أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد فوزي راشد - عندما همس لي الجّرح














المزيد.....

عندما همس لي الجّرح


محمد فوزي راشد

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 20:38
المحور: الادب والفن
    


شعرها الأسود الفاحم بالكاد يصل إلى كتفيها ..
نظراتها دافئة و آسرة ..و فيها ..ثقة كبيرة .. بقدرتها على سحري ..
لاتزال تقف تنظر إلي بعينين كبيرتين .. رائعتين.. ما أجمل هاتين العينين .. خاطبت نفسي .. ما أروع السحر الذي ينبعث منهما ...

كان ذالك الشاب مصاباً برصاصة في صدره .. كان يرشح من جرحه لون القرمز .. و بدا كأن الجرح سيهمس لي بكلمات .. اقترب أكثر .. اقترب أكثر ..
ماذا يريد أن يقول لي هذا الجرح الشهيّ ...
كنت قد رأيته يخرج مع أترابه إلى المظاهرات في ساحة مدينتنا.. كانوا يرددون الهتافات و الأغاني ..
و بعد كل اعتقال كانوا يعيدون سيرتهم الأولى ,مظاهرات , سهرات احتجاج ليلية صاخبة بالأغاني , وفي اليوم التالي كانوا يسيرون في جنازة صديق لهم , قتلته عصابة ,سيطرت على الوطن بقوة السلاح و النار .
في أحد الأيام اعتقلوا أباه, وبعد أن خرج أبوه من المعتقل, تغيرت نظرات الفتى, وصارت ضحكته أكثر يقيناً و صوته أكثر ثباتاً, كأنه قد كبر عشر سنين في أسبوع واحد وصار كلما اجتمع و أصدقاؤه يتهامسون.
لم أعد أرى ذلك الفتى كثيرا, و لم أعد أرى سوى واحد أو اثنين من أصدقائه.

لقد كحّلت عيناها, مثل بنات العرب, ما أروع هاتين العينين... خاطبت نفسي ..
كنت أخاف من الاقتراب منها, كنت أخاف من إغراء عينيها, كنت أخشى أن أتردى في عشق مُميت.

اقتربت من ذلك الفم القرمزي الشهيّ, ارتجف قلبي , كان الجرح يشدو بأصوات ملائكية.
شعرت بنفسي و أنا أهوي في عشق غامض قاتل , حاولت الإمساك بخصلة من شعرها الأسود الفاحم ,
حاولت أن أمسك احد أصابعها , لكنني كنت ابتعد كمن يجذبه ثقب أسود.

تلك التراتيل يتردد صداها في عقلي من ذلك الجرح الشهيّ .
كانت تشدني إلى تلك العلاقة المغرية , المرعبة , لقد أسرتني همسات جرحك يا فتى .

عذراً فاتـنـــتي , اعتذر من عينيك , فعلى الطرف الآخر تنتظرني فتيات ينشدن بأصوات لاهوتية كأجراس من زجاج,
غناؤهن يسلبني إرادتي , عيونهن سود و شعورهن طويلة لم أر مثلهن قط ,هل سمعت يا غاليتي , يقال لهن الحوريات .
لقد أقسم الكثيرون أنهم سمعوا تلك الأصوات مثلي .



#محمد_فوزي_راشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام هرقل
- طاق طاق طاقية
- هل سقط الجدار ؟
- أمة عربية واحدة
- لقد تهددنا الصفيقُ آنفاً
- حجارة سوداء
- كيك صعب الهضم
- الطبيب
- كيف سنجبر العالم على الاعتراف بالمجلس الوطني السوري
- نقابة الفنانين تحكم سوريا
- لماذا قال : أيها الشعب السوري العظيم ؟؟
- عندما رفع بشار الأسد المصحف
- لماذا استجداء الحظر الجوي


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد فوزي راشد - عندما همس لي الجّرح