أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم طلاع - بوادر الحركة اليسارية في العراق - القسم الثاني -















المزيد.....

بوادر الحركة اليسارية في العراق - القسم الثاني -


قاسم طلاع

الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


( 2 )
إلى جانب هذا النادي كان هناك ناد آخر في مدينة البصرة. وهذا النادي هو نادي الشبيبة، الذي كانت جمعية الأحرار تعمل في داخله. وكانت هذه الجمعية تضم مجموعة من الشباب كانوا قد اعتنقوا مبادئ الثورة الفرنسية وأعلنوا أن العراقيين " ولدوا أحرارا ليعيشو أحرارا . " .
وترجمت هذه الجمعية أهدافها في بيان تضمن مجموعة من النقاط:
1. تحرير العقل والروح والجسد ونشر حرية التفكير والكلمة والفعل بكل الوسائل المشروعة.
2. أ. العمل بلا هوادة ، وبكل الطرق القانونية، من أجل فصل الدين عن كل الشؤون الزمنية، أي عن السياسة والتعليم والحياة العائلية.
ب . الاحتجاج بقوة ..... على أي عمل ديني يضر بوحدة الشعب.
3. نشر التسامح الديني في كل البلدان العربية.
4. يتم تحقيق هذه الأهداف بالتغيرات التشريعية .... وبالمشاركة في الانتخابات النيابية.
5. فضح مدى انحراف رجال الدين في سلوكهم عن الجوهر الإنساني للدين،آخذين في الاعتبار أن الأديان كانت السبب الرئيسي في التفرقة، وأن الهدف الأسمى للجمعية هو توحيد قوى الشعب المبعثرة.
6. عقد اجتماعات عامة بهدف تعريف الناس بأحدث الأفكار العلمية والاجتماعية وإطلاعهم على آخر التطورات الدولية.
7. تحرير المرأة العربية من أغلال الأنحطاط والجهل.
8ز ترويج مشاعر الزمالة بين الناس.
9. تشجيع المدارس الوطنية العربية واعتبار البلدان العربية كبلد واحد.

أن النقاط التسعة هذه تعكس بشكل واضح التوجهات الليبرالية لهذه الجمعيةفي مطالبتها بالعمل الشرعي ضمن الحدود القانونية التى تسمح بها اللعبة الديمقراطية بالوصول إلى أهدافها.
وكما يبدوا من هذه النقاط، أيضا، بأن الجمعية لا علاقة لها بالفكر الماركسي، كما يتصور البعض،وإنما تبنت تلك الأفكار التى حملتها رياح الثورة الفرنسية ( حرية. مساواة.أخوة ) - وهي أفكار ليبرالية - وكانت هذه بادرة أولية في محاولة لنشر الأفكار البرجوازية ، كخطوة أولية بالوقوف ضد الأفكار التقليدية التي كانت مسيطرة على المجتمع العراقي، وبطريقة سلمية بعيدة عن كل أساليب العنف، كما ذكرنا أعلاه. وكانت هذه الجمعية قد طرحت في نقاطها التسعة هذه ما يطلق عليه اليوم بمفهوم " التعايش الطبقي.

ولكن متى دخلت الأفكار الماركسية الى البصرة..؟

وإذا كان حسين الرحال هو الذي وضع النوات الأولى لحركة ماركسية في بغداد، فكيف وصلت مثل هذه الأفكار الى مدينة البصرة..؟
ذكرت الكثير من المصادر، على أن تشكيل أول حلقة ماركسية جاء بتأثير بيوتر فاسيلي القادم عام 1922 من جورجيا المنحدر من أب عراقي عاش في مدينة العمادية ، تركها أيام العهد العثماني، إضافة الى تأثير بعض الشخصيات، التى كانت تعيش في مدينة المحمرة الإيرانية ولها علاقات غير مباشرة مع ممثلي الاتحاد السويتي ( في
ذلك الحين )، الذين كانوا متواجدين في مدينة الأهوازز وإذا صح هذا، فإن هناك نقطة يجب الإشارة إليهاهي : " أن الأفكار لا يمكن أن تجد من يتقبلها من دون أن تجد لها أرض خصبة . ".
وعلى أية حال، يمكن القول، بأنه الى جانب جمعية الأحرار، كانت هناك حلقة ماركسية ضمت كل من يوسف سلمان يوسف ( فهد ) وداود سلمان وغالي زويد، وربما عبدالحميد الخطيب، الذي ذكر في 22 كانون الثاني عام 1934 في التقرير الذي قدمه إلى الشرطة، بأنه هو أول من كون حلقة شيوعية في البصرة عام 1927 ( وهذا أمر مشكوك فيه ). وكانوا هؤلاء من رواد نادي الشبيبة، الذي كان بيوتر فاسيلي يرتاده أيضا... ولكن لا يعني هذا، بأن هؤلاء الثلاث لم يتعرفوا على هذه الأفكار قبل معرفتهم بفاسيلي، بل على العكس، فالبصرة، الميناء العراقي، الذي يربطها الخليج العربي مع أنحاء العالم، كانت تتقبل كل ما يدخل لها من أفكار جديدة، وكان يوسف سلمان يوسف ( فهد ) على اطلاع على مثل هذه الأفكار، وخصوصا، أنه كان يجيد اللغة الانكليزية ( قراءة وكتابة )، التى مكنته من مطالعة أو قراءة مثل هذه الأدبيات التي بلورة مفاهيمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولو لم يكن قد ملك أرضية بهذا الخصوص( وأعني هنا اللغة الانكليزية )، لما تمكن من صياغة مذكرة للعمال المضربين عام 1919 ( في ميناء البصرة ).
لم يهتم سلمان يوسف سلمان ( فهد ) في المسائل النظرية فقط، كما فعل حسين الرحال، وإنما تعدى ذلك وحاول، وحسب ما كان يملك من قدرة، الاهتمام بالجانب العملي من النظرية، حيث جسد المبادئ التى تحملها هذه النظرية في حزب ماركسي أخذ على عاتقه الدفاع عن حقوق المضطهدين والفقراء من الشعب العراقي.ويعود هذا الى البيئة التى نشأ وعاش في وسطها.
لقد كانت مدينة البصرة مدينة عمالية وفلاحية في آن واحد. عمالية لأنها كانت الميناء العراقي الوحيد الذي يستقبل كل البضائع القادمة من أنحاء العالم عبر المياه المتدفقة الى سواحل هذه المدينة، كذلك تضم شبكة من السكك الحديدية الواسعة الانتشار التى تربطها مع المناطق الأخرى من العراق.وفلاحية، لأنها كانت ولا زالت أرض زراعية خصبة مشهورة بزراعة النخيل. وكانوا هؤلاء الفلاحون والعمال، على حد سواء، يعانون الظلم والاضطهاد، حيث الكدح المرهق وظروف الحياة القاسية والاستغلال الشديد، إضافة الى الاحتلال البريطاني لها وللمناطق المتبقية من العراق.أما مدينة الناصرية، التي صدر فيها أول بيان شيوعي كتبه فهد بيده، فقد كانت مدينة تهتم بالزراعة، وهي بذلك مجتمع فلاحي.
في هذه البيئتين عاش يوسف سلمان يوسف ( فهد ) ومن هذه البيئتين استقى تلك المصادر التى دفعته الى الانضمام الى الحزب الوطني برئاسة جعفر أبو التمن وأيضا بناء وقيادة الحزب الشيوعي العراقي ، على العكس مما نراه عند حسين الرحال، حينما رفض أي انتماءا حزبياوجعل من نفسه مجرد حلقة وصل بين الماركسية وبين اللذين أسسوا الحلقات الماركسية في بغداد. وبقى على هذه الحالة لكونه، كما كان يعتقد، بأنه منور اجتماعي، ليس من واجبه بناء أو تأسيس حزب، وإنما هناك قضية ملحة وآنية هي خلق نخبة من المجتمع تأخذ على عاتقها" تحديث " مؤسساته السياسية والاقتصادية والاجتماعيةعلى ضوء متطلبات الواقع. لهذا نرى أن أعضاء الحلقات الماركسية في بغداد، وكان أكثريتهم يعتبرون مثقفي عصرهم، قد لعبوا دورا كبيرا في توعية التوعية الاجتماعية وخصوصا بين الطبقة العاملة وتقديم المعونات النظرية في التنظيم النقابي. ولم يقفوا عند هذا الحد فقط، وإنما شاركوا، أيضا، العمال في كل اضراب كانوا يقومون به، كما حدث هذا مثلا عام 1927، عندما أعلن عمال السكك الحديدية إضرابهم.
وبمرور الزمن برز أول تنظيم يساري أخذ على عاتقه الدفاع عن حقوق العمال والفلاحين وقدم الكثير من الشهداء، ألا وهو الحزب الشيوعي العراقي وكانت ولادته في عام 1934.

إنتهى
ـــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:
* " الصحافة " هي أول صحيفة يسارية صدرت في العراق . وكانت تصدر كل ستة أشهر مرة واحدة .
1.حنا بطاطو: العراق- الكتاب الثاني - الحزب الشيوعي. ترجمة عفيف الرزاز، الطبعة العربية الأولى بيروت 1992
2.زكي خيري: صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي مخضرم.
3. الثقافة الجديد: العدد 304 كانون الثاني-شباط 2002. يصدرها الحزب الشيوعي العراقي .
4. عزيز سباهي: عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، الجزء الاول. الطبعة الأولى دمشق 2002.
5. د. كاظم حبيب، د زهدي الداودي: فهد والحركة الوطنية في العراق. الطبعة الأولى 2003 بيروت-لبنان



#قاسم_طلاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوادر الحركة اليسارية في العراق - القسم الأول -
- شيوخ مدينة الفلوجة هم مأساتها
- المعتزلة بين المثقف والسياسي ( العراق نموذجا ) الجزء الثاني
- المعتزلة بين المثقف والسياسي ( العراق نموذجا ) الجزء الأول
- شرعية الاختطاف والقتل عند الاسلام السياسي السلفي
- بدعة الاحتجاج والكذب المبطن
- المعطف - بيرتولد بريخت
- من أين تستمد الانتخابات العامة شرعيتها ...؟
- الثأر من التاريخ


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم طلاع - بوادر الحركة اليسارية في العراق - القسم الثاني -