أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال القادري - حراس الحشيش العربي















المزيد.....

حراس الحشيش العربي


نضال القادري

الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 09:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


المعركة على سورية باتت بين وجهتين في غاية التعنت، تقاتل كل منهما حتى النهاية الموجعة المؤلمة، لكل منهما سقفها العالي وعدتها الشرعية. معركة "داحس والغبراء السورية" لا تشبه الأزمنة والأمكنة التي نعيش بها، فاذا ما تنازل النظام مجانا عن حجارته الصلبة الموصوفة فهذا يعني في سر المعركة "كش ملك" وأنه يدمر نفسه ويتشظى من الداخل، خصوصا وأن عدة الشطرنج التي "يتكتك" بها الأن قد باتت بمتناوله وبأحسن من ذي قبل، فأحجاره تستطيع التحرك في كل الإتجاهات، وما كان محظورا ومنعدم التصرف سابقا نظرا لهشاشة الموقف الروسي، بات اليوم أكثر احتمالا للهروب بالمشكلة الإمام، وإذا ما نزل "كش ملك" لرغبة الجماهير فمطلب الجماهير ولغته باتت أكثر وضوحا ولا احتمالية في صبرها وهي إلى السلاح، الذي لم يتوقف أصلا، در!! في ظل تنامي المجاميع المسلحة والمنظمة تحت كتاتب طائفية تبدأ من "خالد بن الوليد" ولا تنتهي "بعبيدة بن الجراح)، ولا أتعجب إن وصل بها الأمر لشهيد القاعدة "زياد الجراح". فلا حلول على الطريقة المصرية، ولا من دور لنائب الرئيس كما تم إخراجه سعوديا على الطريقة اليمنية. وليبيا خارج القواميس العالمية في لغة سورية. الرسالة الخالدة التي ترسل إشاراتها لكل الخارج ويتقنها النظام ما زالت تقول: لا حل من غير الأسد، وباقي الديكور نتقاسم فرضياته ولا يحسم ساحته إلا ذات الأسد. وما عادت لتنفع جامعة الدول العربية، التي أصلا لم يحترمها حكام العرب لتحترمها الشعوب العربية المزهرة المنتشية بربيعها ليس كأي وقت مضى. وما برح عجز الجامعة تراكميا فهي لم تمنع أو توقف المجزرة على جنين، ومثلها على الفلوجة كما على كل العراق، وفي حرب تموز الإسرائيلية على لبنان لم تفلح، وفي غزة يا للهول فقد بان بياض براءتها الأبيض كالسلاح المنضب الذي لم يشبع جوع إسارئيل التواق للمزيد من الحصيد الفلسطيني!! إن دمشق ما زالت بنظر الغرب بيت المقاومات العربية، وإفراغها من مضمونها هو نصف الطريق إلى الجنة الإسرائيلية، وما نصف الطريق الباقية من الخطة العشرية لمحاصرة إيران، تيمنا بالطريقة العراقية التي أسقطت نظام صدام حسين، إلا إسقاط دمشق ساعة لا تنفع النأي بالنفس اللبنانية إلا إغناء الجوع الإسرائيلية، وغناء هلالها المبرمج في لبنان حقدا، وجوعا لخبرها اليقين في تجفيف منابع السلاح المقاوم للإنقضاض عليه.

يقول بعض العرب الخليجيين، إن الأزمة السورية والفوضى بكليتها قد وصلت فعلا لنقطة البحث عن مخرج مشرف للدكتور بشار الأسد. وموسكو هي الواجهة لهذا التنحي المشرف، حيث وصل إليها جيفري فيلتمان بالتزامن مع المبعوث "فرنسيا" وليد جنبلاط، وكان قد سبقهما إليها وليام بيرنز، ووزير خارجية تركيا داود أغلو حاملا رسائل تركية إلى كبار مسؤوليها. باعتقادي، إن المبادرة العربية لن تكون أساساً لقرار دولي في مجلس الأمن خلافا لرغبة سورية، ومن يتصرف باعتبارها وكانها غير موجودة سيصاب بالهزيمة المعنوية والقانونية والعملية، وإن أي كلام حول الثمن الذي تريده موسكو للإفراج عن القرار هو في غير محله. إن روسيا لم تأبه في الماضي لعقود قيمتها 40 مليارا من الدولارات الصرفة قد أبرمت لتأهيل قطاع النفط العراقي قبل سقوط النظام بشهرين فقط، ومن يحاول بيع القرار الروسي بالمال هو حالم في عالم رأسمالي إستعماري. إن روسيا تحاول أن تلعب ورقة الدور المحتمل في حل الأزمة خصوصا أن دول الطوق السوري بمجملهم في الصداقة مع إسرائيل، وإن روسيا العائدة بحذر على الساحة الدولية قد حاولت مرارا مراقبة حالة ما يسمى "الربيع العربي" عن بعد، إلا أن نظرية التحكم عن بعد لم تعد لائقة دوليا بحق روسيا، وستصبح كالربع الخالي للطامعين الجدد بكعكة التحكم الإستعماري إذا دخلت روسيا بقوتها على خط الصراع، وقد تكون الحالة الليبية" هي الأمثل، إذا ما اتفق عليه لم يطبق، وصار لزاما أن تفهمهم روسيا بقوة بأن الخديعة التي تعرضت لها ستأخذ ثمنها كاملة في سورية، وأن الإستراتيجية الأميركية التي تعرف قيمة إسرائيل الإستراتيجية كقاعدة أميركية متقدمة في الشرق الأوسط، يجب أن تقابلها قيمة سورية وجودية وحية، مضافة إلى الدبلوماسية الروسية المتنبهة. إن نظرية سقوط إيران من سورية بدأت مفاعيله الخليجية. لقد فتحت النافذة على تدويل غير عسكري، والذي يقول أن الفيتو الصيني قد بات غير مستبعد بعد الإتفاقيات النفطية التي وقعتها الصين مع السعودية، وبعد جولة لرئيس وزراء الصين في الخليج، هو حقا لا يعرف السطوة والهيمنة الأميركية على دول الخليج، وبات عليه أن يعود للرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب "حالة الإتحاد" لعام 2012 ، ليتعرف على ما رافقه من إهانة كليه للصين، وبرأيي لن ترد الصين إلا بمزيد من حماية إضافية لصناعاتها الوطنية، وفي الإقتصاد والسياسة فليخسأ الأميركيون إلى يوم الدين الذي يغرق إقتصادهم، ويجبرهم في السياسة على النحو إلى المزيد من الإرتداد الداخلي!!.

في معرض الأحداث السورية الخطيرة، وسياسات الإملاء الفاشلة لحينه المتأتية خارجيا، والتي ما زالت تتخبط أمام هيمنة الأسد على قرار السيادة، برز بقوة دور الدبلوماسية السورية الحادة والصلبة في رفض قرار الجامعة العربية بإرسال مراقبين على الطريقة الخليجية، وما توقيف عمل المراقبين الأن إلا ثمرة نجاح الدبلوماسية السورية. إن دبلوماسية القرار لم تعط الأمر للحكومة السورية بإبرام البروتوكول مع الجامعة العربية إلا بعدما صار شفافا وبدون مطبات كما جرى لبنانيا تحت البند السابع، إبان إبرام بروتوكول "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" وسرقة السيادة من أصحاب الشأن، وكما حصل عراقيا إبان توقيع بروتوكول التفتيش مع "وكالة الطاقة الذرية" بعد قرار الأمم المتحدة المتعلق به. وأمام هول المشهد اللاسيادي الذي يدهشني يوميا، لا يبدو برهان غليون أكثر من ديكور لمسرحه بين جموع اللاعبين والأهداف المعلنة والمخبوءة، فأنا كمواطن أحمل من الغيرة على بلدي ما يكفي لأكون سفيرا وخفيرا صالحا لها، لا يستثيرني مشهد قواعد "المعارضات السورية المتحدة" شكلا وهي لا تعلن براءتها من كل رموزها التي تقيم علاقات مع العدو الصهيوني، قبل أن أعود وأدعوها علنا لإعلان انحيازها الكامل لجبهة المقاومة الوطنية ضد العدو الصهيوني، وإعلان أن ستبقى دمشق بيت المقاومات العربية حتى ولو لفظيا في حال أسقط نظام الدولة الذي يحكمه "الأسد". لا عذرا أيها العيد، لا تمر ببابي فأنا لست جاهزا لاستقبالك، ولا يسعني أن أتحمل نفسي تصفيقا لك ولنسلك وهم يمعنون يوميا بإرتباطاتهم والتزاماتهم مع الإدارة الأمريكية والتركية والفرنسية والبريطانية والخليجية، وأعرف انه إذا لزم الأمر سيتعاونون مع جزر القمر لإستكمال المؤامرة. وإذا سألتكم أن لماذا معارضتكم لا تطرح موقفا يعكس وعيها الثقافي وتتلقف فداحة المخططات الأمريكية التي تستهدف سورية أرضا وشعبا وفي قرارها الحر الإستراتيجي والسيادي؟! بماذا ستجيبون؟ يا سيد الأمس القريب، بلغني أنكم كبرهان غليون، قائد "المعارضات السورية المتحدة" حاليا، بأن لكم إرثا فرنسيا رائدا في العلمنة والدولة المدنية وأشكال الإدارة السليمة، وأنا قد كنت على هذا اليقين قبل أن يعرفني المدعي عليه "الربيع العربي" بنسخته الجديدة على حضرتكم اللأخلاقية الجديدة!! فلماذا لا تطهر معارضاتك وصفوفها وخطابها من العصبيات المذهبية والطائفية، ولا تعمل حقا على سلمية حركتك، حركة الأقلية المندسة، بين أغلبية الشعب السوري الثائر المعترض والرافض للسلاح، والرافض لحظيرة متخلفة من المقاتلين العرب والأجانب المتعرعرين بين قاعدة وإخوان وسلفيين وأفغان وليبين، وما أكثرهم يتناسلون بينكم على الأراضي السورية، وببركة منكم يفرخون بين صفوفكم كمسابقات ملكات الجمال في لبنان؟!! ووعدي لك بعدها أنك حتما ستقنعني، أو سأقنع نفسي بنفسي المتحررة، بمشروعك ومشروعيته، وسأصوت لسورياك الجديدة لأبد لا ينتهي!! لقد مر ببالي الحزينة اليوم، أنه في ذات يوم أصيل قال المفكر أنطون سعادة: "إن العبد الذليل لا يمكنه أن يمثل أمة حرة لأنه يذلها". يا سيد الأمس القريب، هذي ثوابتي السورية، وأهلا وسهلا بيننا بمعارضة تعرف نفسها وتحافظ على ذاتها وذات الوطن الذي نقدسه، معارضة ترفع رأس شعبها بين الأمم الحية الحرة الجميلة، هذه الأمة التي لا تسمي جمعتها العظيمة: "جمعة الحماية والتدخل الدولي". بعدها، سيصير لزاما علينا، بالعين المجردة، وعلى أتباع الوطن أجمع حراستها بأجفان العيون. وحتى ينبت ذلك الحشيش سأبقى على جنون الوطن أغني: تبا لحراس الحرية.



#نضال_القادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وليم نصار: لموسيقاك، أول الغيث
- البقية تأتي من إله
- لا تهزي بجذع النخلة / حتى لا يفنى المسيح
- عشتار خزانة سري
- أحبك قبل أن يكون التفاح
- كان الله عاريا
- تحية: إلى المناضل جورج عبدالله
- حين يأتيك المسيح
- تنفس البحر من رئتي - إلى عروس الجنوب الشهيدة سناء يوسف محيدل ...
- شطرنج
- سقط الإعلام.. تصبحون على مذهب عمر
- لبنانيات فوق جدار الخيانة - تموز 2006
- المرأة بين الواقع والمرتجى في النظام الأبوي البطركي
- سأخرج من شرنقتي حرة / ثلاثية البكاء -
- هوامش فوق سياسات الجنون 18 -
- هوامش فوق سياسات الجنون 17
- هوامش فوق سياسات الجنون - 16- نضال القادري
- هوامش فوق سياسات الجنون - 15
- هوامش فوق سياسات الجنون - 14
- هوامش فوق سياسات الجنون - 13-


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال القادري - حراس الحشيش العربي