أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حميد طولست - مشكل الكرة ليس في المدرب بقدر ما هو في المسؤولين عنها.















المزيد.....

مشكل الكرة ليس في المدرب بقدر ما هو في المسؤولين عنها.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 01:47
المحور: عالم الرياضة
    


مشكل الكرة ليس في المدرب بقدر ما هو في المسؤولين عنها.

يرى الكثير من المهتمين بالحقل الرياضي، أن الرياضة في المغرب عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، غير قادرة على تجاوز محنها المفتعلة التي لا تكاد تخرج من واحدة منها حتى تلج إلى محنة أشد ظلامية وأقسى وقعا، وذلك بسبب اعتقاد الكثير من العناصر المسيرة التي لا علاقة لها بالرياضة لا من بعيد ولا من قريب، الذين لا يقدمون أي جهد لاستشراف مستقبلها، ولا يكلفون أنفسهم حتى مجرد عناء قراءة واقعها المشؤوم، لتعودهم على الجاهز والمعلب من التحليلات الهروبية التي‮ ‬تكفيهم وأسيادهم ‮الرسميين قتال إنقاذ هذا المرفق الكروي المهم مما هو فيه من نحس وشؤم وأزمات والرفع من كفاءته وفعاليته وإنتاجيته، والارتقاء بمردوديته- لا يتأتى في نظرهم المريض إلا بالتعاقد مع "الأجنبي"، مهما كان، وأيا كان مستواه، المهم أن يكون المدرب أجنبيا حتى لو كان شيخا من "جوطية وخرذة" الضفة الأخرى، إيمانا منهم بأن"مغن الحي لا يطرب" وأن الأجنبي يمتلك جميع العصي السحرية فلا بأس لو صرف عليه وعلى طاقمه التقني ومُرافقيه ومُرافقي مُرافقيه وكلابه وقططه، المليارات من المال العام، ولا ضير إن تعددت أسماء المتعاقد معهم وتنوعت جنسياتهم، وطالت لوائح قيدهم وتعددت منجزات فشلهم التي أوقعت بمنتخابتنا الوطني في هاوية الهزائم، من "هنري كاسبيرزاك" و" فليب تروسي" و"هنري مشيل" و"لومير"، والتي كان آخرها ما أنجزه المدرب البلجيكي "إيريك غيريتس" من هزيمة مؤسفة للمنتخب الوطني أمام كل من تونس والغابون، وإخراجه من إقصائيات كأس إفريقيا للأمم المُقامة حاليا في غينيا الاستوائية والغابون.
هذه النتيجة المخزية التي أحزنت المغاربة، والعار الذي أثار غضبهم وأجج حنقهم، لم يكن أبدا بسبب الهزيمة في حد ذاتها والتي كثيراً‮ ‬ما تقبل المغاربة الهزائم برحابة صدر في كثير من المناسبات، لوعيهم بأن قواعد اللعبة، وشروط التنافس، تستوجب المنتصر والمنهزم، بذليل أنهم لم يجدوا حرجا سنة 2004 في استقبال المنتخب الوطني ومدربه "ابن البلد ذي الغيرة الواضحة" استقبال الأبطال رغم هزيمته أمام تونس الذي توج بطلا لافريقيا، كما لم يكن بسبب حقد لشخص المدرب الأجنبي الذي اعتدنا تعليق كل هزائم أنديتنا وجل فشل منتخباتنا الوطنية على‮ ‬رقبته، وإنهاء عقدته بعد كل هزيمة رياضية‮ ‬في‮ ‬كل لعبة وفي‮ ‬كل رياضة وفي‮ ‬كل مسابقة أو دورة‮. لكن الغضب الجامح، والإحباط الكبير الذي انتاب المغاربة بعد هذه المهزلة التي أخرجت المنتخب من أمم إفريقيا، كان بسبب هول "شمتة" الوعود الكاذبة للمدرب الأجنبي التي لم تترك للكثير من المواطنين إلا أن يخرجوا عن صمتهم ليرددوا ولو مع أنفسهم، "اللهم إن هذا لمنكر وإنا له لمنكرون"، لمطالبة حكومة العدالة والتنمية -أملهم الأخير في الإصلاح المنتظر- بالتدخل العاجل لعقلنة الاستثمارات الضخمة المصروفة على المجال الرياضي والممولة من جيوب المواطنين المحرومين، وربطها بالمحاسبة، والتشديد في تحديد مسؤولية النتائج المخيبة للآمال لأنه لم يعد اليوم كافيا إقالة "اريك غيريتس" أو دفعه للاستقالة التي طالب بها بعض المتظاهرين في الشوارع، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك؛ لأن المشكلة ليست في المدرب بقدر ما هي كامنة في ‬المسؤول الخائب، والموظف الكسول،‮ واللاعب غير الموهوب، والمسير الرياضي‮ ‬الفاشل‮ ‬الذي يحيل ويعلق أسباب فشله على مدرب الفريق، فالمطلوب هو التغيير الجذري للمنهجية التي كرسها علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، والتي غابت عنها السياسة الرياضية الرزينة، والتسيير الكروي الحكيم والمعقلن البعيد كل البعد عن العشوائية والتسيب اللذان جعلا الرياضة الوطنية تئن تحت وطأة العبث الممارس من طرف عدد كبير من مسيري هذه الجامعة، الذين يسيئون للرياضة باستغلالها لأغرض غير رياضية؛ حتى أضحى التسيير الرياضي مهنة من لا مهنة له، يقرر وينظر في شؤونه الانتهازيون، والمتطفلون، الذين لا يفقهون في شؤونه غير تحقيق مآربهم الشخصية، والذين يصعب نقلهم من الانتهازية والإهمال والغفلة التي يسبحون فيها إلى فهم واسع وعميق للرياضة الوطنية، التي أصبحت معها علاقة الكثير من المسيرين واللاعبين والمدربين، تشبه إلى حد كبير علاقة بعض الموظفين الذين ينقصهم الإخلاص والكفاءة والدربة، بوظيفتهم، حيث يقدم الواحد منهم عملا وجهداً قل أو كثر بغض النظر عن ما سيضيفه لهذه الوظيفة وللمجتمع؛ لأن الهدف الوحيد في ذهن وفكر ذلك الموظف هو متى يتسلم راتبه، ويغضب إن هو حوسب أو عوتب نتيجة تقصيره، ويبدأ في التذمر والانتقام بالتمادي في التهاون والتقاعس عن القيام بالمسؤولية التي كلف بها، ما جعل المتتبعين لهذا العبث، لا يختلفون، في تحميل الجزء الكبير من المسؤولية المباشرة في تدني وتخلف القطاع الرياضي، لرئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، الفاسي الفهري وباقي المسؤولين عليها والعاملين بها، الذين لا ينظرون إلى كرة القدم، إلا نظرة استغلال فاضحة بعيدة عن كل تصور عملي يمكن أن يساهم في تحقيق التنمية الرياضية المنشودة، نتيجة غياب سياسات رياضية واضحة لدى معظمهم. ما دفع بالهيئة الوطنية لحماية المال العام للمطالبة بتشكيل لجنة افتحاص لمالية الجامعة، وأخرى لتقصي حقائق الإقصاء المبكر للمنتخب المغربي من إقصائيات كأس إفريقيا للأمم المُقامة في غينيا الاستوائية والغابون. كما دعت ذات الهيئة إلى حل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبحث خلفيات تخلف الجامعة عن عقد جمعها العام منذ تنصيب الرئيس الحالي علي الفاسي الفهري، ومن ضمن ما طالبت به الهيئة نشر ما اعتبرته الوثائق السرية لمالية الجامعة أمام الرأي العام والعقود المبرمة مع مدربي المنتخبات الوطنية، وعلى رأسها الناخب الوطني إيريك غيريتس والكشف عن السماسرة والمسؤولين المغاربة الذين كانوا وراء التعاقد معه براتب شهري وامتيازات خيالية تصرف بالعملة الصعبة من المال العام.
وقد أكد ذلك محمد طارق السباعي، رئيس هيئة حماية المال العام بالمغرب، على ان هذه الأخيرة ستضع، شكاية لدى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، ضد كل من منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة السابق، وعلي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وجميع أعضاء المكتب التنفيذي، وجميع من له يد في التعاقد مع "المدرب الفاشل البلجيكي إيريك غيريتس" براتب خيالي لا يعلم مقداره حتى وزراء الحكومة الجدد، وكأنه سر خطير من أسرار الدولة في بلد يحرق الشباب أجسادهم احتجاجا على كسرة خبز.
إلا أن هذا لا يبرر، ولا ينبغي له أن يبرر، فقدان الأمل، لأنه عندما يختفى الأمل، لا يبقى للحياة من معنى! لأن الأمل حالة من الوجود، وحيوية داخلية تدفع صاحبها للتغيير والتطوير، لا لهدر الحياة. ورغم ثقل المخلفات ومحدودية الامكانيات، فالأمل كله معقود على الحكومة الجديدة، في تحرير الشأن الكروي الوطني من التبعية، بالوقوف في وجه المتطفلين ومحاربة الارتزاق وإعادة الحكامة لتدبير جامعته الوطنية لأن وطنية مكوناتها وغيرتها ستدفعان بها لبذل ما في وسعها لتغيير سياسة الجامعة الملكية لكرة القدم لتتفادى الأخطاء التي وقعت فيها وهي تنفيذ ما سمته مخططات النهوض بالكرة الوطنية، والتي لم يعد تنفع فيها ومعها التبريرات الواهية لِمسيريها الحاليين، الذين مارسوا -طوال سنوات- الإقصاء ضد كل من حاول الخروج بالرياضة من الترهل أو على الأقل من الارتباك و التراخي السائدين.
حميد طولست



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصريح الحكومي، نقاش أو تحامل؟
- الدين لله واللحية للجميع!
- التمثيلية النسوية والكومة الإسلامية !؟
- المغربى مارس حقه الانتخابيّ،والباقي على بنكيران !
- أرقام على هامش فوز بنكيران برئاسة الحكومة
- لماذا التشبث بوزارة التجهيز والنقل؟
- هل سيترك بنكيران الدعوة إلى إقامة الدين في المؤسسات، إلى نشر ...
- إذا -المسحولة- سُئلَت بأي ذنب انتُهِكت؟
- كراسي الحكم وتجربة الإسلاميين .
- حكومة السيد بنكيران بين الهوية و التدبير.
- الإسلاميون يصلون إلى الحكم في المغرب.
- السلطة الخامسة
- المتقاعدون والانتخابات!!
- زحمة الشوارع.
- الدعاية الانتخابية La propagande
- طلب الجنس ليس عهرا مهما كانت الأعمار.
- الموت!!!
- سلوكات هجينة في عيد الأضحى المبارك
- العيالات!!
- نهاية طاغية..


المزيد.....




- المزيد من الرياضيين الروس يرفضون المشاركة في أولمبياد باريس ...
- الأندية الهابطة من البريميرليغ إلى التشامبيونشيب لهذا الموسم ...
- كلوب يكشف عن سبب الخسارة -المؤثرة- أمام إيفرتون
- هل الأمين جمال خليفة ميسي؟.. كابيلو يجيب ويختار الأفضل بين ر ...
- مفاجأة.. تشافي يتراجع عن قراره!
- نهضة بركان واتحاد العاصمة.. -الكاف- يحسم -أزمة القمصان-
- -متنكد- بسبب مباراة الهلال.. أمير سعودي يرد على صورة رصدته ب ...
- -كاف- يحسم أزمة مباراة اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان ال ...
- المرشح الأول لخلافة كلوب في ليفربول.. دوري واحد في 6 مواسم
- برشلونة يغير موقفه بشأن تشافي


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حميد طولست - مشكل الكرة ليس في المدرب بقدر ما هو في المسؤولين عنها.