أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محفوظ فرج - تخوف لامبرر له مجموعة شعرية للشاعر دينار السامرائي















المزيد.....

تخوف لامبرر له مجموعة شعرية للشاعر دينار السامرائي


محفوظ فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 21:23
المحور: الادب والفن
    



من طبعتي أن اتابع مايكتب من من أدب في العراق وخارجة وخاصة ما يكتب باللغة العربية الفصحى ولي عناية خاصة بالشعر على الرغم تواضع تجربتي قياسا لكبار الشعراء .
واليوم وانا اتصفح مكتبتي وقعت في يدي مجموعة شعرية رائعة بعنوان ( تخوف لامبرر له ) للشاعر العراقي دينار السامرائي وقد تذكرت أن هذه المجموعة الراقية اقتنيتها عندما وجهت لنا دعوة لحضور مهرجان الجواهري قبل ثلاثة أعوام والمجموعة من منشورات اتحاد الأدباء والكتاب في العراق بمناسبة اليوبيل الذهبي وطبعة خالية من التاريخ ويبدو أن المجموعة هي خلاصة لتجربة الشاعر فقصائده ممتدة من تارخ 1965 م الى عام 2007م وأن دل ذلك على شيء فانما يدل على أن الشاعر مقل ولايكتب قصيدته إلاّ حينما تكون ناضجة وملحّة فضلا على ذلك الاقتضاب والتكثيف في القصيدة ، فكل قصائده قصيرة لكنها تعبر عن تجربة عميقة وطويلة من المكابدة مرورا بقصائده في نقرة السلمان حتى قصائده في مدة الاحتلالي من 2003 الى 2007 م .
اللغة
 وإذا كان لنا أن نتابع لغة المجموعة فإنها لغة سلسلة سهلة ليس فيها غرابة ولا تعقيد مفردات أليفة تمس شغاف القلب ولكنها محكمة البناء في الجملة بعيدة عن الميوعة رائعة في علاقاتها مع البنية التركيبية والدلالية والموسيقية ولنتابع قصيدة ((أمي)) كم هي جميلة ورائعة : لم يكن بابها من صدف ....... ولا كان إيوانها من خزف .............. ولاسعف نخلتنا كالسعف ......... فكل الذي كان بعد المطر ............ وفي جلسة ليس فيها كدر......... اختفت مثل لمح البصر


التكرار


وقد تميزت قصائد المجموعة حقا باسلوب متفرد في أسلوب يعتمد التكرار كما في قلعة السلمان وهي أول قصيدة في المجموعة نللااحظ كيف تكررت لا
لا برجها يهدي
ولا كوكبها مسحور
ولا روابي قصرها بلور
ولا على الشطين مفتوحة
ويقول:
جئناك في العشرين من آذار
جئناك والدنيا بلا أخبار
جئنا ولا تسألي
وهذا التكرار الذي وسمت به قصيتدته يفصح عن انفعال الشاعر ومعاناته وهذا يعبران عن صدق تجربته.

التوازي

وقد طبع الشاعر أسلوبه بالتوازن في العبارات القصيرة وتكرارها المؤدي إلى التوازي حيث يتحد تداخل الموسيقى الخارجية مع الموسيقى الداخلية في القصيدة ولنلاحظ ذلك في قصيدته (غرور ) يقول
نغرق في الحنين مرتين
نموت مرتين
نعيش مرتين
وأنت في صمتك بين بين
تلامسين السور
تلاعبين السور
يا نجمة دارت على بيتنا
في هذه الليلة مغترة
لايبعد السور سوى اصبعين
ويسقط القلب بسامرة
وهذه من قصائد سجن السلمان ومن خلال متابعتي لقصائد السجون منذ عصر ماقبل الإسلام حتى القرن الرابع الهجري وجدت أن الشعراء يبدعون في قصائد السجن ويتبدى الطباق هذا الفن المعنوي التزييني في صورهم الفنية التي تجسد الالم والحزن داخل السجون _؛
وقصيدة (غرور) الغارقة في الحنين تلونت بالمعنى وضده ( نموت) و (نعيش)
وعلى الرغم من أن الشاعر يعشق الكتابة في قصيدة التفعيلة وقد وجد في صدر اشطرها القصيرة الفضاء الفسيح والأرحب للتعبير عن تجربته الشعرية لكنه لم يفارق القافية فقد جعفلها ركنا أساسياً في تجربته
ولنلاحظ قصيدة( العصافير) المدهشة في روعتها يقول:

العصافير.... لها عاداتها
ولنا عاداتنا
نحن البشر
نحن نبني حجراً فوق حجر

وهذه قواف متداخلة

ونصلي كلما جاء الخطر
وهي تبني عشها دون عناء
من ظلال وشجر
وتغني كلما جاء المطر
تتعاطى الحب من دون حياء
بينما نحن البشر
نتعاطى كل شيء في الخفاء

وللمتلقي أن يلاحظ قافية الراء بين سطر وسطر وقافية الالف الممدودة والهمزة بين سطر وسطر

الصور الفنية

والمجموعة بعد ذلك تستحق الوقوف ملياً عند صورها الفنية والرموز التي تتحرك مشخصة ومجسدة باستعارة تارة وكناية مرة أخرى وتشبيه
فالقمر من الرموز الأثيرة لدى الشاعر كما في هذه الاستعارة الجميلة

في قصيدته (أغنية واحدة للقلب )
لو يفتح الشباك
هذا القمر المجنون
لو يدخل في القاعة
يبقى ولو ساعة

و(السور) المحيط به لايفارق قصيدته أبدا

وخاصة في قصائد السجن

يا أيها القلب الذي يرتاب
تشتعل الدنيا وراء السور
آذار مر خلف هذا السور
لامست حتى عشبه الأخضر
حتى كأن القلعة الأولى بلا أسوار

النص الغائب

ولعل جمله الشعرية القصار فيها مايغني عن قصائد ملحمية انها لغة الشعر المبهرة التي تختصر المسافات وقصيدة( أيها الوطن) خير شاهد على وجود نصوص غائبة بين ثنايا القصيدة وهي تصور مامر بالعراق من ويلات عبر تاريخه الطويل : يقول ........ كدر أنت لاسماؤك تصحو ـــــ لا ولا نجمك المؤمل يطلع ........ فلماذا تريدني أن أغني ؟ فأغني ... انه رافض للغناء منذ كان العويل والنواح على تموز ....

النجم

. ويمكننا القول أن النجم يعد لدى الشاعر مرتكزا نفسيا يتابعه ويناجيه ويرسل من خلاله الرسائل الى أحبته (فالثريا ) مشخصة باستعارة رائعة يقول : تسلقت الثريا حائط السلمان ......... في الساعة الفلانية ....وروح بعدها الميزان في ساعة ... انها صحراء قاحلة ليس فيها من يؤنسه أو يخبر عنه سوى هذه النجوم رمزا حقيقيا للامل يبثها حزنه وشكواه مما يجد وبين الثريا والميزان تذكرت رائية عمر بن أبي ربيعة يقول : وغاب قميرٌ كنتُ أرجو غيوبه ــــــ وروَّح رعيانٌ ونوَّم سُمَّر . في( غرور ) يا نجمة دارت على بيتنا .. في هذه الليلة مغترّة وفي السماوة) فشرطتها وحدهم يذكرون فنجمتهم واحدة......... وبها يهتدون ........ وفي (مساء الخميس) فنجم أطل ونجم توارى ....... شبحنا عليه العيون انتظارا .... وطار وطارا .... وجاس الديار.... وهكذا لايطل علينا نجم القصيدة الا وهو يقوم بتجلي التجربة في الصورة الفنية الرائعة عن طريق المجاز يقول في (بيت أمي) مازال نجمك في عيوني ..... إن دار درتُُ .... وإن غفى عني سهرت ..... هكذا يغفو النجم ولايطيق السهر ولكن الشاعر في سجنه سهران . ولما كان المكان واحدا ثابتا لايتغير رتيبا فقد كان المتابعة له قليلة قياسا الى الزمان المتغير الذي يكاد يهيمن على قصائد الشاعر جميعها فمفردات القصيدة هي قاموس لمفردات الزمن ( وجه المغرب في قصيدة الوقت .......... ودوري طوال المساء في قصيدة القادم .... فتسقط الامطار في نيسان في قصيدة غناء ............ وفي قصيدة في آب في آب اللهاب امرأة تتمرا في المرآة .... وفي قصيدة الساعة .... يثسأل ساعة .... أية ساعة هذا الشيخ الأعمى يسألأ عن أخبار الساعة.... وبعد فإن في اقتضابها وإيجازها جعل من القصائد ذات وحدة عضوية رائعة على مستوى الموضوع والشعور والصياغة فهذه قصيدة (زيارة) ولنر كيف هي من حيث موضوعها تسرد قصة الشهيد ،وكيف هي دفقة شعورية عميقة متماسكة ،وكيف هي لغتها السلسة من حيث الصياغة على مستوى واحد يقول: يجتاز ممر حديقتها .......... ينسلُّ ....... من الباب المقفلْ......... يقلب ذاكرة المرأة.... يقلب مكتبة البيت ... يوقظها في عز النوم .... (ياعزيزي الشهيد دع المرأة وشأنها) إمرأة في هذا العصر....... تحتاج إلى نوم أكثروفي قصيدة ( تخوف لا مبرر له ) التي عنون مجموعته بها كانت الوحدة الشعورية المتدفقة بالشجن والضيق والحزن من خلال الحاحه على جمل متكررة تلج بالقسوة والعذاب حتى وصل الحال به أنه لايزال في بداية القصيدة حيث ابتدأت ب( لو أسقط عني ) وبعد الحالة الشعورية امتدت القصيدة ولكنها انتهت ب( لو أسقط عنك ) وكأنه لازال في رالبداية ثم أن تكرار لو الشرطية المقطوعة الوقوع بجوابها في تكرارها تنفتح على التمني وهو الطلب الذي لايمكن حصوله والذي يشعر بعزة المتمنى وندرته
والقصيدة عبارة عن وحدات متكررة تعلق بعضها ببعض فهي كل لا يتجزأ : لو أسقط عني حزني / لو أسقط عني ما أشتاق / لو أسقط هذا البدوي / الساكن في صوتي / اتحدى موتي فأقامر فيك
أتقاسم فيك الماء/ اتقاسم فيك الضجر / أتقاسم فيك جنون البحر / اتقاسم فيك جميع الأشياءنا مي.... / الليلة لا يأتي أحد / نامي...... / الليلةى لا يأتي العشاق /فانا لا أفتح هذا الباب / وأنا لا أوصد هذا الباب /من أين أجيئك سيدتي ؟ / من أين أجيئ ؟؟ /من أين أضيئك سيدتي / من أين أضيء ؟ /هذا التعتيم يخوفني / هذا التعتيم / هذا الموت المنساب / مابين النصل وبين الباب / لو أسقط عنك الظل / لو أسقط عنك القفل / لو أسقط عنك القمر المغبر / طوال الفجر أ للففتك في هذا المعطف واجتزت الليلة حد القتل /








هذه انطباعات عاجلة كتبت عن مجموعة ( تخوف لامبرر له) تشير الى أن المجموعة فيها نواح ابداعية كثيرة تحياتي للشاعر الكبير دينار السامرائي الذي سعدت بقراءة مجموعته تمنياتي له بمزيد من الابداع والتقدم


محفوظ فرج



#محفوظ_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أسباب الحزن العراقي
- ملاحظات في مفهوم المذهب الكلامي
- مقدمة في الأسطورة وبداية توظيفها في القصة الراقية
- لي أن اتراجع
- سحر عينيك
- رغوة الرنين / مجموعة شعرية
- مزمار آشوري
- بيت الجوريّة
- نمل أبيض
- مرَّ هنا
- الثوب
- في ظل جدار آشوري
- وردة
- أثر الشعر في القرار السياسي الى نهاية القرن الرابع الهجري تأ ...
- ضيعتنا
- أهداب الشام
- نينوى
- الوجد القادم من وجدة
- حسان الدار البيضاء
- من يوقظني


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محفوظ فرج - تخوف لامبرر له مجموعة شعرية للشاعر دينار السامرائي