أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - الاغتصاب السياسي في دولة الاستبداد على هامش أحداث تازة السوداء















المزيد.....

الاغتصاب السياسي في دولة الاستبداد على هامش أحداث تازة السوداء


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعدد الشهادات والشكوى واحدة : اقتحام لحرمة البيوت وترهيب للسكان وتهديد باغتصاب النساء والنيل من شرفهن وشرف ذويهن المارقين عن طاعة أولي الأمر عبر احتجاجات اجتماعية متكررة ضد الإقصاء وغلاء فواتير الماء والكهرباء وانعدام فرص التشغيل ونقص الخدمات ,,,,
جاءت الشهادة من فم نساء مسنات لا مصلحة لهن في الكذب و لا التهويل ،
ومن فم أمهات فرضت عليهن ظروف القهر تحمل مسؤولية أطفال وطفلات لوحدهن في غابة مجتمع قلما يرحم ,,,
, وعلى لسان زوج نفث مرارة غيظه على هذا التهديد الغريب باغتصاب زوجته أمام مرأى عينيه عبر تصريح بليغ في اليوتوب .
وفتيات مرعوبات من هكذا تهديد قد يطال حرمة أجسادهن الطرية في أي لحظة وحين من طرف قوات من المفروض أن تحميهن لا أن تهددهن .

يسدل الليل ستار ظلامه على حي الكوشة المنتفض بتازة ، تخترق هدوء الليل خطوات قوية ومرعبة للقوات العمومية بين أزقة الحي ,,,طرق قوي على الباب في جنح الظلام ـ تجيب ربة أسرة بأن لا زوج لديها ولا ذكور متظاهرين ،فقط أربع فتيات في حمايتها وبالتالي ليس هناك ما يبحث عنه في بيتها
: # فتحي لي باش ندوز عليهوم كاملين # هكذا رد رجل اللاأمن على أمرأة عزلاء إلا من نصرة الله ,
تتكرر الواقعة وسط الدروب ـ، ومعها تخريب ممتلكات البيوت وكأن جيوش التتار دخلت للديار علما أن أجدادنا بالأمس القريب جعلوا من المغرب قلعة محصنة على أعتى الغزاة ,
لسنا في حماة بشار الأسد ونظامه المتهم بالشمولية والشطط في القمع والاستبداد كما يروج لذلك إعلاميا ,,,,ولا في ليبيا القذافي التي تفتقد لمؤسسات براقة من قبيل عشرات الأحزاب وآلاف الجمعيات و برلمان بغرفتين اللهم لا حسد و محكمة دستورية و مجلس وطني لحقوق الإنسان و عشرات المجالس العليا في مختلف المجالات والتخصصات ونخبة أثبتت كفاءتها في المبارزات الحقوقية في أكثر من ميدان ,




ما وراء بريق المؤسسات :
نحن في مغرب يروج عن نفسه صورة حداثية عبر ترسانة ضخمة من المؤسسات ذات الطابع الشكلي على الأقل
نحن في مغرب الاستثناء والدستور الجديد الذي حرص على أن يزين بنوده بتيويء نسائه مركزا محترما عبر الإقرار بالمناصفة والمساواة في الحقوق والواجبات إسوة بكل أمة تحترم نفسها وانتماءها لعهد الألفية الثالثة ..
نحن في مغرب حرص ملكه الشاب منذ اعتلاء العرش على تسويق صورة حداثية عن نظامه عبر العديد من الإصلاحات الهامة في وضعية النساء ومن بينها مدونة الأسرة والمصادقة على اتفاقية سيداو التي تسعى للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة ,,,,,,وعشرات الإجراءات الحقوقية الداعمة لتمكين المرأة اجتماعيا وسياسيا نظريا على الأقل ,

أي نعم ، باسم نفس الملك المصلح تتعرض حرائر تازة للتهديد بالاغتصاب كما أقر بعض رجال الأمن عندما استغاثت النساء بالملك : هو اللي أعطانا الأمر باش نقتلوكم ووو
ويبدو أن فعل الاغتصاب ليس معزولا فالواقعة حدثت من قبل في سيدي إيفني الذي اغتصبت فيه بعض الفتيات بالفعل _ ويهدد به في أي مكان قد يحدث فيه نوع من الانفلات الأمني بعد مواجهات حامية الوطيس ما بين المحتجين وعناصر قوات الأمن أو القوات العمومية ,,,,علما أن المستهدف لا ينحسر عند النساء فقط بل يوجه التهديد للذكور أيضا كما تؤكد ذلك شهادات بعض المعتقلين السياسيين في السجون ,, لتذكرنا بأن لا شيء تغير وبان المسافة ما بين الدولة ذات الروافد الإقطاعية والذكورية العتيقة ودولة الحقوق والواجبات لازالت بعيدة المنال ,,,,,,,,
ذلك أنه عند الامتحان يعز المرء أو يهان ,


تجاوزات ما بعد الدستور الجديد و إقرار وزارة العدل والحريات :

 لا ضوابط هناك في استعمال القوة من أجل تفريق المتظاهرين .
لازالت الوحشية تعبر عن ذاتها عبر التنكيل بالمحتجين وسحلهم في الشوارع وتعريضهم للضرب الجماعي من طرف قوات التدخل السريع وكأن هؤلاء يواجهون عدوا خارجيا لا مواطنين من جلدهم ولحمهم خرجوا للمطالبة بما يعتبرونها حقوقا ويمارسون حقهم الدستوري في الاحتجاج السلمي الحضاري ككل الأمم المتحضرة في العالم ,

 لا رحمة تجاه المعطلين وهم يعتصمون لإقرار حقهم في الشغل
حيث منع عليهم الأكل والشرب والدواء وحوصروا بجحافل القوات المتعددة الاختصاصات وكأنهم جيوشا تحتل أرضي الوطن لا شبابا يناضل من أجل حقه في الوجود مما أدى لاحتراق أربعة شبان وموت بعضهم تحت نير التعذيب أو الحكرة و الإذلال ,


جسد المرأة كرهان سياسي :

لا زال جسد المراة يشكل أحد وسائل الإذلال عبر اختراق حرمته وحرمة البيوت التي تأويه,,,,,,
تماما مثلما ما كان يحدث في الأزمان الغابرة حيث تتعرض نساء القبائل المتعاركة بينها للسبي ويزج بهن في أسواق النخاسة إمعانا في الانتقام من العدو ,,,,,
الخطورة هنا أن هؤلاء النسوة والفتيات لسن أعداء لأحد ولا ينتمين لقبيلة الخصوم ,,, ومنهن من لا علم لها بما يحدث حواليها ,,,,,
و أغلبهن لا طموح سياسي لهن ، حيث زجت بهن شروطهن المعيشية في صراع لا منتهي من أجل الحد الأدنى للعيش ولا يدركن رهانات السياسة إلا في حدودها المعيشية البسيطة ,
فبأي ذنب يعاقبن ؟؟ سواء عبر الاغتصاب الفعلي أو حتى النفسي من خلال التهديد به وما قد يرافقه عادة من سب وشتم وعنف لغوي هو أكثر ضررا من العنف الفيزيقي نفسه ؟
,هؤلاء مواطنات مغربيات لهن حق الحماية والأمن تجاه السلطات وتجاه المجتمع أيضا من خلال هيئاته ومؤسساته التي يزعم أنها تسعى للدفاع عن حقوق الإنسان ,

الخطورة أيضا أن هؤلاء العسكر أو رجال الأمن يتم تجاوز حقوقهم الإنسانية عندما يطلب منهم استعمال فحولتهم في الترهيب حيث تتحول إلى وسيلة مهنية منحطة تستعمل للتخويف
وبث الرعب بين السكان لثنيهم عن ممارسة الاحتجاج والتظاهر وهذه نخاسة من نوع آخر ,,,,ذلك أن للجسد البشري حرمته ولا يمكن استغلالها لأغراض تتجاوز وظائف كينونته الذاتية
هناك بالتأكيد أهداف ترهيبية قد تخدم مصالح فئات متمترسة نحو مصالحها وتستعمل أبناء الشعب ضد الشعب تحت يافطة الأمن أو وطن من المفروض أن يتسع للجميع ويضمن العيش الكريم للجميع
والكرامة للجميع ,,,,,ولا يبدو أن من يتمتع بالكرامة يهدر كرامة غيره
أمام أول فرصة ,,,, فالكرامة شرف والشريف لا يعتدي على شرف الأبرياء حتى وإن كانوا خصوما فما أدراك إن كانوا إخوة في الدم والانتماء للوطن

ومن ناحية أخرى على القوات المهددة بالاغتصاب والبطش
أن لا تنسى بأنها لا تواجه عدوا خارجيا هي مطالبة بكراهيته والحقد عليه كي تزداد حماستها المهنية في المواجهة ،بل مواطنين و مواطنات يشترك معهم في أرض هذا الوطن وطعامه ومائه وهوائه وتاريخه وجغرافيته وعلاقاته المتشعبة والمعقدة ,,,,فمن يدري أن يكون ضمنهم أو ضمنهن قريبا أو صهرا أو عزيزا سيتعرض لعنف أو ضرر مجانيين .
ولتتذكر هذه القوات بأن هي نفسها لها نساء وأخوات وزوجات و أطفال تتركهم باستمرار بمفردهم نظرا لطبيعة مهنهم وقد يتعرضن لنفس المصير ,,,, فكما أدنت تدان ,هذه هي سنة الحياة . ومن يزرع الريح قد يحصد العاصفة ,

مخجل جدا أن يستمر استعمال سلاح الاغتصاب في ما يمكن تسميته بنزاعات سياسية ,

وأكثر خجلا منها أن تواجه هكذا تجاوزات بصمت الهيئات المختصة وما أكثرها ، لحسابات في نفس يعقوب قد لا تتجاوب مع الغايات ذات النفع القريب ,,,
ننتظر انتصاب نساء القرار السياسي والمؤسسي للدفاع عن نظيراتهن في سفوح المجتمع المنسي كما وعدننا بذلك وذلكم أضعف الإيمان ,

كما ننتظر التدخل العاجل للهيئات الحقوقية كي ترفع تقاريرها التي نأمل أن تكون شفافة هذه المرة فوق مكتب وزارة العدل و الحريات ,,,,,,كي لا يتحول هذين المفهومين إلى مجرد وهم جديد ضمن أوهام السياسة وما أكثرها عبر الحكومات المخزنية المتعاقبة .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتجاج ما بين النضال المتحضر ومأزق الغوغائية
- المرأة والحكومة الملتحية بالمغرب
- الحراك العربي ،ثورات أصيلة أم برمجة صهيو امبريالية ؟
- الانتخابات التشريعية بالمغرب تحديات جديدة في سياق الربيع الع ...
- لحظات ممطرة
- لخطاب الأول لمصطفى عبد الجليل،تحرير للوطن أم تحرير -للفحولة ...
- نهاية طاغية ، هل تفضي سقطة الذل لصحوة الضمائر ؟؟
- الربيع العربي ما بين الدفع التحرري و الدفع التدميري
- ولادات في -خلاء- المستشفيات بالمغرب
- حرق الذات ....اليأس الصارخ
- فاجعة تحطم الطائرة العسكرية المغربية .مهنة الجندية ما بين ال ...
- التسويق البلطجي للدستور المعدل أسلوب يسيء للهدف
- الحكرة أحد تجليات الاستبداد
- كرامة الطبيب جزء لا يتجزأ من كرامة الشعب .
- الإرهاب طامة اخلاقية بامتياز
- عنف السياسة و نعومة المشاعر
- الأزمة الإنسانية للنازحين على الحدود التونسية ، المغاربة وال ...
- أنظمة الضبط المحلية وعولمة القيم .
- كيف تنتعش الدكتاتوريات العربية ؟
- إرهاب الدولة في ميدان التحرير


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - الاغتصاب السياسي في دولة الاستبداد على هامش أحداث تازة السوداء