أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بلعمري اسماعيل - البربرة من أجل التحكم (Berbériser pour régner)















المزيد.....

البربرة من أجل التحكم (Berbériser pour régner)


بلعمري اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 14:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


جرت العادة في الجزائر على اختزال المسألة الأمازيغية بأسلوب تبسيطي ساذج قائم على نظرة ثنائية الألوان هي في الواقع تجلي عملي للتطرف الجزائري الراسخ في طباعنا و المعزز دوريا بحلقات العنف المتصلة بعضها ببعض على امتداد تاريخ البلاد و رقعتها, و مع أن المسألة الأمازيغية في الجزائر لا تخضع لأي تعريف أكاديمي معتمد عن مفهوم الأقلية لاءعتبارات عدة, فاءن فهم هذه المسألة التي تبدو غريبة – و هي بالفعل كذلك- يمر حتما عبر فهم التاريخ الحديث للبلاد و بصفة أخص اللحظة التي سبقت ميلاد الأمة الجزائرية الحديثة بمزاياها و عيوبها, و محاسنها و مساوئها.
فغرابة المسألة تكمن في أنها تسوّق اعلاميا على أنها قضية نضال أقلية اثنية و ثقافية تجاهد للحفاظ على كينونتها في وسط معادي يسعى جاهدا لكبت هويتها و الحاقها عنوة بثقافته الغالبة عددا و سطوة, و الحديث هنا عن" أقلية" أمازيغية هَمَشَت ثقافتها "أغلبية" عربية, أكثر من ذلك فاءن الأولى أصلية و الثانية وافدة, نحن اذا وفق هذا التوصيف أمام قضية كلاسيكية من قضايا اضطهاد الأغلبية العرقية للأقلية في مجتمع ما, كثيرا ما سجل التاريخ قديما و حديثا حالات مشابهة هي في الأساس سبب الأخطاء التي يقع فيها غير العارف بالطبيعة الاثنية و السياسية للمجتمع الجزائري عندما يقوم باءسقاطها عليه.
لنقف أولا عند مفهوم الأقلية الذي هو بالأساس مفهوم غير دقيق علميا, فقد عرفتها الموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية بأنها جماعة من الأفراد في مجتمع ٍ ما يتميزون عن الأكثرية عرقيا أو قوميا أودينيا أو لغويا او مذهبياً، و يخضعون لبعض أنواع الاستعباد والاضطهاد والمعاملة التمييزية, أما الموسوعة الأمريكية فلم تحدد الأقلية والاكثرية بمفهوم العددية بل وصفتهم بأنهم مواطنو الدرجة الثانية, أي فئة اجتماعية تمتلك قدرا أقل من القوة والنفوذ وتمارس عددا أقل من الحقوق مقارنة بالجماعات المسيطرة في المجتمع، وغالبا ما يحرم أفراد الأقليات من الاستمتاع الكافي بامتيازات مواطني الدرجة الأولى, أما مسودة الإتفاقية الأوربية لحماية الأقليات فاختلفت عن التعريفيين السابقين وركزت على كونهم جماعات أقل عدد من الجماعات الأكثر عددا ً في الدولة الواحدة ,ولكن يتميز أبناؤها عرقيا أو لغويا أو دينيا عن بقية أعضاء المجتمع، ويحرصون على استمرار ثقافتهم أو تقاليدهم أو ديانتهم أو لغتهم, في حين أن اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تعرفها بأنها جماعات متوطنة في المجتمع تتمتع بتقاليد خاصة وخصائص إثنية أو دينية أو لغوية معينة تختلف بشكل واضح عن تلك الموجودة لدى بقية السكان وترغب في دوام المحافظة عليها.
أين تكمن غرابة المسألة الأمازيغية في الجزائر اذا؟
أن التعريف العددي للأقلية هو أكثر التعاريف بساطة, و هو تعريف يعطي في حال طُبِق على المجتمع الجزائري نتيجة مفاجأة لمن يجهل واقع هذا المجتمع, اذ الحديث عندئد سيكون عن أقلية عربية لا يمكن تحديد نسبتها على وجه الدقة لكن تقديرات(قد تكون مغرضة) تتحدث عن نسبة لا تزيد عن 10%, و في رأيِّ فهي نسبة مبالغ في تكبيرها, و يمكن القول أن نسبة الأمازيغ من الباقي هي نسبة ساحقة على اعتبار العنصر الاءفريقي كما العناصر الأخرى نادرة, اذ لم تشهد البلاد توطن مركّز عدا للأوروبيين خلال فترة وجيزة من تاريخ البلاد, و بصفة مؤقتة.
هل تعريف الموسوعة الأمريكية للأقلية يسمح بالحديث عن أقلية أمازيغية مهمشة تشكل فئة ثانوية في المجتمع, و ذات نفوذ أقل من الفئة الغالبة(العرب).
النفوذ مهما كانت التعاريف المتبناة يقوم على أساس السلطة و المال,و لا يجهل أحد في الجزائر أين و لا كيف تصنع القرارات في مراكز السلطة و لا بيد من هي, ولمن يجهل تكفي الاءشارة الى تصريحات الرئيس بوتفليقة العديدة لوسائل الاءعلام عن طبيعة الدور الذي لعبته المؤسسة العسكرية "مكرهة"( اللفظ للرئيس) منذ الاستقلال و الى اليوم, لن أخوض طويلا في الطبيعة الاءثنية للذين تربعوا على رأس القيادة العسكرية في البلاد بما في ذلك نواتها الصلبة ( الأمن العسكري- مديرية الاستعلامات و الأمن) تكفي الأشارة الى أربعة من أكثر القيادات الأمنية تأثيرا في تاريخ البلاد الحديث و هم : خليفة لعروسي ( نائب مدير الأمن العسكري لاحقا و أحد مؤسسيه 1957-1960), قاصدي مرباح ( على رأس المديرية المركزية للأمن العسكري 1965-1979), الجنرال لكحل عيّاط ( مدير الأمن العسكري 1980-1988), و الجنرال محمد مدين ( مدير مديرية الاستعلامات و الأمن1990-الى اليوم), و هم جميعا من الأمازيغ (ثلاثة من القبائل ولحكل عيّاط من الشاوية), أما قيّادة الأركان و وزارة الدفاع و رئاسة الجمهورية و رئاسة الحكومة و جميع المؤسسات الهامة في البلاد (البنك المركزي-شركة النفط سونطراك.......) فهي من نصيب العنصر الأمازيغي بشقيه الشاوي و القبائلي.و هذا تقسيم عادل بالنظر الى التعريف الكمي للأكثرية و الأقلية, و ما يقال عن السلطة الاءدارية يقال عن سلطة المال, فأغلب رجال الأعمال و أصحاب أكبر المجمعات المالية و الاءقتصادية من الأمازيغ الناطقين بالأمازيغية على اعتبار أن أغلب من يوصفون بالعرب في البلاد هم في الواقع أمازيغ ناطقين بالعربية.
عن أيّة مسألة أمازيغية يدور الحديث اذا؟
ان تهميش اللغة و الثقافة الأمازيغيتين في الجزائر كما في المغرب أيضا هو أمر لاجدال فيه, لكن في الجزائر تحديدا لا يعبر هذا التهميش عن صراع بين ثقافة أقلية مغلوبة وأخرى لأكثرية غالبة, بل عن انهزامية ثقافية و عقدة دونية متجدرة لدى الأغلبية ازاء الأقلية أخرجت لنا مسخاً ثقافية صادما كان أحد أبطاله الدكتور عثمان سعدي الأمازيغي الشاوي الذي سعى و يسعى الى الحط من شأن أسلافه ليجعل من تعربهم رفعة, كما لا يفوت التذكير بأن صاحب قانون تعميم استخدام اللغة العربية في الاءدارة و الجامعة هو الرئيس زروال الشاوي الآخر و هو نفسه من رفض الاءعتراف باللغة الأمازيغية كلغة وطنية ثانية للبلاد.
و في حين عاشت منطقة القبائل سنة دراسية بيضاء دعى اليها النشطاء القبائل عام1998 للمطالبة بترسيم اللّغة الأمازيغية نجم عنها تأخر دراسي لمئات الآلاف من الطلبة, كان دعاة دسترة الأمازيغية و حاملي لوائها في المنطقة يرسلون أبنائهم و بناتهم الى العاصمة الجزائر للدراسة, و قد زاملت الكثير منهم في تلك السنة بالذات, فيما أرسل الأكثر حظا منهم أبنائه للدراسة في المدارس الدولية و باللّغة الفرنسية, فيما أحجم الكثير منهم و من غيرهم أيضا عن دراسة اللّغة الأمازيغية بعد دسترتها و تقريرها في المناهج حيث بلغت نسبة المسجلين في أقسام اللّغة الأمازيغية في بجاية( القبائل الصغرى) 40% , و 03% فقط في جيجل المجاورة (القبائل الشرقية), و أغلق قسم اللّغة الأمازيغية في جامعة بجاية لقلة الطلبة.
هل رفع مسألة الأمازيغية كمطلب اذا هو تكتيك لصراع خفي عن النفوذ بين أكبر تجمعين للأمازيغ في البلاد ( الشاوية ب 10 مليون نسمة و القبائل بنحو 06 مليون)؟.
تقول احدى أغاني المطرب المناضل معطوب الوناس " سائق حافلتنا شاوي, بينما القابض قبائلي"
و هي اشارة الى الرئيس زروال و رئيس حكومته أحمد أويحى في ذلك الوقت,لكن لفهم الطبيعة الفعلية لهذا الصراع الخفي الذي ظاهره تدافع ثقافي بين أنصار التعريب و أنصار احياء الثقافة الأمازيغية ينبغي العودة قليلا الى الوراء, و بالذات الى الفترة الاءستعمارية و الى نظرية البربرة .........................(.يتبع) Warnier . من أجل التحكم لصاحبها الدكتور فارنيي



#بلعمري_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أرض الاءسلام, الصليب أعلى
- الصحراء الغربية و امكانية العودة الى الكفاح المسلح, المشروعي ...
- بوتفليقة و معركة الفساد, الوهم و الحقيقة
- الربيع العربي هل يسقط خرافة الجزائر عربية
- لكل ثورة فتوى و فتوى مضادة, و لكل فتوى ثمن
- أيّها الوطن الناكر للجميل, لن تكون لك عظامي


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بلعمري اسماعيل - البربرة من أجل التحكم (Berbériser pour régner)