برلمان من الغرباء و البدو يحكم أبناء الفراعنة

موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3631 - 2012 / 2 / 7 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

■«« مذبحة بورسعيد ومن يقف وراءها
ذكرت في المقالة السابقة و التي أتت متزامنة مع تلك الأحداث الإجرامية الدامية و اعتبرت فيها بعد التحليل المبدئي لها أن الجهة المستفيدة و الوحيد ة من وراء تلك الأحداث هم الأخوان المسلمين و أزعم أن هذا العملية برمتها قد تم تنفيذها من جهة مخابرات محلية و لصالح الأخوان حتى يتم القفز على المرحلة القادمة و المخطط لها بدون اعتراضات على مستوى الشعب و معلوم أن المخابرات العسكرية أصبحت تنافس مباحث أمن الدولة و المباحث العامة و حتى المخابرات العامة فقد انتقلت أنشطتها إلى الداخل عنه إلى الخارج و يلاحظ هذا في حركات التنقلات المستمرة على مستوى موظفي السفارات و القنصليات بالخارج

يعتمد الجيش في أدارته لهذه المرحلة على كون الشعب في مجمله سريع النسيان و غير لماح و لا يستخدم أسلوب التحليل و المنطق عند مواجهة مثل تلك الأحداث و بالتالي تكون ردود أفعاله انفعالية عاطفية و غير مدروسة و هي تكون معروفة مسابقا لدى مخططي تلك الأحداث ز لصانعي القرار عموما

الأخوان متواجدين في مواقع كثيرة داخل الجامعات و الأزهر و القضاء و الجيش و الشرطة و هناك الكثيرين من المتعاطفين معهم في تلك الأجهزة وهم جميعا يمثلون الخلايا السرطانية في جسد تلك الأجهزة و يتبادلون الأدوار فيما بينهم و يتبعون أساليب المناورة لقفز على الأحداث و أنا أرى أنه من المستحيل حدوث تلك و غيرها بدون علم مسبق من الأخوان ..... سوف يتم الحديث عن الفلول تارة والشرطة تارة أخرى و سوف تنتهي القضية برمتها بدون أي تحقيق نزيه حقيقي

ماذا يريد الجيش و الأخوان من وراء تلك العملية .... هل هي عملية الإسراع في تسليم السلطة إلي الأخوان بتشكيل حكومة جديدة من طرفهم أم هي رئاسة الدولة أم هو الدستور الجديد حتى يتسنى الخروج الأمن و المحترم بدون أدنى خسائر من قبل الجيش من الساحة بعدما قام بتخريبها عن "عمد" لكي يضمن مستقبلا التجاء الشعب إليه

منذ عام تقريبا و الجيش و الأخوان يقومان معا بتلك الأحداث الدامية و هي جميعها مخططة و موجهة و ليست عشوائية كما يحلو لبعض الاعتقاد و هي في الغالب لتغطية على أحداث قد سبقت أو على مخططات يراد تحقيقها و يجب أن لا ننسى عندما قام الأخوان "بتظاهريتين" بالاتفاق مع الجيش لأغراض سياسية لتغطية على مطالب أرادها الشعب و لا يريدها كلا من العسكر و الإخوان معا و تم تجازوها و عموما أنا لا أستبعد وجود عسكريين بلباس مدني في تظاهراتهم

تتسم العلاقة دائما بين الجيش و الشرطة بأنها غير حميمة و كلا منهما يريد الاستقلال عن الأخر ذاتيا و أقل مل قد توصف به تلك العلاقة بأنها تتشابه مع مثيلتها بين فريقي الأهلي و الزمالك و أعتقد انه قد أصبح واضح للعيان و مما لا يدع أي مجال لشك ، عملية انقضاض الأخوان و الجيش على جهاز الداخلية لسيطرة عليه

السبب الحقيقي لعزل الفريق "أحمد شفيق" كرئيس لوزراء و معه وزير الداخلية التالي على اللواء "حبيب العدلى" ، هو حديثهما عن عمليات الانقضاض على الأقسام و السجون بأسلوب منظم و كيف تم اختراق و تدمير أبواب سجن "وادي النطرون" الذي يحتاج إلى "أسلحة ثقيلة " غير تقليدية لتنفيذه ومعرفة هذا السر سوف يكشف العلاقة الحمية بين الجيش و الأخوان و بدون بالطبع

الزج بأسماء الفلول في تلك العملية "غير منطقي" ، فهم جميعا من التجار و لن يتعودا على استخدام تلك المذابح من أجل الحصول على فائدة و ربح منظورة على المدى القصير أو حتى البعيد و لكنه "الشو الإعلامي" و الذي يقوم القضاء الغير محترم بأعداد السيناريو له

■«« قضاء مصر الغير محترم و تدمير الثقافة
يجب العودة بالذاكرة قليلة إلى الوراء حينما أراد الأخوان القيام بأعداد الساحة و تفريغها من المنافسين لهم من أعضاء "الحزب الوطني" قبل الانتخابات ، تم إطلاق أسم الفلول عليهم في "قطر" و قاموا بشن حملة بهذا المطلب أثناء التظاهرات حتى يظهر القضاء لشعب على كونه "المتطوع" و ليس المتواطئ معهم و الذي أراد أن يستجيب لنبض الشارع و الجماهير فقام بإصدار الأحكام ضد المحليات و أعضاء الحزب الوطني المعرفة

هذا القضاء الحقير الذي يعمل "حسب الطلب" منذ ثلاثين عام على الأقل ، هو نفسه الذي يصدر الأحكام بحجة ازدراء الأديان حتى يخيف الشعب و يكون لهم مثل "السيف" المسلط على كل معارضي الأخوان و السلفيين و سوف يكونون "هذا السيف: الذي سوف سيستخدمه الأخوان و السلفيين بتلجيم الشعب

المحامى السلفي أو الإخواني الذي يرفع قضية نيابة عن الشعب على سبيل "الحسبة" عن نفسه أو عن الآخرين و يقوم النائب العام أو المحامى العام بتمرير تلك القضية إلى المحكمة و يتشارك في الاتهام و هؤلاء القضاء المنتظرون لتلك القضايا ليتدخلون في حكم البلاد سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا و دينا .... يجب عدم السكوت علي هذه المهازل و أقل ما يجبب فعله هو شنقهم جميعا في ميدان التحرير و هم الذين يقومون بدور "الفرملة" لأي تقدم حضاري لمجتمع و يقومون على تخريب كل مناحي الحياة في مصر منذ الثمانينات

كان مبارك يحيل جميع القضايا التي يتهم فيها الأخوان و الإرهابيين و السلفيين إلي القضاء العسكري لعلمه مسبقا بأن القضاء العادي ليس كما يروج له في الأعلام "مستقل" و "عادل" و لكنه على العكس تماما و هو "الأحقر" على الإطلاق و غالبيتهم من "أصول غير مصرية" وهذا ليس ثقة في نزاهة المحاكم العسكرية و لكن كان مبارك يتحكم بهم أكثر

أنا لا المح لأي تحريض على القضاء فقط .... لكنى أقصد و أوجهه و أريد .... ليس بحرق المحاكم و لكن باحتلالها مع نواديهم كما ذكرت من قبل و بصورة دائمة و بما فيهم دارهم "دار القضاء الواطى" ، لا يختلف المحامين كثيرا في مصر عن القضاء و يجب كنسهم بنقابتهم في كل مكان ..... أتساءل لماذا لم يتم توجيه أي تهمة حتى الآن إلى اللواء عمر سليمان المدير السابق لمخابرات و الأستاذ أحمد أبو الغيط وزير الخارجية السابق بالإضافة إلى السيدة سوزان مبارك و ألم يفسدوا الحياة السياسية في مصر؟

يجب ألا يتوقع الشعب المصري بتدفق و هطول المعونات و الهبات عليه مستقبلا مثلما حدث هذا و يحدث مع "أبناء القراصنة" في قطاع غزة ، فهم أبناء قبائل الهكسوس المشهورة التي قد غزت مصر من قبل و قام بطردهم وتشريدهم على كل الشرق الملك المصري العظيم "أحمس" فهم قبائل متفردة و تعيش على تقديم الخدمات المشبوهة للغير و ضد الغير على مدى التاريخ و متوسط دخولهم السنوي يتعدى متوسط دخول شعوب كثير في المنطقة و هم من أسباب تدمير غالبية حضارات شعوب الشرق الأوسط

■«« هل يستحق الشعب ما سيجرى له
نعم ... فقد باع الكثيرين منهم صوته و نفسه لشويه بدو غير مصرين في الانتخابات السابقة مقابل شويه دقيق و أرز و زيت و من خلالهم تم التنفيس عن الحقد و الكراهية ضد كل ما هو غير مسلم ، هم نفس الكثيرين الذين يستقبلون العرب البدو الخليجين سنويا منذ عشرات السنوات و يعطونهم بناتهم لاستمتاع الجنسي (عقود زواج عرفي تتم كتابتها في مكاتب المحامين الأشرار لتفادى شرطة الآداب و من ثم يتم تقطيع تلك العقود) و هم نفس الكثيرون الذين يرسلون أبناءهم للعمل "كعبيد" عند هؤلاء الرعاع في الخليج

لا يجب التحجج أبدا بأن الشعب فقير و مغلوب على أمره و هو المشارك بقصد أو بغيره عن كل الكوارث التي تحاك له و أستعر هنا المقولة "أنت بلا عذر أيها الإنسان" و لك أن تبحث عن قائل هذه المقولة الخالدة .... لم يكن الفقر سببا أبدا في انهيار هوية الشعوب.... بالطبع لا أعفى هنا "الصفوة" من الشعب من القيام بدورهم التاريخي في انتشال الغالبية من هذا المستنقع

إذا كان الشعب يعبر عن مدى فقره و معاناته بالقول "شربنا المر" و "أكلنا الحنظل" فأنا ابشره بأنه و من الآن يجب عليه القيام بتوفير "المعالق" اللازمة حتى يتثنى له أكل "الخراء" بمعلقة و ألا أضطر أن يأكله "بيديه" و يلعق (يلحس) أصابعه كما يفعل دائما هؤلاء العرب الخليجين

■«« أبناء البلاد العريقة تفتخر بلغتها المتوارثة
يفتخر الإيرانيين و بالأخص الفرس منهم و أيضا الأكراد و الأتراك بلغاتهم و يعتبرونها خط أحمر لم تستطع أحداث التاريخ تجاوزه و عند الحديث مع أي شخص من تلك القوميات يتطرق دائما الحديث إلى "الافتخار و الاعتزاز" بأنهم قد استطاعوا المحافظة على لغتهم من هؤلاء البدو الغازين (الفاتحين) ، أنا لا أنسى هذا المشهد الذي ظهر فيه "الأستاذ طالبانى" رئيس العراق و مدى سعادته عندما قام من على منبر أول "مجلس شعبى عراقي" جديد منتخب بتوجيه رسالة إلي شعبه باللغة الكردية

لا أعلم إلي من يتوجه الأعلام المصري في كل برامجه ، هل إلى العرب و الخليجين أم إلي المشاهد المصري في كل مكان و بالرغم من ذلك فأنا أتفهم أن تلقى فقط "نشرة الأخبار" باللغة العربية الفصحى لحفاظ على دقة الخبر

تنفرد كل دولة فى الشرق الأوسط بالحديث في أعلامها و برامجها "بلهجتها المحلية" و أقصد هنا جميعهم من دول شمال أفريقيا إلي دول بلاد الشام و حتى الدول الخليجية و هذا شئ جميل ، إلا أن الأعلام المصري يخالف ذلك بواسطة خريجي الأزهر من العاملين فيه وهم يحتقرون لهجتنا المصرية الجميلة

لا يستطيع المصري الحقيقي نطق بعض الألفاظ و بعض الحروف العربية كما ينطقها العرب .... الأوتار الصوتية لحنجرة يتم تشكلها بمرور الوقت و تصبح كشيء "جينى وراثي" لا يمكن التحكم بها و هذا يفرق مثلا الإنجليز والألمان و الفرنسيين عندما يتحدث أحدهم بلهجة الأخر و أيضا الأمريكي من أصل أفريقي يحتاج إلى مئات السنوات حتى يتم أعاده تشكيل أوتار حنجرته ....و هم معرفون بأصواتهم رغم مولدهم في أمريكا أبا عن جدا

تذكرت عند التفكير في هذا ، كيف يقوم هؤلاء بالاستغناء عن لهجتهم بهذه السهولة و هم أنفسهم "الكثيرين" الذين يقومون ببيع أجساد أبناءهم من أجل استمتاع البدو بها و متحججين و متعللين و بكل "بجاحة" بالسنة و الدين عند فعل ذلك و لقد قاموا ببيع كل شئ حتى لهجتهم

■«« الأذكياء فقط
عملية الرسومات المسيئة " لمحمد "في جريدة صغيرة في مدينة صغيرة في الدانمارك كانت عمل مخابراتي من الدرجة الأولى من جهة الغرب عموما و منها تم الاستنتاج و التأكد بأن مؤسسات مثل الأزهر و المخابرات العامة و السفارات المصرية و بصفتهم الرسمية هم المسؤولين الحقيقيين عن تحريك الشارع الإسلامي الدولي ضد الغرب و ليس التنظيم العالمي لإخوان و ليس حتى الحركة الوهابية السلفية حول العالم

وقعت المخابرات المصرية في خطأ كبير وفاشل بقيامها على ملاحقة هؤلاء النشطاء الحقوقيين في مصر ومؤسساتهم بحجة التمويل الخارجي على أمل استعادة الجيش لدور "رامبو" المفقود أمام الشعب كما حدث بعد انقلاب عام "1952" و قيامهم بمعادة الغرب و الأمريكان .... قد أغمضت المخابرات بكل أنواعها على "الملاين" القادمة من الخليج و بالأخص السعودية و قطر إلى مصر لشراء الذمم و الضمائر و نظرت إلى تلك "الملاليم" المرسلة من الغرب و بصورة علنية و لسباب حقوقية إنسانية

أصبح الغرب شبه متأكد الآن من كون مصر هو الملاذ الأمن "لغسيل الأموال" في العالم و أن "القاهرة" هي المركز الرئيسي لتمويل الإرهاب حول العالم ، فيستطيع مثلا السعوديون و القطريون و غيرهم في الخفاء من تمويل أي جماعة أو حركة إسلامية في العالم من خلال وسطاء مصريين داخل القاهرة و منها يتم نقل الأموال رسميا إلي باقية أنحاء العالم !

■«« برلمان من الغرباء و البدو يحكم أبناء الفراعنة
هل وصل الانحطاط مداه في هذا البلد حتى يقوم الشعب بانتخاب شويه غرباء عنه و بدو ليتحكموا في حاضرة و مستقبلة ..... نعم استطاع هؤلاء الرعاع و هم شيوخ الأزهر و الأخوان و السلفيين بالطبع من تدمير النفسية المصرية و هويتها بحيث أصبح المصري "منفصم الشخصية" و يفعل الخير و الشر في نفس الوقت و مكتئبا و "فاقد لهويته" و لا يعلم جذوره الحقيقة و على الأقل غير متأكد منها و اصبح مثل الإنسان الذي تم تنويمه مغناطيسيا حينما يصل به الأمر إلي الأيمان المطلق بفكرة "إرضاع الكبير" و شرب "بول البعير" و الماء الساقط به الذباب من أجل التداوي و البحث شخصيا عن محلل لأمرته حتى لا تتفكك أسرته الصغيرة ...... أصبح الحديث عن كل ذلك و نقده في حكم ازدراء لأديان!

أتحدى إن يكون "الكتانتى" رئيس مجلس الشعب من أصول مصرية فهو يحمل الدم المصري بنسبة (0%) و دخيل عليها هو و أسرته الكبيرة و لا يستطيع إثبات انه مصري و لا تتعدى نسبة مشاركة المصريين الحقيقيين في المجلس و (أقصد هنا حتى المخلطين منهم) الـ (30%) و باقية الـ (70%) لا ينتمون إلي الشعب المصري (جذورا و هاوية) و جميعهم لا يفتخرون و لا يعتزون بانتسابهم إلي المصريين و الفراعنة ..... الرعاع أمامكم موجودون ساءلوهم و أحرجوهم

في جميع الدول المحترمة يتم الإعلان عن جذور الشخصيات العامة لديها و تحديد الجذور التي ينتمون إليها و بكل شفافية و يحدث هذا في الشرق و الغرب معا وحتى في روسيا و الصين و هذا لا ينتقص من صاحب تلك الجذور و لكن إخفاءها يعطى علامات استفهام كبرى و من الصعب وجود شخصيات مصرية خالصة تتبنى هذا المفهوم نظرا لكثرة الغرباء على ساحتيها الإعلامية و الصحفية

■«« أخير و ليس أخرا
هل يعقل يا شعب أن يقوم و بطريقة غير مباشرة "حلوف" من دولة قطر و "موزته" بتمرير مشاريع القوانين التي سوف تحاك في هذا المجلس البدوي و هما اللذان يقومان بأحط الأعمال في الشرق الأوسط الآن و قد تأنف "أحط العاهرات" و أرخصهن في العالم إن تقوم بما يقومان به و هي الأعمال نفسها التي يفعلها جميع العاملين في قنوات الجزيرة و العربية و البى بى سى

محبتي إلي جميع أبناء مصر الحقيقيين و شركائي في الدم و الأرض من مسلمين و مسيحيين و ملحدين و غيرهم

#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات