أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - هل أصبح للحب زمن؟














المزيد.....

هل أصبح للحب زمن؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3631 - 2012 / 2 / 7 - 22:46
المحور: كتابات ساخرة
    


هل أصبح للحب زمن؟ وهل يتعفن الحب كما تتعفن المادة داخل العلبة؟ وهل للحب صلاحية تبدأ بوقت معين وتنتهي في وقت محدد؟ وسرعان ما تفسد وتتعفن بعد انتهاء الصلاحية ويكون مآلها القمامة ولا يلتفت لها حينئذ أحد؟ وهل نحب لفترة معينة ثم سرعان ما ننساه لنتذكره يوم 14 فبراير من كل عام؟ ما هذا الهراء؟
أن نحبَّ يعني أن تكون جوارحنا منقادة لهذا الحب المقدس مهما كان نوعه ومهما كان طرفه الآخر، وقد صدّق البلهاء من العرب والمسلمين بالاحتفال بيوم الحب وأصبحوا يحتفلون في اليوم الذي حدده غيرهم ليبقوا في الحقيقة يتذكرون من صنع هذا اليوم وقرره ليكون عيدا للحب وليفسد عليهم ما قرره الإسلام من تواصل اجتماعي
ولماذا يقتصر الحب على نوع واحد كما يريدونه ويروجون له رغم أنه متنوع بين أن تكون صاحبا وزوجا وابنا وأبا وحفيدا وجدا أو صاحبة وزوجة وابنة وحفيدة وجدة؟ وهل يكون بين العباد فحسب أم أنه يتعدى ذلك ليشمل كل مكونات الحياة؟ بل ليشمل الخالق عز وجل؟
كل تلك الأسئلة تتردد عليك وأنت تحتفل يوم 14 فبراير من كل عام بما يسمى عيد الحب فيجند الكل أنفسهم ليلبسوا أحسن اللباس أمام محبوبيهم ويتطيبون بأجود أنواع الطيب وينتقون من الكلمات أحلاها حتى لا تجرح المحبوب، ويحاول أن يغير من طريقة كلامه وتعامله في ذلك اليوم حتى ينتهي بسلام وبعدها ترجع الحال إلى ما كانت عليه أو أسوأ من ذلك بكثير فهل عرفت الحل؟ أم أنك ما زلت تعيش دوامة الحب الموهوم واليوم الموعود وشاهد ومشهود ومحبوب ومذموم، فكّر مليا ولا تتسرع في الجواب، ربما عقلك يهديك إلى الصواب الذي أتت به السنة والكتاب، في رق منشور، وكتاب مسطور، يسعد به كل من آمن بربه الصبور، ويشقى به كل من عصى ربه الحليم الشكور.
الحل هو أن تعيش الحب كل يوم، بل كل دقيقة وثانية لأنك مع الله ومع رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ومع والديك وشريكك في الحياة ومع أبنائك وإخوانك وعشيرتك الأقربين، تعيشه مع الناس غنيّهم وفقيرهم، إن أغضبك أحدهم سرّك آخر، وإن ابتعد القريب اقترب البعيد وإن جاءك العسر فاعلم أن اليسر بعده آتٍ، فأنت في سعادة وحب دائم لا ينقطع إلا بالموت وأحيانا يظل في قلب الحبيب حتى بعد مماته كل ذلك جاء به الإسلام الدين الحنيف، الدين الذي يعرف الخير للبشرية، وأفضل آية في حب المولى عز وجل ورسوله الكريم جاءت في قوله تعالى:" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" وأفضل آية جاءت في حب الوالدين:" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" وأفضل آية جاءت في حب الأزواج :" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" وأفضل آية في الأولاد :" المال والبنون زينة الحياة الدنيا" وأفضل آية في حب إخوانك :" إنما المؤمنون إخوة". ومع ذلك فهو يحذرنا من الوقوع في براثن المعاصي كما في قوله تعالى:"ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا" كما يدعونا إلى الحذر:" يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم".
فالحب له معان سامية باقية ما بقيت الحياة الدنيا ولا يقتصر على نوع معين سرعان ما يفتر ويزول ويذبل لأنه بني على جرف هار فانهار بصاحبه وأوقعه في بئر لا قاع لها، يتوهم ويخيل إليه وربما يستمتع لفترة أو ليوم ثم تتلبسه الكآبة والقلق والملل لأنه لا يعيش الحب بأنواعه وعلى حقيقته الناصعة وآثاره العميقة والطويلة المدى.
أما إذا سألتني عن الرومانسية فأجيبك بأنها مطلوبة ومحبوبة ومرغوبة ومندوبة وأحيانا واجبة لاسترجاع الدفء المفقود في العلاقة بين المتحابين، والإسلام يرغّب كل ما من شأنه إحياء نور الحب وينهى عن كل ما من شأنه تعكير صفو العلاقة.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ننظر إلى المرأة
- لبيك يا حسين
- واهتز عرش إسرائيل
- لا إعلام محايد
- لماذا سوريا الآن
- احذروا السلفية
- الحداثة زندقة فكرية


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - هل أصبح للحب زمن؟