أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جقل الواوي - سياسة الإنفعال














المزيد.....

سياسة الإنفعال


جقل الواوي

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 13:46
المحور: كتابات ساخرة
    



حَركَت الإنتفاضة السورية القاع السياسي الراكد و فرضت حياتا "سياسية" على كل السوريين هكذا فجأة تحتم على كل سوري أن يكون صاحب موقف و رؤية "و خارطة طريق" و خلافة، دون أن يكون السوري مالكا "لعدة" سياسية، فقد كان و لعقود غارقا في "سبات" سياسي عميق، مصدر معلومات شحيح و ربما مغلوط المعلومة ذاتها خاضعة "لرقيب عتيد" جائر لا يقص بقدر ما "يقرض" ووسيلة تعبير بدائية "مفلتره" و ذات مدى مجدي قصير،و كل ذلك برعاية المخابرات.و بحكم مثل هذا التعتيم السياسي تحولت حياة السوريين السياسية الى شعارات و مقولات "مسبقة الصنع" ذات فحوى مهلهل ترددها الألسنة بشكل عفوي أو إنعكاسي.الآن و الحدث سياسي كيف ستكون ردات الفعل السياسية لمن لا يملك "حواسا" سياسية.

الرجل الوحيد الذي يمكن أن يمارس السياسة دون خوف هو رئيس الجمهورية فالدستور يتيح له وحده هذا الحق، و رغم ذلك لم يمارس الرئيس "بنسختيه" اي نوع من أنواع السياسة فقد كان يقود الداخل عبر "شلة" من التكنوقراط المشكوك بكفائتهم و غير المشكوك بولائهم و باسلوب "التجربة و الخطأ"، مع دور أساسي لفرع مخابراتي أو أكثر يتغلغل من خلف ظهر الإدارات المدنية و ينقل معلومات الى الرئيس ليس من الضروري أن تكون صحيحة، و كان الرئيس يقود الخارج بلعبة توازنات يمكن تبرير تناقضها بسهولة المهم أن تبقى خيوط كثيرة بيد الرئيس و في هذا الوسط تنشط المخابرات أيضا بشكل أكبر فهو المناخ الملائم لتأمن قوت إستمرارها. لا يمكن إعتبار تحركات من هذا النوع سياسة لأن نتائجها ذات طبيعة محلية و مؤقته و شخصية و قد تكون مزاجية إيضا، و عندما أتيحت فرصة ذهبية ليكون الرئيس سياسيا للمرة الأولى في حياته و ذلك بعد الخامس عشر من آذار أدار ظهره للأمر و أعتمد لإدارة الأزمة على أفرع مخابراته أكثر من السابق و أخضع لهم بشكل مذل قادة الجيش.و في خطاباته جميعها و لقاءاته مع الإعلام المحلي و العالمي أظهر بوضوح حساسية رجل الأمن و النقابي البيروقراطي الذي تجاوزته القوانين، و لم تبدو عليه على الإطلاق سحنة السياسيين.

حالة كهذه وضعت "المتحدثين" باسم النظام في حالة يرثى لها فقد ظهروا ككتيبة من "البجم"، يرددون الشعارات و المقولات إياها مع تحوير شكلي يناسب الحالة دون إقتراب أو حتى ملامسة الحدث الفعلي، و قد كرس هؤلاء حضور إعلامي نبرته عالية و قيمته منخفظة لم يبرر او يوضح غياب السياسة المطبق و حضور الأمن و الجيش، و ظهر لديهم جهل كبير بمفهوم المعارضة و تم الخلط بشكل كبير بينه و بين مفهوم "العدو" فتساوت التسميتان الى حد التطابق و تم تبرير إستخدام القوه عبر هذا الخلط بين "الكلمتين".، يقف وراء المشهد أجهزة أمنية توفر للمتحدثين "وسائد" كقصة زينب الحصني و سواها. و قد تم إستهلاك الكثير من ساعات البث التلفزيوني التابع للنظام في سرد أحاديث "مطمئنة" و قراءات و تحليلات شديدة التكلف هدفها الأساسي التعمية و الحجب، بتركيز شديد على أن النظام باق بدون أن يلاحظ هؤلاء أن تطورا ملحوظا قد طرأ على الجمهور "بشقيه" بعد مرور كل هذا الوقت.

أنسحب الأداء السياسي الضعيف على التشكيلات المعارضة التي تكتلت خلف الشوارع المنتفضة،تشكل المجلس الوطني بعد تردد كبير و ساهم في تشكيله قوى إقليمية ، صبغت ردود الفعل و إزدواج المواقف معظم تحركات المجلس. أعضاؤه يتحدثون في الجلسات الخاصة و "شبه العامة" عن التدخل العسكري كحل وحيد ، بينما يستغرق مجلس الأمن الليل بطولة محاولا أصدار قرار إدانه بسيط و يفشل في ذلك. المجلس الوطني "يعتقد" بأن السماء ستمطر "خبز مرقد" بمجرد أن يحدث تدخلا خارجيا ،موقف تتدخل فيه العاطفة بشكل كبير و قد تكون الدموع المسفوحة من بعض الأعضاء دليلا على ذلك.، اما هيئة التنسيق فترغب بإزاحة النظام عبر الشعار الذي لفحة البرد "سلمية"،و هو موقف آخر يعتمد على العاطفة المشوبة بكثير من الرومانسية دون الإلتفات الى إنخفاض كفائة الجسد الآدمي أمام الدروع العسكرية. كلا الشعارين لا يستندان الى السياسة كعلم يقارب الممكن لتنفيذه، جر التدخل الخارجي "من شواربه" غير ممكن لإعتبارات تخص الخارج ذاته و هو أن حصل فسيطيل عمر النظام و يخلق بلبلة داخلية يمكن أن تتحول الى مواجهات داخلية داخلية ليست طائفيه فقط و ربما مناطقيه، مما يعني تَحول الإنتفاضه الى مجرد صراع، اما السلمية فقد تذوي بسهولة أمام البطش و البرد ومعدلات الهطولات المطرية المرتفعة. يتحكم في كلا الشعارين دفق من الإدرنالين يعطل جزئيا العمل الواعي.

و إذا كانت لغة رجال النظام "خشبيه" فلغة رجالات المعارضة "كتانيه" بعضهم يقتصر على السب و الشتم و إظهار الإنفعال و قد سقط فك أحدهم من شدة الوطنيه و هو يتحدث،و شهدت إستديوهات تلفزيونات شهيرة جولات لكم و تراشق بالكراسي، مما يعني إن الحوار كان مفقودا لصالح التشنج، و قد يعتقد متحدثي المعارضة بأن المبالغة في إضهار العداء للنظام هو موقف وطني قد يستدعي المكافأة، و العداء للنظام هو وصلات سباب و شتائم و إظهار عواطف و ربما سخرية.

نجح النظام بحذف مفهوم السياسة من القاموس السوري، ولأنه حرمها على الجميع عجز عن ممارستها بإعتبارها تحتاج الى طرفين، و عندما ظهر طرفين فيصلهما سياسي، اصبح النظام كائن "عصبي" يتمترس خلف دبابة ، والمعارضة كيان "عاطفي" ممسك بخيارين المسافة بينهما شاسعة يملأها "الفراغ".



#جقل_الواوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم و هلأ لوين.... يا ويلي ملا -لبكي-
- مناع أم غليون. المكان لا يتسع للجميع
- افسحوا الطريق الإسلاميون قادمون
- الشخص
- أردوغان و حسن البنا، أماني باراك أوباما


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جقل الواوي - سياسة الإنفعال