أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - العالم أوسع مما بين فخذيها














المزيد.....

العالم أوسع مما بين فخذيها


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 21:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



في إحدى الإيفادات الرسمية أوفد العراق مجموعة من أدبائه بينهم شاعر عراقي مرموق ، وكالمعتاد رافق الوفد من لا شأن له لا بالأدب ولا بالثقافة لكن له شأن كبير بالعشائرية التي ضمنت له الوظيفة.. تلك الدكنة المميزة لملامح المجتمعات العربية والعراق منها. كان هذا في سبعينيات القرن الماضي ، وقد ذهب الوفد الى الاتحاد السوفيتي واحمد الله ان الحاكم يومذاك لم يكن خروشوف والا فسوف تستأصل لي المرارة مما سأعانيه من ردود أفعال مناوئيه والراغبين من مسح اسمه من التاريخ.
المهم لما وصل الوفد الى موسكو وضع لهم السوفيت جدول زيارة تضمن المتاحف والمؤسسات الثقافية وحضور عروض مسرحية وموسيقية منوعة لهذا البلد الغني بالثقافة والأدب والفن .
هذا الذي لا شأن له بالثقافة إنما رافق الوفد على الأغلب كرجل أمن او عين للدولة على أدبائها لمعرفة كل ما يقومون به ومراقبه تحركاتهم كان مبهورا وهو القروي الأمي بجمال الروسيات وحيوية مشاركتهن بالحياة .

من شدة انفعاله وكون عقله لا يدور فيه الا ناعور واحد ولا يحفظ في خزانة تعليمه الا حكايات جدتي والتي لا تعرف المرأة الا بمهمة واحدة وغاية واحدة وجد في تبسط المضيف وحسن ضيافته سببا لإرضاء فضوله وإجابته عن سؤاله الذي راح يشكل محور اهتمامه حتى نسي السبب الذي جاء من اجله لموسكو فسأله بفضاضة عما اذا كانت فتياتهم حقا يضاجعن الشبان بلا زواج . وهل حقا لا يقيمون للشرف وزنا؟. التفت إليه مضيفه وكتم غضبه ، ولم يرد عليه.
لكن المرافق للأدباء ظل يكرر سؤاله كالمحموم كلما لقي مضيفه وفي كل مكان. لم تبهره المتاحف وحلاوة العروض وروعة الفنون ولم تشده أسباب تقدم هذه الدولة التي كانت القطب الثاني في العالم يومها. ولم يأبه بانجازاتها على الأقل الثقافية وهو يصطحب المثقفين ويدعي انه منهم لا كان همه معرفة اذا ما كانت نسوة ذاك البلد خارجات عن التقاليد وهل حقا هن بلا شرف؟.
لما طفح الكيل بمضيفه التفت إليه، وهو يجاهد بضبط أعصابه محدثا إياه بهدوء: يا سيد للشرف عندنا معان ومسميات كثيرة وهو واسع الفهم ومتعدد الاتجاهات . يبدأ بشرف الكلمة ولا ينتهي بشرف المهنة فكل ما يفعله المرء يعد شرفه كلمته . مواقفه . عمله . نظافة يده. إخلاصه لبلده. ولعلمه ..لأسرته ولمبادئه كلها وغيرها مسميات للشرف عندنا . ولكن للأسف الشرف عندكم محصور بمكان صغير بين فخذي المرأة.

أنهى المضيف حديثه ولكن هل انتهت معاناة المرأة بالشرق بصفعه للسائل بهذه الحقائق. الإجابة لا ما زالت المعارك والحروب والفتاوى والدعوات والقتل يدور حول ذلك المفهوم الشرقي للشرف. وشر البلية ما يضحك كون الشرف لا يلزم المتغني به بقوانينه يعني لا يلزم الشرق الرجل بطائلته ولا يحاسبه عليه وليس هناك من قانون عرفي يدينه فدوما الشرف هو ذلك العبء الثقيل على كاهل المرأة . فإذا ما أراد احدهم قهر رجولة أخر رجمه بشرفه وقصد نسائه. واذا ما اراد النيل منه عيره بما قد لا يكون به ويكفي بان يدعي. وما اضطهاد المرأة وسجنها وتعذيبها بسجون الاحتلال ثم الحكومات المتتالية بالعراق الا نوعا من أنواع قهر الرجولة وإذلالها وفق مفهوم الشرف المتعارف عليه.
متى ترتفع الرؤوس المطأطئة بسبب هذا العرف البغيض وتنظر للعالم الواسع ، وتضع لها شروطا أجدى واعدل . تصون الكرامة .تنادي بالمساواة والقيم الإنسانية.
تنطوي تحت ظل هذه النظرة الدونية والتعسفية للمرأة ودورها في الحياة الكثير من الممارسات الجائرة بحقها وحق المجتمعات . جرائم الشرف المزعومة أبشع أنواع هذه الممارسات. حيث تختفي معالم الجريمة ويهلهل المجتمع الذي لا يريد مغادرة قبليته للجاني والذي لا يستبعد ان يكون هو المجرم الذي وجد بسكوت المجتمع فرصة لارتكاب جريمة ومحو أثارها.
المجتمعات التي يضيق بها عالم الرجال فلا يكون ابعد مما بين فخذي امرأة مجتمعات بينها وبين الحضارة والتمدن ما بين السماء والأرض.
الموروث احد العوامل في بقاء هذه الخصلة البائسة تتحكم في بقاء هذا العرف المشين والذي يتسبب في إزهاق أرواح الكثير من النساء في العراق والكثير من البلاد العربية. وحتى المجتمعات الإسلامية التي تتقاسم معها نفس الدين والعادات والتقاليد.
المجتمعات المتمدنة التي يخافها الدعاة ويخشون على أعراض بناتهم منها حلقت بأفاق الكون باحثة عن أسراره ، هذبت سلوكها وشذبت عواطفها وطوعتها وتعاملت مع الغرائز بإنسانية وحضارية. بينما ما زال الكثير من قبلي البلدان الشرقية مطأطئي الرأس يتباهون و يتنابزون ، ويتقاتلون على مساحة لا تتعدى السنتمرات بين فخذي المرأة



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميرة
- النقاب -3-
- النقاب -2-
- النقاب
- رحلة الى قندهار
- Iهل هذا هو التمدن
- خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 2
- خروشوف والزيدي عندما يغضب الرجال 1
- مكارم
- الحسناء والملك..حذاء الزيدي
- الحسناء والملك رحلة الخليج
- عبود وحنا
- قبل قلب الصفحة
- كان الإسلاميون حاضرين
- دع الإسلاميين يأتون
- دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي ...
- صور من المعركة حصار برلين
- صور من المعركة شميستنا شمس الأطفال
- صور من المعركة وضاع ابنك يا راعي
- صور من المعركة المؤذن في فراش أمي


المزيد.....




- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - العالم أوسع مما بين فخذيها