أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مينا ناصف - القيادة الديمقراطية والتحديات التى تواجه الشرق الاوسط















المزيد.....

القيادة الديمقراطية والتحديات التى تواجه الشرق الاوسط


مينا ناصف

الحوار المتمدن-العدد: 3631 - 2012 / 2 / 7 - 17:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


جائت ثورة 25 يناير لتغيير المناخ السياسى المصرى تغييرا جذريا بفضل الشباب المصرى وعقول الشباب المنفتحة على التكنولوجيا الحديثة من خلال الانترنت فالثورة التى هدمت حصون القمع والسلطة الفاسدة المتمثلة فى الرئيس المخلوع مبارك الذى كان يخدر شعب باكلمه ولكن بالارادة الشبابية والشعبية سقطت هذه الحصون فى خلال 18 يوم.
ويتصور البعض بان الثورة المصرية لن تكتمل ولكنها سوف تكتمل بالارداة القوية للشباب الفتية، الشباب الذين يملكون القدرات والمواهب لادارة هذه البلاد مستقبلا ولكن العجوز الفكرى من تفاوت الاجيال لايفهم ولا يدرك معنى العقل الشبابى فى هذه البلد وايضا نعذرهم بعض الشى لكونهم عاشوا فى فترة اضمحلال فكرى مايقارب من 30 - 60 عاما وهى الفترة ما بعد ثورة 1952 م حتى الان من حكم وتفرد العسكر بالسلطة دون الوعى الثقافى وامتلاك مهارات القيادة المثلى ودون التطور الفكرى للتكنولوجيا والمعرفة والتعليم المستمر الان.
وجاء الوقت لبناء الدولة المدنية الحديثة بالقيادة الديمقراطية من خلال الشباب الواعى والذى يتمثل فى معرفة جميع المجالات فى نواحى الحياة المختلفة.
لذلك القيادة الحديثة تنبع من العقل الشبابى فى الادارة الحديثة ولذلك يوضح معنى القيادة الديمقراطية الاتى هى النشاط الذي يمارسه شخص للتأثير في المجتمع او الشعب وجعلهم يتعاونون ويشاركون في تحقيق أهدافهم عبر الوسائل الديمقراطية المختلفة كما أن توافر قيادة ديمقراطية هو أمر ضروري ومطلب رئيسي لنجاح أية تجربة ديمقراطية والقيادة الديمقراطية تتطلب مواصفات وإمكانات معينة تتجسد في قائدها فما هي تلك المواصفات والإمكانات الواجب توافرها في القائد الديمقراطي؟
فنقول ان القائد الديمقراطى هو رجل يؤمن ويقدس عقيدة شعبه وتاريخه ويعمل دوماً على ترسيخ ثوابته الوطنية, ويصيغ من ذلك منهجًا له في حياته العملية. والقائد الديمقراطي يصل إلى قيادته عبر الوسائل الديمقراطية ويعي ويدرك أن شعبه هو صاحب القرار النهائي فيطلب منه المشاركة الفعالة والمجدية ويشجعه على ذلك ويتعاون معه في وضع السبل التي يمكن اعتمادها للوصول إلى غايته وأهدافه والقائد الديمقراطي يطلب من أبناء شعبه المساهمة في رسم الأيديولوجية الفكرية والفلسفية التي يسير عليها أبناء الشعب في شتى جوانب حياتهم والمساهمة في تعديلها أو تبديلها بما يحقق أماني أبناء شعبه وأهدافهم ويكفل رفاهيتهم وتقدمهم الاجتماعي والخلقي والإنساني.
والقائد الديمقراطي بعكس القائد الديكتاتوري لا يفرض إرادته وقوته على أبناء شعبه بل يحترمهم ويعتبرهم إخواناً له ويتنافس معهم بروح ديمقراطية بناءة حول الأمور والقضايا التي تهم مستقبل شعبه وتقدمهم وتكون افكاره ومعتقداته مرنة ومتساهلة وغير مطلقة, وإذا اختلف مع اعوانه أو بعض أبناء شعبه فانه لا يتخذ ضدهم إجراءات انتقامية كما يفعل القائد الديكتاتوري, بل يعفو عنهم ويستمر في احترامهم وتقديرهم ويحاول سد ثغرات الاختلاف وتحقيق الوحدة والتماسك الفكري بحيث يكون الشعب قادراً على تحقيق أهدافه.
والقائد الديمقراطي يتسم بشخصية معتدلة ومتزنة وبعيدة كل البعد عن الانفعال والتوتر والاحتداد كما يعطي هذا القائد الديمقراطي مطلق الحرية لأبناء شعبه بتكوين علاقاتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية الإيجابية المطلوب بناؤها وترسيخها وهناك حدود وصلاحيات تشكل مسار القيادة الديمقراطية تتجسد عادة في العقيدة والدستور والقوانين واحترام الرأي العام والتي تحدد واجبات وحقوق القائد إزاء شعبه.
وعليه فإن القائد الديمقراطي يدعو أبناء شعبه إلى تنظيم أنفسهم وفقاً تلك المعايير ويوجه اهتمامهم بحيث يقوي فيهم روح التآخي والمحبة والتعاون الصحيح والابتعاد عن التشرذم والانقسام, وبهذا يكون قد قام بواجبه على أكمل وجه إزاء شعبه.
وايضا تعتمد القيادة الديمقراطية على توزيع السلطة والمسؤولية على جميع المسؤولين مع ايجاد الدافع للتعاون وهذا بدورهِ يجعل من القائد مشاوراً لأعضاء قيادتهُ بالشكل الذي يجعل من هؤلاء الاعضاء وحدة متكاملة يشعرون بالثقة والاطمئنان تتمتع بروح معنوية عالية ، واما القيادة التسلطية (الاوتقراطية) فلها ساكيلوجيتها كونها تتسم بالسيطرة وقد يلجأ اليها انماط من اصحاب السلوكيات والاتجاهات الشبه استبدادية والتي تعتمد على اعطاء الاوامر وتَوقع اطاعتها دون مراعات العوامل الانسانية وهذا النوع من القيادات التسلطية هي التي تتسم بالشعور بالعظمة والشك في سلوك الاخرين وتوقع المؤمرات منهم ، فيلجأون كقيادة الى اساليب استبدادية في الحكم ،ويصدرون التعليمات بالشكل الذي يؤمن جانبهم من المؤمرات المزعومة ، غير مدركين انهم بذلك يثيرون القلق في نفوس المسؤولين العاملين ، ونتيجة لهذا الجو النفسي المعبأ بالانفعال لايقوم المسؤولين بأي خطوة مالم يكن لديهم امر صريح بها، ومن هنا تبدأ السلبيات وفي مثل هكذا اجواء يضطر المسؤولين العاملين الى التقرب للقائد خوفاً وتملقاً ، وينفر البعض منه خوفاً ، او لشعورهم الاعتزاز بالنفس وهذا يخلق جو من الفتنة واحاكة الدسائس ويوقع العقاب ظلماً على البعض وهذا النوع من القيادة يَكبت القدرات العقلية للمرؤوسين ويقتل القدرات الابتكارية ايضاً كما ان الدولة تصبح متخبطة من وقت لآخر بحكم تلك السياسات وهنا نخرج بمحصلة على ان الفلسفة الجماعية للديمقراطية ابعد ما تكون عن القيادة المتسلطة كونها تعمل لتحقيق سعادة افراد المجتمع واشباع رغباتهم وحاجاتهم النفسية والمالية بعكس القيادة المتسلطة الاستبدادية فهي تعتمد استثارة الخوف والتهديد لأيجاد دوافع العمل وبهذا المختصر نتوجه للاخوة القراء على تقيم هذين النوعين من القيادات كي نكون اكثر قدرة على التثقيف للشارع لاسيما في اختيار قيادتهُ الديمقراطية ولابد ان تكون الدعوة الى الديمقراطية دعوة مدوية وان تبقى ايضاً موضوع نقاش بوصفها نابعة من ضرورة حياتية.
اذن يتضح مما سبق بان القائد الجيد:
هو الذي يستطيع أن يُكيّف نفسه لاحتياجات القيادة في كل موقف. عند الضرورة يمكنه أن يقوم بعمل حاسم وسريع ويكون له طاعة من مرؤسيه دون مناقشة. عندما تنتهي الأزمة، يمكنه أن يتعامل مع العاملين بطريقة أكثر ديمقراطية. يستطيع أن يضع الفرد في حجمه الحقيقي ويستخدم الأسلوب الأكثر فعالية معه.
واتمنى ان استفيد من هذا البرنامج لانه سوف يضعنى على مقدمة القيادة الديمقراطية فى العصر الحديث لكى اكون هادف فى المجتمع ومغيرا نحو الديمقراطية والعمل الجماعى والى الوصول الى تطوير هذه البلد نحو الثقافة والى التعليم المستمر الذى يفرض نفسة الان فى كافة المجالات الاجتماعية والثقافية.
والتغييرات التى امل ان احققها فى بلدى خلال العشر سنوات القادمة هى بعضا منها:
اولا :تقبل الراى والراى الاخر وهو اهم عوامل نجاح الديمقراطية فيجب على الاسر المصرية تقبل اراء ابنائها وتستمع لهم بكل احترام تقدير لاعطاء النصيحة الملائمة سواء للطرفين فى حالة تخبط الفكر بينهما ،ورجال الدين يجب ان يهتموا بتقوية روح التفاهم والحوار فى كل شى يخص المشاكل المتعلقة دينيا واعطاء النصائح التى تجعل الوطن متماسك فكريا ولا يقوموا بتقوية النزاعات والفتن الطائفية التى تجعل هذه البلد تسقط الى الهاوية وايضا على الدولة انتقاء رجال الدين الاكفاء الذين يشجعون الفكر الحديث والابتكار حيث الكتب السمائية تدعو الى ذلك.
ثانيا : الادارة الناجحة بالدولة الحديثة تعتمد على استقطاب موارد بشرية شبابية ذات خبرات من خلال التعليم التراكمى الغيرتقليدى للفرد والتعليم المستمر وعلى القائد الديمقراطى ان يحفزهم ويتم اتخاذ القرارات من خلال اعضاء منتخبون (مجلس الشعب) ويجب علية اخذ راى الاغلبية وعدم احتكار الراى لصالح راى اخر ديكتاتورى ويجب على كل فرد فى الادارة ان يكون مسئول مسئولية كاملة عن العمل المكلف به ولا يتخذ قراره منفردا عند حدوث اى معوقات او مشاكل يجب ان تكون الحلول سريعة فورية وان لاتكون مؤقتة او مسكنة لفترة قصيرة مع العلم فى حالة اتخاذ الادارة القرار خطأ يجب تغيرة فورا لصالح الشعب والمجتمع وهذة هى الادارة الناجحة، ومن عناصر فشل الادارة المحسوبيات والوسطة وعدم وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب واستخدام الاساليب الحديثة التى تضمن ادارة الوقت وعدم اهداره لان ادارة الوقت عامل هام فى تنفيذ القرارات المناسبة فى الوقت الغير مناسب.
ثالثا : يجب ان نضع فى الاعتبار ان تقدم الشعوب ورخائها يبدء من خلال التعليم ، فالتعليم نت خلال الابتكار والتدريب السليم وتبادل الافكار اثناء المحاضرات او الطالب ومدرسه يقوى ويوسع افق التفكير لكلا الجانبين بعكس الوقت الحالى الذى يقوم فية التعليم على التلقين فى الدول العربية عاما وفى مصر خاصا التى تعانى من مشاكل جمه فى التعليم لاكثر من 60 عاما وايضا ان تكون المدارس الفنية الصناعية والتجارية والزراعية منتجة وقادرة على تلبية متطلبات السوق المحلى ولا تكون بئا على الدولة(حيث ان الان تعتبر هذه المدارس عبء على الدولة غير قادرة على اعطاء التدريب والتعليم الامثل للخريج) .
رابعا:علما بان الشعب الذى لايملك قوت يومه لا يملك حريته لذلك تعتبر الزراعة اهم عامل لنجاح ثلاثة اشياء هامة لبناء الدولة الحديثة وهى الصناعة والتجارة والاكتفاء الذاتى فالزراعة هى المنقذ الوحيد للدولة الحديثة والدول الاخرى التى تعانى من المجاعات والفقر( الاكتفاء الذاتى هو أهم عامل لتقوية الدولة إقتصاديا وقوميا وصناعيا وتجاريا) مع العلم أن يجب استخدام أساليب الزراعة الحديثة التى توفر المياة فى زمن اوشكت فيه حروب المياة.وهذة بعض وأهم الامال التى أريد أتمنى أن احققها فى بلدى مصر خلال العشر سنوات القادمة.



#مينا_ناصف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مينا ناصف - القيادة الديمقراطية والتحديات التى تواجه الشرق الاوسط