أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - التعصب الرياضى يؤتى ثماره فى مصر أخيرا .. من قطع العلاقات مع الجزائر من أجل مباراة كرة قدم إلى حرب أهلية بين القاهرة وبورسعيد ، وبين الأهلاوية ومشجعى المصرى















المزيد.....


التعصب الرياضى يؤتى ثماره فى مصر أخيرا .. من قطع العلاقات مع الجزائر من أجل مباراة كرة قدم إلى حرب أهلية بين القاهرة وبورسعيد ، وبين الأهلاوية ومشجعى المصرى


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 12:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التعصب الرياضى يؤتى ثماره فى مصر أخيرا .. من قطع العلاقات مع الجزائر من أجل مباراة كرة قدم إلى حرب أهلية بين القاهرة وبورسعيد ، وبين الأهلاوية ومشجعى المصرى. ولا لتطبيق الحدود السادية البدائية البشعة فى مصر ، ونعم للقانون الوضعى.



فى البداية نقدم واجب العزاء لأهالى وأسر ضحايا التعصب الرياضى من كلا الطرفين والناديين والألتراسين المصريين ، وندعو للضحايا بالرحمة ولأهاليهم بالصبر والسلوان على هذه المصيبة . وندعو لضبط النفس وانتظار نتائج التحقيقات والالتزام بتطبيق القانون المدنى وعدم تمكين مشاعر الثأر والانتقام العنترية الصعيدية من إشعال حرب أهلية بين القاهرة وبورسعيد وبين الأهلى والمصرى ..



قد رأيتم معا يا أحبائى منذ عامين فى نوفمبر 2009 ، كيف كان مبارك وأولاده يستغلون مباريات كرة القدم للدورى وأبطال أفريقيا وكأس العالم والمباريات الدولية من أجل دعم التوريث وتثبيت أركان حكمهم وأقدامهم والدعاية السياسية لهم فيما يمكن تسميته بتحالف الكرة والسياسة . (تماما كاختراق الإخوان الآن للفن والكرة وزرعهما بالإخوانى حمادة هلال والإخوانية حنان ترك والإخوانى الأهلاوى محمد أبو تريكة) .



وكان علاء وجمال مبارك ينويان بعد الفوز على الجزائر فى السودان فى نوفمبر 2009 ، العودة إلى مصر محملين على الأعناق كأبطال أسطوريين وينادَى بجمال مبارك أو علاء مبارك وريثا لعرش الجمهوملكية .. لكن شاءت الأقدار غير ذلك .. فكشر مبارك وأولاده عن وجوههم القبيحة واستغلوا جهل الشعب وسرعة تصديقه للإعلام وانقياده للتعصب الرياضى الأعمى ولو على حساب العلاقات الأخوية العربية السياسية والثقافية والتاريخية والمصيرية ، واستغلوا جهل الشعب وعنفه وتعصبه الرياضى الذى غذته ونمته الدولة والإعلام على مدى سنوات وعقود ، ولم تتصديا له ، ولعبوا على الوتر الحساس "كرامة مصر" ، فأخذوا يلعنون الجزائر ويسبونها ويسبون ويلعنون القومية العربية - عدوة واشتهت نايبة وجات لهم الفرصة للمزيد من التهجم على القومية العربية لعدوهم ناصر - ، وأخذوا يطعنون فى المليون شهيد جزائرى فى الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى ، ويصفون الجزائريين بالبربر وبنتاج اغتصاب الفرنسيين للجزائريات وما إلى ذلك من أوصاف قبيحة ويسمونهم المليون لقيط .. ونعق علاء مبارك بإشارة البدء وخلفه عمرو أديب وخالد الغندور وممثلون ومطربون ومثقفون .. واستمرت الحملة الإعلامية الجاهلية البغيضة لشهور



وكان مبارك وعلاقته بالدول العربية الشقيقة (ما عدا الخليج فقد كان عبدا سعوديا خليجيا) كانت علاقته بهذه الدول خصوصا الجمهوريات العربية ، علاقته بها زى الزفت .. إهانة من جهته وجهة إعلامه لهم ، وتهجم وتآمر مع أمريكا كما فعل بالعراق ولبنان وسوريا .. وكما فعل بالسودان وأخيرا الجزائر .. لكن هذه المرة كان قطع العلاقات السياسية والتهجم واستغلال الممثلين والمذيعين والقنوات الرياضية والصحف والمطربين والمثقفين فى تلك الحملة ، كان شديدا ومكثفا ومن أجل مباراة كرة قدم . أرأيتم مدى الإسفاف والتفاهة والتردى وضحكوا العالم علينا . وامتلأ الفيس بوك بشباب جاهل مندفع متعصب يسب الجزائر ويصمم لها رسوما مسيئة لعلمها ولكل شئ متعلق بها ، ورد عليهم مصريون مخلصون قوميون عروبيون بالقول والرسم ووبخوهم ووعظوهم ..



ومر ذلك ولم تتم محاسبة الإعلام وكل والغ فى تلك الفتنة والجريمة الإعلامية ... وها هو التعصب الرياضى وناره تتعدى حدود تدمير العلاقات مع الدول العربية الشقيقة إلى إشعال حرب أهلية بين الأندية المصرية والمدن المصرية .. إنها ثمرة متوقعة ونتيجة طبيعية .. فما زرعه الإعلام من تعصب رياضى منذ عقود وظهر جليا فى 2009 ، حصده الشعب المسكين فى الأول من فبراير 2012 .. لعل الإعلام الرياضى المتعصب يتعظ ولكنه لا يتعظ بل ينفخ فى النار للتهجم على بورسعيد البطلة القومية ومدن القناة ، لتصفية حسابات ضد ناصر أيضا بسيف الكرة ... لعل الإعلام الرياضى والعادى يكف عن تعصبه وينمى الروح الرياضية بين الأندية المصرية وبعضها وبين الأندية المصرية وأندية أفريقيا والوطن العربى والعالم .. ويكف عن استعمال الرياضة لقطع أواصر العلاقات والتهجم على الدول الأفريقية والجمهوريات العربية .. ولعل من أشعلوا النار بين الأشقاء ثم بين المصريين وبعضهم بسبب كرة القدم يندمون .. ليس العيب فى كرة القدم بل فى افتقار جمهورنا الرياضى وإعلامنا الرياضى إلى أبسط قواعد الروح الرياضية .. وإلى الإنصاف .. وإلى عدم خلط الرياضة بالسياسة - فتماما كما أننا نرفض خلط الدين بالسياسة تماما ، فإننا نرفض خلط الرياضة بالسياسة والدبلوماسية ، ونرفض تحويل الرياضة الراقية الأخلاقية إلى معول هدم وتمزيق للعلاقات بين الأشقاء وأداة إشعال حروب أهلية وإقليمية وتهجم - .



ولعل ما فعله مبارك ونظامه وإعلامه وممثلوه فى نوفمبر 2009 وما بعده ، كان تصفية حسابات مع الجزائر لأنها إحدى دول الممانعة وجبهة الرفض والصمود والتصدى ، التى لم تفتح سفارات للصهاينة على أراضيها ولا عقدت اتفاقات استسلام وتحالف معهم .. فكانت الجزائر والعراق وسوريا وليبيا والسودان هى جبهة الرفض التى تصدت لمشاريع السادات ومبارك ، وأدت إلى نقل مقر جامعة الدول العربية بعد كامب ديفيد إلى تونس وإلى مقاطعة العالم العربى لمصر .. فلعل الأمر هو ثأر قديم لم ينسه مبارك .. تماما كما انتقم من وتآمر دوليا مع أمريكا وعصابات الخليج الظلامية (مجلس التآمر الخليجى) على العراق حتى دمرت واحتلت .. والسودان الثيوقراطية النميرية البشيرية التى لم تحتاج لكثير من التآمر فما فعله البشير من تطبيق الحدود الظلامية والتحالف العسكرى الإخوانوسلفى هناك حقق ما أرادته أمريكا من تقسيم السودان وانفصال جنوبه فى دولة مستقلة .... وتآمر على ليبيا إعلاميا ودوليا على مدى سنوات حتى تم هدمها وإسقاط الناصرية فيها وثقرطتها وأخونتها ومسلفتها 2011 تحت اسم الثورة بمساعدته ومساعدة مجلسه العسكرى ذى الهوى الثيوقراطى . وتآمر على سوريا .. وها هى المؤامرة عليها - تحت اسم الثورة - متواصلة لإسقاطها وأخونتها وثقرطتها ومسلفتها ومحو العلم المصرى الناصرى واستبداله بعلم الانتداب الفرنسى الشبيه بعلم الخائن الشريف حسين وأعلام ممالك الخليج العضوض الظلامية القروسطية .



ولذلك فلم يكن غريبا أن لا تجد أثرا لأى مجلة ثقافية أو سياسية أو صحيفة لبنانية أو سورية أو جزائرية أو عراقية أو ليبية أو سودانية عندنا فى مصر ، منذ مطلع ثمانينات القرن الماضى ، فهى سياسة ساداتية مباركية لتمزيق الأواصر المصرية بالجمهوريات العربية الراقية الممانعة - الأقرب فكريا وحضاريا وتاريخيا لمصر من الخليجيين الظلاميين القروسطيين السلفيين والإخوان إلا إن دخل الخليج فى إطار العلمانية والحداثة والقيم الغربية المدنية المتحضرة مثلنا - ، تلك الجمهوريات الممانعة التى كان يكن لها حقدا وكراهية شديدة نتيجة لمعارضتها لصهيونيته وعمالته للسياسة الأمريكية والصهيونية . لم تكن تجد إلا مجلات أسياده الخلايجة والسعوديين الذين سمح لهم بإذلال المصريين عندهم بالكفيل والحدود وتلفيق التهم والجلد والإهانة واغتصاب أطفالهم .



والثائرون عليه - على مبارك - ليسوا بخير منه بل هم مثله أو شرٌ منه ، فهم نتاج عصره ومصدقو إعلامه والمتشربون بأفكاره وأفكار إعلامه المعادى للناصرية وللقومية وللاشتراكية وللجمهورية ، إعلامه الذى سمح بقنوات سلفية تكفيرية منذ عقد أو أكثر متخصصة فى تكفير ولعن وسب الشيعة والصوفية والبهائيين والناصريين والمفكرين والليبراليين والعلمانيين ، ونتاج إنترنت مشبع بالسلفية والإخوانية ويحوى قئ الإخوان والسلفيين أينما بحثت فى جوجل ، وكتابهم القمئ (أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام) ، وهم نتاج سنوات من مسلفة وأخونة معرض القاهرة الدولى للكتاب وعرض كتب الإخوانى المتطرف الغزالى - صاحب اقتراح تحجيب المصريات فى عهد عبد الناصر وقد فضحه ناصر ووبخه - ومجلدات وقئ السلفيين وإقامة جناح ضخم للكيان السعودى لينفث منه سمومه فى "المعرض الذى أنشأه ناصر" . إنه المعرض الملتحى المنقب منذ سنوات ، فى تجاهل إعلامى ورسمى مريب ، معرض القاهرة السلفى الإخوانى للكتاب . فهم نتاج وإفراز ذلك .



الثائرون عليه ليسوا بخير منه بل هم مثله أو شرٌ منه .. يكنون حقدا هائلا على النسر نسر صلاح الدين ونسر عبد الناصر ، نسر مصر ، نسر الجمهورية المصرية ، التى خلعت وأبادت الملكية العفنة وحررت مصر من حكم الأجانب الألبان ومن حكم الاحتلال البريطانى وحررت القناة ، ويحنون إلى العهد الملكى العفن الإقطاعى العثمانى الاحتلالى الإنجليزى البائد ، وإلى العلم الدينى العثمانى الأخضر ذى الهلال الأبيض والثلاث نجوم ، لعله لأنه العلم الذى توشح به إلههم حسن البنا سبحانه وتعالى ، ولعلهم يريدون عودة الطربوش أيضا تقديسا وإجلالا لإلههم حسن البنا ، وإلههم الجديد ذى الطربوش حرامى المساجد حافظ تلامة .



الثائرون عليه ليسوا بخير منه بل هم شر منه ، لأنهم رأسماليون مثله وأشد ، ولأنه على الأقل كان علمانيا بينما هم من عتاة الإخوانية والسلفية والمتعاونين مع الإخوان والسلفيين والمباركين لتأسيس الأحزاب الدينية بالمخالفة للدستور ولإعلان مارس الدستورى المادة الرابعة منه ولقانونى الأحزاب القديم والجديد . ففى هذا يكون هو أفضل منهم بمراحل على الأقل لم يسمح بأحزاب دينية .. لكن خطأه الفاحش هو السماح بقنوات سلفية والسماح للإخوان باكتساب الأنصار كالنار تحت الرماد فى الشارع المصرى . فهو مربى الكلاب الإخوانوسلفية والتى أطلقها المجلس العسكرى بمباركة المعارضة المنبطحة والثوار المتأسلمين على الشعب وعلى مصر العلمانية التنويرية المتمدنة .



الثائرون عليه ليسوا بخير منه بل هم شر منه ، يكنون حقدا هائلا على ثورة يوليو 1952 المجيدة ويريدون محو أثرها وتاريخها وتشويهها (طاعة لمرشدهم الإخوانى وأمرائهم السلفيين ومموليهم فى الخليج وإسرائيل وأمريكا ، وتطبيقا لدروس الإعلام المباركى الساداتى الذى تخصص فى لعن الفترة الناصرية وثورة 1952 مع أنه امتداد لها شاء أم أبى ، فانقلب السحر على الساحر ، وأصبحت الأجيال الجديدة مسممة ومشبعة بالإعلام الفاسد، تهاجم ثورة يوليو وناصر والجيش المصرى وتسميهم العسكر كأنهم مماليك أغراب أو جيش احتلال أجنبى وتنادى بتحرير مصر من العسكر ورفع العلم الملكى العثمانى الدينى الإقطاعى القروسطى الاحتلالى الأخضر).



الثائرون عليه ليسوا بخير منه بل هم شر منه ، لأنهم عبيد لقطر وللكيان السعودى - تماما كحال الثوار المزعومين فى سوريا وليبيا وتونس - .. ينادون بإسقاط مصر العلمانية وإقامة مصر الثيوقراطية الدينية (جمهورية مصر الإسلامية السنية كما يسمونها .. أو ولاية مصر العثمانية الخليجية التابعة للخلافتين الأردوغانية والسعودية .. هكذا بلغ الانحطاط بنا فى مصر أن تصبح مصر المستقلة غنيمة بين براثن ومنقار الحدأة السعودوأردوغانية) .. وهم - الثائرون عليه - أفيونجية شريعة وحدود سادية همجية قروسطية ، ومعادون للقانون المدنى وحرمة جسد الإنسان . فلجسم الإنسان حرمة لا يعرفها السعوديون والصوماليون والباكستانيون والأفغان ومجانين وأكابر وأصاغر مجرمى الإخوانية والسلفية ، لجسم الإنسان حرمة وقداسة تمنع تطبيق الحدود السادية الدموية البشعة الإجرامية القروسطية التى تتشدق بها أفاع رقطاء تصدر فحيحها دون كلل ولا ملل فى مصر وغيرها هذه الأيام ، تلك الحدود القروسطية الظلامية الوحشية البدائية التى تعتدى على حرمة جسم الإنسان المكرم ، وتصيبه بعاهة مستديمة أبدية يعير بها وتعوقه عن أداء عمله ويصبح فردا غير فاعل فى المجتمع وتجعله حاقدا على الدولة وعلى الدين ، وترهب المبدعين والمفكرين والفنانين باختراع حد التعزير وحد الردة وازدراء الإسلام وتأليف عدد جلدات وعقوبات بدنية سادية حسبما يتفتق عنها عقل القاضى السادى المتعصب المريض نفسيا وعقول المرضى النفسيين الإخوان والسلفيين ، وتعوِّد المُشاهِد لتطبيق الحدود فى الميادين على الوحشية والدماء والسادية والإجرام وامتهان جسد الإنسان وحقوقه وكرامته .. ومع ذلك فلا تزال الأفاعى تصدر فحيحها وتدافع عن الحدود الدموية السادية القروسطية البدائية المخالفة للمدنية ولحقوق الإنسان ، بفجور ووقاحة منقطعة النظير ، وعدم احترام لقيم القرن الحادى والعشرين .



الثائرون عليه ثوار شباب يركعون أمام شيوخهم ويسجدون لهم فى خشوع وتقديس وتأليه ، اتخذوا محمد بديع ومحمد حسان وابن تيمية وابن لادن وابن جبرين وابن العثيمين وابن باز إلخ أربابا من دون الله ..... ثوار شباب غير مستقلى العقل ولا الإرادة ولا التفكير ، حقن الشيوخ والعجائز المخرفون المتعصبون من أقاربهم ومن قادتهم الدينيين إخوانا وسلفيين عقولهم بأفكار متعفنة رجعية بدائية قروسطية تحريمية تكفيرية أكل عليها الدهر وشرب ، تضحك العالم المتحضر من تخلف هؤلاء وعيشهم فى القرون الوسطى ، وتوقف الزمن بعقلهم عند القرن السابع الميلادى قرون سمل العيون وقطع الأطراف واستعباد وامتهان الإنسان فى بلاد العرب والروم والفرس والعالم كله . ثوار شباب بعقول عجائز متعصبين ، عقول فقدت صلاحيتها ، عقول حفرية قروسطية ترجع نشأتها إلى القرن السابع الميلادى .. حين كان الروم البيزنطيون والفرس يطبقون الحدود الهمجية وسمل العيون وقطع الأطراف وإحداث العاهات وامتهان الإنسان وبيعه وشرائه ، فكانت الحدود متماشية مع العصر ، حيث كان عصرا همجيا بدائيا ، ولكن هذا العصر ولى وانتهى والقرون الوسطى ولت وانتهت ومر على ذلك العصر ألف وأربعمائة سنة ، واليوم نحن فى عصر كرامة الإنسان وحرمة جسم الإنسان ووثائق الأمم المتحدة ، عصر حقوق الإنسان والقيم التقدمية المتحضرة لا الرجعية أيها القروسطيين المتعفنين المتأخرين .



لا أطمح فى التأييد من كبار السن فى نصرة العلمانية إلا من كانوا علمانيين من الأصل فهؤلاء أساتذتنا ومعلمونا ولهم دورهم الكبير فى نشر العلمانية ولكن بطبيعة الحال العلمانية بحاجة إلى ثورية الشباب واندفاعهم وتسليحهم وجرأتهم ، فإن تبنوها وتسلموا رايتها من الكبار ، فسوف يهزمون الظلاميين وينقذون مصر ، وضربتهم للكيان الإخوانوسلفى تكون أشد وأمضى. أما كبار السن ممن ليسوا بعلمانيين - أى من كانوا إخوانا وسلفيين - فيملكون عقولا متحجرة متيبسة على وضعها الإخوانى السلفى لن تزعزعها كلماتنا كما حال أبى لهب وأبى جهل ، لا أمل فيهم ، ولكن الشباب هم الأمل إن اقتنعوا بالعلمانية وخلعوا عنهم السلفية والإخوانية. فكما قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ما معناه : نُصِرتُ بالشباب وخذلنى الشيوخ .





ونعود إلى موضوعنا الأول : التعصب الرياضى من قطع العلاقات مع الجزائر إلى أحداث بورسعيد واقتتال الألتراسين المصريين معا . فإن ثمرة التعصب الرياضى وناره قد تعدت التهجم على القومية العربية فى 2009 إلى تمزيق أواصر الوطن المصرى الواحد فى 2012 ، وهو نفس تأثير التعصب الدينى الإسلامى أيضا .. ونضجت ثمرة التعصب الرياضى الحنظلية المرة التى غرست فى 2009 وما قبلها ، ونضجت وأتت أكلها فى فبراير 2012 .



والتعصب الرياضى والدينى صنوان : أهلى وزمالك وإسماعيلى ومصرى .. مسلم ومسيحى وبهائى وقرآنى ولا دينى .. وهذا مسلم (لأنه إخوانى وسلفى) وهذا كافر خارج من الإسلام (لأنه شيعى أو صوفى أو أشعرى أو علمانى أو ليبرالى أو اشتراكى أو ناصرى) .



ومن قطعوا العلاقات مع الجزائر ("مَن" هنا تعود على النظام والشعب معا وليس النظام فقط فكما تكونوا يولى عليكم والناس على دين ملوكهم) ، هم من قتلوا بعضهم البعض أهلاوية ومصراوية ، هم أنفسهم أيضا الذين انتخبوا الإخوان والسلفيين نكاية فى المسلمين المعتدلين الحقيقيين الليبراليين والعلمانيين واليساريين ، وأيضا نكاية فى المصريين المسيحيين .. وسبا وتكفيرا لهم طوال عام مضى أحدث شروخا عميقة فى النسيج المصرى ، ثم يتباكون لمناداة البعض بدولة قبطية مسيحية ، وهو رد فعل منطقى لأنكم ناديتم بدولة إسلامية ونبذتم العلمانية التى تجمع الكل فى واحد ولا تفرق ولا تغذى النعرات الدينية والطائفية والمذهبية ، ولا تسمح بخلط الدين بالسياسة ولا بالأحزاب الدينية الإخوانية والسلفية والمسيحية إلخ. فكما ترفضون الدولة القبطية فارفضوا الدولة الإسلامية إن كنتم منصفين . وكما ترفضون الدولة الثيوقراطية اليهودية إسرائيل فارفضوا الدولة الثيوقراطية الإسلامية السعودية. هكذا العدل هكذا العدالة يا من تسمون حزبكم بالحرية والعدالة. ولا تعرفون عن الحرية والعدالة شيئا ، وأنتم ألد أعداء الحرية وأعتى خصوم العدالة.



وتشترك كرة القدم والدين فى مصر فى أنهما أفيون الشعوب خصوصا شعبنا المصرى ، وتستغلان أسوأ استغلال فى إشعال الأزمات السياسية والطائفية والحروب الأهلية وتمزيق الوطن الواحد وتمزيق أواصر العلاقات مع الدول الشقيقة وغير الشقيقة . ليس معنى ذلك أن كرة القدم سيئة شريرة يجب تحريمها كما يزعم الإخوان والسلفيون لكن المطلوب نزع التعصب الرياضى منها وعدم استغلالها ، وليس معنى ذلك أن الدين يجب إلغاءه ومحوه لكن المطلوب تحديثه وإبقاءه علمانيا بلا حدود سادية ولا أفكار إخوانية ولا سلفية ولا خلطه بالسياسة ولا أحزاب دينية ولا وصاية على الفنون والإبداع ولا حجب إنترنت ولا إجبار النساء على الحجاب والنقاب ولا التدخل فى حرية ملابسهن وحريتهن ، ولا إجبار الرجال على إطلاق اللحى ولا إغلاق محلات الحلاقة ، ولا وضع شعارات دينية على علم مصر ، ولا تبنى نشيد دينى لمصر ولا تغيير اسم مصر إلى اسم دينى ودولة دينية.



فالمطلوب دعم الرياضات الأوليمبية وأبطالها وبطلاتها والرياضات الأخرى جميعا إعلاميا وماليا ومعنويا ومساواتها فى الاهتمام والدعم بكرة القدم .



أيضا تنمية الروح الرياضية مثل العالم المتحضر ونبذ التعصب الرياضى ، والدينى ، لتزول كافة مظاهر التعصب الرياضى والدينى فى بلادنا .



مطلوب أيضا عدم استغلال الكرة فى السياسة أو التهجم على الدول الأفريقية والجمهوريات العربية الشقيقة أو تحريض المصريين على بورسعيد أو غيرها ... فهذا عيب كبير جدا . أما الذين يرفعون رايات الثأر الجاهلية ويحرضون فهم أكبر مجرمين بحق الشعب المصرى.



والمطلوب أن تدعوا القانون والتحقيق يأخذ مجراه ، وعدم استعمال العنتريات ضد بورسعيد أو غيرها ، بل لابد من التعامل بحكمة وهدوء فكلهم مصريون : الضحية والجانى .. ولو لم يكونوا مصريين لقلتُ : كلهم بشر. (لئلا يستغل كلامى فى شرعنة تكرار ذلك ضد غير المصريين) . . أما أسلوب غربان القصاص الناعقة من أجل سفك الدماء والفوضى وتحريض القاهرى على البورسعيدى إلخ والأهلاوى على المصراوى إلخ ، فهو أسلوب مرفوض وخطير جدا وعواقبه وخيمة على مصر .







صواريخ :



- تعليق على قتل ألتراسي الأهلى والمصرى لبعضهما البعض يوم 1 فبراير 2012 : الحمد لله إنى مبحبش الكورة .. وهى دى حقيقة شعبنا على فكرة .. ونفس المتعصبين كرويا هما المتعصبين دينيا .. وده ذنب الافترا على الجزائر .. خلى الشعب يقطع بعضه ويظهر على حقيقته

محدش بيتعلم ببلاش .. ياما طالبوا باحترام الروح الرياضية ولا الهوا


(وكما يقول صديقى رامز : روح رياضية إيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ رياضة إيه إحنا دخلنا في حروب عصابات علشان الكرة . أنا افهم ان ممكن واحد يموت علشان قضية علشان هدف نبيل و هو يتحدى الظلم و الظلامية لكن يموت في ماتش كرة مخنوق أو ملقى من المدرجات كثير على نفسيتي تحملها دي . هو في إيه هو الشذوذ النفسي عند المصرين وصل لكده :( ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هو إحنا كده فعلا ؟؟؟؟؟؟؟؟ هو إحنا بالعنف ده بجد ؟؟؟؟؟؟ هي الحكاية مش عدم وعي وإحنا بالعنف ده ؟؟؟؟؟؟؟))



من سنين وده متوقع لأنهم وصلوا من التعصب الرياضى وعدم الالتزام بالأخلاق الرياضية .. وانصباب اهتمامهم بالماتشات كأنها حياة أو موت مدى بعيدا ... لدرجة أنهم عملوا فيلم اسمه واحد صفر المفروض انه نقد لتعطيل المصالح والمستشفيات والأقسام خلال المباريات وتحس إن الفيلم بيمدح ده مش بينقده

فاكر الزوبعة الرهيبة اللى كادوا يقطعوا العلاقات مع الجزائر بسببها وطلع علاء مبارك يردح أيامها .. دى بداية المؤشر ودلوقت الثمرة نضجت ..


أنا أيام موضوع الجزائر اتضايقت نفسيا جدا .. من إشعال الممثلين والساسة والمذيعين منهم عمرو أديب للنار وحتى المثقفين قرروا مقاطعة الجزائر واستغلوا الحدث لتهييج الشعب وحرق السفارة وقطع العلاقات معاها .. وحسام حسن اللى قالك لو الجزائر لاعبت إسرائيل فى ماتش هاشجع إسرائيل .. العفونة ملت البلد فى كل المجالات .......... ده غير إهمال الألعاب الاولمبية وكل الرياضات ما عدا الكورة ماليا وإعلاميا الخ

مع الأسف الشعب يحصد ما زرع دى بداية الحصاد .. لسه حصاد التعصب الدينى وسب وتكفير المسيحيين والعلمانيين والتنويريين



- الأذكياء مفرطو الذكاء الذين يبرئون الشعب من التعصب الرياضى ويلصقون أحداث الصدام بين الالتراسين المتعصبين بالأمس .. يلصقونها بالمجلس العسكرى .. أى نعم المجلس العسكرى شيطان ومسؤول عن مصائب كثيرة .. لكنكم هذه المرة لم توفقوا فى الاستنتاج .. الأمر ليس فيه مؤامرة عسكرية ولا خارجية .. الأمر نضوج لثمرة التعصب الرياضى لدى جماهيرنا المصرية .. وليس كما تفعل الصحف المغرضة وتقول جمهور الأهلى ملاك وجمهور المصرى شيطان .. بل كلهم متعصب رياضيا لا أستثنى منهم أحدا أهلى زمالك مصرى اسماعيلى .. الشعب كله متعصب رياضيا وهو متعصب دينيا أيضا ..

ليس نقدى لهدم الشعب فهو شعبى وليس كما يزعم المغرضون السفلة الإخوان والسلفيون أننى أكره شعبى .. بل لحبى لشعبى انقده وبقوة كالأب الذى يقسو على ابنه لينصلح حاله .. ويا بخت من بكى الشعب وبكى الناس عليه ولا ضحكه وضحك الناس عليه .. وإننى ضد خداع الشعب لنفسه ورفضه لنقد ذاته ونقائصه بدءا من التعصب الكروى والدينى وانتهاء بالديجيهات وبينهما أمور كثيرة ..

بالضبط .. الجماهير الكروية كلها متعصبة وبتستفز بعض .. ولذلك أنا بالوم على اللى بيبرئوا الجماهير المشجعة لكل النوادى .. التعصب الرياضى متغلغل فى بلدنا وشعبنا من سنين والإعلام ساهم فى كده .. وكلنا فاكرين اللى قاطعوا الجزائر وشتموها عشان ماتش كورة .. الأول تعصب ضد الدول الأخرى والآن تعصب بين النوادى والجماهير والأديان فى البلد الواحد



- شهداء فى سبيل التعصب الرياضى الأعمى .. حاجة تقرف .. حتى الشهادة بيتاجروا بيها .. ومجرد انك تصف ضحية لخناقة أو لصراع رياضى كروى تعصبى أو صراع دينى تعصبى بأنه شهيد مع انه ما كانش فى حرب ضد عدو ولا هو مبطون أو مطعون ولا مات دون ماله ولا عرضه ولا نفسه ... معناها انك بتصف قاتله بأنه كافر وده منتهى الخطر

فالأولى أن نصفهم بأنهم ضحايا للتعصب الرياضى الذى لم يجرمه إعلامنا منذ سنين فما فعلوه من تحريض ضد الجزائر عشان ماتش كورة لو تمت مهاجمته وقتها ومنعه لما بلغنا هذه الحال



- يا ريت ننقد التعصب الرياضى شوية مش بس الجوانب السياسية لأننا كمجتمع بحاجة للنقد الذاتى لأحوالنا المتردية مثل افتقار الجماهير الرياضية للروح الرياضية وكلنا فاكرين اللى قطعوا العلاقات مع الجزائر وكانوا يلغوا اسم ميدان للجزائر وغيروا اسم قرية الجزائر لمبارك مصر عشان ماتش كورة فيه أهيف من كده .... أيضا الديجيهات فى الأفراح التى تقلق الناس وتفسد هدوء الليل ..




#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكارثية الإسلامية الإخوانوسلفية تطارد الفنان عادل إمام .. ...
- لا للوصاية الاخوانية السلفية على الحوار المتمدن وعلى الإسلام ...
- برلمان مصر 2012 السيرك الإسلامى الظلامى الكبير .. اللص الإخو ...
- دعاء على الإخوان والسلفيين .. ورسالتى للمتواكلين .. وسيندم م ...
- نرفض حجب المواقع الإباحية .. ونرفض الليبرالية الحمزاوية المن ...
- مناشدة للفنان كاظم الساهر وغيره من المطربين العرب من أجل أن ...
- خواطر من مفكرتى 7 : العلمانية والأديان الإبراهيمية - وخواطر ...
- مبارك حليف الإخوان والسلفيين
- قل موتوا أيها الإخوان والسلفيون بغيظكم .. فالقرآن ليس حكرا ع ...
- خواطر من مفكرتى 6 : رسالة مهمة إلى النازلين للتحرير يوم 25 ي ...
- خواطر من مفكرتى 5 : دعوا المجلس العسكرى وحلفاءه الإخوان والس ...
- صفحة من كتاب التاريخ للصف الأول الإعدادى - مصر للعام الدراسى ...
- الفرق بين المسلم والمظلم
- يا أحمد فؤاد نجم .. الساكت عن فضح وهجاء الإخوان والسلفيين شي ...
- بقاء مصر بنسرها وجمهوريتها وتقدمها وحضارتها وعلمانيتها وحريا ...
- أردوغان وعبد الله آل سعود يتنافسان على منصب الخليفة وجعل مصر ...
- الرجعية العربية (الإخوان والسلفيون والملكيون والخليجيون) ينت ...
- يا جيش مصر ، تصدى لثورة الخونة رافعى العلم الأخضر الملكى الع ...
- يا شعب مصر استهدِفوا الإخوان والسلفيين ولا تستهدِفوا الجيش و ...
- يا ريت مصر زى فرنسا .. وعلاقة نوارة نجم بمحمد حسان ..


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - التعصب الرياضى يؤتى ثماره فى مصر أخيرا .. من قطع العلاقات مع الجزائر من أجل مباراة كرة قدم إلى حرب أهلية بين القاهرة وبورسعيد ، وبين الأهلاوية ومشجعى المصرى