أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - الهرطقة الإسرائيلية والهرطقة الفلسطينية !!














المزيد.....

الهرطقة الإسرائيلية والهرطقة الفلسطينية !!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3631 - 2012 / 2 / 7 - 19:54
المحور: القضية الفلسطينية
    



"أبو مازن رئيس حكومة حماس". هكذا صرخ عنوان بعض الصحف الإسرائيلية تعقيبا على توقيع اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في قطر. وبالطبع رئيس حكومة إسرائيل الذي يعمل ليل نهار بتواصل "من أجل السلام وإنهاء الاحتلال" رد بحدة على هذا الاتفاق بقوله: "إن رئيس السلطة الفلسطينية اختار التخلي عن السلام والارتباط مع حماس"؟
لوهلة تثير تصريحات نتنياهو الوهم أن العملية السلمية جاهزة للتوقيع، وما هي إلا جلسة مفاوضات أخرى قصيرة والسلام جاهز على الأبواب. وان إسرائيل بزعامته لم تفوت أي فرصة من أجل السلام. وان أبو مازن نسف العملية السلمية الجاهزة، ما شاء الله ، مع حكومة بيبي نتنياهو وافيغدور ليبرمان. وتوجه نتنياهو، القلق جدا على عملية السلام، إلى رئيس السلطة أبو مازن بقوله: " انك لا تستطع أن تمسك العصا من طرفيه، إما سلام مع حماس أو سلام مع إسرائيل. لا يمكن الإمساك بالاثنين". وكأن السلام وإنهاء الاحتلال بات الخيار الذي تطرحه إسرائيل وقلقة من عدم تحرك الفلسطينيين لتوقيعه خاصة بعد المصالحة مع حماس.
الإبداع هو نوع من الهرطقة أيضا، إذ إن الهرطقة صفة لإيجاد تغيير في مفاهيم معينة، أو إنكار مفاهيم قائمة، أي أنها "اجتهاد إبداعي". ومن مثل إسرائيل ونتياهو يعرفون أصول الهرطقة السياسية؟ وبما انه رئيس حكومتي ، مكره أخاك لا بطل، فاني أتنازل عن صفة الهرطقة، وأثبت صفة الإبداع بدلا منها. حتى لا يقال عني مواطن سلبي، ومؤيد لأعداء إسرائيل، مثل حماس وفتح وغيرهما.
ومن أجل التاريخ أسجل أن الهرطقة أصولها أوروبية ، أي نفس أصول الحركة الصهيونية ، والتآخي ساري المفعول بفعل القرابة، أو الولادة من رحم واحد. وكانت الهرطقة تعتبر تاريخيا شكلا أساسيا من أشكال الاحتجاج على نظام الطغيان الكنسي الذي ساد أوروبا في قرونها الوسطى، والهرطقة، أفادت أوروبا بتطوير الإبداع في الثقافة والاقتصاد والعلوم، بل ويعتبر بعض الفلاسفة أن الرأسمالية، التي تسود عالمنا اليوم، هي الابن الشرعي للهرطقة.
اكتب هذا منعا لاتهامي باللسان السيئ حين أسجل أن نتنياهو وليبرمان هرطقيان. والمعنى حتى لا يساء فهمي: مبدعان . وكلنا نطمح لأن نكون مبدعين. أي هراطقة. ولكن هناك إبداعا يختلف عن إبداع آخر. هناك إبداع نحو الأفضل ، وهناك ‘بداع نحو الأسوأ. فهل كان إبداع أبو مازن الأسوأ للشعب الفلسطيني؟ وإبداع نتنياهو الأفضل للشعب الفلسطيني؟ والعكس صحيح أيضا. أي هل اقتراح أبو مازن لتحرير شعب إسرائيل من الاحتلال هو الخيار الأسوأ ، وإصرار نتنياهو على إبقاء شعبه أسيرا لسوائب المستوطنين هو الخيار الأفضل؟
نحن في معضلة فهم، ربما لأننا عرب لا نفهم بسرعة نتنياهو، كيف يكون إنهاء الخلاف والتصادم الفلسطيني فلسطيني هرطقة سيئة، وكيف يكون التمسك بالاحتلال والاستيطان، وحصار مليون ونصف فلسطيني في قطاع غزة، والتضييق على الفلسطينيين في الضفة الغربية بإقامة الأسوار العازلة واقتلاع الأشجار المثمرة وحرق الحقول هرطقة ايجابية؟
لم اكتب لأؤكد أن حماس مقبولة بفكرها علي. ولكنها تمثل قطاع واسع من الشعب الفلسطيني. لا أقبل فكرها الديني، وبرنامجها لمجتمع إسلامي في غزة تمهيدا لدولة إسلامية في فلسطين. وأرفض معظم مواقفها، ورأيت وكتبت في وقته أن انقلابها كارثة على الشعب الفلسطيني، وأن الدولة التي نطمح إليها هي دولة فلسطينية علمانية ديمقراطية.
لا يمكن أن أرفض تراجع حماس وخضوعها للشرعية الفلسطينية ممثلة بالسلطة الوطنية ، وأهمية إعادة الثوابت الفلسطينية إلى صدر النشاط السياسي الفلسطيني ، كما يمثل ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو الأمر الذي يربك إسرائيل لأن ما يطرحه أبو مازن من رؤية سياسية عقلانية، جندت الأكثرية المطلقة من دول العالم ، ما يقارب 150 دولة، إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطين المستقلة في حدود عام 1967.
المصالحة بقبول رئاسة أبو مازن للسلطة الوطنية ورئاسة الحكومة، تعني تلقائيا أن السلطة أضحت تمثل كل قطاعات الشعب الفلسطيني بما في ذلك حماس.. وذلك بحكم موقع أبو مازن، حسب اتفاق المصالحة، كرئيس للسلطة الوطنية ورئيس للحكومة الفلسطينية.
الصوت الفلسطيني الآن هو صوت واحد تمثله السلطة الفلسطينية. والحصار على غزة هو حصار الآن على السلطة الفلسطينية التي تفاوض إسرائيل وحكومتها برئاسة السيد نتنياهو. هل سيكون من المنطق مواصلة حصار الطرف الذي يفاوض إسرائيل على السلام؟ وكيف يمكن لأي هرطقة جديدة لنتنياهو أن يبرر بها استمرار الحصار على قطاع غزة الذي تحكمه السلطة الفلسطينية؟ وما هي ردود الفعل السياسية الدولية على استمرار حصار مناطق السلطة الفلسطينية في غزة؟
المصالحة الفلسطينية تجيء في وقت دقيق جدا من المعركة السياسية لكنس الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ، والتي ستستأنف في ساحة الأمم المتحدة، لأن هرطقة نتنياهو أو إبداعه السياسي ، هو في اتجاه الثرثرة والمناورات التي ملها العالم تماما كما ملها الشعب الفلسطيني .
من صالح الموقف الفلسطيني الظهور بجسم موحد، بقيادة السلطة الوطنية، الجسم الشرعي الوحيد المعترف به والمؤهل تماما لطرح الموقف الفلسطيني العقلاني ، الذي لا تريده إسرائيل، وتفضل مواقف حماس، ومن هنا قلق نتنياهو وحكومته ، من نزول حماس عن واجهة الحكم في غزة، وإعادة السلطة إلى الممثل المعترف به للشعب الفلسطيني، السلطة الوطنية الفلسطينية. ليست عصا بطرفين، بل عصا بطرف واحد. وأبو مازن ليس رئيسا لحكومة حماس ، بل الرئيس الشرعي للسلطة الوطنية الفلسطينية ولحكومة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
وهرطقة نتنياهو فات موعد تسويقها!!

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع اللغة هو انعكاس للواقع السياسي والاجتماعي
- الملح الفاسد (مسرحية)
- شبيحة العقل
- رواية -الركض- للفرنسي جان أشنوز تدفع القارئ للركض وراء التفا ...
- درس من التاريخ - يسار عربي أم صهيونية ماركسية من نوع جديد؟!
- لا طعم للقهوة ذلك الصباح
- نظرة على واقع الصحافة العربية في اسرائيل
- وداعا سالم جبران – شاعر كاتب ومفكر ترك بصماته القوية على واق ...
- -اوراق ملونة- لسليمان جبران بين السياسة والثقافة
- مراجعات ماركسية: ملاحظات حول الماركسية الغربية ونظرية الثورة
- الزكام
- الصراع الطبقي ومسائل ماركسية أخرى !
- كذاب ولا يطاق، وماذا بعد؟
- لا مستقبل للانتفاضة الاجتماعية بدون انتفاضة سياسية
- كمن يصطاد السمك في البحر الميت
- جسر الى أستراليا
- خواطر حول اللغة والهوية القومية
- أمريكا عارية: نتنياهو الرئيس الفعلي للولايات المتحدة!!
- بين كسب اللوبي اليهودي وخسارة مكانة أمريكا
- المشاركة في الانتفاضة الاجتماعية أم سياسة الانعزال القومي ال ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - الهرطقة الإسرائيلية والهرطقة الفلسطينية !!