أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم حبيب - هل من آذان صاغية لصرخة الأستاذ الدكتور المعماري إحسان فتحي؟















المزيد.....

هل من آذان صاغية لصرخة الأستاذ الدكتور المعماري إحسان فتحي؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 23:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2911 قدم الأستاذ الدكتور المعماري إحسان فتحي محاضرة قيمة تحت عنوان " خسارة التراث العراقي (الانتحار الثقافي) طرح فيها ثلاث مسائل جوهرية يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
1. إبراز نماذج حية للآثار العراقية التي هدمت وخربت في العراق على امتداد الحقب السابقة وبشكل خاص منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة حتى الوقت الحاضر وما ارتبط بذلك من خسارة فادحة تعرضت لها الذاكرة العراقية والماضي الثقافي أو التراث الحضاري العراقي بسبب هذا التدمير والتهديم والتخريب والنهب. وأشعر أن الزميل إحسان فتحي كان يريد أن يقول بصراحته المحببة والدافئة والقوية في آن "إن شعباً بلا ذاكرة وبلا ماض لا يستطيع أن يعي الحاضر ولا يرسم ويبني المستقبل".
2. تشخيص العوامل التي دفعت إلى مثل هذا التخريب والتدمير والنهب للآثار القديمة والتراث الحضاري العراقي الرائع والتي يمكن تأكيدها بالجهل العام وغياب الوعي والمعرفة لدى المسؤولين بأهمية هذا التراث للحاضر والأجيال القادمة وللبشرية جمعاء وليس الشعب العراقي وحده من جهة, ثم الجشع الذي برز في سرقة هذا التراث وتهريبه والذي انتهي إلى تدميره في الكثير من الأحيان من جهة ثانية, إضافة إلى الإرهاب والتدمير الإرهابي لمعالم الحضارة العراقية والذي يؤكد السلوك الإجرامي بكل أبعاده لمثل هذه الجماعات العدوانية. إن تدمير التراث العراقي الذي يجسد تراث كل الشعوب والأقوام التي عاشت في العراق والتي جسدت بمجملها التلاقح الثقافي-الحضاري للشعب العراقي يعبر عن محاولة جادة لتدمير الوحدة الوطنية التي تتجلى بهذا التراث في سائر أنحاء العراق, لأنه يعبر عن محاولة جادة ومنظمة ومقصودة لتدمير الذاكرة العراقية والماضي الحضاري المشترك للشعب العراقي.
3. وأخيراً يجيب عن السؤال التالي: كيف نصون ما تبقى من هذا التراث العراقي الأصيل, ما هو دور المسؤولين, وما هو دور المثقفين والمختصين بالتراث وما هو دور الشعب وكل فرد فيه لحماية وصيانة والحفاظ على هذا التراث؟
لقد كان صوت الأستاذ الفاضل إحسان فتحي حزيناً ومحبطاً أحياناً وموجعاً وغاضباً أحياناً أخرى ممتلئ بالخشية على ما تبقى من تراث حضاري في سائر المدن العراقية وبأن لا يسمع ولا ينتبه لما يجري اليوم أيضاً في التعامل مع التراث الحضاري ومع المدن العراقية القديمة من جانب المسؤولين والمجتمع. كانت مقترحاته واضحة جداً فهو يطلب تشكيل هيئة مستقلة من خبراء ومختصين تأخذ على عاتقها إجراء جرد في كافة المدن العراقية القديمة وفتح سجل لتسجيل كل قطعة ودار وبناية وزقاق وشارع وقلعة وجامع وكنيسة وكنيس وكل ما يذكر بحضارة العراق على امتداد القرون المنصرمة وتعتبر جزءاً من التراث العراقي بحيث يمنع على كل إنسان, أياً كان مركزه الحكومي أو الاجتماعي المس بهذا التراث ويعاقب على وفق القانون على ذلك, إضافة إلى ضرورة قيام هذه الهيئة بنشر الوعي العلمي بأهمية هذا التراث وضرورات الحفاظ عليه وإبراز قيمته للشعب العراقي وللإنسانية جمعاء باعتبار العراق أحد أقدم مهود الحضارة البشرية في العالم. وأن تقوم الهيئة المستقلة بالتعاون مع الحكومة العراقية ومنظمة اليونسكو لوضع الأسس الكفيلة بصيانة وحماية هذا التراث قبل أن يدمر ما تبقى منه بوعي أو بدون وعي. كما أكد على أهمية وضرورة إعادة النظر بقانون الآثار بما يساعد على صيانتها وحمايتها ومنع سرقتها أو تخريبها ..الخ, إذ إن القانون الراهن لا يحقق المطلوب.
إن صوت الاستغاثة الوطني والمسؤول الصادر عن المهندس المعماري اللامع والمبدع الأستاذ الدكتور إحسان فتحي ينبغي له أن يحركنا جميعاً, أن يوقظ فينا صوت العقل والحكمة والرؤية الواعية والسليمة لتراث العراق الحضاري. إن ما يجري اليوم في العراق لا يختلف كثيراً عما جرى في العقود المنصرمة من تخريب للتراث, سواء بإدراك وعلم المسؤولين أم دون إدراك منهم وربما دون علمهم, أم على أيدي افرهابيين والمخربين وعصابات الجريمة المنظمة, وهو أمر في كل الأحوال مرفوض وغير مقبول ويفترض مواجهته مجتمعياً.
وفي هذا اليوم أثار الأستاذ الدكتور رؤوف الأنصاري مشكلة أخرى بشأن ما يجري حالياً للمدن العراقية القديمة, إذ عرض على القارئات والقراء الحالة التالية: "إحالة مشروعي إعداد التصاميم المعمارية الخاصة بتطوير مركزي (مدينتي النجف لأشرف وكربلاء المقدسة)، عن طريق إجراء مناقصة تقديم عروض من قبل مكاتب استشارية هندسية تقبل على أساس أقل الأسعار، وليس عن طريق تنظيم مسابقة دولية تشارك فيها مكاتب استشارية هندسية متخصصة لتقديم تصاميم معمارية واختيار التصميم الأفضل والأنسب من بينها، كما حصل في مشروع مبنى مجمع الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي". هذا ما ورد في التحذير الموجه إلى كافة المسؤولين العراقيين بشأن الطريقة المستخدمة غير الشفافة في مثل هذه الحالات, كما حذر من الفساد المرتبط بحالات من هذا النوع, إذ رست المناقصة المذكورة, كما كان متوقعاً على من تم اختياره سلفاً لها ولأسباب لا تفوت على القارئة والقارئ اللبيبين والتي تؤدي إلى تخريب التراث العراقي المعماري للمدن العراقية القديمة في سبيل حفنة من المال من السحت الحرام. وبهذا يتفق من حيث المبدأ مع ما طرحه الأخ الدكتور إحسان فتحي التي تعرض لكل التراث الحضاري العراقي والمخاطر التي تتهدد ما تبقى منه.
أدرك تماماً بأن العراق لا يعيش معضلة سياسية وأمنية قاتلة فحسب, بل يعيش أزمة بنيوية شاملة وعامة وحقيقية في كافة المجالات, بما فيها مشكلة التراث العراقي الحضاري. والأزمة متشابكة ومترابطة يصعب تصور الوصول إلى حلول جزئية لها ما لم يعالج الجذر الأساسي غياب هوية المواطنة والتشبث بالهويات الثانوية والهامشية القاتلة التي تفرق الشعب لا توحده. ومع ذلك فصرخة الاستغاثة التي تنطلق من المختصين علينا لا الإصغاء لها فحسب, بل والتعامل معها بكل مسؤولية وإدراك حقيقي للعبث والتخريب الذي تعرض لها التراث الحضاري العراقي حتى الآن وما يمكن أن يلحق به إن تم السكوت عن كل ذلك.
برلين في 6/2/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً لبشار الأسد.. وداعاً لطغمته الحاكمة ... فمكانكم مزبلة ...
- من أجل مناقشة جادة لمقترحات الأستاذ خالد القشطيني
- رسالة مفتوحة إلى المهندس المعماري المبدع منهل الحبوبي: -العر ...
- أول جريمة إبادة جماعية تركية ضد الشعب الأرمني في القرن العشر ...
- هل يمكن حل الأزمة الطاحنة في العراق؟
- حول تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني حول العراق
- المستبدون القتلة في سوريا والمحكمة الجنائية الدولية
- التعامل مع الصحف العراقية جحيم لا يطاق!
- هل للقتلة في العراق دين أو مذهب؟
- ألا تشكل الجامعة العربية إحدى أهم الكوارث العربية؟
- هل من سبيل لوقف سفك الدماء في العراق؟
- كارثة تلو أخرى... فإلى متى يا حكام العراق ؟
- الاستبداد والتآمر والقسوة وتغييب المصلحة العامة هي جزء من مح ...
- خاطرة: من يكرس حكم المستبدين في الأرض؟
- مجزرة جديدة للحكومة التركية ضد الشعب الكُردي
- بغداد تئن من وجع الجميع !!
- تفاقم الصراعات المحلية والإقليمية والدولية المستقطبة في العر ...
- الصراعات السياسية ونجاح قوى الإرهاب في قتل المزيد من الأبريا ...
- العراق وموقعه ضمن اللائحة الدولية لحقوق الإنسان والشفافية ال ...
- -صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ-, بل ولا يفقهون! ...


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم حبيب - هل من آذان صاغية لصرخة الأستاذ الدكتور المعماري إحسان فتحي؟