المستقبل..!
- التصميم الحضري..تخصّصٌ مفقود ٌ تقريبا!
- إلى أنظار السادة المسؤولين عن موقع الحوار المتمدن الأفاضل!
- مهدي محمد علي.. شاعرٌ وليس كاتبُ جنّة البستان فقط !
- من هو الشاعر ؟
- مثقفون و مثقفون..!
- رسائل ..
- المنطق الجدلي والنظريّة الفلسفيّة..!
- تعقيبا على مقال لا أغلبيّة في العراق!
- حول بابل ومسار التاريخ ومقال الأستاذ وليد مهدي !
- النمو الحضري بين النظريات والدوافع..!
- عودة إلى الهزّات الأرضيّة !
- لمحات وتأملات مع مقال الأستاذ وليد مهدي في البحث عن ملكوت ال ...
- مهدي محمد علي..توأم روحي!
- هل تلعب الجامعة العربية دورا جديدا .. !؟
- تحكيم المباني ضد الزلازل من الجوانب التصميميّة !
- من سمات القيادة المقتدرة!
- تأملات تقدّميّة في ثورات الربيع العربي
- العيافة والقيافة والفراسة والطيرة...وغيرها من طبائع العرب
- أضواء على زوايا من علم الفلسفة الأساسي ( المنطق)!


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان أحمد حقّي - تعضيدا لنداء الدكتور كاظم حبيب والأستاذ الدكتور إحسان فتحي ..!