أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - نيجيرفان بارزاني والمعارضة الكردية... كل ديمقراطية تسقط بإختفاء المعارضة















المزيد.....

نيجيرفان بارزاني والمعارضة الكردية... كل ديمقراطية تسقط بإختفاء المعارضة


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيكون الحديث عن الديمقراطية بمثابة نكتة سمجة ، وطرافة لا تجلب المرح في حال غياب المعارضة أو إنخراطها في الحكم لتكون ضمن منظومة السلطة ، بل لا معنى للديمقراطية ولا معنى للحياة البرلمانية حينما يساهم الجميع في تشكيلة الحكومة وتكون الكراسي و نسب التمثيل في الحكومة هي الهم الأول والأخير لمتقاسمي الكراسي ، وفي تلك الحال لا بد من أن تكتمل المعادلة الواضحة المعالم ،التي لا تحتاج الى جهد ذهني كبير لفهمها ، فطرفها الأول (الحكومة) ، وطرفها الثاني (الشعب)، وفي عرفنا الشرقي فالمعادلة تعني (إستبداد المتنفذين) مقابل (قهر المواطنين )،
وبذلك لن تقوم دعائم مجتمع مدني عصري حضاري ، وتبقى البهرجة الزائفة والعمارات الخالية من الروح والشوارع الرئيسية الفارهة وأعمدة الإنارة ليلاً في اربيل دون معنى ، وسيكون من المضحك عندما نسعى دائماً الى الإيحاء للآخرين بأننا (أصحاب تجربة فذة ورائدة) ، ونتحدث دائماً عن إنتصاراتنا بعقلية أبطال الشرق ، وبذلك نحن لا نجلب – في المحصلة – من الآخرين غير السخرية .

إقليم كردستان ، كحالة متأصلة من الشرق ، وكجزء من العراق ، ليس قاعدة إستثناء في ظاهرة الإستبداد الشرقي ، وتبدو الديقراطية المتقدمة فيها مقارنة بديمقراطية العراق العرجاء ، هي أيضاً ديمقراطية تشوبها الشوائب وتواجهها منعطفات خطيرة ، ديمقراطية يحاول الحكام دائماً أن يذكروا مواطنيهم بها وانها –الديمقراطية- منحة وهبة منهم وانه لولا هم لما كانت هناك ديمقراطية! ودائما يحاولون تذكير المواطن بأيام صدام حسين ويقارنوا أيامنا هذه بأيام ذلك الدكتاتور المستبد ، في حين هم يدركون تماماً بأن هذا الشعب هو الذي بادر الى التمرد على نظام صدام حسين القمعي وحرر أرضه من رجس مؤسسات صدام القمعية المجرمة من (جيش وأجهزة أمن واستخبارات ومخابرات وشرطة وتنظيمات حزب البعث وميليشياته) في وقت لم تكن هناك أية قيادة سياسية قد دخلت الأقليم بعد ،وأقدم الحلفاء غداة انتهاء حرب تحرير الكويت الى إعلان المنطقة الآمنة وعملية توفير الراحة كغطاء لعودة ملايين الكرد الذين تبعثروا في مجاهل الجبال تاركين وراءهم كل ما يملكون ، وعادوا من جديد الى بيوتهم بحماية دولية ، تاركين أيضاً وراءهم الاف القبور في تلك الجبال الوعرة لذويهم وأطفالهم وشيوخهم بسبب قساوة الجبال والمناخ وتفشي الأمراض ... هذه العوامل تجمعت لقيام هذه الديمقراطية الكردية ، وليست فقط جهود الحزبين الحاكمين الذين إنهمكا في حرب داخلية كردية –كردية خلفت وراءها الاف الضحايا من خيرة أفراد (البيشمركة) ، وأستمر تناحرهما من ايار 1994 الى أواخر 1998 عندما رعت الخارجية الأميريكية اتفاقية الصلح بينهما في واشنطن باشراف وزيرة الخارجية الأميريكية مادلين اولبرايت آنذاك...تلك الحرب التي استنزفت مئات الملايين من الدولارات ناهيك عن تراجع التعاطف الدولي ، وتصاعد وتوسع التدخل الأقليمي السافر (إيران وتركيا وسوريا) الواضح والفاضح في تغذية الحرب الداخلية الكردية الكردية الى حد زج حزب العمال الكردستاني في ثلاث جولات حرب داخلية في اقليم كردستان ... كان الخاسر الوحيد من تلك الحروب هو الشعب الكردي فقط .

اليوم يبدو المشهد السياسي الكردي أكثر تعقيداً من ذي قبل ، فقد أصبح إقليم كردستان يلعب دوراً فاعلاً في مسرح الأحداث على مستوى العراق وعلى مستوى الدول الأقليمية ، ولا بد له ان يكون لاعباً ماهراً ومتمرساً خصوصاً ان القضية الكردية تواجه مداً عدائياً داخل العراق من قبل حلفاء الأمس حكام اليوم ، كما ان الواقع السياسي والإداري في اقليم كردستان ما زال هدفاً منشودا من قبل أنقرة وطهران ودمشق ، فالمدفعية الايرانية ، والقصف الجوي التركي مازال دليلاً على العداء المستفحل لدى تركيا وايران تجاه الشعب الكردي وقضيته ...في وقت تنتظر بغداد قدوم طائرات F16 من أميريكا بفارغ الصبر إذ يحلم البعض بتحليقها من جديد في سماء كردستان كالكواسر المفترسة المتعطشة للدمار والدماء...!

بعد هذا العرض الممل ، تبدو محاولات كاك نيجيرفان بارزاني ، لضم المعارضة الى صفوف الحكومة ، غير علمية ولا تخدم الوضع في كردستان ولا تصب أبداً في خدمة الحراك الديمقراطي في كردستان ، انتهت فترة ولاية برهم صالح في وضع لم يكن يحسد عليه ولم تنقذه ابتسامته العريضة وصوته الهاديء وأدائه الدرامي في لقاءاته الإعلامية ، فقد انتعشت المعارضة الكردية بتوجهاتها العلمانية ، الاسلامية ، الشبابية ، ونشط الحراك الشعبي الى حد إضطر معه رئيس الأقليم السيد مسعود بارزاني لإطلاق مشروعه الإصلاحي الذي يمضي برتابة وبخطى سلحفاتية وتواجهه الكثير من العقبات الحقيقية.

نيجيرفان بارزاني كونه صاحب تجربة إدارية في كردستان العراق ونائباً لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني (مسعود بارزاني) وشخصية متنفذة في المجتمع الكردستاني يدرك تماماً ان العمليات التجميلية والترقيعية لإخفاء التجاعيد عن وجه التجربة الكردية لن تجدي نفعاً في وقت يعيش فيه الشعب الكردي حالة من الإستياء ، وتعيش شريحة الشباب حالة واضحة من الحرمان وهي تتطلع نحو مستقبل أفضل وتتأثر بسرعة كبيرة بوسائل التواصل الإجتماعي وكذلك بالتغييرات السريعة والمذهلة الحاصلة في دول المنطقة ، سيما ان كاك نيجيرفان كثير السفر ويعايش الديمقراطيات المتمدنة في أميريكا والغرب ويمكث خارج الإقليم أكثر من مكوثه في داخله، لذا انا شخصياً أستغرب من محاولاته لإقناع أطراف المعارضة الكردية للمشاركة في حكومته ، فهذا الأسلوب التوافقي ما زال إرثاً غير مرغوب فيه للحزبين الكبيرين الحاكمين ( الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني) الذين استأثرا بكل مقدرات الإقليم ومؤسساته الإدارية كحالة من المحاصصة الحزبية ، فهل تتحمل الظروف الحالية استمرار النهج القديم المعروف في إدارة الأقليم ؟!

لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بنعم ، ولنفترض ان المعارضة كلها انخرطت في الحكومة ، فهل سيبقى الأقليم نائماً ، وهل ستدخل التجربة الكردية سن اليأس ولن تولِد معارضين آخرين ؟! وهل بإنضمام نوشيروان مصطفى وصلاح الدين بهاءالدين وغيرهما من قيادات المعارضة الى صفوف السلطة سيتم التغلب على المشاكل الكبيرة ؟! ويكون الوضع مثالياً ووردياً؟! وماذا عن القواعد الشعبية لهذه القيادات ؟! ألا تنقلب على قياداتها ؟! في وقت يعج حتى الحزبين الحاكمين بشباب يتطلع نحو حياة أفضل بل ويطالب بالتغيير في قرارة نفسه ؟! لا أعتقد أن تكون كردستان عاقراً لتقف في حدود معارضة يقودها نوشيروان مصطفى أحد أركان الإتحاد الوطني سابقاً ومن أبطال الحرب الداخلية الكردية الكردية...!

سترتكب المعارضة الكردية خطأً فادحاً لو إرتضت لنفسها المشاركة في الحكومة ، إذ ستكون هذه الخطوة صفعة للديمقراطية ، وصفعة للإصلاحات ، وستكون بمثابة عملية إجهاض لمشروع المعارضة ، السيد نيجيرفان بارزاني يدرك تماماً أن الحكام العرب صادروا الديمقراطية ، وصادروا الحريات بأسم قضية فلسطين ولأكثر من ستة عقود ، وها هي الشعوب العربية تعي تماماً كذبة الإدعاءات ، خصوصاً إدعاءات الأنظمة الثورية على شاكلة نظام مبارك والقذافي وعلي عبدالله صالح ونظام بشار الأسد الذي هو إمتداد لنظام أبيه الطاغية حافظ الأسد... ونحن الكرد كنا نعيب على الأنظمة العربية وما زلنا نعيب عليها رفضها للمعارضة ، ونعيب على برلماناتها على انها برلمانات ( موافج) بالإجماع ... فهل سنعيد الكرة ونتحول إلى نظام حكم شبيه بالأنظمة العربية تطالبنا أنقرة غداً بإطلاق الحريات وتبني الديمقراطية ؟ وهل سيتحول برلماننا الى برلمان (موافق بالإجماع) ويرقص ويصفق أعضاؤه بالإجماع في حال دخول السيد الرئيس قاعة البرلمان...؟



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حقي كمواطن أن اطالب مام جلال بالإستقالة من منصبه
- ساسة العراق ... من المربع الأول الى الحلحلة واللملمة واللصلص ...
- في هذا العراق لا أثق بالساسة ... كل الساسة
- أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة
- الرئيس مام جلال في طهران ...أين البروتوكولات والاعراف.؟!
- وليد المعلم ووهم البطولة الجوفاء
- ما بين الطفل حمزة الخطيب ... والطفل محمد الدرة... وطفل حلبجة ...
- دريد لحام من جوقة وعاظ السلاطين منذ أن وُجِد
- نواب رئيس جمهورية العراق...بطالة مقنعة في مديرية الشراكة الو ...
- الثنائي الإعلامي الممسوخ شريف شحادة وعصام تكرور السوريين
- بلادي وإن جارت عليَ عزيزة ... وأهلي وإن شحوا عليَ كرامُ...!؟
- كل مستقل في هذا الوطن خائن وعميل...!
- وهم الديمقراطية العراقية وتأثيراتها على حركات التغيير في الع ...
- سميرة المسالمة رئيس تحرير صحيفة تشرين السورية تصدق نفسها ؟!
- الى أحرار سوريا - نظام البلطجة البعثية سينهار أمام ارادتكم
- أستاذ كفاح محمود - لنتحاور على خلفية مقالكم - من أجل كردستان ...
- ستتهاوى الكثير من العروش - إنها لحظة تارخية جميلة
- قف أنت في العراق بلد الحضارات...! هنا لا دولة ولا قانون
- الحراك السياسي في أقليم كردستان -مابين الفساد والإنهيار يكمن ...
- تونس ... كل أصباغ الشعر ومواد التجميل لن تنجح في اخفاء عجز ا ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - نيجيرفان بارزاني والمعارضة الكردية... كل ديمقراطية تسقط بإختفاء المعارضة