أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهروز الجاف - ويسالونك عن ايران، لِمٓ لها نفوذ في العراق؟















المزيد.....

ويسالونك عن ايران، لِمٓ لها نفوذ في العراق؟


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تغير الازمان والانظمة والسياسات، سمعنا ومازلنا نسمع وسنظل نسمع عن نفوذ ايراني أو ربما (فارسي) أو (شيعي) في العراق. فلقد ساس المتسيسون وأرخ المؤرخون وكل في رأيهم فرحون، تهديهم لآرائهم أهدافهم التي اخطأت وأصابت بقدر ماوالى غاياتهم من العراقيين الذين صاروا حطبا لنار اوقدت على ذلك النفوذ ومازالت تتقد. فقال العروبيون هو ثأر قديم اريد به مد فارسي وقالت السنة هو تشيع اريد به وسيلة للتوسع على حساب السنة. واذا وعى الساسة رسوخ النفوذ الايراني في العراق، فان السؤال المشروع هنا: هل هو نفوذ سياسي أم شكلا آخر من النفوذ؟ ان غفلة الساسة ومن شاطرهم من المؤرخين المتسيسين في فترة مابعد انهيار الدولة العثمانية و بناء الدولة الايرانية الحديثة بعد تسلم العائلة البهلوية العرش في عام 1923 وتشكيل الدولة العراقية (1921) بموجب اتفاقية سايكس بيكو (1916) احجمتهم عن ادراك حقيقة ذلك النفوذ بسبب تسليمهم بالواقع السياسي لما بعد الدولة الدولة العثمانية وكأنه ولد هكذا مذ خلقت الارض ومن عليها وكان حكمهم على الماضي وعلى الواقع الديني والديموغرافي وكذلك الاجتماعي من منطلق الواقع الجديد وماعرفوا بأن التأريخ لايُقرأ بمنظور اليوم بل بما حدث وما كُتب عنه في لحظة الحدث. ومن هنا أود أن اوضح بشئ من الموضوعية اسباب هذا النفوذ لمن فاته ادراكه ولمن تكلم فيه عن بعد أو عن هوى من دون ان يعي اسبابه ومن دون أن يستطع ابدا وضع الحلول له، أو بالعربية الفصحى انهاء النفوذ الايراني. وقبل ان ادخل في صلب الموضوع، هنالك سؤال آخر ذي صلة: هل للعراق نفوذ في ايران؟ الجواب نعم وذلك من منطلق وجود المرجعية الشيعية الرئيسية في مدينة النجف، ولقد تفاوت النفوذ (المتبادل) بينهما في القوة فتارة لابناء العراق وتارة لابناء ايران عبر تأريخهم المشترك، وهنا أقول (أبناء) وليس (قيادات) الدولتين لأننا مارأينا دولة اسمها العراق قبل عام 1921، ولو ان الايرانيين كانت لهم دولتهم عبر العصور فانها كدولة او امبراطورية لم تسمّ (ايران) قبل عام 1935. وهنا اود ان اوضح اصل النفوذ وهو نفوذ مستقرعند المستوى الديني والقومي بالدرجة الاساس وهو مستوى جوهري راسخ، أما السياسي فانه عرض زائل او متذبذب. ولفهم الموضوع علينا أن نعرف بأن العراق الحديث، وهو امتداد لواقع ديني وقومي قديم قدم التأريخ نفسه الا ماشابه ابان الفتوحات الاسلامية من تمصير البصرة والكوفة والموصل وبناء بغداد والانبار. فشعب العراق يتألف بالدرجة الاساس من العرب والاكراد وأقليات من التركمان والسريان، وان معظم العرب على المذهب الشيعي وأقلهم سنة، ومعظم الاكراد على المذهب السني وأقلهم شيعة (اكراد مدن بدرة ومندلي وخانقين وفيلية بغداد شيعة)، والتركمان يتناصفون بين الشيعة والسنة (تركمان مدن طوز خورماتو وتلعفر وبعض من كركوك شيعة فيما معظم تركمان مدينة كركوك سنة) والسريان لهم تأريخ حافل مع فارس وقد كتبت الامبراطورية الفارسية الاخمينية ادبياتها بالابجدية الآرامية ودونت كتاب زرادشت (الاوستا) بها. وبالمقابل فان ايران تضم بالدرجة الاساس الفرس والتركمان والكرد والبلوش والعرب وأقليات من الارمن والسريان. وان جل الفرس والتركمان فيها شيعة والاكراد والبلوش مناصفة بين السنة والشيعة (اكراد محافظات بختياري ولرستان وايلام وكرمنشاه شيعة واكراد محافظتي كردستان وآذربيجان الغربية سنة) والعرب فيها شيعة. وأكثر من ذلك فان الزعامات الشيعية في ايران ذوو اصول عربية، اذ ان كل من لبس العمامة السوداء من الشيعة عربي الاصل لانتسابه للسلالة العلوية (نسل علي بن ابي طالب)، ولهم نفوذ ديني في العالم الشيعي وذلك يعني نفوذا مشتركا للمرجعيات الشيعية في العراق وايران في كلا البلدين. ان العرب في العراق ينحدرون من اصلين رئيسيين، الاول هو نسل سكنة العراق الاصليين من الزط والاساورة (سكنة البصرة والبطائح) وقدامى الكرد والفرس (سكنة العراق العجمي) الذين استعربوا بعد الفتح الاسلامي وادعى العروبة منهم الكثير, والاصل الثاني هم من الفاتحين الذين أتوا من الجزيرة (عرب الجنوب) واستقروا في العراق، وقد اشار المؤرخون العرب الى ان اقليم العراق أو ماسمي بسواد العراق أو عراق العرب هو المسافة المحصورة بين البصرة والكوفة، وزادها سراج الدين ابن الوردي من عبدان الى تكريت (خريدة العجائب وفريدة الغرائب) وضم اليها ابن خلدون الدينور في تأريخه، ويؤلف عرب الجنوب معظم العشائر العربية في العراق وهناك عرب من اصول شامية أيضا (عرب الشمال) سكنوا شمال غربي العراق. ولعل مالم يدركه الكثير هو ان العرب الذين سكنوا الفرات بعد الفتح الاسلامي كانوا علويين وخصوصا بني اسد المزيديين الذين بنوا مدينة الحلة على مقربة من خرائب بابل مع الاكراد الجاوانيين العلويين المتحالفين معهم، وأسس العلويون فيما بعد مدن النجف وكربلاء مثلما اعتمد العباسيون ابناء عمومتهم من بني علي بن ابي طالب مؤازرين لهم ومناصرين واستقدموهم اينما ذهبوا بين الكوفة و بغداد وسامراء. ومع وجود أضرحة أئمة الشيعة في مدن العراق كبغداد وكربلاء والنجف وسامراء وفي ايران في مدينتي قم ومشهد جعل ذلك مصالح الشيعة الدينية في البلدين مشتركة. أما الكرد فهم من ناحية العرق في المقام الاول ابناء عمومة مع الفرس وان صالت وجالت مصادر عربية في نسبهم للعرب، فمن ناحية اللغة تعد اللغتين الكردية والفارسية نابعة من ارومة واحدة، بل وتدعي الدولة الايرانية اليوم اللغة الكردية لهجة فارسية وهذا يعني بالمنظور الايراني بان المتحدثين باللهجات الفارسية يشغلون المنطقة الواقعة بين شمال شرق البحر الابيض المتوسط وشرق طاجيكستان وافغانستان. وينتشر كرد العراق وايران في جزء من المنطقة المعروفة بكردستان على طرفي الحدود العراقية الايرانية ولعلهم يعزلون الفرس عن العرب اذ لاتماس مباشر بينهم، وحتى الى الشرق من الاهواز يذكرنا التأريخ بأن احد المواطن الاصلية للكرد هي المنطقة الواقعة بين خوزستان واصفهان والتي ذكرها صفي الدين البغدادي بأسم كردستان (مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع) ووصف ياقوت الحموي (معجم البلدان) نفس البقاع ب (لرستان) وقال عن اللر بأنهم من الاكراد، ومازالت مدينة (شهركرد) اي (مدينة الكرد) من بقايا آثارهم تتوسط تلك البقاع. وعلاوة على ان الكرد يشتركون مع الفرس عرقيا ولغويا، فان لهم تأريخا مشتركا منذ القدم، منذ ان خدم (الكارداكيس) وهم قوات المشاة في الجيش الامبراطوري الاخميني التي تالفت حصرا من القبائل الكردية، الى يومنا هذا وان ثقافتهم وادبهم وفنهم مشترك لم تفصم عراه فترة الثمانية قرون التي حكم كردستان فيها الاتراك العثمانيون (على مذهب السنة) على الرغم من ان الكرد كانوا المكون الرئيس للدولة العثمانية في الاناضول قبل فتح القسطنطسنية في عام 1453. وعوضا عن الكرد الشيعة القاطنين طرفي الحدود بين ايران والعراق هنالك الكرد العلويون واليارسان وهم كثر. واليارسان بقايا الديانات الكردية والباطنية القديمة، وهم الاقرب الى الشيعة منهم الى السنة بسبب عقيدتهم المشابهة للشيعة في الولاية والامامة وتقديسهم لعلي ابن ابي طالب كاحد اقطابهم الرئيسيين اضافة الى اقطابهم الآخرين من الكرد. ولاعطاء مثال بسيط على قرب الاكراد من فارس، فاذا ماسافر فلاح كردي لم يعاشر العرب قبلا الى بغداد احس بالغربة عِرقا ولغة، ولكنه لايتحسس بتلك الغربة لو زار طهران، وهذا ينطبق على اكراد الاناضول ايضا فيما لو سافروا الى اسطنبول او طهران. ان هذه هي الجذور الحقيقية للعلاقة بين سكان العراق وايران، فالعرب الشيعة والفرس اخوان في الدين والمذهب، كما ان الكرد والفرس ابناء عمومة ومن مجموعة لغوية واحدة (مجموعة اللغات الايرانية)، ومن الطبيعي اذا ما تكلمنا عن (امة ايرانية) فهي ستضم بلا شك الكرد والفرس والبلوش والطاجيك. ويبقى هنا العرب العراقيين من السنة لاتشملهم علاقة عرقية أو مذهبية أو لغوية أو ثقافية بايران فيكونون منحازين لعروبتهم ويكونون اقرب الى العرب في الدول العربية حيث يشاطرونهم العرق والمذهب واللغة وبالتالي الثقافة المشتركة. هذا هو الواقع الذي ربما لايدركه الكثير من السياسيين ويعد عندهم اشكالية ليس لها من مخرج، وخصوصا اولئك الذين ينظرون الى الامور من منطلق الحدود السياسية الحالية. ان ميزان النفوذ يميل اليوم لصالح ايران وهذه حقيقة لاجدال فيها، اذ انه من منطلق المصالح الاستراتيجية للدولة الايرانية الحالية فان ايران تعمل على توظيف تلك العلاقة لزيادة الثقل في كفة نفوذها. ان هذا ليس تبريرا لصالح جهة ضد اخرى ولكن قراءة واقعية للتأريخ الاجتماعي والديني والثقافي بين البلدين لاأعتقد بأن للسياسة يد فيه الا مااستغلها من الساسة الايرانيين لزيادة النفوذ أو ماانحاز لاشكاليتها من العرب بالاستناد الى وقائع سياسية آنية تتخلل تأريخ المنطقة بين الفينة والاخرى تستلزم الضرب على وتر النفوذ الايراني.



#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم على عادل امام ليس اول الدجن ولا آخرها
- في امريكا والعالم العربي، التغيير لا نبتا أخرج ولا زرعا حصد
- فليكن ما يكون، ولكن ماذا سنكون عليه نحن؟
- ديانة (النسخية) الجديدة وثورات جيل الانترنت


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهروز الجاف - ويسالونك عن ايران، لِمٓ لها نفوذ في العراق؟